التفريغ
الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال المؤلف رحمه الله - 00:00:00ضَ
تعالى باب نواقض الوضوء. نعم عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظرون العشاء حتى تخفق رؤوسهم ثم يصلون ولا يتوضأون. اخرجه ابو داوود وصححه الدار القطني واصله في مسلم. قول المؤلف رحمه الله تعالى باب - 00:00:17ضَ
نواقض الوضوء. نواقض جمع ناقض. ناقض وناقض وناقض تجمع على نواقض الوضوء وذلك ان نواقض الوضوء كثيرة. فهي مجموعة وليست شيء واحد. ونواقض الوضوء هي التي تبطل الوضوء يكون المرء متوضأ ثم يحصل له واحد من هذه النواقض يبطل وضوءه ونواقض الوضوء منها - 00:00:40ضَ
ما هو ناقض بنفسه كالبول والغائط والريح. ومنها ما هو مظنة النقظ. كالنوم المرأة بشهوة مس المرأة بشهوة والنوم بحد ذاته ليس ناقض في نفسه وانما هو مظنة النقض والنواقض منها ما هو ثابت بالكتاب والسنة والاجماع ومنها ما هو - 00:01:10ضَ
سنة والاجماع. ومنها ما هو في الاجماع. والثابت بالكتاب والسنة والاجماع الغائب. لانه ورد في الكتاب العزيز وفي السنة الصحيحة وفي وفي اجماع المسلمين على انه ناقض للوضوء. والبول يلحق به لانه مثل - 00:01:40ضَ
عن انس ابن مالك رضي الله عنه هذا خادم النبي صلى الله عليه وسلم الذي خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشرا من حين قدومه صلى الله عليه وسلم الى المدينة. حتى لحق صلى الله عليه وسلم بربه تبارك وتعالى - 00:02:00ضَ
في اول السنة الحادية عشرة. جاءت به امه رضي الله عنها وقالت يا رسول الله ما من احد من اهل المدينة الا وهو يحب ان ينحلك. واني اعطيك ابني هذا يخدمك. فارجو ان تقبله او كما قالت رضي الله عنه - 00:02:21ضَ
فقبله صلى الله عليه وسلم وكان عمره عشر سنوات انس. واستمر مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفي عليه الصلاة والسلام ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم بطول العمر وكثرة المال والولد والمغفرة - 00:02:41ضَ
صلاة ما كان في الدنيا من طول العمر زاد عمره على المئة رضي الله عنه. ودفن كثيرا من ولده وابقى كثيرا لانه خلف اولادا كثر رظي الله عنه وبارك الله له في ماله فكان بستانه يثمر - 00:03:01ضَ
وفي السنة مرتين وتشم رائحة الطيب اشجاره من مسافة بعيدة رضي الله عنه. قال كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على عهده. لان هذا الحجة لو كان بعد وفاته صلى الله عليه - 00:03:21ضَ
عليه وسلم كان ربما يقال انه ما يدرى ما بعد انقطاع الوحي لكن يقول على عهده يعني في حياته وصلى الله عليه وسلم. والاستدلال بعمل الصحابة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وارد. كما قال الصحابي - 00:03:41ضَ
رضي الله عنه لما قيل له في العزل عن الزوجة قال كنا نعزل والقرآن ينزل. فلو كان شيء ينهى عنه لنهانا عنه القرآن. وقول انس رضي الله عنه على عهده يعني في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. لو - 00:04:01ضَ
كان لا يجوز لنبههم عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم بما يأتيه من الوحي عليه الصلاة والسلام ينتظرون العشاء. دل على ان السنة تأخير صلاة العشاء ما لم يشق على المأمومين حتى تخفق رؤوسهم. تخفق يعني تنزل ينزل الذقن اذا - 00:04:21ضَ
