برنامج التفسير

سبعة أوصاف إذا عُرفت بهم دخلت الجنة | جزء 1 لقاء 253 من تفسير القرآن | الشيخ د. محمد حسان

محمد حسان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي هدى بكتابه القلوب وانزله في اوجز لفظ واعجز اسلوب اعيد بلاغته البلغاء وابكنت فصاحته الفصحاء واذهلت روعته الخطباء وهو الحجة البالغة والدلالة الدامغة والنعمة الباقية والعصمة الواقية - 00:00:00ضَ

وهو شفاء الصدور والحكم العدل فيما احكم وتشابه من الامور واشهد ان لا اله الا الله العزيز الغفور. واشهد ان سيدنا محمدا عبد الله ورسوله اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى اله واصحابه اجمعين وبعد. ايها الاحبة ان العلوم وان تباينت اصولها - 00:00:27ضَ

وشرقت وغربت فصولها وتعددت وتنوعت ابوابها واحكامها فانا لا اقلل من قدرها وشأنها الا ان اعلاها قدرا واغلاها مهرا واقومها قيلا واوضحها سبيلا واصحها دليلا علم التفسير وهو شمس ضحاها - 00:00:49ضَ

وبدر دجاه ولم لا وشرف كل علم بشرف موضوعه وموضوع علم التفسير كلام ربنا الملك القدير. الذي هو منبع كل حكمة. ومعدن كل فضيلة. واصل الاصول وطريق الوصول الى السعادة والنجاة في الدنيا والاخرة. بصحبة الحبيب الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:01:12ضَ

ونحن الليلة بحول الله ومدده على موعد مع اللقاء الثالث والخمسين بعد المائتين من لقاءات التفسير وهو اللقاء الثامن من لقاءات تفسيرنا لسورة ال عمران. وكنا في اللقاء الماضي قد انتهينا من تفسير قول الحق جل وعلا - 00:01:36ضَ

قل اانبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وازواجا مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد من هؤلاء العباد وماذا يقولون؟ وبماذا يتضرعون الى الله جل وعلا - 00:01:57ضَ

قال الله سبحانه الذين يقولون ربنا اننا امنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار الذين يقولون ربنا اننا امنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار موديل اه رقم ستاشر من ايات سورة ال عمران - 00:02:24ضَ

فبعد ان بين الحق سبحانه وتعالى انه بصير بالعباد الذين يستحقون الفوز بهذا النعيم المقيم العظيم يبين جل جلاله ادب هؤلاء يبين ادب هؤلاء في قولهم ودعائهم وهم يقولون يا من ربانا باحسانه. ربنا اننا امنا - 00:02:48ضَ

يا من ربانا باحسانه وعاد علينا بفضله وكرمه وجوده وامتنانه اننا امنا بما دعوتنا اليه من الايمان بك والايمان برسولك صلى الله عليه وسلم الذين يقولون ربنا اننا امنا واغفر لنا ذنوبنا - 00:03:17ضَ

فالايمان باعتقاد الجنان وقول اللسان وعمل الجوارح والاركان كاف في مغفرة الذنوب والعتق والنجاة من النيران اكرر الايمان ولكن ليس باللسان فحسب كلا ولكن معتقد اهل السنة في الايمان انه - 00:03:42ضَ

قول باللسان واعتقاد بالجنان اي بالقلب وعمل بالجوارح والاركان الايمان باعتقاد الجنان وقول اللسان وعمل الجوارح والاركان كاف باذن الله في مغفرة الذنوب والوقاية من النيران. ولذا قالوا بعدها وقنا عذاب النار - 00:04:11ضَ

الذين قلون ربنا اننا امنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار والله جل جلاله يقول واني لغفار صيغة مبالغة اي كثير المغفرة واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى - 00:04:37ضَ

واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى الايمان الصحيح هو الذي يحمل صاحبه على امثال اوامر ربه واجتناب نواهيه والوقوف عند حدوده ومن اعظم اثار الايمان ان يترك المؤمن المعاصي - 00:05:00ضَ

حبا لله وخوفا منه وان يعمل الطاعات حبا لله وخوفا منه الايمان والتوحيد كما قال شيخنا ابن القيم رحمه الله هو الاكثار الاعظم والاكسير الاعظم الذي لو وضعت منه ذرة - 00:05:26ضَ

