التفريغ
اريد ان اخذ بيديك فنرتحل بعيدا ثم نعود مرة اخرى الى امنا رضي الله عنها وهذا البعد قريب جدا من قلوبنا وقد تلبس الهم السيدة مريم على نبينا وعلى ولدها صلوات الله وسلامه - 00:00:00ضَ
حتى قالت اللسان المتألم من القلب المكلوم ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا الناس تغيب اللي حبيبته عائشة وهذا هم ينطق ويسجله القرآن المجيد ينطق بما في قلبها من حزن عظيم ورغبة في الفناء - 00:00:38ضَ
فناداها من تحتها الا تحزني جعل ربك تحتك سريا وهزي اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جميلا فكل لي وقري عينا بعثة الهدوء ها هنا في هذه الايات وما فيها من روضة غناء تسكب السكينة في القلب - 00:01:10ضَ
لا نهاية لها بعثة هدوء وسكينة ولطف وكان شيخنا رضوان الله عليه يسمي سورة مريم سلوى المحزون اذا قرأها محزون فجلس بقلبه بين يدي الايات وجد فيها سلوة وشفاء لجراحه وكلومه - 00:01:35ضَ
هذه امرأة سرعان ما انتقل حالها من تمني الموت ومن الهم الذي اطبق عليها حتى ترى العالم كله كأنه سم الخياط اتريد ان تدرج في كفنها وتموت فاذا هذا الكفن - 00:01:57ضَ
الذي كانت تريده هذا الكفن كفن الهم اذا به وضوء وسكينة وطمأنينة اذا ارسل رب العالمين رحمته على قلب العبد انقلب ما كان هما انهارا من السعادة ونبتت على ضفاف هذه الانهار سكينة وطمأنينة - 00:02:17ضَ
ثم ان الانسان بعد ذلك يرفع الله رب العالمين هذا العبد بهذا الذي كان يفجأه ويظنه امرا عظيما شديدا فالحمد لله الذي يجعل بعض ما يصيبنا من الهموم مجلبة للفرح بعد ذلك وابانة لمعدنك وسمو قدرك عند من تحب او عند رب العالمين سبحانه وبحمده - 00:02:40ضَ
انظر الى امنا رضي الله عنها وارضاها وقد اتاها امر عظيم شديد ان تبتلى امرأة طاهرة الذيل حصان الرزال بعيدة عن كل الواس الدنيا في محض النبوة وكانت احب الناس الى سيدنا رسول الله - 00:03:06ضَ
صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ان تصاب في عرضها في عفتها بقالة السوء تتهادى من قلوب صدأ فيها النفاق وارسل قيحه وصديده بشائعات الكذب وحديث الافك امنا رضي الله عنها - 00:03:28ضَ
وهذا الحديث فيه ما فيه من طهارة قلبها وصفائه ذهنها وشرف معدنها وخلوها من ادناس الدنيا ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات. ذكر رب العالمين هنا خصلة شريفة الغافلات قلب غافل عن الخبث - 00:03:49ضَ
ليس فيه ضغينة ولا حقد ولا حسد وهذا اجمل ما يوصف به الانسان هذه اجمل غفلة يوصف بها الانسان ان يكون غافلا عن الشرور والخبائث ان يكون قلبه متوقدا كالسراج ليس منه الا الضوء لا يعرف العتمة - 00:04:13ضَ
امنا رضي الله عنها كانت اربعة عشر عاما غفل النبي صلى الله عليه وسلم في غازاته ثم حان من الجيش ان يجلسوا قليلا ليستريحوا. فذهبت امنا رضي الله عنها لابتغاء شيء لها - 00:04:32ضَ
ثم رجعت الى نفس المكان الذي كان فيه الجيش فلم تجده وجلست رضي الله عنها رضي الله عن امي فاخذها النوم فجاء سيدنا صفوان ابن المعطل وكان سيدنا صفوان رضي الله عنه قد استأذن النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ان يكون في ساقة الجيش - 00:04:49ضَ
حتى اذا وقع من احد اداوة او جراب كما في حديث سيدنا ابن عمر وحديث سيدنا ابي هريرة رضي الله عنه اذا وقع من احد شيء اخذه فاسلمه اياه فكان يكون في اخرة الجيش - 00:05:12ضَ
