سبل السلام

سبل السلام شرح بلوغ المرام | شرح العلامة عبدالرحمن العجلان | 357 كتاب الصلاة | باب صلاة الاستسقاء 5

عبدالرحمن العجلان

منهم ويبين السبب عليه الصلاة والسلام وقال انه حديث عهد بربه. يعني هذا المطر ارسله الله جل وعلا للعباد وسماه طهور وهو ماء طيب وهو لم يتلطخ ولم يتأثر بالارظ او بالتربة او بمس احد يعني ينزل من السماء - 00:00:00ضَ

اشارة تام فيشتاق الناس الى ان يمس اجسامهم وهو حديث عهد بربه يعني الله جل وعلا اوجده ونزل على العباد بدون ان يكون هناك مانع او معرقل او شيء من هذا. فبين صلى الله عليه وسلم انه حديث عهد بربه يعني - 00:00:31ضَ

الان خلقه الله جل وعلا الان اوجده الله جل وعلا فاحب صلى الله عليه وسلم ان يمس شيئا من جسده. والمطر رحمة من الله. ورحمة الله جل وعلا تأتي على صفتين وعلى شكلين رحمة مخلوقة. هذه لا اشكال فيها. رحمة مخلوقة - 00:00:57ضَ

فالجنة انت رحمتي ارحم بك من اشاء من عبادي. والمطر رحمة والنعم من الله جل وعلا رحمة وهذه مخلوقة والرحمة التي هي صفة الباري جل وعلا هذه ليست مخلوقة بل هي صفته وهي - 00:01:27ضَ

جل وعلا معه. فيا ازلية ابدية. يعني دائما وابدا. ازلا في القدم غدا في المستقبل ما ينفك عنها ربنا جل وعلا فهو رحيم باستمرار رحمن باستمرار عليم باستمرار. وهكذا علينا ان نفرق بين الرحمة المخلوقة والرحمة التي - 00:01:50ضَ

صفة من صفات الباري جل وعلا الصفة الرحمة المخلوقة هي من اثار هذه الصفة. من اثار صفة الباري فهو جل وعلا رحمن ومن اثر رحمته الرحم العباد بان ارسل عليهم المطر من اثار رحمته ان الله جل وعلا - 00:02:20ضَ

ادخل من شاء ومن رحم من عباده الجنة برحمته. دخول الجنة برحمة الله جل وعلا واقتسامها ومنازلها باعمال العباد. انت رحمتي ارحم بك من ما شاء فالجنة رحمة من رحمة الله جل وعلا. ولا يقال عنها انها صفة للباري جل وعلا - 00:02:44ضَ

لانها مخلوقة من مخلوقاته. وكما جاء في الحديث ان الله جل وعلا يقول على اسارق نزول المطر. اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر. كما ان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:14ضَ

من صلى باصحابه صلاة الصبح بالحديبية من اثر مطر نزل. وقال عليه الصلاة والسلام ما قال ربكم قالوا الله ورسوله اعلم لا يدرون. وهو ما سألهم عليه الصلاة والسلام ليجيبوه. وانما - 00:03:34ضَ

سألهم ليستطلعوا وينتم ويهتموا وينتبهوا. ثم هو سيعلمهم جل وعلا. عليه الصلاة والسلام قالوا الله ورسوله اعلم. قال قال ربكم اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر. وكيف ذلك؟ العباد عباد الله - 00:03:54ضَ

وعلا اصبح منهم مؤمن بالله وكافر بالله. قال اما من قال مطرنا بفظل الله ورحمته مؤمن بي وكافر بالكوكب واما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب - 00:04:14ضَ

وفيها ان الكفر سهل ينتقل العبد من الايمان والتقى والاسلام الى الكفر من سهولة. بكلمة يقول قولوها سواء القى لها بالا او لم يلقي لها بالا. كما جاء في الحديث ان الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله - 00:04:37ضَ

ان تبلغ ما بلغت يبلغ بها سبعين في النار سبعين خريفا. وان الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يظن ان تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضاه الى يوم القيامة - 00:04:57ضَ