على جبال من الذنوب والخطايا لاذابتها وبددتها وكلكم يحفظ حديث الرجل الذي يقال له احضر وزنك وتوضع سجلاته في كفة وتوضع في الكفة الاخرى بطاقة واحدة فيها كلمة التوحيد ويقال له احضر وازنك فيقول يا ربي وما هذه البطاقة في هذه السجلات - 00:05:48ضَ

فيقال احضر وزنك فانه لا ظلم عليك اليوم قال عليه الصلاة والسلام طاشت السجلات وثقلت البطاقة فانه لا يثقل مع اسم الله شيء من شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله - 00:06:29ضَ

وان عيسى عبدالله ورسوله وكلمته والقاها الى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق ادخله الله الجنة على ما كان من العمل في رواية عتبان ابن مالك فان الله حرم على النار - 00:06:50ضَ

من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله اذا الايمان والتوحيد سبيل لمغفرة الذنوب والسيئات سبيل للنجاة من النار فلا يخلد ابدا ابدا موحد في النار هذا معتقد واهل السنة - 00:07:10ضَ

قد يدخل ليطهر لينقى لكن لا يخلد موحد في النار قط الذين يقولون ربنا اننا امنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار الصابرين الصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالاسحار. هنيئا لهم - 00:07:31ضَ

هنيئا لهؤلاء المتقين المؤمنين الصابرين الصادقين القانتين المنفقين المستغفرين بالاسحار الاية رقم سبعتاشر الصابرين اشرفهم ما اعظم نعيمهم الصبر جواد لا يكبو وجند لا يهزم وحصن لا يهدم والصبر هو - 00:08:04ضَ

حبس النفس عن الجزع وحبس اللسان عن التشكي وحبس الجوارح عن المعاصي ده موضوع كبير والصبر مثل اسمه مر مذاقته لكن عواقبه احلى من العسل حبس النفس عن الجزع هؤلاء المتقون راضون - 00:08:44ضَ

بامر الله الديني الشرعي وبامر الله الكوني القدري لا يجزعون وانما يصبرون امام المحن والفتن والامراض والابتلاءات حبس النفس عن الجزع حبس اللسان عن التشكي والشكوى نوعان. شكوى الى الله - 00:09:16ضَ

وهذه لا تنافي الصبر ابدا قال الله حكاية عن ايوب الذي اثنى عليه بقوله انا وجدناه صابرا نعم العبد انه اواب ومع ذلك شكى ايوب حاله الى الله جل وعلا - 00:09:43ضَ

بقوله اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين واثنى الله جل وعلا على يعقوب الذي قال لاولاده فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ومع ذلك شكى يعقوب حاله الى الله - 00:09:59ضَ

قال انما اشكو بثي وحزني الى الله الشكوى الى الله عبودية اشكو حالك اليه. اشكو ضعفك اليه. اشكو فقرك اليه كشك عجزك اليه هذا لا ينافي الصبر اما الشكوى من الله - 00:10:19ضَ

اعاذنا الله واياكم منها هي التي تنافي الصبر ان تشكو الخالق للمخلوق والرازق للمرزوق والاله العظيم للعبد الذليل الفقير وحبس الجوارح عن المعاصي هؤلاء المتقون صبروا على الطاعات وصبروا عن المعاصي والشهوات - 00:10:41ضَ

ولذا وصفهم الله جل وعلا بعد الصبر بالصدق وقال الصابرين والصادقين ففي العطف بصفة الصدق على صفة الصبر اشعار بجميل صبرهم وكمال صبرهم الصابر صادق الصابر على الطاعة وعن المعصية - 00:11:16ضَ

والصبر على البلاء والمحن والفتن هذا صادق يصدق في جميع اموره الصادقين الصدق هو استواء الاقوال والاعمال والاحوال على الصدق كاستواء السنبلة على ساقها. ان تصدق في قولك وفعلك وحالك - 00:11:48ضَ

وهؤلاء قليلون الامة ان تصدق في اقوالك وافعالك واحوالك اي في اعمال قلبك الصدق هو مطابقة الاقوال والافعال للباطن والحال هو منتهى الكمال في كل شيء وما اجمل هذا الثناء من رب الارض والسماء على الصدق واهله. في قوله تعالى - 00:12:15ضَ

