سبل السلام

سبل السلام شرح بلوغ المرام | شرح العلامة عبدالرحمن العجلان | 9- كتاب الطهارة | باب المياه 8

عبدالرحمن العجلان

وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد الحمد لله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله يقول المؤلف في باب الطهارة وعن انس بن مالك رضي الله عنه - 00:00:00ضَ

قال جاء اعرابي فبال في طائفة المسجد هذا جرف الناس فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم فلما قضى بوله امر النبي صلى الله عليه وسلم بذنوب من ماء فاهريق عليه متفق عليه - 00:00:17ضَ

هذا الحديث عن انس بن مالك رضي الله عنه الذي خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين من يوم قدومه صلى الله عليه وسلم الى المدينة الى ان لحق صلى الله عليه وسلم بربه تبارك وتعالى - 00:00:34ضَ

وهو معه وكان عمره حينما قدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين. ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم في طول العمر وكثرة المال والولد فبورك له في ذلك. وتجاوز عمره المئة مائة سنة رضي الله عنه - 00:00:54ضَ

وكان في المدينة مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع ابي بكر رضي الله عنه فلما كانت خلافة عمر لحق بالبصرة ليفقههم في الدين قبل البصرة معلما وهو من المكثرين - 00:01:16ضَ

الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لكثرة ملازمته له تبارك الله له في عمره فتجاوز المئة. وبارك الله له في ماله وولده. فكان بستانه في البصرة يثمر في نأتي مرتين - 00:01:34ضَ

وكانت تشم رائحته الطيبة من مسافة بعيدة ودفن كثيرا من ولده رضي الله عنه وكان معلما للناس وناشرا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهو احد المكثرين الحديث عن النبي صلى الله - 00:01:52ضَ

عليه وسلم لكثرة ملازمته ويقال ان امه جاءت به الى النبي صلى الله عليه وسلم. فقالت يا رسول الله ما من احد من اهل المدينة الا ويحب ان ينحلك شيء - 00:02:11ضَ

وان واني ارجو ان تقبل ولدي هذا يخدمك فقبله النبي صلى الله عليه وسلم فلازم النبي صلى الله عليه وسلم ويقال انه في السنتين الاخيرتين من عمره الله عنه ما كان يستطيع الصيام - 00:02:27ضَ

وكان اذا دخل رمضان جمع ثلاثين مسكينا واطعمهم طعاما يشبعهم وافطر رضي الله عنه سائر قال جاء اعرابي الى النبي صلى الله فبال جاء اعرابي والاعرابي غير العربي الاعرابي هو ساكن البادية سواء كان عربي او عجمي - 00:02:47ضَ

عربي ساكن البادية يقال اعرابي ياد يامي ساكن البادية يقال له اعرابي الاعرابي تطلق على ساكن البادية سواء كان عربي او عجمي. والعربي تطلق على العرب على من يتكلم باللغة العربية ومن اصل عربي يقال له عربي ولا يقال له اعرابي - 00:03:15ضَ

فبال في طائفة المسجد. يروى في بعض روايات الحديث انه جاء فصلى وقال اللهم اغفر لي ولمحمد ولا اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا احدا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم تحجر تواسعا - 00:03:42ضَ

حجر رحمة الله التي وسعت كل شيء له ولمحمد صلى الله عليه وسلم فبال في طائفة المسجد. قام من عند النبي صلى الله عليه وسلم وفيه هذا هو جهة من جهات المسجد شطر المسجد رفع ثوبه وجلس يبول - 00:04:07ضَ

فانتهره الصحابة ونهروه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تزرموه. وفي رواية فدعوه لا تنهروه فلما اكمل بوله دعاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال له ان هذه المساجد - 00:04:28ضَ

لا يليق بها ولا يناسبها البول والقذى وانما بنيت لذكر الله والصلاة انما بنيت لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن او كما قال صلى الله عليه وسلم ولعله قال هذه الدعوة والله اعلم بعد هذا التعليم - 00:04:46ضَ

لان فيه انه بعد هذا بعد ما علم وعلمه النبي صلى الله عليه وسلم قام وقال اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا احدا لان الصحابة ارادوا ان ينهروه ونحروه وارادوا وزجروه - 00:05:08ضَ

فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن زجره هذا فيه درى المفسدة العظيمة بمفسدة اقل منها يعني اذا اجتمعت مصلحة ومفسدة فينظر ايهما اكبر فان كانت المصلحة اكبر فيعفى عن المفسدة التي تحصل - 00:05:23ضَ

وان كانت المفسدة اكبر فتترك المصلحة من اجل درء هذه المفسدة وان كانت مفسدتان فتدرأ الكبرى ويعفى عن الصغرى. وان كانت مصلحتان فيؤخذ بالكبرى ولو تركت الصغرى وهنا فيه مفسدتان. البول في المسجد مفسدة - 00:05:49ضَ

ونحره يترتب عليه مفسدة اكثر. اولا ضرر عليه هو لانه اذا قطع بوله تبرر بهذا ثانيا انه يلوث ملابسه وجسمه بهذا البول ثالثا ينتشر البول في نواحي من المسجد بدل ما هو في مكان محدود ينتشر في المسجد كله لانه - 00:06:17ضَ

يقوم مسرعا يركض ويبول. وهو يبول فينتشر البول. فدرءت المفسدة العظمى حملت المفسدة الصغرى فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم نهاهم عن زجره والا لم ينههم عن انكارهم عليه لانه فعل منكر - 00:06:44ضَ

لان البول نجس. والمساجد تنزه عنه فلما قضى بوله تركه صلى الله عليه وسلم حتى قضى البول فامر صلى الله عليه وسلم بذنوب من ماء فاهريق عليه. الذنوب هو الدلو الكبيرة اذا كانت مملوءة ماء - 00:07:12ضَ

الدلو فارغة ما يقال لها ذنوب دلو صغيرة ما يقال لها ذنوب وانما لا يقال لها ذنب الا اذا كان الدلو كبيرة مملوءة ما فامر بذنوب من ماء فاهري عليه يعني صب عليه. اخذ من هذا احكام - 00:07:34ضَ

اولا الادمي. وهذا بالاجماع وجوب تنزيه المساجد عن البول ونحوه. والغائط من باب اولى والنجاسات كلها ان الارض تعلقها النجاسة ولا يقال الارض ليست كالملابس او ليست كالبدن لا تضرها النجاسة بل تضرها - 00:07:56ضَ

والمسلم مأمور بالصلاة في البقعة الطاهرة فلا تصح الصلاة في بقعة نجسة مع امكان الصلاة في بقعة طاهرة. ثم ان الارض اذا تنجست تغسل وكيفية غسلها ان يراق يراق عليها ماء - 00:08:24ضَ

يكثرها ولا يلزم نقل التراب الذي اصابته النجاسة من بول او غيره ولا يلزم حفر الارض اذا كانت صلبة. وانما يراق الماء عليها ويكفي. ان الماء السائل من اثر النجاسة يعتبر طاهرا. والا لولا هذا لكان في اراقة الماء - 00:08:46ضَ

عليها توسيع للنجاسة انه من المعلوم وخاصة اذا كانت الارض صلبة. وبال فيها يصب عليها الدلو من الماء الكثير فيسيح يمر على النجاسة ثم يصيب اجزاء من الارض لم تصبها النجاسة. فلو كان نجس لنقل النجاسة من المكان الضيق - 00:09:12ضَ

الى المكان الواسع فاخذ من هذا ان ما سال من الماء من اثر غسل النجاسة فانه يعتبر وان صب الماء عليها مرة واحدة يكفي. ويرى بعض العلماء رحمهم الله اذا كانت - 00:09:35ضَ

الارض انه لا بد من اه حفرها وتحريكها متابعة الماء واذا كان اسمعوا لا ينفذها فانها تغسل مرات. وتدلك في تراب او نحوه وهذا مرجوح لان الحديث ما دل عليه - 00:09:55ضَ

ونحن متعبدون بما دل عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالنبي صلى الله عليه وسلم المشرع للامة قال اهرقوا عليه ذنوبا مما فوهم من هذا ان النجاسة اذا اصابت الارض - 00:10:18ضَ

انه اذا صب عليها ماء يغمرها فانها تطهر. ولا يحتاج الى ان آآ تحفر ولا ان ينقل التراب ولا ان تدلك ولا شيء من هذا وانما يكفي اراقة الماء عليها ثم من - 00:10:35ضَ

انتشر من هذا الماء المراق فانه يعتبر طاهرا وليس بنجس وعن انس ابن مالك هو ابو حمزة بالحاء المهمل والزايد الانصاري النجاري الخزرجي قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:10:53ضَ

