المبتدأ والخبر ( د سعيد الكملي )
سيرة الحبيب 49 ـ سعد بن معاذ - رجل اهتز لموته عرش الرحمن، وشيّعه 70 ألف مَلَك
التفريغ
عليه الصلاة عليه السلام. خليل الاله وخير البشر هنا له عذاب يروظ ما ويروي لنا المبتدا والخبر بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين - 00:00:00ضَ
ذكرنا فيما مضى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم آآ اتابني قريظة فحاصرهم وامتد حصارهم خمسا وعشرين ليلة فلما اشتد بهم البلاء واشتد عليهم الحصار ارادوا ان ينزلوا على حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه - 00:00:34ضَ
وكان سعد بن معاذ رضي الله عنه يومئذ سيد الاوس وكان الاوس حلفاء بني قريظة في الجاهلية وبينهم وبينهم ولاء. روى احمد ان هم قالوا ننزل على حكم سعد بن معاذ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انزلوا على حكم سعد بن معاذ - 00:00:54ضَ
فنزلوا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الى سعد فاوتي به وكان رضي الله عنه آآ يومئذ في المسجد النبوي يطبب من جرحه الذي جرحه في الخندق. رواه الشيخان عن ابي سعيد - 00:01:11ضَ
الخدري رضي الله عنه قال نزل اهل قريظة على حكم سعد بن معاذ فارسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الى سعد فاتاه على حمار فلما دنا من المسجد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه قوموا الى سيدكم او قال صلى الله عليه وسلم الى خيركم. ثم قال صلى الله عليه وسلم - 00:01:25ضَ
ان هؤلاء نزلوا على حكمك. فقال رضي الله عنه تقتل مقاتلتهم وتسبى ذريتهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد حكمت فيهم بحكم الله. وفي ذلك يقول ربنا سبحانه وانزل الذين ظاهروهم من اهل الكتاب من سياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب - 00:01:44ضَ
وانزل الذين ظاهروهم ساعدوهم. عاونوهم على قتال المسلمين. عاونوا الاحزاب وانزل الذين ظهروهم من اهل الكتاب اي بني قريظة من صياصيهم من سياصيهم اي حصونهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون - 00:02:04ضَ
تأسرون فريقا واورثكم ارضهم وديارهم واموالهم وارضا لم تطأوها. وكان الله على كل شيء قديرا. ثم توفي سعد بن معاذ رضي الله عنه انفجر ذلك الجرح الذي كان جرحه يوم الخندق. روى البخاري ومسلم في صحيحيهما. عن عائشة رضي الله عنها قالت اصيب - 00:02:21ضَ
يوم الخندق رماه رجل من قريش يقال له من العرقة رماه في الاكحل الاكحل آآ عرق في وسط الذراع فضرب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد ليعوده من قريب. وكان سعد رضي الله عنه دعا الله عز وجل الا يميته حتى يقر عينه - 00:02:41ضَ
انه من بني قريظة اه لانهم نقضوا ما كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم من العهود والمواثيق والذمم ومالوا عليه مع الاحزاب. روى احمد في مسنده عن عائشة رضي الله عنها الحديث الطويل في غزوة الخندق. وقد تقدم لنا بعضه وفيه انها قالت ورمى سعدا رجل من - 00:03:00ضَ
يقاله ابن العريقة رماه بسهم فاصابه في اكحله فقطعها. فدعا سعد لله عز وجل. قال اللهم لا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة فانضمن جرحه فلما آآ وضعت الحرب اوزارها وفرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من امر بني قريظة - 00:03:20ضَ
اه ورجع سعد الى المسجد دعا ربه سبحانه اه حين ذاك دعوة اخرى. روى البخاري ومسلم في صحيحيهما ان سعدا رضي الله عنه قال اللهم انك تعلم انه ليس احد احب الي ان اجاهدهم فيك. من قوم كذبوا رسولك صلى الله عليه وسلم. واخرج - 00:03:42ضَ
اللهم فاني اظن انك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم. فان كان بقي من حرب قريش شيء. فابق له حتى اجاهدهم فيك وان كنت وضعت الحرب بيننا فافجرها واجعل موتتي فيها. يريد تلك الجراحة. فانفجرت من لبته. هذا الموضع هذا - 00:04:02ضَ
موضوع القلادة من الصدر. وكان الجرح وارم حتى وصل الى صدره. رضي الله عنه فانفجر من لبته. فلم يرعهم الا الدم يسيل اليهم المسجد كما ذكرت لكم فيه خيمة سعد التي امر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تنصب ليعوده فيها من قريب. وفيه ايضا خيمة اخرى - 00:04:22ضَ