وقال عليه الصلاة والسلام ان الله يقول اصبح من عباده مؤمن به وكافر. وذلك ان بعض الناس اذا المطر قالوا هذا المطر اتانا من نوع كذا. وكذا ما هو النو؟ النو نزول النجم وغيام - 00:05:15ضَ

اخر نزول نجم وغيام ونجم. هذه تسمى الانوى. الانوى. فاذا نزل نجم وغاب نجم يقول ان نجم هذا الذي نزل هو الذي اتانا بالمطر. وهذا كفر بالله. لانه نسبة نعمة الله جل وعلا - 00:05:35ضَ

لا الى غيره. واما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته. فذلك مؤمن بالله لانه نسب النعمة الى مسديها اموليها وهو الله سبحانه وتعالى اصبح من عباده مؤمن بي وكافر. بقي ان نعلم ان قول الانسان مثلا مطرنا في كذا. او - 00:05:55ضَ

مطرنا بكذا بينهما فرق. مطرنا بكذا اذا قصد ان هذا المطر اتى به كذا. النجم الفلاني او نحوه فهذا كفر. واذا قصد بهذا التاريخ والوقت يقول مطرنا في اخر رجب. هذا لا بأس به - 00:06:20ضَ

متى نزل عليكم المطر في مكة؟ تقول مطرنا في اخر رجب. مطرنا في منتصف شهر رجب. هذا لا بأس لان هذا تشهد به التاريخ ولا يقصد به ان المطر اتى به منتصف شهر رجب ونحوه. وقوله - 00:06:40ضَ

حديث عهد بربه اعلم يعني ليس انه جاء من عند الله جل وعلا لان الله جل وعلا مستوا على عرشه فوق المخلوقات والمطر من المعلوم انه ينشأ من البحار اصل نشأته من البحار يرسل الريح الرياح - 00:07:00ضَ

وتثيره ثم يعلق ثم يلقحه جل وعلا ثم ينزل قبل ان يصل الى سماء الدنيا. ينزل المطر لكن حديث عهد بربه في خلق الله جل وعلا له. والله خلقه حديثا. وانعم به على العباد - 00:07:20ضَ

ونعمة لا منة فيها لاحد. ولهذا سأل بعض العلماء رحمهم الله غيره وقال ما هي النعمة التي من الله جل وعلا ليس فيها منة لاحد ولا يتطرق اليها شبهة اطلاقا. ما يتطرق الى هذه الشبهة هل هذه النعمة شبهة؟ ما هي؟ قالوا المطر اذا التقفه - 00:07:40ضَ

من الله جل وعلا الى يد الانسان الى ان شرب. قد يقول قال الكمأة لانها تنبت بالارض. يقال الكمأة نعم هي نعمة لكن قد تكون الارض مملوكة قد تكون فيها شيء من الشبه الارض مقصودة كذا كذا - 00:08:10ضَ

اي شيء دراهم الانسان راتبه يشتري براتبه عنب او تمر او كذا فيه شبهة لانه قد يكون استحل هذا الراتب وهو ليس بحلال الله. ما يخلو اي طعام واي شراب من شبهة. حتى النهر الذي يمشي في الارض قد يكون فيه - 00:08:30ضَ

يقال الارض هذه مقسومة هذه كذا هذه مملوكة لفلان سوى المطر النازل من السماء يلقفه الانسان بكفيه. قالوا اذا التقفه بصحن او طاسة او كأس هل يكون فيه شبهة قالوا نعم يجوز ان هذا الكأس فيه شبهة فيه حرام. يجوز انه مغتصب يجوز انه كذا يجوز انه كذا. فمعناه انه - 00:08:50ضَ

هو الوحيد الشيء الوحيد الذي لا شبهة فيه ما يلتقطه الانسان بيديه من ماء المطر ويشربه هذا لا شبهة ثم ان التمييز بين الرحمة التي هي مخلوقة والرحمة التي هي صفة من صفات الباري جل وعلا - 00:09:20ضَ

