المبتدأ والخبر ( د سعيد الكملي )

سيرة الحبيب -13- القريب يريد قتلك والبعيد يحميك- الشيخ سعيد الكملي

سعيد الكملي

عليه الصلاة عليه السلام. خليل الاله وخير البشر هنا يروظ ما ويروي لنا المبتدأ والخبر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين - 00:00:00ضَ

بعثت قريش عبد الله بن ابي ربيعة المخزومية عمرو بن العاص السهمية في طلب من هاجر من المسلمين الى الحبشة ولما رأى ابو طالب ائتمرت به قريش بعث ايضا بابيات الى النجاشي يحرضه فيها على الا يستجيب لقريش والا يسلم من اوى اليه من - 00:00:33ضَ

يقول فيها الا ليت شعري كيف في النأي جعفر وعمر واعداء العدو الاقارب وهل نال افعال النجاشي جعفرا واصحابه ام عاق ذلك شاغب؟ تعلم ابيت اللعنة انك ماجد كريم فلا يشقى لديك - 00:00:54ضَ

المجانب تعلم بان الله زادك بسطة واسباب خير كلها بك لازم. وانك فيض ذو سجار كثيرة ينال اعادي نفعها والاقارب انطلق عبدالله بن ابي ربيعة وعمرو بن العاص حتى اتي الحبشة. قالت اسماء رضي الله عنها وهذا تمام حديثها ونحن بخير دار عند خير جار - 00:01:12ضَ

فلم يتركا بطريقا من بطاريقته الا قدم له هديته قبل ان يكلم النجاشي. وقال له انه قد صبأ الى بلد للملك غلمان منا سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دين الملك وجاؤوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا انتم وقد - 00:01:35ضَ

بعثنا فيهم اشراف قومهم لنردهم اليهم. فاذا كلمنا فيهم الملك غدا فاشيروا عليه بان يسلمهم الينا ولا يكلمهم فان قومهم اعلى بهم عينا واعلم بما عابوا عليهم. قال البطارقة نعم. ثم انهما قدما الى النجاشي هداياه - 00:01:55ضَ

فقبلها منهم. ثم قال له ايها الملك انه قد صبأ الى بلدك غلمان منا سفهاء. فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك وجاؤوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا انت. وقد بعثنا فيهم اليك اشراف قومهم من ابائهم واعمامهم وعشائرهم - 00:02:15ضَ

فهم اعلى بهم عينا واعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه. ولم يكن شيء ابغض الى عبد الله بن ابي ربيعة وعمرو بن العاص من ان يسمع النجاشي كلامهم اي كلام مهاجرة الحبشة - 00:02:35ضَ

فقالت وطارقته صدقوا ايها الملك. آآ قومهم اعلى بهم عينا واعلم بما عابوه وعليهم. ثم انه لم يدخلوا في دينك معهم بذلك. فردهم آآ عليهما ليردوهم الى بلادهم فغضب عند ذلك النجاشي وقال لاهيموا الله اذا لا اسلمهم اليهما ولا اكاد في قوم جاوروني لا اكاد اي لا لا يكيدني احد - 00:02:49ضَ

لا اكاد في قوم جاوروني ونزلوا بلادي واختاروا واختاروني على من سواي حتى ادعوهم فاسألهم عما يقول فان كانوا كما يقولان دفعتهم اليهما ورددتهم الى قومهم وان كانوا غير ذلك منعتهم منهما - 00:03:15ضَ

احسنت جوارهم ما جاوروني. ثم انه ارسل رسولا اليهم. فلما جاءهم رسوله اجتمعوا فقال بعضهم لبعض ما تقولون للرجل اذا جئتموه فقالوا نقول والله ما علمناه وما اخبرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم كائن في ذلك ما هو كائن. فلما جاءوه - 00:03:35ضَ

