المبتدأ والخبر ( د سعيد الكملي )

سيرة الحبيب 53- رأيت قوما لا يسلمون الرسول لشيء أبدا- الشيخ سعيد الكملي

سعيد الكملي

عليه صلاة عليه السلام. خليل الاله وخير البشر هنا له عذاب يروظ ما ويروي لنا المبتدا والخبر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين - 00:00:00ضَ

ذكرنا فيما مضى ان الرسل من قريش جاءت ليروا ما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعلموا لاي شيء جاء فجاء بدير بن ورقة الخزاعي ثم جاء بعده عروة بن مسعود الثقفي الذي هاله ما رأى من تعظيم الصحابة لرسول الله صلى الله عليه - 00:00:33ضَ

وسلم فرجع الى قومه يقول لهم اي قومي لقد وفدت على الملوك وفدت على قيصر وكسرى والنجاشي. طبعا في ذلك الزمن يوجد كن غير هؤلاء لكن هؤلاء المذكورين كانوا اعظم ملوك ذلك الوقت - 00:00:53ضَ

ويقول لقد وفدت على الملوك وفدت على قيصرى وكسرى والنجاشي. والله ان رأيت ملكا يعظمه اصحابه ما يعظم اصحابه محمد صلى الله عليه وسلم محمدا. والله ان تنخم نخامة الا وقعت في كف رجل منهم. فدلك بها وجهه وجلده - 00:01:09ضَ

وان امر ابتدروا امره. وان تكلم خفضوا اصواتهم عنده. وما يحدون النظر اليه تعظيما له. فلقد رأيت قوم لا يسلمونه لشيء ابدا. وقد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها. وذهب عنه الذي كان يقول انهم اخلاط او شاب - 00:01:29ضَ

اذا حمي الوطيس فسرعان ما يفرون عنه ويدعونه. فصار يقول فلقد رأيت قوما لا يسلمونه لشيء ابدا ثم قام الحلس بن علقمة ويقال الحليس بن علقمة الكناني وهو يومئذ سيد الاحابيش. فقال دعوني اتيه. فقالوا اؤته. فلما - 00:01:49ضَ

على النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا فلان وهو من قوم يعظمون الهدي فابعثوها في وجهه. فبعثت له واستقبله الناس يلبون فلما رأى ذلك وال هدي يسيل عليه من من الوادي في قلائله قد اكل اوتاره وقد اكل الحبال من - 00:02:09ضَ

للحبس عن محله قال سبحان الله ما ينبغي لهؤلاء ان يصدوا عن البيت. فرجع الى اصحابه ولم يصل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم اعظاما لما رأى فقال يا معشر قريش قد رأيت ما لا يحل صده. قال رأيت الهدي في قلائده. قد اكل اوتاره من طول ما حبس عن محله. فما ارى ان - 00:02:29ضَ

يصدى هؤلاء عن البيت. فقالوا اجلس انما انت اعرابي لا علم لك فقام رجل منهم يقال له مكرز بن حفص احد بني عامر بن لؤي فقال دعوني اتيه. فقالوا اته. فلما اشرف عليهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا مكرز بن حفص - 00:02:49ضَ

هو رجل فاجر. فجاءه فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو ما كلم اصحابه. ثم رجع الى قريش يبلغهم رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:03:09ضَ

آآ قد تقدم لنا في اول كلامنا عن قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم معتمرا انه ارسل رسلا يبلغون قريشا انه صلى الله عليه وسلم لم يأت بقتالهم وانما جاء معتمرا معظما لحرمة البيت. وذكرنا انه صلى الله عليه وسلم ارسل لذلك خراش ابن امية رضي الله عنه الذي - 00:03:23ضَ

قادة قريش ان تفتك به حتى منعتهم الاحابيش. فرجع هو. ثم ارسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان رضي الله عنه روى احمد والطحاوي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عثمان بن عفان الى قريش يخبرهم انه صلى الله عليه وسلم لم يأتي بحرب - 00:03:43ضَ