حد الصدر من النعاس ويستمر في النزول فلا ينتهي نزوله حتى يستيقظ صاحبه. هذا من النعاس والنوم في انتظارهم صلاة العشاء ثم يصلون. يعني بعد هذا تقام الصلاة فيقومون وللصلاة ورؤوسهم كانت تخفق ولا ان يتوضأون. استدل به على ان النوم ليس بناقض - 00:04:51ضَ
للوضوء. اخرجه ابو داوود وصححه. وصححه الدارقطني واصله في مسلم. يعني اصل الحديث هذا في صحيح مسلم لكنه ما خرج الفاظه هذه. وللعلماء رحمهم الله في نقظ النوم للوضوء اقوال كثيرة. لكن خلاصتها ثلاثة اقوال. خرج الاقوال الكثيرة - 00:05:21ضَ
الى ثلاثة رئيسية. والا فهي متعددة كما عددها في سبل السلام فجعلها ثمانية اقوال لكن محصلها واقواها وما يمكن ان يستدل عليه ثلاثة اقوال. منهم من قال النوم ناقض للوضوء مطلقا. كان نوم قليل او كثير - 00:05:51ضَ
جالس او مستلقي او متكئ او على اي حال. النوم ناقض للوضوء مطلقا واستدل بالحديث السابق حديث صفوان ابن عسال رضي الله عنه يقول كنا لا ننزع خفافنا ثلاثة ايام بلياليها من غائط وبول ونوم. يعني من ادخل النوم مع البول والغائط. في ان - 00:06:21ضَ
انه ناقض للوضوء. هذا قول ويستدل له بحديث صفوان ابن عفان رضي الله عنه. القول الثاني بعكسه يقول النوم مطلقا ليس بناقض للوضوء. قل او كثر. جالس او مستلقي لا ينقض الوضوء - 00:06:51ضَ
يرحمك الله قال لحديث انس هذا تخفق رؤوسهم من اين؟ من النوم ويقومون ويتوضأون ولا يتوضأون. لو ولو كان الوضوء واجب ما اقرهم الله على ذلك. وهؤلاء خيار الامة. ولا يمكن ان يقال عنهم مثل ما قال - 00:07:11ضَ
اهل القول الاول قالوا هذا الحديث محتمل ان النبي صلى الله عليه وسلم ما علم عنهم. والحجة فيما علمه النبي صلى الله عليه وسلم ولا حجة فيما لم يعلم. يقول ما علمه علمه او لم يعلمه. الله جل وعلا يعلمه. ولا يمكن ان يقرهم الله جل وعلا على - 00:07:31ضَ
شيء لا يصح منهم وهم خيار الامة وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلولا ان النوم عند هؤلاء يقولون ليس بناقض بين لهم ذلك هذان قولان متباينان. اتى القول الثالث بالجمع بينهما. ولعله والله اعلم - 00:07:51ضَ
اعدل الاقوال. وذلك بالتفريق والتفصيل. فيقال ان كان النوم مستغرق ولا يدري الانسان ما فنومه هذا ناقض للوضوء كما دل عليه حديث صفوان ابن عسان رضي الله عنه. اما ان كان نومه خفيف - 00:08:16ضَ
فهذا ليس من عوق ظل الوضوء. ثم انهم رحمهم الله بينوا النوم الفرق بين النوم الثقيل والنوم الخفيف ان كان مثلا مستلقي فهذا نوم ثقيل. ويمكن ان يخرج منه الخارج والريح ولا يدري عنها - 00:08:36ضَ
ان كان النوم نوم جالس ومتربع فهو غير ناقض للوضوء. لان الانسان متربع بالنسبة لمقعدته فليس مستلقيا يخرج الخارج بسهولة وبدون ما يعلم عنه. يدري عن نفسه ثمان الخفر الذي ذكره انس رضي الله عنه هذا يدل على ان نعاس ومداعبة النوم للمرء وليس - 00:08:56ضَ
فيه. فالغالب ان من هذه صفته انه يسمع من حوله. يسمع من حوله وان كان لا يميز بين قولهم لكن انه يسمع فلو خرج منه ريح علم بذلك ولعل هذا هو اعدل الاقوال فقالوا ان كان مستغرب فهو ناقل - 00:09:26ضَ
وان لم يكن مستغرق فليس بناقض. وهذا يجمع بين الدليلين. وكل ما امكن الجمع والعمل بالدليلين فهو اولى من العمل بدليل والغاء دليل الا لدليل بان يكون الاخير ناسخ للاول ونحو ذلك - 00:09:46ضَ
عن انس ابن مالك قال كان اصحابه نواقض الوضوء النواقض جمع ناقض والنقض في الاصل حل مبرم ثم استعمل في ابطال الوضوء بما عينه الشارع مبطلا مجازا ثم صار حقيقة عرفية وناقض الوضوء ناقض للتيمم فانه بدل عن عن انس ابن مالك - 00:10:09ضَ
