شرح أصول الإيمان لمحمد بن عبدالوهاب | للشَّيخ عبدالله الغنيمان

شرح أصول الإيمان لمحمد بن عبدالوهاب (٧/٥) للشَّيخ عبدالله الغنيمان

عبدالله الغنيمان

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. قال الامام محمد عبدالوهاب رحمه الله تعالى وغفر لكم وقول الله تعالى باب الايمان بالقدر وقول الله تعالى - 00:00:06ضَ

ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون وكان امر الله قدرا مقدورا والله خلقكم وما تعملون ان كل شيء خلقناه بقدر وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال - 00:00:23ضَ

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله قدر مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والاراضين بخمسين الف سنة قال عرشه على الماء بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله نستعينه ونعوذ به من شرور انفسنا - 00:00:42ضَ

ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحابته وسلم تسليما كثيرا - 00:01:19ضَ

اما بعد يقول المؤلف رحمه الله باب الايمان بالقدر يعني باب وجوب ذلك وانه حتم على كل فرد كل فرد مكلف ان يؤمن بالقدر وقد سبق معنى الايمان ان الايمان - 00:01:39ضَ

كونوا علما وقولا وعملا هذا انه يتحلى به القلب اولا ان يعقد القلب عليه ازمة تصميمه العلم الذي سبق اليه ثم لابد من قول لا اله الا الله وما اشبه ذلك من الاقوال التي اوجبها الله جل وعلا على عبده - 00:02:09ضَ

ثم يعمل واذا تخلف واحد من هذه الامور فليس الايمان موجودا قال وقول الله تعالى ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون سبقت يعني بالكتابة السابقة التي كتبت قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة - 00:02:43ضَ

ومعنا هذا ان الله علم كل شيء وكتبه قبل وجود الاشياء كلها ثم يقع على حسب مشيئته وارادته في خلقه جل وعلا والقدر يتضمن امور اربعة اولا الايمان بعلم الله المحيط بكل شيء - 00:03:17ضَ

الثاني كتابته لعلمه الثالث مشيئة العامة الشاملة التي لا يخرج عنها شيء. فما شاء الله كان وما لا يشأ لا يكون الرابع خلقه فهو الخالق وحده وما سواه مخلوق دخل في هذا - 00:03:54ضَ

افعال العباد وغيرها من ما يوجد لهذا قال والذين سبقت لهم منا الحسنى يعني سبق علم الله بانهم سيوجدون ثم يعملون الاعمال الصالحة التي يستحقون بها الحسنى التي هي الجنة - 00:04:26ضَ

اولئك عنها يعني عن النار مبعدون وقبل هذه الاية قوله جل وعلا انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم انتم لها واردون لو كان هؤلاء الهة ما وردوها وكل فيها خالدون - 00:04:55ضَ

لما نزلت هذه الاية قال احد المشركين الان اخاصم محمدا فاخصمه جاء اليه وقال انت تزعم ان المعبودات انها كلها في النار وعيسى والملائكة وغيرهم قد عبدوا نزلت هذه الاية ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون - 00:05:18ضَ

لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت انفسهم خالدون لا يحزنهم الفزع الاكبر الى اخر الايات قال وقوله جل وعلا وكان امر الله قدرا مقدورا يعني انه قدر تقديرا دقيقا يقع على حسب تقديره وعلمه بذلك - 00:05:53ضَ

بدون زيادة ولا نقص ولا تقدم ولا تأخر هذا دليل على علم الله الدقيق المحيط بكل شيء وانه لا لا يقع شيء الا بما اراده وشاء على حسبه تقديره تعالى وتقدس قال وقوله جل وعلا - 00:06:28ضَ

والله خلقكم وما تعملون هذه الاية فيها جملة فيها جملتان احداهما والله خلقكم وهذه لا خلاف فيها عند احد من الناس الله هو الخالق وحده لكل شيء يعني خالق الابدان خالق الذوات - 00:07:00ضَ

كل ذات يعني لها وجود تشغل مكان وترى الله خالقها وقوله وما تعملون هذه الاعمال التي يسميها المتكلمون اعراظا والاول يسمونه جواهر وهذا الماء ما هذه اختلف فيه؟ هل هي مصدرية - 00:07:26ضَ

او موصولة اهل السنة يقولون انها مصدرية والقدرية يقولون انها موصولة فاذا كانت مصدرية يكون المعنى والله خلقكم وعملكم واذا كانت موصولة يكون المعنى والله خلقكم والذي تعملونه الصحيح انها موصولة - 00:08:04ضَ

ومع هذا لا تدل على الباطل لان مراد القدرية لقولهم خلقكم والذي تعملونه ان المخلوق الخشب والحجر والطين لان هذه في قصة ابراهيم عليه السلام لما جادل قومه قال لهم ان الله خلقكم وخلق اصنامكم التي تعملونها بايديكم ثم تعبدونها - 00:08:37ضَ

