التفريغ
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00ضَ
واشهد ان محمدا عبده ورسوله. بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة. وجاهد في الله حق جهاده حتى اتاه اليقين اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الامور محدثاتها وكل - 00:00:17ضَ
بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار اسأل الله النجاة والعتق لنا ولكم وللمسلمين اجمعين من النار. ثم اما بعد وقفنا عند قوله سبحانه سنفرغ لكم ايها الثقلان الاء ربكما تكذبان - 00:00:37ضَ
يا معشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار السماوات والارض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان وبأي الاء ربكما تكذبان يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس. فلا تنتصران. فباي الاء ربكما تكذبان - 00:01:06ضَ
ذكرنا هذا المقطع من سورة الرحمن بهذا الشكل لانه يشكل وحدة كاملة لا يمكن ابدا لمن اراد التدبر والتفكر والتحقق ان يفصله او ان يجزئه انما يصلح على سبيل البيان الجزئي للوصول الى المعنى الكلي في السياق - 00:01:34ضَ
فالمعنى الكلي لابد له من ان يؤتى كليا وان يجمع السياق كله وذلك لان الايات حينما تجزأ قد يستخرج منها ما ليس مقصودا منها شرعا. وقد يتعسف في تأويل بعض الالفاظ - 00:01:59ضَ
وحملها على غير محملها اللغوي والشرعي كما حدث في هذه الايات بالذات. ولذلك ذكرت هذا الكلام لهذه المناسبة. ولعلي اشير اليه بعد قليل بحول الله سنفرغ لكم ايها الثقلان اية من اثقل الايات في كتاب الله - 00:02:17ضَ
ومن اعظمها شأنا وخطرا ذات ثقل على غرار الثقل الذي اشار الله اليه بل عبر عنه وصرح في قوله مخاطبا رسوله الكريم انا سنلقي عليك ثقيلة الثقة بما تحمل من معنى وبما تحمل من امانة وبما تحمل من مسؤولية وبما تحمل من ترغيب وترهيب - 00:02:41ضَ
والترهيب غالب قوي شديد في هذه العبارة سنفرغ لكم ايها الثقلان الله سبحانه وتعالى كما ذكرنا قبل لا يشغله شيء عن شيء لا يشغله شيء عن شيء يسأله من في السماوات والارض كل يوم هو في شأنه - 00:03:09ضَ
بينا انه سبحانه يستجيب لكل سؤال في كل مكان وبكل لسان وفي وقت وفي الوقت نفسه وفي نفس الزمان والان لا يشغله شيء عن شيء سبحانه جل وعلا وذلك من معاني شؤون الربوبية - 00:03:37ضَ
فكيف ياتي هذا التعبير بعد سنفرغ لكم كان العبارة توحي في ظاهرها ان الرب سبحانه وتعالى حاشاه قد يكون منشغلا بشيء عن شيء. ويتفرغ وبعد ذلك لشيء لا ابدا ولا يمكن هذا ان يعتقد في حق الله سبحانه وتعالى - 00:04:00ضَ
وانما هو تعبير على عادة العرب على عادة العرب في الترويع والتفزيع والتخويف هذه عبارة مسكوكة عمارة مشكوكة ما يسمى بالعبارات المسكوكة. يعني الفاظ اشبهت ما يسمى بالاصطلاحات يعني الفاظ - 00:04:27ضَ
يعني قد يكون لها معنى من ناحية اللغة ولكن جرى الاستعمال لها في معنى اخر مجازي او او اي معنى من المعاني التي نقل اللفظ للدلالة عليه. وهذا منه قد تقول لي الشخصية سافرغ لك او اتفرغ لك - 00:04:48ضَ
وليس معناه انك يعني يعني لن تنشغل بشيء سواه. وانما القصد انك تهدده وتوعده وتخيفه وتخيفه. لان الاصل في الانسان في التعبير البشري الاصل فيه الا طاقة له آآ على فعل كل شيء في الوقت نفسه. فأن يستجمع الإنسان قوته وطاقته للقتال والمبارزة والمصارعة - 00:05:12ضَ
تحتاج الى فراغ وتفرغ لهذا الذي يقاتله. هذا الأصل انتقلت الدلالة بعد ذلك من هذا المعنى الأصلي او انتقلت العبارة للدلالة على التهديد والوعيد والتخويف وهذا هو المقصود في هذا السياق - 00:05:41ضَ
سنفرغ لكم ايها الثقلان اي ان الله جل وعلا سبحانه وتعالى كما يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه سيفرغ للبشرية اي انه سبحانه وتعالى سيجعل لها يوما يحاسبها فيها. وكذلك الجن الثقلان - 00:06:01ضَ
كما ذكرناه قبل في مجلس سابق يعني وهذا التفرغ منه سبحانه وتعالى او الفراغ للثقلين لا يعني انه تخلص من تدبير شؤون الربوبية انه تخلص من تدبير شؤون الربوبية او تخلص من قيوم - 00:06:24ضَ
سبحانه للسماوات والارض كلا حاشا لأن هو الحي القيوم سبحانه يدبر الامر يعني مقابل السماوات ولا رضين بما فيهن وما عليهن ونظامهن ومضارهن في افلاكهن كل ذلك هو سبحانه منه. لا شيء قائم في الكون بغيره. جل وعلا. ما من قائم الا بقيوميته. ما من حي - 00:06:49ضَ
الا باحيائه ما من كائن الا بخلقه سبحانه وتعالى وانشائه ولذلك وهو سبحانه يحاسب البشرية يحاسب الانس والجن في اللحظة نفسها. وهو حاكم على الزمان وفوق الزمان والمكان سبحانه في ذلك اليوم يقوم بشأن السماوات والارض - 00:07:20ضَ
كلها يقوم بشؤون كل الخلائق مما نعلم ومما لا لا نعلم فقيميته دائمة شاملة مستمرة وفراغه للثقلين ليس تخلي عن شيء من ذلك ابدا وانما ذكرت ما ذكرت من هذه العبارة من انها ضرب من التخويف والترهيب الذي جرت عليه - 00:07:48ضَ
العربي ومعهود الاستعمال قال الامام الشافعي القرآن الشافعي يقول مثل هذا الكلام نزل بلسان العرب على معهود استعمالها لخطابها او في خطابها اي على الطريقة التي كانت تتكلم فتكلم الله جل وعلا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه. بهذا القرآن على معهود اللسان العربي. وهذا منه سنفرغ لكم - 00:08:18ضَ
وانما نقصد من ذلك كله الحكمة المعنى الذي تتلقاه القلوب وهو هذا التخويف الرهيب الغريب. يعني البشرية ومعها الجن كل الثقلين يوم الحساب بين يدي الله جل وعلا يرون كان الله كأن الله لا يقوم بشيء غير حساب الثقلين - 00:08:47ضَ
مما يقع من الهوي ومما يقع من الرهب والرغب في ذلك اليوم سنفرغ لكم ايها الثقلان الانسان قبل ذلك اليوم قدر الله له وعليه. وكذلك الجان - 00:09:16ضَ