قال كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه انما ينقض الوضوء ينقض طهارة التيمم مثلا. فاذا كان المرء ليس عنده مال او ما يستطيع استعمال الماء وتيمم. لان التيمم يسوق في حالين. اذا لم يوجد الماء او وجد الماء ولم يستطع - 00:10:34ضَ
استعماله فيتيمم فاذا تيمم وخرج منه او حصل منه شيء من نواقذ الوضوء فان هذا الناقض ينقض طهارة التيمم كما ينقض طهارة الوضوء عن انس ابن مالك قال كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على عهده ينتظرون العشاء حتى تخفق من باب ضرب - 00:10:54ضَ
يضرب اي تميلوا رؤوسهم اي من النوم ثم يصلون ولا يتوضأون اخرجه ابو داوود وصححه الدار قطني واصله في مسلم واخرجه الترمذي وفيه يوقظون للصلاة وفي حتى اني لاسمع لاحدهم غطيطا ثم يقومون فيصلون ولا - 00:11:20ضَ
يتوضأون وحمله جماعة من العلماء على نوم على نوم الجالس ودفع ودفع هذا التأويل بانه في رواية عن انس يضعون ذنوبهم رواه يحيى قال ابن دقيق للعيد يحمل على النوم الخفيف وورد بانه لا يناسبه ذكر الغطيط والايقاظ - 00:11:40ضَ
انهما لا يكونان الا في نوم مستغرق. واذا عرفت هذا فالاحاديث قد اشتملت على خفقة الرأس وعلى الغطيط وعلى الايقاظ وعلى الجنوب وكلها وصفت بانهم كانوا لا يتوضأون من ذلك. فاختلف العلماء في ذلك على اقوال ثمانية. الاول ان النوم ناقص - 00:12:00ضَ
مطلقا على كل حال بدليل اطلاقه في حديث صفوان ابن عسان الذي سلف في مسح الخفين. يقول قليل النوم وكثيره هذا القول الاول واستدل بحديث صفوان ابن عسال في نزع الخفين. وفيه من بول او عائط او نوم. اذا تقدم - 00:12:20ضَ
قريبا في باب المسح على الخفين يقول كان يأمرنا اذا كنا في سفر في سفر الا ننزع خفافنا ثلاثة ايام ولياليهن الا من جنابة ولكن من غائط وبول ونوم ونوم فعد النوم مع البول والغائط فدل على انه ناقض - 00:12:40ضَ
قالوا فجعل مطلق النوم كالغائط والبول في النقض وحديث انس في اي عبارة روي ليس فيه بيان انه قررهم رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم ولا رآهم فهو فعل صحابي لا يدري كيف وقع. والحجة انما هي في افعاله واقواله وتقريراته صلى الله عليه وسلم - 00:13:01ضَ
فهو اذا وقع في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فلا بد ان يعلم عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم منهم او من من الله جل وعلا. ولا يقرون على الخطأ في عهده صلى الله عليه وسلم. القول الثاني انه لا ينقض مطلقا لما سلف - 00:13:21ضَ
فمن حديث انس وحكاية وحكاية نوم الصحابة على تلك الصفات. ولو كان ناقضا لما اقرهم الله عليه واوحى الى رسوله صلى الله عليه وسلم في ذلك كما اوحى اليه في شأن نجاسة نعله - 00:13:41ضَ
القول الثالث ان النوم ناقض كله وانما يقر الخطأ ولا يبقى فان الله جل وعلا اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل عليه السلام بالاذى او القذى في نعليه وهو يصلي بهما فخلعهما صلى الله - 00:13:57ضَ
عليه وسلم في اثناء الصلاة. فدل على ان النوم ليس بناقض لانه لو كان ناقض لاخبر عنه صلى الله عليه وسلم ليخبر الصحابة رضي الله عنهم. القول الثالث ان النوم ناقض كله وانما يعفى عن - 00:14:17ضَ
ولو توالتا وعن الخفقات المتفرقات هذا تخصيص بلا مخصص قال خفقتين واذا كان ثلاث خفقات معناه او قالوا خفقات متباعدة فليس بناقظ هذا تخصيص وتحديد شيء ما ورد في الشرع. نعم. وهو - 00:14:37ضَ