يشتبه علينا هذا بهذا بل الرحمة التي هي صفة الباري جل وعلا صفة ازلية وموصوف بها جل وعلا في القديم وفي الحديث وفي الاخر زمان الى الابد. دائما وابدا بخلاف الرحمة المخلوقة فهي - 00:09:40ضَ

جل وعلا متى شاء لعباده. وقد يقال ان الرحمة المخلوقة من اثار الرحمة التي ارصفة لله جل وعلا. فمن اثار الصفة وجد هذا المطر من اثار رحمة الله جل وعلا بعباده - 00:10:00ضَ

وهكذا وعلى المسلم ان يميز بين مذهب اهل السنة والجماعة في اثبات صفات الباري جل وعلا بالفرق الضالة والظالة كثيرة مقل ومستكثر. مقل ومستكثر لكن مذهب اهل السنة والجماعة هو ما هدى الله اليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونقلوه الينا - 00:10:20ضَ

ثم ان حصر المرء ثوبه هل يستحب او لا؟ يقال هذا فيه تفصيل عرف ان النبي صلى الله عليه وسلم فعل هذا تقربا الى الله فيكون مستحب ويكون سنة. وان عرف - 00:10:50ضَ

ان هذا من سبيل العادة. ولا تعبد فيكون ليس بسنة. والاقرب والله اعلم انه الى التعبد اولى ان النبي صلى الله عليه وسلم علم اصحابه لما فعل هذا الفعل معناه انه تعبدا لله - 00:11:12ضَ

جل وعلا وكثير من الاعمال اذا عملها المرء على سبيل التعبد ان كانت موافقة للسنة فهي عبادة كانت غير وافقة للسنة فليست عبادة. بخلاف ما اذا فعلها لعادة مثلا. مثل ما يقال في السبحة - 00:11:32ضَ

كثيرا ما يسأل الاخوة عن السبحة. التسبيح بها سنة او لا؟ نقول اذا سبح بالسبحة على سبيل ان هذه سنة وعبادة لله جل وعلا فيكون مبتدع. اتى بعبادة ما شرعها الله جل وعلا - 00:11:52ضَ

على وعلى رسوله وان سبح بالسبحة على سبيل العدد. يقول اخشى اغلط. اذا سبحت باصابعي اغلط. فانا اسبح بها لظمط العدد يقول لا بأس بذلك قال الشارح رحمه الله تعالى وعن انس رضي الله عنه قال اصابنا ونحن مع النبي صلى الله عليه وسلم - 00:12:12ضَ

قال فحسر ثوبه اي كشف بعضه عن بدنه حتى اصابه من المطر وقال انه حديث عهد بربه رواه مسلم وبوب له البخاري فقال نعلم انه انه حديث عهد بربه يعني ليس معناه انه جاء من فوق السماء السابعة - 00:12:38ضَ

وانه جاء من عند الله من فوق العرش لا. وانما حديث عهد احدثه الله. واوجده الله جل وعلا قريب فهو حديث يعني جديد بالنسبة لخلق الله جل وعلا له وايجاده له - 00:12:58ضَ

وبوب له البخاري فقال باب من ينظر حتى يتحاذر عن لحيته وساق حديث انس بطوله وقوله حديث بربه اي بايجاد ربه اياه. يعني ان المطر رحمة وهو وهي قريبة العهد بخلق الله لها. فيتبركون - 00:13:18ضَ

وذلك انها رحمة مخلوقة. ليست رحمة صفة لله والضابط لهذا انه ما كان منفصل قائم بذاته مخلوق كالجنة والمطر والنعمة اذا انعم الله بها على عباده المنفصلة هذه مخلوقة وما كان من صفات الباري جل وعلا - 00:13:38ضَ

قال فيا ازلية ابدية. معنى ازلية يعني في القدم. ابدية في المستقبل. ما تنفك عن ربنا تبارك وتعالى كأنه وقدرته وارادته وسمعه وبصره سبحانه وتعالى وقوله حديث عهد بربه اي بايجاد ربه اياه. يعني ان المطر رحمة وهي قريبة العهد بخلق الله لها فيتبرك بها - 00:13:58ضَ

وهو دليل على استحباب ذلك وعن عائشة رضي الله عنها والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على - 00:14:25ضَ