وقد دعا النجاشي اساقفته ونشروا آآ مصاحفهم حوله قال آآ ما هذا الدين الذي فارقتم فيه آآ دين قومكم ولا تدخلوا في ديني ولا في دين احد من هذه الامم - 00:03:55ضَ

قالت آآ اسماء فكان الذي كلمه جعفر بن ابي طالب. فقال ايها الملك انا كنا قوما اهل جاهلية. نعبد ونأكل الميتة ونسيء الجوار ونقطع الرحم ويأكل القوي منا الضعيف فمكثنا على ذلك حتى بعث الله - 00:04:11ضَ

رسولا منا نعرف نسبه صدقه وامانته وعفافه. فدعانا الى الله وحده لنوحده ولا نشرك به ونخلع اما كنا نعود نحن واباؤنا من الحجارة والاوثان. وامرنا بصدق الحديث واداء الامانة وحسن الجوار وصلة الرحم والكف عن - 00:04:31ضَ

والدماء ونهانا عن قول الزور واكن مال اليتيم والفواحش وجعل جعفر بن ابي طالب رضي الله عنه يعدد عليه امور الاسلام. الى ان قاله فصدقناه وامنا به واتبعناه فعبدنا الله وحده وخلعنا ما كنا نعبد من الاوثان والاحجار. وحرمنا ما حرم - 00:04:51ضَ

علينا واحللنا ما احل لنا فعدا علينا قومنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا الى عبادة الاوثان استحل ما كنا نستحل من الخبائث. فلما قهرونا وظلمونا وشقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا. خرجنا الى بلدك - 00:05:11ضَ

رغبنا في جوارك واخترناك على من سواك ورجونا الا نظلم عندك ايها الملك وقال النجاشي فهل عندكم مما جاء به من شيء وقال جعفر نعم فقال اقرأه علي فقرأ عليه صدرا من سورة مريم كاف يا عصام - 00:05:31ضَ

قالت اسماء فبكى والله النجاشي حتى اخضع لحيته وبكت اساقفته حتى اخذلوا مصاحفهم لما سمعوا ما تلى عليهم. ثم قال النجاشي ان هذا والذي جاء به موسى الا يخرج من مشكاة واحدة؟ انطلقا فوالله لا اسلمهم اليكما ولا اكاد. قالت اسماء رضي الله عنها فلما خرج عمرو بن العاص - 00:05:52ضَ

قال لعبدالله بن ابي ربيعة والله لاجئنه غدا ولاخبرنه بعيبهم عنده. لاخبرنه انهم يقولون ان الهه الذي يعبده عيسى ابن مريم عبد. ثم استأصل به خضراءهم. فقال عبد الله بن ابي ربيعة تقول اسماء وكان - 00:06:17ضَ

لا اتقى الرجلين فينا لا تفعل فان لهم ارحاما وان كانوا خالفونا فقال عمرو بن العاص والله لاخبرنه انهم يقولون ان عيسى ابن مريم عبد ولما كان الغد اتاه فقال ايها الملك انهم يقولون في عيسى ابن مريم قول عظيما فادعوهم فاسألوه عما يقولون فيه. فبعث اليه - 00:06:37ضَ

النجاشي يسألهم عما يقولون فيه. فقالت اسماء فلم ينزل بنا مثله. وذلك لانهم يعرفون ان هذا الرجل نصراني وان عقيدته في عيسى ابن مريم تخالف ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه سبحانه. فما هم صانعون فاجتمعوا. قالت فاجتمعوا فقال بعضهم لبعض - 00:06:57ضَ

ما تقولون للرجل اذا سألكم عنه فقالوا نقول والله ما قال الله فيه وما جاءنا به نبينا صلى الله عليه وسلم كائن في ذلك ما هو كائن فلما جاءوه قال النجاشي ما تقولون في عيسى ابن مريم - 00:07:17ضَ

وقال جعفر بن ابي طالب نقول فيه الذي جاء به نبينا صلى الله عليه وسلم هو عبدالله ورسوله وروحه وكلمته القاها الى مريم العذراء البتول قالت اسماء دلى النجاشي يده - 00:07:34ضَ

