المبتدأ والخبر ( د سعيد الكملي )

سيرة الحبيب 51- لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله آمنين- الشيخ سعيد الكملي

سعيد الكملي

عليه الصلاة عليه السلام. خليل الاله وخير البشر هنا ويروي لنا المبتدا والخبر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. سيدنا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين - 00:00:00ضَ

تقدم لنا في المجلس الماضي انه في شوال من السنة السادسة للهجرة قدم الرهط العرانيون الى المدينة فاحدثوا فيها ما احدثوا قتلا ونهبا روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن انس بن مالك رضي الله عنه قال قدم اناس من عكر وعرينة على رسول الله صلى الله عليه - 00:00:32ضَ

فبايعه على الاسلام فكانوا في الصفة قلنا انهم نزلوها اول مجيئهم ثم انه اجتووا المدينة اصابهم الجوى نسأل الله العافية هو داء يصيب الجوف. فكرهوا المقام فيها فقالوا يا رسول الله انا كنا - 00:00:54ضَ

ولم نكن اهل ريف. يعني هم كانوا اصحاب ماشية اهل درع ولم يكونوا اهل ارض فيها زرع وفيها ثمار وغير ذلك فقالوا يا رسول الله قد استوخى من الارض ابغنا رسلا. الرسل هو اللبن وابغنا رسلا. اي اطلب لنا آآ لبنا. فامرهم - 00:01:11ضَ

رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يلحقوا براعيه. وقال صلى الله عليه وسلم هذه نعم لنا تخرج فاخرجوا آآ فاشربوا من البانها ابوالها انطلقوا فشربوا من ابوالها والبانها حتى صحوا وسمنوا ورجعت اليهم الوانهم - 00:01:32ضَ

فماذا فعلوا؟ قتلوا راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسملوا عينيه يعني احموا مسامير نسأل الله العافية احموا حديدا به عينيه وكفروا بعد اسلامهم الخبر في اول النهار فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبهم وبعث شبابا من الانصار كانوا قريبا من عشرين فارسلهم - 00:01:50ضَ

اليهم وبعث معهم قائفا يقتص اثرهم. فلما ارتفع النهار جيء بهم. فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطع ايديهم وارجلهم وسمرت اعينهم كما صنعوا بالرعي والقوا في الحارة في يعني في قرب المكان الذي آآ احدثوا فيه ما احدثوا وتركوا حتى ماتوا - 00:02:15ضَ

روى مسلم في صحيحه عن انس رضي الله عنه قال ان ما سمل النبي صلى الله اعين اولئك لانهم شملوا اعين الرعاء. وفي شهر ذي من العام السادس الهجري اخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم اصحابه انه يريد العمرة وانه صلى الله عليه وسلم رأى في منامه انه - 00:02:35ضَ

ودخل البيت هو واصحابه امنين محلقين رؤوسهم ومقصرين وهذا الذي يقول فيه ربنا سبحانه لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله امنين. محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون - 00:02:55ضَ

لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخشى قريشا ان يعرضوا له بحرب او يصدوه عن عن البيت الحرام. فاستنفر رسول الله صلى الله عليه وسلم من حول مدينة من الاعراب ممن اسلم ليخرجوا معه اعرابي غفار ومزينة وجهينة واسلم واشجع - 00:03:14ضَ

وهؤلاء هم الاعراب الذين كانوا حول المدينة. فابطأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير منهم. واعتلوا بانهم مشغولون. فخرج النبي صلى والله في الف واربعمائة من المهاجرين والانصار ومن لحق به من الاعراب اخذين اسلحتهم حذرا من قريش. وانزل ربنا سبحانه في - 00:03:34ضَ

لاولئك الاعراب الذين ملأت رئة احدهم جوفه رعبا. قوله سبحانه سيقول لك المخلفون من الاعراب شغلتنا اموالنا واهلنا فاستغفر لنا. يقولون بالسنتهم ما ليس في قلوبهم. قل فمن يملك لكم من الله شيئا ان اراد بكم ضرا او - 00:03:54ضَ