والذي جاء بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون. فالمتقون هم اهل الصدق والذي جاء بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ليكفر الله عنهم اسوأ الذي عملوا - 00:12:47ضَ

ويجزيهم اجرهم باحسن الذي كانوا يعملون ثم زاد جل جلاله في وصف هؤلاء السعداء المتقين الذين حققوا الايمان والتقوى والصبر والصدق وقال جل جلاله والقانطين الصابرين والصادقين والقانتين ما هو القنوت؟ القنوت هو الطاعة - 00:13:12ضَ

والخضوع والمداومة على عبادة الله وطاعته والمداومة على الخشوع والتضرع فهؤلاء المتقون الصابرون المؤمنون الصادقون قانتون خاشعون خاضعون مطيعون منقادون لله رب العالمين ووظفوا ما رزقهم الله جل وعلا به من مال - 00:13:37ضَ

فانفقوا حتى صار الانفاق ملازما ووصفا دائما لهم وصفهم ربهم جل وعلا بقوله والمنفقين من اموالهم في جميع اوجه البر والخير وصلة الارحام والانفاق على ذوي القربى ومواساة الفقراء والمساكين - 00:14:15ضَ

وذوي الحاجات وما اكثر هؤلاء الان في الامة مع كثرة اهل الغنى ايضا وحينما يكثر هؤلاء الفقراء والمساكين والمفردون والمهجرون والمحرومون والمظلومون والمقهورون اعلم بان اغنياء الامة لم يؤدوا حق الله - 00:14:43ضَ

كما امر وكما اراد المتقون منفقون جمعوا ما لهم من الحلال ويؤدون في هذا المال حق الكبير المتعال ثم زاد الله وصفهم جمالا وقال في حقهم والمستغفرين بالاسحار وخص الاسحار بالذكر - 00:15:10ضَ

لان وقت السحر وقت اجابة لان وقت السحر وقت اجابة ففي هذا الوقت يغفل جل الخلق في نوم عميق او في انشغال بشهوات او فتن لكن المتقين في هذا الوقت - 00:15:43ضَ

الذي ينزل فيه ربنا تبارك وتعالى كل ليلة الى السماء الدنيا والحديث في الصحيحين من حديث ابي هريرة قال صلى الله عليه وسلم ينزل الله تعالى كل ليلة الى السماء الدنيا - 00:16:11ضَ

حين يبقى ثلث الليل الاخر واقول جل جلاله هل من سائل فاعطيه هل من مستغفر فاغفر له؟ هل من داع فاستجيب له فلا يزال كذلك يعني فلا يزال ربنا جل جلاله يقول ذلك - 00:16:29ضَ

حتى يضيء الفجر وقت السحر انه الوقت الذي يسعد به المتقون الذي يستغفرون فيه ربهم مع انهم كانوا في قيام لليل في ركوع وسجود بين يدي الله جل جلاله. افترشوا لله على الارض - 00:16:52ضَ

وناجوا ربهم بقرآنه وتضرعوا اليه وطلبوا احسانه وانعامه فوالله ان اول ما يمنحهم ربهم ان يقذف من نوره في قلوبهم كما قال الحسن وغيره خلوا برب العالمين فكسا وجوههم نظرة ونورا من نوره - 00:17:10ضَ

سبحانه وتعالى ومع ذلك اذا جاء وقت السحر بعد ما اقاموا الليل لله جل وعلا لانهم يعرفون جلاله وجماله وكماله وقدره سبحانه راحوا يستغفرون من ذنوبهم وتقصيرهم في حق سيدهم ومولاهم - 00:17:33ضَ

والمستغفرين بالاسحار قال جل جلاله في موضع اخر من القرآن واصفا لهم كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالاسحار هم يستغفرون اوصاف سبعة التقوى والايمان والصبر والصدق والقنوط والانفاق والاستغفار - 00:17:55ضَ

لهؤلاء الاخيار والذي يصفهم بكل هذه الصفات هو من يعلم السر واخفى ولذلك لما اتصفوا بها وذاقوا طعمها وحلاوتها كانت الاخرة خيرا لهم من الاولى من الدنيا وما عليها وبعد ان بين الحق سبحانه وتعالى - 00:18:27ضَ

قال المتقين في ايمانهم وتقواهم وجميلة صفاتهم يذكر سبحانه وتعالى شهادة هي اعظم شهادة في كتاب الله كله - 00:18:56ضَ