يتتبع شيئا سقط من هذا او شيئا يلقفه فيسلمه الى صاحبه فوجد امنا رضي الله عنها وجد سوادها يعني ظلها وقد نامت فاستيقظت على استرجاعه قال انا لله وانا اليه راجعون. قالت ولم اكن قد حملت اللحم فلم ينكر الناس خفة الهودج - 00:05:26ضَ
ما رفعوه على البعير قالت فاخذني ووطأ لي يديه فصعدت على البعير ثم اقبلت وقد نزل الجيش في نحر الظهيرة كل لفظة في هذا الحديث وحده قبل ان يبرئها الله رب العالمين وفي سلوكها - 00:05:48ضَ
وفي صفة ما تفعله كلها شواهد قاطعة بذاتها قبل تبرئة الله رب العالمين لها انها اتقى الناس واصفى الناس قلبا وابعدهم عن الريبة حاشاها رضي الله عنه. بمثلها يكون الطهر - 00:06:11ضَ
ليست هي طاهرة وحسب بل الطهر مثل مثلها رضي الله عنها وارضاها فاقبلت في نحر الظهيرة ثم ابت وقد خاض الناس ووقع فيه من وقع دخلت الى البيت قالت فاشتكيت شهرا - 00:06:28ضَ
مرضت ثم كانت تقول وكان يريبني هذا هو موضع همي انا كل همها انه كان يريبها انها لا تجد من النبي صلى الله عليه وسلم ذلك اللطف الذي كانت تجده منه عندما كانت تشتكيه - 00:06:47ضَ
كما كانت تقول رأسه فقال بل انا ورأساه يا عائشة كان هنالك مبادلة في الشكوى والحب والهم والبث رضي الله عنها وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا رسول الله. فما باله معرض عني - 00:07:09ضَ
وانا متعبة حزينة قد اجلسني المرض وهي لا تعلم شيئا مما قاله الناس فخرجت مع ام مصطح الى حاجتها وكانت تقول وكان حالنا حال العرب كانوا لم يتخذوا كنفا قريبة من المنازل - 00:07:25ضَ
كما حدث بعد ذلك بل كانوا يذهبون بعيدا في الليل. كانت المرأة تخرج الى حاجتها في الليل تمام عفتها تذهب بعيدا البرية يعني في الصحراء فعثرت ام مصطح وقال التعس مسطح فقالت لها امنا بئس ما قلت - 00:07:46ضَ
قالت الا تدرين ما قال ماذا قال؟ قالت لقد قال الناس كذا وكذا قالت امنا بدهشة المصاب الغافل عن الخبث وقد قال الناس ذلك لم تقل حرفا ان الانسان الطاهر اذا دهمه الشيء لا يخطر بباله - 00:08:06ضَ
وهذا السكوت فيه صخب عظيم من النار والهم في قلبه ليس سكوتا كاملا انما سكوت اللسان. واما القلب فيحتمل فيه ما يعتمل من الهم. اه قد قال الناس ذلك قالت له كيف يقول ابنك كذلك؟ - 00:08:30ضَ
صافية غافلة عن الخبث كلما علمت كأنما ربطت بين هذا الحال الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من عدم تفقدها وما قاله الناس فاستأذنته ان اذهب الى ابوي - 00:08:52ضَ
قلت لامي وقال الناس ذلك. قالت يا بنيتي تهون عليها ما كانت امرأة وضيئة احظى منك عند زوجها لا تكون امرأة وضيئة عندها حظوة عند زوجها الا قال الناس فيها - 00:09:13ضَ
يعني الامر حسد قالت فبكيت حتى ظننت ان البكاء فالك كبدي وهي انسانة اوتيت الفصاحة العليا فاذا قالت حتى ظننت ان البكاء خالق كبدي فاعلم ان كبدها كان يتفتت اوتدري - 00:09:31ضَ
ما سر تفتت ذلك الكبد كان اعظم شيء عليها واثقل من رضوى وسبير وجبال الدنيا كلها يتوقف النبي صلى الله عليه وسلم قال فجاء النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم فقال يا عائشة - 00:09:56ضَ
امنت بذنب فاستغفر الله هذا الكلام المحايد انه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم شهد لها بتمام العفة قال والله مقسما وهو الصادق الذي لا يحتاج الى قسم والله لا اعلم عن اهلي الا خيرا. وما ذكره رجلا الا لا اعلم - 00:10:13ضَ