اراد بكم نفعا بل كان الله بما تعملون خبيرا. بل ظننتم ان لن ينقلب الرسول والمؤمنون الى اهليهم ابدا. وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا سيقول لك المخلفون من الاعراب وربنا سبحانه قال المخلفون ولم يقل المتخلفون لان المتخلف هذا فعل التخلف بنفسه لنفسه - 00:04:14ضَ

لكن المخلف المتروك لهؤلاء مخلفون. ربنا سبحانه خلفهم تركهم اخلاهم عن صحبة نبيه صلى الله عليه وسلم. سيقول كالمخلف الاعراب شغلتنا اموالنا واهلنا. شغلنا عن الاقبال معك والاتيان اليك والانتداب لما ندبتنا اليه. اموالنا واهلنا خشينا عليها - 00:04:38ضَ

الضيعة وليس لنا من يقوم بها فاستغفر لنا يقول ذلك على وجه التقية هم ما كانوا يعني حريصين على ان يستغفر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم انما هو شيء تلقفته السنتهم تلقفا - 00:04:58ضَ

ولذلك فضحهم ربنا. يقول سبحانه فاستغفر لنا يقولون بالسنتهم ما ليس في قلوبهم. ليس طلبهم الاستغفار من الرسول صلى الله عليه وسلم هو عن آآ ندم وجدوه في قلوبهم. لا انما ذلك كما قلت لكم شيء قول تتلقفه السنك - 00:05:14ضَ

فهم لا يبالون استغفر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ام لم يستغفر؟ وهذا النفاق المحض. ثم رد ربنا سبحانه عليهم حين ظن ان تخلفهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدفع عنهم الضر ويعجل لهم النفع بسلامة اموالهم وانفسهم. فقال ربنا - 00:05:34ضَ

قل فمن يملك لكم من الله شيئا ان اراد بكم ضرا او اراد بكم نفعا فلا يقدر احد ان يرد ما اراده ربكم فيكم لانه سبحانه لا يغالبه غالب وليغلبن مغالب الغلاب - 00:05:54ضَ

بل كان الله بما تعملون خبيرا. بما تعملون من اظهار امر واضمار غيره بل ظننتم ان لا ينقلب الرسول والمؤمنون الى اهلهم ابدا. هذا الذي كنتم تضمرون اي لم يكن تخلفكم يعني تخلفا معذور. لم يكن تخلف عاص لكنه كان تخلف منافق. اعتقدتم ان رسول الله صلى الله - 00:06:09ضَ

المؤمنين يقتلون وتستأصل شأفتهم وتستباد خضراؤهم ولا يرجع منهم مخبر وذلك ان المنافقين قالوا ان محمدا واصحابه صلى الله عليه وسلم اكلات رأس يعني هم قليل لا يرجعون. وزين ذلك في قلوبكم - 00:06:31ضَ

بين لكم الشيطان ذلك في قلوبكم حتى ظننتم حقه وانه هذا الذي سيكون لا محالة. وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء ظن السوء ان ربنا سبحانه لا ينصر نبيه صلى الله عليه وسلم هذا الذي ظننتم وكنتم قوما بورا - 00:06:48ضَ

كنتم قوما هالكين فاسدين لا تصلحون لشيء من الخير خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الحديبية هذا رواه الأئمة رواه البخاري ورواه ابو داوود والنسائي وابن ماجة وابن خزيمة والطبراني والحاكم - 00:07:07ضَ

والبيهقي وغيرهم باسانيد صحاح وحسان. وبعضهم يزيد على بعض وقد جمعت رواياتهم في سياق واحد ليكون الخبر اوعب. ذكروا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في المهاجرين والانصار ومن لحق به صلى الله عليه وسلم من الاعراب اخذين اسلحتهم حذرا منه - 00:07:23ضَ

قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يريد حربا ولا قتالا وانما يريد العمرة. ولذلك ساق معه الهدي من المدينة ليظهر صلى الله عليه كما انه انما يريد الاعتمار ولا يريد القتال - 00:07:43ضَ

رمضان صلى الله عليه وسلم حتى اذا انتهى الى ذي الحليفة نزل بها وصلى بها الظهر ثم قلد هديه واشعره واحرم منها بعمر قلد الهدي آآ تقليد الهدي هو ان يعلق في عنقه آآ نعل او جلدة او شيء آآ علامة له - 00:07:56ضَ