واخذ عودا من الارض وقال ما عدا عيسى ابن مريم الذي قلت هذا العود اي ما جاوز عيسى ابن مريم آآ قولك ما قال غير هذا قال فتناخرت وطارقته فقال وان نخرتم والله انطلقوا - 00:07:53ضَ

يخاطب الصحابة انطلقوا فانتم سيوب بارضي. السيوم الامنون بنساء الحبشة. انتم سيوف بارضي. من سبكم غر ثم من سبكم غرم والله ما احب ان لي دبرا ذهبا واني اذيت رجلا منكم. الدبر الجبل بلسانهم يقول - 00:08:10ضَ

قل والله ما احب اني اني اوذي رجلا منكم واخذ مقابل ذلك مقدار جبل من الذهب ما احب ان لي دبرا ذهبا. واني اذيت رجلا منكم. ردوا عليهما هداياهما فلا حاجة لنا بها. فوالله ما اخذ الله الرشوة من - 00:08:30ضَ

حين رد علي ملكي فاخذ الرشوة فيه. وما اطاع الناس في فاطيع الناس فيه. قالت فخرج من عنده مقبوحين جاء به قالت فمكثنا في خير دار عند خير جار. ومكثوا هكذا مدة الى ان خرج - 00:08:49ضَ

على النجاشي من ينازعه في ملكه وكانت شئون وقامت حرب بينه وبين ذاك الذي نزعه والصحابة رضوان الله عليهم يدعون الله ان ينصر النجاشي على خصمه قالت فنخاف ان يجيء رجل بعده فلا يعرف من حقنا ما كان يعرفه النجاشي. والنصر ربنا سبحانه النجاشي كما هو - 00:09:09ضَ

معروف ومكثوا في الحبشة مكث الصحابة بالحبشة الى ان اقبلوا منها على رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم من رجع الى مكة ومنهم من رجع الى المدينة هنا قضية - 00:09:29ضَ

كيف ينجي الصدق في الكلام والصدق في التوكل على الله صاحبه الان النجاشي يسألهم عن شيء في عقيدته وهم يعلمون انهم ان اجابوه صادقين فانهم يجيبونه بما ينقض عقيدته بما يهدمها بما يردهم على اعقابهم الى - 00:09:41ضَ

اعدائهم ومع ذلك اختارونا الا الا يذكروا الا ما يعلمونه من الحق الذي هو دينهم جاء به رسولهم صلى الله عليه وسلم من عند ربه فربنا سبحانه يفرج عنهم ويثبت اقدامهم ويحمل ويجعل الملك لا يأذن في كلمة تنال منهم فما ظنك بالفعل - 00:10:04ضَ

هذا الصدق وهذا عاجل بشرى الصدق ولنا عند الله اعظم. ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن عبد الله ابن مسعود روي رضي الله عنه قال - 00:10:29ضَ

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالصدق عليكم بالصدق شوف هادي عليكم بصدق ولا يقول اصدقوا عليكم بالصدق فان الصدق يهدي الى البر وان البر يهدي الى الجنة - 00:10:41ضَ

وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا نسأل الله سبحانه ان يسربلنا من الصدق سربالا طافيا صابغا لما قدم عمرو بن العاص وعبد الله بن ابي ربيعة من الحبشة. وآآ لم يدركوا ما ارادوه في اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:10:58ضَ

النجاشي بما يكرهونه لم تجد قريش شفاء لما في صدورها الا في اولئك النفر الباقين في في في مكة من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فنالوه بانواع الاذى لا يبالون على من يتسلطون. حتى ان ابا بكر رضي الله عنه نفسه وهو من هو مناعة في قومه - 00:11:19ضَ

اه لشدة ما ناله من اذى استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة فقد روى ابن اسحاق باسناد صحيح. ان ابا بكر لما ناله ما ناله من الاذى - 00:11:42ضَ

استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ان يهاجر الى الحبشة فاذن له فخرج من مكة حتى اذا كان منها على مسيرة يومين لقيه ابن الدغنة ويضبط ايضا فيقال ابن الدغنة آآ وكان سيد القارة لقيه فسأله عن سبب خروجه وآآ - 00:11:52ضَ

فأخبره بأن قريشا اذته اجاره ورده. وقد روى هذا هذا ايضا البخاري في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت لما ابتلي المسلمون خرج ابو بكر رضي الله عنه مهاجرا آآ قبال الحبشة فلقيه ابن الدغنة وكان يومئذ سيد - 00:12:12ضَ

القارة فقال يا ابا بكر اين تريد؟ فقال رضي الله عنه اخرجني قومي فاريد ان اسيح في الارض فاعبد ربي. فقال له ابن الدغنة ان مثلك يا ابا بكر لا يخرج ولا يخرج فانك تكسب المعدوم وتحمل الكل وتقري الضيف وتصل الرحم وتعين على - 00:12:32ضَ

نوائب الحق ارجع فاعبد ربك في بلدك واني لك جار. فرجع ابو بكر وارتحل معه ابن الدغنة فلما اتى مكة جعل يطوف في اشراف قريش ويقول لهم ان ابا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج. اتخرجون رجلا يكسب المعدوم ويحمل الكل - 00:12:52ضَ

الضيف ويصل الرحم ويعين على نوائب الحق. فانفذت قريش جوار ابن الدغنة. وقالوا له مر ابا بكر فليعبد ربك في بيته وليقرأ وليصلي ما شاء ولا يستعلم فانا نخاف ان يفتن آآ ابناءنا ونساءنا فقال ذلك ابن - 00:13:12ضَ

لابي بكر. فطفق ابو بكر يعبد ربه في بيته. ولا يستعلن بقراءة ولا غيرها. ثم انه بدا لابي بكر فبنى بناء فبنى مسجدا في فناء بيته. فجعل يصلي فيه ويقرأ فيه وكان ابو بكر رضي الله عنه رجلا - 00:13:32ضَ

سريع البكاء قريب الدمعة. فكان اذا قرأ بكى فكان يتقصف عليه يجتمع عليه نساء المشركين وابناؤهم فيعجبون مما رأى فلما رأت قريش ذلك فزعت له فبعثوا الى ابن الدغنة فأتاهم فقالوا له انا كنا قد اجرنا ابا بكر على ان يعبد ربه - 00:13:52ضَ

في بيته والا يستعلن ثم انه بدا له فاستعلن وجعل يصلي في فناء بيته وانا نخاف ان يفتن نسائنا ابناءنا وقد كرهنا ان نغفرك في جوارك فاته فإن احب ان يعبد ربه في بيته فليفعل. وان ابى الا ان يعلن ذلك فاسأله ان يرد اليك ذمتك. فانا كرهنا ان نغفر ذمتك - 00:14:12ضَ

ولسنا بمقرين لابي بكر للاستعلام فجاء ابن الدغنة الى ابي بكين فقال له قد علمت الذي عقدت لك عليه فاما ان تصلي في بيتك واما ان ترد علي فاني اكره ان تسمع العرب اني اخبرت في رجل عقدت له. فقال ابو بكر فاني ارد اليك جوارك - 00:14:37ضَ

بجوار الله وفي هذه الدياجي المظلمة والخطوب المدلهمة من الفتن التي يرقق بعضها بعضا تهب نفحة من نفحات ربنا سبحانه على جبار الجاهلية عسى نفحة من نور نور لطائف تهب فتختار الفؤاد قرارها. فكان الفؤاد فؤاد عمر - 00:15:01ضَ

عمر بن الخطاب رضي الله عنه والى لقاء اخر ان شاء الله والحمد لله رب العالمين - 00:15:23ضَ