منذ قدم المدينة الى وفاته صلى الله عليه وسلم وقدم صلى الله عليه وسلم المدينة وهو ابن عشر سنين او ثمان او تسع اقوال سكن البصرة من خلافة عمر يفقهها الناس - 00:11:14ضَ

وطال عمره الى مئة رضي الله عنه اخر من مات من الصحابة بالبصرة اخر من مات من الصحابة رضي الله عنهم بالبصرة وطال عمره الى مئة والى مئة وثلاث سنين - 00:11:30ضَ

وقيل اقل من ذلك قال ابن عبدالبر اصح ما قيل تسع وتسعون سنة وهو اخر من مات من بالبصرة من الصحابة سنة احدى او اثنتين او ثلاث وتسعين قال جاء اعرابي - 00:11:47ضَ

بفتح الهمزة نسبة الى الاعراب وهم سكان البادية سواء العربي فهو سواء كان في يعني يقال له عربي الذي يتكلم بالعربية هو من اصل عربي. نعم وهم سكان البادية سواء اكانوا عربا او عجما - 00:12:02ضَ

وقد ورد تسميته انه ذو الخويصرة اليماني وكان رجلا جافيا فبال في طائفة المسجد اي في ناحيته والطائفة القطعة من الشيء الناس بالزاي فجيم فراغ اي نهروه وفي لفو وقام اليه الناس ليقعوا به. وفي اخرى فقال اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مهما - 00:12:23ضَ

ونهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله لهم دعوه. وفي لفظ لا لا تزرموه. لا تزرموه يعني لا تقطعوا عليه بوله ويتأثر من هذا. نعم فلما قضى بوله امر النبي صلى الله عليه وسلم بذنوب بفتح الذال المعجمة فنون اخره موحدة - 00:12:49ضَ

وهي الدلول الملآن ماء وقيل العظيمة من ماء تأكيد والا فقد افاده لفظ الذنوب مما يعني مما من باب التأكيد والا فالذنوب لا تطلق الا على الدلو الذي فيه ماء - 00:13:10ضَ

الدلو الفارغ من الماء ما يقال له ذنوب فهو من باب كتبت بيدي وفي ربا وفي رواية سجل بفتح السين المهملة وسكون الجيم وهو بمعنى الذنوب فاهريقا عليه اصله فاريق عليه ثم ابدلت الهاء من الهمزة فصار - 00:13:28ضَ

ريق عليه وهو رواية ثم زيدت همزة اخرى بعد ابدال الاولى فقيل فاهريق متفق عليه عند الشيخين كما عرفت. والحديث فيه دلالة على نجاسة بول الادمي وهو اجماع وعلى ان الارض اذا تنجست - 00:13:48ضَ

طهرت بالماء كسائر المتنجسات وهل يجزئ في طهارتها غير الماء تطهرها الشمس والريح الشمس والريح تطهرها والصحيح خلاف ذلك لان هذا ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وانما جاء في حديث ضعيف فلا يعتمد عليه - 00:14:06ضَ

والاصل في النجاسة بقائها حتى يوجد ما يزيلها تطهرها الشمس والريح فان تأثيرهما في ازالة النجاسة اعظم ازالة من الماء والحديث زكاة الارض لبسها ذكره ابن ابي شيبة واجيب بانه ذكره موقوفا وليس من كلامه صلى الله عليه وسلم - 00:14:25ضَ

كما ذكر عبدالرزاق حديث ابي ابي قلابة موقوفا عليه بلفظ جفوف الارض طهورها فلا تقوم بهما حجة والحديث ظاهر في ان صب الماء يطهر الارض رخوة كانت او صلبة. الرخوة التي فوقها التراب والصلبة التي هي صلبة ما ما فيها تراب - 00:14:48ضَ

وقيل لابد من غسلبة الارض المبلطة بالبلاط ونحوها وقيل لابد من غسل الصلبة كغيرها من المتنجسات وارض مسجده صلى الله عليه وسلم كانت نخوة فكفى فيها الصب وكذا الحديث ظاهر في انه لا تتوقف الطهارة على نضوب الماء. لانه صلى الله عليه وسلم لم يشترط في الصب على بول الاعرابي شيئا - 00:15:13ضَ