واشعره الاشعار هو ان يجرح. سنام البعير يعني جرحا صغيرا قدر انملة او انملتين. فيدمع فائدة هذا التقليدي والاشعار ان يعرف ان هذه هذه ان هذه البهيمة من بهيمة الانعام انما هي هدي - 00:08:16ضَ

اهدى الى البيت العتيق فلا يعرض لها احد. لان العرب كانت في الجاهلية تعظم الهدي فكانوا لا يعرضون له. هذا سبب وسبب اخر وهو ان يعلم به مساكين يعلم انه هدي فاذا بلغ محله ونحر آآ اصابوا منه - 00:08:36ضَ

فلما قلد رسول الله صلى الله عليه وسلم الهدي واشعره واحرم العمرة بعث عينا له من خزاعة يخبره عن قريش ثم سار النبي صلى الله عليه وسلم حتى كان بغدير الاشطاط. وهو غدير قريب من عسفان اتاه عينه الخزاعي. فقال يا رسول الله هذه قريش - 00:08:53ضَ

بمسيرك فخرجت معها العود المطافيل. العود جمع عائد وهي الناقة الحديثة النتاج فهي ذات لبن جمع مطفي وهي الام التي معها طفلها يريد انهم خرجوا معهم بالنوق ذوات الالبان. يعني ليتزودوا من البانها ولا يرجعوا حتى يمنعوا - 00:09:11ضَ

او قد يكون كان بذلك عن النساء معهن اطفالهن والمراد انهم خرجوا معهم بنسائهم واولادهم لارادة طول قام وليكون ادعى الى عدم الفرار قال معهم العود المطافين قد لبسوا جلود النمور. وهذا مثل يكنى به عن اظهار العداوة. يقال للرجل الذي يظهر العداوة هذا - 00:09:31ضَ

لبس جلد النمر فهم يأكلون به عن شدة الحقد والغضب تشبيها بأخلاق آآ النمر وشراسته. قال قد لبسوا جلود النمور وجمعوا الاحابيش. الاحابيش جماعات من آآ احياء شتى من العرب. بنو الهون وآآ بنو - 00:09:55ضَ

انطلق والقارة آآ تجمعوا وحالفوا قريشا. وسموا الاحابيش لان التحبس التجمع. وقيل سم الاحابيش لانهم تحالفوا عند جبل يقال له حبشي فنسبوا اليه. قال قد جمعوا لك الاحابيش يعاهدون الله الا تدخلها عليهم عنوة ابدا - 00:10:15ضَ

العنوة يعني الغلبة والقهر. قال يعاهدون الله الا تدخلها عليهم عنوة ابدا. وهذا خالد بن الوليد. في خيلهم قدموا الى كرة عين غميم هذا الموضع بين مكة والمدينة امام عسفان. قال وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت ومانعوك - 00:10:35ضَ

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ويح قريش لقد اكلتهم الحرب ماذا عليهم؟ لو خلوا بيني وبين الناس فان اصابوني كان الذي ارادوا وان اظهرني الله عليهم دخلوا في الاسلام وهم وافرون. وان لم يفعلوا قاتلوا بهم قوة. يعني - 00:10:54ضَ

سبحان الله يتركون خطة الرشد يسلكون غيرها. قال صلى الله عليه وسلم فما تظن قريش والله اني لا ازال اجاهده مع الذي بعثني الله له حتى يظهره الله او تنفرد هذه السالفة. السالفة هي صفحة العنق لكل - 00:11:13ضَ

يعني آآ سالفة عن يمين عنقه وسالفة عن يساره. والسالفة لا لا تنفرد الا بقطعها عن باقي الجسد. آآ فهذا يكنى به عن هذاك. يعني عندما يقول المرأة حتى تنفرد سالفتي اي حتى اموت حتى اهلك. ثم استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم اصحابه في الميل الى - 00:11:30ضَ

اولئك وذراريهم وعيالهم او في المضي. فقال ابو بكر رضي الله عنه يا رسول الله انك خرجت عامدا لهذا البيت لا تريد قتل احد ولا حرب احد. فتوجه له فمن صدنا عنه قاتلناه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:11:50ضَ