لناس من بني غفار. راعى اهل المسجد فزعوا انا رأوا آآ دما يسير في المسجد وذلك الدم جاء من جهة آآ خيمة بني غفار فأتوهم وقالوا ما هذا الذي يجيئون من عندكم - 00:04:42ضَ
فإذا به يجيء من خيمة سعد واذا جرحه رضي الله عنه يغزو دما يسيل دما فمات منها. رواه ابن سعد في طبق عن محمود بن لبيد رضي الله عنه قال آآ لما اصيب اكحال سعد يوم الخندق - 00:04:58ضَ
حولوه آآ عند امرأة يقال لها رفيدة كانت تداوي الجرحى. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عنه كيف اصبحت واذا جاءه في المساء يقول كيف امسيت؟ فكان آآ سعد يخبره الى ان آآ ثقل رضي الله عنه واشتد به مرضه فاحتمله قومه - 00:05:14ضَ
الى بني عبد الاشهل الى منازلهم. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم مساء يسأل عنه كما كان يسأل فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم وقد احتمل قومه الى بني عبد الاشهل. قال محمود ابن الوليد فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم الى بني عبد الاشل. وجعل يسرع النبي صلى الله عليه وسلم قال حتى - 00:05:34ضَ
خيوط التي يربطون بها نعالهم تقطعت وحتى سقطت ارضيتنا عن ظهورنا. فشكى ذلك اليه اصحابه وقالوا يا رسول والله اتعبتنا في المشي فقال صلى الله عليه وسلم اني اخاف ان تسبقنا الملائكة اليه فتغسله كما غسلت آآ حنظلة. فانتهى رسول الله - 00:05:54ضَ
صلى الله عليه وسلم الى البيت وهو يغسل وامه تبكي وهي تقول ويل ام سعد سعدا. حزامة وجدا. فقال صلى الله عليه وسلم كل نائحة تكذب الا ام سعد ثم جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم رأس سعد رضي الله عنه في حجره ودعا له. روى احمد في فضائل الصحابة عن رجل من الانصار قال لما قضى - 00:06:14ضَ
سعد بن معاذ في بني قريظة ورجع انفجرت يده دما. فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فاقبل في نفر معه. فدخل عليه فجعل رأسه في حجره فقال اللهم ان سعدا قد جاهد في سبيلك وصدق رسلك وقضى الذي عليه فاقبض روحه بخير - 00:06:38ضَ
فيما تقبلت به الارواح. وكان موته رضي الله عنه حدثا عظيما. روى البخاري ومسلم في صحيحيهما. عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما. ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اهتز عرش الرحمن لموت سعد ابن معاذ. اي اهتز استبشارا بقدومه رضي الله عنه. وروى الطحاوي في شرح مشكل الاثار - 00:06:58ضَ
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال جاء جبريل عليه السلام الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له من هذا العبد الصالح الذي مات هز له العرش وفتحت له ابواب السماء. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاذا سعد بن معاذ رضي الله عنه قد قضى - 00:07:18ضَ
مروى البزار عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد هبط يوم مات سعد بن معاذ سبعون الف ولكن الى الأرض لم يهبطوا قبل ذلك. وحزن المسلمون لموت سعد ابن معاذ رضي الله عنه حزنا عظيما. روى ابن ابي شيبة في مصنفه واحمد في فضائل - 00:07:36ضَ
الصحابة عن عائشة رضي الله عنها قالت ما كان احد اشد فقدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه على المسلمين من سعد ابن معاذ رضي الله عنه. وروى احمد والطحاوي في شرح مشكل الاثار وابن حبان عن عائشة رضي الله عنها قالت لما - 00:07:56ضَ
بات سعد بن معاذ رضي الله عنه بكى ابو بكر وعمر رضي الله عنهما حتى عرفت بكاء ابي بكر من بكاء عمر وبكاء عمر من بكاء ابي ابو بكر وكانوا كما قال الله عز وجل رحماء بينهم. وقد حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعظيم مكانة سعد عند الله. روى البخاري - 00:08:16ضَ
مسلم في صحيحيهما عن البراء ابن عازب رضي الله عنهما قال اهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حلة حرير فجعل اصحابه يلمسونها او يتعجبون من لينها. فقال صلى الله عليه وسلم اتعجبون من لينها؟ لمناديل سعد في جنة خير منها والين. وقد رام بعض المنافقين - 00:08:36ضَ
ان ينال منه لما كان محمولا الى قبره فكان ذلك سببا في ظهور منقبة اخرى له. روى الترمذي عن انس رضي الله عنه قال لما جنازة سعد بن معاذ قال المنافقون ما اخف جنازته آآ فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان الملائكة - 00:08:56ضَ