وهو الذي اختاره المهدي في البحر جيم وفي انه لا يشترط حفرها والقاء التراب وقيل اذا كانت صلبة فلابد من حفرها والقاء التراب. لان الماء لا يعم اعلاها واسفلها ولانه ورد في بعض طرق الحديث انه قال صلى الله عليه وسلم - 00:15:39ضَ

خذوا ما بال عليه من التراب والقوه واهريقوا على مكانه ماء قال المصنف في التلخيص له اسنادان موصولان احدهما عن ابن مسعود والاخر عن واثلة ابن الاسقع ابن الاسقع وفيهما مقال - 00:15:59ضَ

ولو ثبتت هذه الزيادة لبطل قول من قال ان ارض مسجده صلى الله عليه وسلم اخوة فانه يقول لا يحفر ويلقى التراب الا من الارض الصلبة وفي الحديث فوائد منها - 00:16:16ضَ

احترام المساجد فانه صلى الله عليه اشرف البقاع وهي بيوت الله في الارض واغاثتها الى الله جل وعلا اضافة تشريف لها والا فالارض كلها ملك لله تبارك وتعالى احترام المساجد فانه صلى الله عليه وسلم لما فرغ الاعرابي من بوله دعاه ثم قال له - 00:16:32ضَ

ان هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول. ولا القذر انما هي لذكر الله عز وجل وقراءة القرآن ولان الصحابة لما تبادروا الى الانكار اقرهم صلى الله عليه وسلم وانما امرهم بالرفق كما في رواية الجماعة للحديث الا - 00:16:54ضَ

ويؤخذ منه وجوب الرفق في الجاهل والمتعلم ومن عنده شيء من الجهل يرفق به لانه احرى بان يقبل التعلم ويستفيد واذا زجر وشدد عليه نفر والله جل وعلا يقول لموسى وهارون عليهما الصلاة والسلام - 00:17:12ضَ

لما ارسلهما الى فرعون فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى. والله جل وعلا يعلم ان فرعون لا يتذكر ولا يخشى. لانه يعلم جل وعلا الشيء قبل ان يكون - 00:17:33ضَ

ولكنه جل وعلا يعلم عباده بالرفق وتحري الخير الاتيان المرء من اسهل طريق اليه لعله يستفيد ويأخذ العلم وانما امرهم بالرفق كما في رواية الجماعة للحديث الا مسلما انه قال انما بعثتم بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين - 00:17:51ضَ

يعني اطلبوا اليسرى وابتعدوا عن العسر لا تشددوا على الناس ولو كان الانكار غير جائز لقال لهم انه لم يأت الاعرابي وما يوجب نهيكم له ومنه الرفق بالجاهل وعدم التعنيف. ومنها حسن خلقه صلى الله عليه وسلم - 00:18:17ضَ

ولطفه بالمتعلم ومنها ان الابعاد عن قضاء الحاجة انما هو لمن يريد الغائط لا البول فانه كان عرف العرب عدم ذلك. واقره الشارع لان ابعاد في عند قضاء الحاجة اذا كان غائط هذا الذي موجود عند العرب واما البول فلا بأس ان يبول الانسان قريبا من - 00:18:35ضَ

لانه لا يظهر له صوت ولا ريح. ولا فيه شيء فيبول قريبا لكنه يستتر يستتر. نعم. وقد بال صلى الله عليه وسلم وجعل رجلا عند عقبه يستره ومنها دفع اعظم المضرتين باخفهما لانه لو قطع عليه بوله - 00:18:57ضَ

انا مش شايفه مضرتان تدفع العظمى وتتحمل الصغرى فاذا كان فيه مصلحتان تجلب الكبرى وتعفو عن الصغرى مثلا لو ذهبت واذا كان مصلحة ومفسدة ينظر ايهما اكثر وايهما اكبر. فاذا كانت المصلحة اكبر تحملت المفسدة في سبيلها. واذا كانت المضرة اكبر - 00:19:17ضَ

تركت وعوفي عن المصلحة التي تحصل بها ودفعت المضرة. وهكذا هذه من القواعد العامة في اصول الفقه تحمل ادنى المفسدتين لدفع اكبرهما وجلب اعلى المصلحتين وان تركت الادنى منهما لو قضى عليه لاضر به - 00:19:44ضَ

وكان يحصل من تقويمه من محله مع ما قد حصل من تنجيس المسجد تنجيس بدنه وثيابه ومواضيعي من المسجد غير الذي قد وقع فيه البول اولا والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:20:11ضَ