الهادوية والخفقة والخفق هي ميلان الرأس من النعاس. القول الرابع ان النوم ليس بناقص بناقض بنفسه بل هو مظنة للنقض لا غير. فاذا نام جالسا ممكنا ممكنا مقعدته من الارض لم ينتقض. والا انتقض وهو مذهب - 00:14:57ضَ
الشافعي واستدل بحديث علي رضي الله عنه العين قالوا ان النوم بحد ذاته ليس بناقد وانما هو سبب. فاذا كان الانسان مسترخي فقد ينتقض وضوءه وهو لا يدري. واذا كان متمكن من نفسه متربع فانه غالبا ما ينتقض وضوءه بسهولة - 00:15:17ضَ
واذا انتقض علم عن ذلك وهذا وهذا مذهب الشافعي واستدل بحديث علي رضي الله عنه العين كاء السه السهي فمن نام فليتوضأ. حسنه الترمذي العسة هي حلقة الدبر عن ام وكاء السه يعني اذا نام المرء انطلق الوكالة يعني انه يخرج - 00:15:37ضَ
منه الريح بدون ما يعلم الا ان فيه من لا تقوم به حجة وهو بقية ابن الوليد. الخامس انه اذا نام على هيئة من هيئات المصلي راكعا او ساجد ساجدا او قائما لا ينتقض وضوءه سواء كان نقول ان النوم لا يخلو ان كان على هيئة الصلاة فلا ينقض الوضوء وان كان - 00:16:01ضَ
هذا النوم على غير هيئة الصلاة فانه ينقض. يقول اذا كان راكع فنومه لا ينقض الوضوء. اذا كان ساجد فنوم لا ينقض الوضوء. اذا كان جالس فنومه لا ينقض الوضوء. متى ينقض الوضوء؟ اذا كان نائما. مستلقيا - 00:16:23ضَ
منطرح على الارض سواء كان في الصلاة او خارجها فان نام مضطجعا او على قفاه نقض واستدل بحديث اذا نام العبد في في سجودي انباه الله به ملأ الملائكة بهذا الحديث ان الله جل وعلا يباهي ملائكته يباهي بعبده - 00:16:43ضَ
الملائكة فيقول انظروا الى عبدي روحه عندي وجسمه بين يدي. يعني يصلي وهو نائم. فدل على ان فاته صحيحة. حال نومه وسماه ساجدا وهو وهو نائم ولا سجود الا بالطهارة. السادس انه ينتقض الا نوما راكع والساجد للحديث الذي سبق - 00:17:03ضَ
وان كان خاصا بالسجود فقد قاس عليه الركوع كما قاس كما قاس الذي قبله سائر هيئة المصلي. السابع انه لا احفظ النوم في الصلاة على اية حال وينقضه خارجها وحجته الحديث المذكور لانه حجة هذه الاقوال الثلاثة - 00:17:26ضَ
ان كثير النوم ينقض على كل حال ولا ينقض قليله وهؤلاء يقولون ان النوم ليس بناقض بنفسه بل مظنة للنقص هذا الثامن مع القولين الاولين هما الاذان قال بهما جمع من العلماء ناقظ وغير ناقظ والتفصيل - 00:17:46ضَ
التفصيل كما في الثامن ان كان مستغرقا فانه ناقض وان لم يكن مستغرق فليس بناقض. والكثير مظنة بخلاف القليل وحملوا احاديث انس على القليل. فهذه اقوال العلماء في النوم اختلفت انظارهم فيه لاختلاف الاحاديث التي ذكرناها - 00:18:06ضَ
وفي الباب احاديث لا تخلو عن قدح اعرضنا عنها والاقرب واقرب الاقوال بان النوم ناقض لحديث صفوان وقد نام وقد عرفت انه صححه ابن خزيمة والترمذي والخطابي ولكن لفظا لفظ النوم في حديثه مطلق ودلالة الاقتران ضعيفة - 00:18:26ضَ
فلا يقال قد قرن بالبول والغائط وهما ناقضان على كل حال ولما كان مطلق ورود حديث انس بنوم الصحابة وانهم انه لا يتوظأون ولو غطوا غطيطا بانهم كانوا يظعون جنوبهم وبانهم كانوا يوقظون انهم كانوا يظعون - 00:18:46ضَ
فهم ولا يتوضأون وجاءوا انه كانوا يغطون. يعني يظهر لهم صوت في آآ حلوقهم وافواههم من النوم وقيل انهم كانت تخفق رؤوسهم فكلها تدل على وجود النوم لكن ما تدل على الاستغراق فيه - 00:19:06ضَ
والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:19:26ضَ