عنه الا خيرا وما دخل على اهلي الا معني في اهتمام البراءة ليس في قلبه شوب شك صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم. لكنها ارضوا حبيبة قلبه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم. وهذا مصاب جلل عظيم. قد ابطأ الوحي - 00:10:37ضَ
هذا مصاب اعظم وضعاطشت القلوب الى بيان الحقيقة لما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم ذلك نزل عليها كأنه الموت قالت فرقأ دمعي. لماذا حزنها اكبر من الدمع لا يسعفها الدمع. ان الدمع يكون متنفس الانسان الحزين - 00:10:56ضَ
فان الحزن يصيب الانسان بالضيق فيتنفس الانسان من رئتيه وعينيه ويجلس باكيا يجلس حزينا يتنفس بالالم لما قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فكان حدقة عينها لا تتسع لما فيها من حزن - 00:11:20ضَ
وقالت لسيدنا ابي بكر رضي الله عنه. رد عني قال والله لا اعلم ماذا اقول يا بنيتي امي ما فيش فقالت والله اني لاعلم ان ذلك وقع من قلوبكم. ولان قلت لكم اني بريئة - 00:11:41ضَ
والله يعلم اني لبريئة لا تصدقوني وان قلت لكم اني لست بريئة والله يعلم اني لبريئة لتصدقوني ولا اقول لكم الا كما قال ابو يوسف قالت وكنت جارية حديثة السن - 00:11:59ضَ
وانسيت اسمه. انساني الهم واسمه الهم ينسي الانسان الابجديات ربما تكلمه وهو جالس في جب همه في قعر همه فلا يدرك من كلامك الا حركة شفاهك لا يسمعك اصلا قد شغله صخب الهم وصليل معاول الحزن - 00:12:19ضَ
فقالت والله لا اقول لكم الا كما قال ابو يوسف فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون وتحولت يعني اعرضت عنه ونامت مهمومة لا تنام لكنها كأنما معرضة عنها عنهم - 00:12:40ضَ
فيها الم هذا الام لا يوصف هذا الم لا يوصف لا سيما وقد جاء رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم فقال ما يوهم ان هنالك حيادا مع ان سيدنا ابي عبدالله ابن قيم الجوزية قال انما ذلك كان من تمام صبره فقد قام بمقام العبودية والصبر - 00:12:57ضَ
وهذا اه من اعظم الابتلاءات لان هواه وحبه انها بريئة لكن لم ينزل الوحي فسكت فقام بحق العبودية قالت فوالله ما خرج احد من البيت فاخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ياخذه من البرحاء من الشدة عند تلقي الوحي - 00:13:20ضَ
فلما كشف عنه جعل يضحك صلى الله عليه وسلم هلأ ابشري يا عائشة ان الله قد انزل براءتك فقالت امها بلسان الفرحة قومي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت والله لا اقوم ولا احمد الا الذي برأني - 00:13:41ضَ
قال سيدنا الامام ابن الجوزي رحمة الله عليه ورضوانه كما روى ذلك او اورد ذلك الامام ابن حجر رحمة الله عليه في فتح الباري قالت ذلك بلسان مدل محب قالت والله لا احمد الا الذي برأني. وانزل الله عز وجل فيها عشر ايات وقد تممت الكسر - 00:14:00ضَ
عشر ايات الى يوم القيامة وانا اريد ان اجلس اليك في ديار هذا الحديث في بيانه وفي خصال امنا رضي الله عنها التي تنطق قبل نطق الايات والاحاديث وشهادة النبي صلى الله عليه وسلم تنطق هي بلسان حالها وشهادة افعالها انها مبرأة طاهرة شريفة رضي الله عنها - 00:14:22ضَ
دعني اقول لك ذلك فيما نستقبل من مجالسنا وصلى الله وسلم وبارك - 00:14:50ضَ