امضوا على اسم الله فمضوا حتى اذا كانوا ببعض الطريق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان خالد بن الوليد بالغميم في خير لقريش طليعة طبعا الطليعة مقدمة الجيش يقال ايضا مقدمة الجيش التي ترسل لتطلع على العدو وتستكشف امره. فقال صلى الله عليه وسلم ان خالد بن الوليد - 00:12:06ضَ

بالغميم خير لقريش آآ طليعة فخذوا ذات اليمين. لماذا يأمرهم صلى الله عليه وسلم بأن يأخذوا ذات اليمين؟ لأن خالد بن الوليد قطع على المسلمين الطريق الى الى مكة. فاذا هم استمروا في طريقهم سيلقونه ولا مناص حينئذ من ان يكون قتال - 00:12:28ضَ

ورسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بحديث عليه ولا راغب فيه وانما خرج صلى الله عليه وسلم معتمرا معظما لحرمة البيت. فسلك بهم صلى الله عليه وسلم ذات الى طريق اخر لا يمر على خيل خالد تحاشيا من قتاله - 00:12:48ضَ

وسلك ذات اليمين بين ظهري الحمض هذا اسمه موضع على طريق تخرجه على ثنية المرار والحديبية من اسفل مكة. وكانت هذه الطريقة هو عقبة شاقة وعرة المرتقى. ولذلك حثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على صعودها. بما ذكر له من الثواب لمن فعل - 00:13:04ضَ

روى مسلم في صحيحه عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يصعد الثنية ثنية المرار فانه يحط عنه ما حط عن بني اسرائيل. الذي حط عن بني اسرائيل لو كانوا آآ اطاعوا ما قيل لهم هي ذنوبهم - 00:13:24ضَ

فالنبي صلى الله عليه وسلم يشير الى قول ربنا سبحانه وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطاياكم يغفر لكم خطاياكم كذلك المسلمون الذين معه صلى الله عليه وسلم من يسعد آآ ثنية المرار فانه يغفر له ذنوبه تحط عنه - 00:13:44ضَ

كما لو كانت تحط عن بني اسرائيل لو كانوا صنعوا ما امروا به. قال جابر رضي الله عنه فكان اول من صعدها خيلنا خيل بني الزواج ثم تام الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلكم مغفور له الا صاحب الجمل الاحمر. قال فاتيناه فقلنا له تعال - 00:14:04ضَ

سيستغفر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال والله لان اجد ضالتي احب الي من ان يستغفر لي صاحبكم. اسأل الله العافية قال وكان رجلا ينشد ضالة له. فسلكوا تلك الطريق - 00:14:24ضَ

ووالله ما شعر بهم خالد حتى فاجأتهم قتلة الجيش قطرة الجيش غباره الذي تثيره حوافر الخيل واخفاف الابل وغير ذلك قال فلما رأت تلك الخيل خيل قريش قد ترك الجيش قد خالفوا عن طريقهم نكسوا راجعين الى قريش وانطلق خالد يركض فرسه - 00:14:39ضَ

نذيرا لقريش. وسر النبي صلى الله عليه وسلم حتى اذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها بركت راحلته. فقال الناس حل الحل وهذا الصوت حل حل. آآ صوت تزجر به الناقة التي امتنعت من المسير - 00:14:59ضَ

يقول حل حل والحت الناقة. تمادت على آآ بروكها. فقالوا خلأت القسوة خلأت القسوة. اي حرنت وبركة من غير عذر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خلأت القسوة. وما ذاك لها بخلق. ولكن حبسها حابس الفيل. حبس - 00:15:17ضَ

انتهى حابس الفيل الذي حبس الفيل فيل ابرهة عن مكة هو ربنا سبحانه فالذي حبس الفيل عن ان يدخل مكة هو الذي حبس ناقة رسول الله صلى صلى الله عليه وسلم عن دخولها. فقال صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله الا اعطيتهم - 00:15:37ضَ

واياها يعظمون فيها حرمات الله. من ترك القتال في بيت الله الحرام. ومن ترك سفك الدماء وغير ذلك الا وافقهم عليها صلى الله عليه عليه وسلم ونكمل حديثنا فيما نستقبل ان شاء الله. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. والحمدلله رب - 00:15:57ضَ

- 00:16:17ضَ