وانه جاء زائرا للبيت معظما لحرمته. فخرج عثمان حتى اتى مكة ولقيه ابان بن سعيد بن العاص فنزل عن دابته واركبه بين يديه وردفه وخلفه. ثم دخل به مكة مجيرا له حتى يؤدي - 00:04:03ضَ

رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأتى آآ عثمان بن عفان رضي الله عنه ابا سفيان وعظماء قريش وبلغهم رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا له بعد ان ادى الرسالة ان شئت ان تطوف بالبيت فطوف به. فقال رضي الله عنهما كنت لافعل حتى يطوف به رسول الله - 00:04:20ضَ

صلى الله عليه وسلم فاحتبسته قريش عندها لما احتبست قريش عثمان بن عفان بلغ آآ رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه ان عثمان رضي الله عنه قد قتل فدعا رسول الله صلى الله عليه - 00:04:40ضَ

عليه وسلم الناس اي البيعة. سيبلغ بعد ذلك آآ رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ما آآ سمعه وما وصله من خبر قتل عثمان كان باطلا. لكن في هذا الوقت الذي عندهم في الحديبية ان آآ عثمان قد قتل قتلة قريش فدعاهم صلى الله عليه وسلم الى البيعة - 00:04:54ضَ

روى مسلم عن جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما قال كنا يوم الحديبية الفا واربعمئة فبايعناه وعمر رضي الله عنه اخذ بيدي تحت الشجرة وهي سمرة فبايعناه غير جد ابن قيس. آآ اختبأ تحت بطن ناقته وكان ممن يظن فيه النفاق - 00:05:14ضَ

وروى البخاري ومسلم عن يزيد بن ابي عبيد مولى سلامة ابن اكوع رضي الله عنه قال قلت لسلامة ابن اكوع على اي شيء بايعتم رسول الله الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية. قال على الموت - 00:05:34ضَ

سلامة الاكوع كان احد من بيع تحت الشجرة. يقول بايعناه صلى الله عليه وسلم على الموت. لكن روى مسلم عن جابر رضي الله عنه هذا حيث ذكرت لكم قال كنا يوم الحديبية الفا واربعمائة فبايعناه وعمر اخذ بيده تحت الشجرة وهي سمرة. قال بايعناه - 00:05:48ضَ

وعلى ان لا نفر ولم نبايعه على الموت يقول ويعناه عن الموت. جابر رضي الله عنه يقول لم نبايع على الموت. ومثل قول جابر آآ يقوله معقل بن يساه رضي الله عنه فيما رواه مسلم - 00:06:08ضَ

عنه قال لقد رأيتني يوم الشجرة والنبي صلى الله عليه وسلم يبايع الناس وانا رافع الغصنا من اغصانها عن رأسه ونحن اربع عشر مائة قال لم نبايع على الموت ولكن بايعناه على الا نفر - 00:06:22ضَ

ها هنا معقل بن يسار ايضا يوافق جابر رضي الله عنه على انهم لم يبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت وانما بايعوه على الا فكيف يقول سلمة الاكعب بايعناها على الموت؟ الحق انه لا لا اشكال لان مراد سلامة رضي الله عنه عندما يقول بايعناه على الموت اي بايعناه - 00:06:37ضَ

وعلى ان نصبر وان نثبت في مواقعنا وان افضى بنا ثباتنا الى ان نموت. ولم يرد انه بايعناه على انه يكون موت وهذا الذي آآ ينفيه جابر وينفيه معقل عندما يقولان لم نبايعها على الموت انما بايعنا على ان لا نفر فالامر واحد يعني بايعناه - 00:06:57ضَ

وعلى ان لا نفر وان افضى بنا ذلك الى الموت. وهذه هي بيعة الرضوان التي ذكرها ربنا سبحانه في كتابه عندما قال سبحانه لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم واثابهم فتحا قريبا. ومغانم كثيرة - 00:07:17ضَ

يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما. ومن ثبت له رضوان الله لا يحق عليه سخطه ابدا. وهذا ايضا نص عليه رسول الله صلى الله الله عليه وسلم. فقد روى مسلم في صحيحه عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال اخبرتني ام مبشر انها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم - 00:07:37ضَ

يقول عند حفصة لا يدخل النار ان شاء الله من اصحاب الشجرة احد الذين بايعوا تحتها. فقالت حفصة بلى يا رسول الله انتهرها صلى الله عليه وسلم. فقالت له وان منكم الا واردها هي تستدل بهذه الاية وتستدل بعمومها. ها فترى ان هذا العموم - 00:07:57ضَ

ينتظم اصحاب الشجرة وغيرهم. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال الله عز وجل ثم ننجي الذين اتقوا والنذر الظالمين فيها جثيا. ومثل ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه قال جاء عبد لحاطب بن ابي بلتعة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو - 00:08:17ضَ

فقال العبد يا رسول الله لا يدخلن حاطب النار. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبت لا يدخلها فإنه شهد بدرا ليبيا ولعظم شأن بيعة الرضوان وفخامة قدرها آآ صار الناس ينتسبون اليها عندما يذكر احد هؤلاء المبايعين يقال فلان بن فلان - 00:08:37ضَ

من اصحاب الشجرة فلان ابن فلان كان تحت السمرة فلان ابن فلان من اصحاب بيعة الرضوان فكانوا ينتسبون اليها وينسبون اليها لعظم شأنها وفخامة قدرها. بل مما يدل على هذا الشأن العظيم الذي كان لهؤلاء الذين بايعوا آآ تحتها انهم كانوا اذا كانوا في الحرب - 00:08:58ضَ

اشتد ظلامها وحمي وطيسها وشمرت عن ساقها. وفر الناس من آآ حومة الموت التي تشتكي الابطال مغامراتها تنادى هؤلاء بلقبهم فرجعوا اليها وخاضوا غمراتها. مثل ما وقع آآ في غزوة حنين. روى مسلم في صحيحه عن - 00:09:18ضَ

عباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين. فلزمت انا وابو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب رسول والله صلى الله عليه وسلم فلم يفارقه. ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلة له بيضاء اهداها له فروة ابن نفافة الجذام. فلما التقى المسلمون - 00:09:38ضَ

الكفار ولى المسلمون مدبرين. فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض بغلته. آآ نحو الكفار. قال يقول العباس وانا اخذ بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم اكفها ارادة الا تسرع لان رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض البغلة نحوهم العباس يخشى على النبي صلى الله عليه وسلم فهو - 00:09:58ضَ

تمسك بلجامها لان لا تسرع. آآ فهو يمسك بلجامها وابو سفيان يأخذ بركاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عباس نادي اصحاب السمراء. فقال عباس وكان رجلا صيتا. فقلت باعلى صوتي اي اصحاب السمرة يا اصحاب السمرة. قال فوالله - 00:10:18ضَ

ان عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على اولادها. ما ان نودوا بهذا اللقب حتى ثابت اليهم حلمهم ورجعوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ان الواحد منهم يثني عنق راحلته فتغلبه من شدة فزعها فيقفز عنها - 00:10:38ضَ

ويرجع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتركها. كما سيأتي بيانه في محله ان شاء الله. بل لعظم قدر هذه البيعة بيعة الرضوان كان لا يتوصل الى الطعن في احد اذا كان ممن شهدها. يحال بينهم وبين ان يطعن فيهم. ولذلك كان من يروم ان يطعن في - 00:10:58ضَ

احد هؤلاء الذين شهدوها يتوسل الى ذلك يجعل وسيلة الى ذلك آآ ان يجرده من صفته هذه. كما فعل الطاعنون على عثمان رضي الله عنه ارادوا ان يسلبوه هذه الصفة ليتأتى لهم النيل منه. كالذي رواه البخاري في صحيحه ان رجلا من اهل مصر حج البيت - 00:11:18ضَ