الملائكة كانت تحمله واذا كانت آآ جنازته خفيفة على الناس فكانوا يريدون بذلك حقارته وازدرائه فاجاب النبي صلى الله عليه وسلم بما يلزم من ذلك آآ تعظيم شأنه وتفخيم امره رضي الله عنه. وقال حسان بن ثابت يبكي سعد بن معاذ ويذكر يوم قريظة - 00:09:16ضَ
لقد سجمت من دمع عيني عبرة وحق لعيني انت تفيض على سعدي. قتيل ثوى في معرك فجعت به عيون دوار الدم معي دائمة الوجد فان تك قد ودعتنا وتركتنا وامسيت في غبراء مظلمة اللحد فانت الذي يا سعد ابت بمشهد - 00:09:36ضَ
كريم واثواب المكارم والحمد بحكمك في حيي قريظة بالذي قضى الله فيهم ما قضيت على عمدي فوافق حكمك والله حكمك فيهم ولم تعفو اذ ذكرت ما كان من عهدي. وآآ يشير حسان رضي الله عنه بهذا البيت الاخير. الى ما - 00:09:57ضَ
واهل المغازي والسير. وهو عندهم بلا اسناد لكنه مشهور عندهم ويشهد له الذي سمعتموه. آآ يقولون ان رسول الله صلى الله الله عليه وسلم لما دعا سعدا ليحكم في بني قريظة جاءه قومه فاحدقوا به وقالوا له يا سعد احسن في - 00:10:17ضَ
فانهم مواليك وان رسول الله صلى الله عليه وسلم انما ولى كذلك لتحسن اليهم. فلما اكثروا عليه قال رضي الله عنه لقد انا لسعد الا تأخذه في الله لومة لائم. وقضى حينئذ بالذي ذكرنا بأن تقتل مقاتلتهم وان تسبى. ذراريهم وهذا الذي يشير اليه حسان رضي الله عنه - 00:10:37ضَ
قوله فوافق حكم الله حكمك فيهم ولم تعفو اذ ذكرت ما كان من عهدي وقال ايضا حسان ابن ثابت يبكي سعد ابن معاذ ورجالا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشهداء ويذكرهم بما كان فيه من الخير. يقول - 00:10:57ضَ
الا يا لقومي هل لما حمد وهل ما مضى من صالح العيش راجع؟ تذكرت عصرا قد مضى فتها فتت بنات الحشى وانهل منه اني المدامع صبابة وجد ذكرتني احبة وقتلى مضى فيها طفيل ورافع وسعد فأضحوا في الجنان واوحشت منازله - 00:11:14ضَ
فالارض منهم بلاقع وفوي يوم بدر للرسول وفوقهم ظلال المنايا والسيوف اللوامع. لانهم يرجون منه شفاعة اذا لم يكن الا النبيون شافعوا فذلك يا خير العباد بلاؤنا اجابتنا لله والموت ناقع. ونعلم ان الملك لله وحده - 00:11:34ضَ
ان قضاء الله لابد واقع ومنذ ذلك اليوم ذل الكفر والنفاق في المدينة. وقطع اثر اليهود فيها. وسلت اخر شوكة كانت لهم في ظهور المسلمين المنافقون رؤوسهم وجبنوا عن كثير مما كانوا يصنعون. واصبحت المدينة موئل الاسلام وحصنه الحصين - 00:11:56ضَ
وقد كنت ذكرت لكم انه لما تحزبت الاحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من جملتهم مسعود بن رخيلة ويقال مسعار بن رخيلة في من تابعه من قومه الشجاعة بن ريث بن غطفان. فلما رد الله سبحانه الكافرين بغيظهم - 00:12:18ضَ
لم ينالوا خيرا وكفى ربنا سبحانه المؤمنين القتال عاد وفد اشجع الى النبي صلى الله عليه وسلم وهم مائة على رأسهم مسعود بن الخيل في اسمه انزلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا حسنا وامر لهم باحمال التمر فقالوا يا محمد لا نعلم - 00:12:38ضَ
احدا من قومنا اقرب دارا منك ولا اقل عددا. وطبقنا بحربك هذه وحرب قومك. فجئنا نوادعك فوضعهم صلى الله عليه وسلم. ثم انهم اسلموا بعد ذلك فقد روى مسلم في صحيحه. عن عوف ابن مالك الاشجعي رضي الله عنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:12:58ضَ
تسعة او ثمانية او سبعة. فقال الا تبايعون رسول الله وكنا حديث عادل ببيعة فقلنا قد بايعناك يا رسول الله. فقال صلى الله عليه وسلم الا تبايعون رسول الله فقالوا قد بايعناك يا رسول الله. فقال صلى الله عليه وسلم الا تبايعون رسول الله؟ فقال فبسطنا ايدينا وقلنا قد بايعناك يا رسول الله - 00:13:18ضَ
فعلى من يبايعك فقال صلى الله عليه وسلم على ان تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا والصلوات الخمس وان تطيعوا واسر صلى الله عليه وسلم كلمة خفية ثم قال صلى الله عليه وسلم والا تسألوا الناس شيئا. قال الراوي فلقد رأيت اولئك النفر يسقط احدهم صوته من يد - 00:13:38ضَ
فلا يسأل احدا ان يناوله اياه والى لقاء اخر ان شاء الله. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك والحمد لله رب العالمين - 00:13:58ضَ