رأى ناس المجتمعين فقال سأل عنهم فقال من هي القوم؟ قالوا قريش. قال فمن الشيخ فيهم؟ قالوا عبدالله بن عمر. فاتاه فقال يا ابن عمر اني سائلك عن شيء فحدثني - 00:11:38ضَ

اتعلم ان عثمان فر يوم احد؟ فقال ابن عمر نعم فقال اتعلم انه تخلف عن بدر فلم يشهدها قال ابن عمر نعم قال اتعلم انه تغيب عن بيعة الرضوان فلم يشهدها؟ قال نعم. قال المصري الله اكبر - 00:11:50ضَ

ثم اراد ان ينصرف قال له ابن عمر تعال ابين لك اما فراره يوم احد فاشهد ان الله عز وجل عفا عنه وغفر له. ابن عمر رضي الله عنهما يشير الى قول ربنا سبحانه ان الذي - 00:12:09ضَ

تولوا منكم يوم التقى الجمعان انما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا. ولقد عفا الله عنهم ان الله غفور حليم. فكأن ابن عمر رضي الله عنه ثم يقوله ان ربه تجاوز عنه ولم يؤاخذه فكيف تؤاخذه انت بفراره؟ قال واما تغيبه عن بدر فانه كانت تحته بنت رسول الله - 00:12:22ضَ

صلى الله عليه وسلم وكانت مريضة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لك آآ اجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه. لانه وكان يريد الخروج الى بدر. والنبي صلى الله عليه وسلم منعه وامره ان يمكث عند زوجته ليمرضها. قال ابن عمر واما تغيبه عن بيعة الرضوان - 00:12:42ضَ

فلو كان احد اعز ببطن مكة من عثمان لبعثه مكانه. فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان وكانت بيعة الرضوان بعدما ذهب الى مكة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد اليمنى هذه يد عثمان فضرب بها صلى الله عليه وسلم على يده فقال هذه العثمان فكانت يد رسول - 00:13:02ضَ

الله صلى الله عليه وسلم لعثمان خيرا من يد عثمان لنفسه لو كان شاهدا بيعة الرضوان. ثم قال ابن عمر للمصري اذهب بها الان معك هذا المشهد الذي كنا نذكره من بيعة الرضوان شهده بعض رسل قريش. فرأوا كيف آآ بايع الصحابة رسول الله صلى - 00:13:22ضَ

الله عليه وسلم على القتال حتى يفتح الله عليهم او يموتوا. فنقلوا ذلك الى قومهم فامال هذا. اهل الرأي من قومهم واصغاهم الى الصلح مع ما قال لهم عروة ابن مسعود الثقفي رضي الله عنه حين قال لهم فلقد رأيت قوما لا يسلمونه لشيء ابدا. لكن - 00:13:43ضَ

نفرا منهم ارادوا آآ القتال وارادوا ان لا يتم صلحهم. فراموا ان يفتقوا فتقا آآ يفضي الى القتال ويفوت الصلح. روى مسلم في صحيحه عن انس بن مالك رضي الله عنه ان ثمانين رجلا من اهل مكة هبطوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من من التنعيم متسلحين - 00:14:03ضَ

يريدون غرة النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه فاخذهم صلى الله عليه وسلم سلما يعني اخذهم وقد استسلموا آآ وقد اذعنوا احياهم صلى الله عليه وسلم ابقاهم احياء. لانه صلى الله عليه وسلم لا يريد قتالا وانما يريد الصلح فلا آآ يصنع النبي صلى الله - 00:14:23ضَ

لا يفوته فكان القول قول اهل الرأي فبعثوا سهيل بن عمرو احد بني عامر بن لؤي فقالوا ائت محمدا صلى الله عليه وسلم فصالحوا ولا يكون في صلحه الا ان يرجع عنا عامه هذا. فوالله لا تتحدث العرب عنا انه دخل علينا عنوة - 00:14:43ضَ

ونكمل كلامنا فيما نستقبل ان شاء الله سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك والحمدلله رب العالمين - 00:15:03ضَ