فكيف تعبدون شيئا انتم تعملونه قالوا اذا المخلوق الذوات وليست الجواهر وليست اه الاعراض العمل يخلقونه هم يقولون هذا حتى يكون الانسان يخلق فعله ولهذا اهل السنة قالوا انها مصدرية - 00:09:11ضَ

حتى لا يدخل فيه هذا الباطل ولكن يقول الصحيح انها موصولة ومع ذلك لا تدل على ما قاله اهل الباطل وهذا اختيار ابن جرير رحمه الله انها موصولة وكذلك اختيار غيره من العلماء - 00:09:44ضَ

ويكون المعنى والله خلقكم وخلق ما تعملونه ويدخل فيه الشيء الذي يعملون خارجا عن ذواتهم وعن حركات ايديهم وكذلك يدخل فيه عملهم الذي هو حركة ايديهم وغيرهم وجمعهم الاشياء تكون تكون موصولة ايضا عامة لهذا - 00:10:10ضَ

ومعنى هذا معنى الاية ان الله الخالق لكل شيء الاولى الاية الاولى تدل على العلم والاية الثانية تدل على الكتابة نقول قدره تقديرا يدل على الدقة المتناهية ومنها يدخل فيها الكتابة - 00:10:56ضَ

والثانية تدل على الخلق انه الخالق لكل شيء الاية الرابعة ان كل شيء خلقناه بقدر يدل على المشيئة ان المخلوقات لا تكون الا بمشيئته مشيئتي وقدرته تعالى وتقدس قال في في صحيح مسلم - 00:11:35ضَ

عن عبدالله بن عمرو بن العاص الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله قدر مقادير الخلائق قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وعرشه على الماء - 00:12:10ضَ

وعرشه على الماء وقوة في رواية ان الله كتب مقادير الاشياء وسيأتي حديث عبادة ان اول ما خلق الله القلم قال له اكتب ما جرى في تلك الساعة بما هو كائن الى يوم القيامة - 00:12:30ضَ

هذا الحديث يدل على ان علم الله جل وعلا محيط بكل شيء وانه كتب الامور التي ستقع قبل وجودها بخمسين الف سنة قبل خلق السماوات والارض والسماوات والارض لا ندري متى خلقت - 00:13:19ضَ

يعني المقادير التي يمكن تقدر هذه كلها ظنون لابد انه مضى عليها الاف كثيرة وقوله مقادير الخلائق يعني الكتابة ان الله قدر مقادير الخلائق دل اللفظ الثاني على ان المقصود تقدير - 00:13:49ضَ

ان الكتاب هو العلم العلم سبق الكتابة بلا شك كلمة قدر مقادير دل على العلم والقدرة والكتابة وقوله وعرشه على الماء هذه جملة حالية يعني وقت الكتابة كان العرش فوق الماء - 00:14:28ضَ

فيكون نصا على ان العرش والماء موجودان قبل هذه الكتابة نعم وعن علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من احد الا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة - 00:15:01ضَ

قالوا يا رسول الله افلا نتكل على كتابنا وندع العمل قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له اما من كان اما من كان من اهل السعادة فسييسر لعمل اهل السعادة - 00:15:35ضَ

واما من كان من اهل الشقاوة فسييسر لعمل اهل الشقاوة. ثم قرأ فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى متفق عليه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من احد - 00:15:50ضَ

الا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة اولا قوله ما منكم هذا لفظ عام لا يخرج عنه مخلوق ممن يصح خطابه ويوجه اليه الخطاب وهو للمكلفين لبني ادم وكذلك - 00:16:12ضَ

من الجن على القول الصحيح لان مؤمنهم في الجنة وكافرهم في النار واكد هذا بقوله من احد الا وقد كتب مقعده من النار وما يقعده من جميع يعني كتب منزله - 00:16:42ضَ

الذي ينزل كل واحد له منزلتان منزلة في الجنة ومنزلة في النار فمعنى ذلك ان الكتابة سبقت الوجود المقصود وجود الخلائق وكذلك النتائج العمل نتائجه الجزاء نتيجته والوجود وجود الخلائق - 00:17:11ضَ

للعمل ولكن ما يستحق الاستقرار في مكان الا بالعمل فدل على سبق علم الله وتقديره وانه وان كل مخلوق يعمل على ما علمه الله سابقا وكتب مقدرة وهذا فيما يبدو لاول الامر انه - 00:17:49ضَ

فيه اشكال يعني ولهذا قالوا الا ندع العمل ونتكل على كتابنا ما دام النعمة كتب مقاعدنا الجنة والنار فلابد من المصير اليها فلماذا نعمل بين لهم صلى الله عليه وسلم ان العمل لابد منه وقال اعملوا - 00:18:25ضَ

وكل ميسر لما خلق له يعني ان الله يهيء اسباب الاسباب التي يعمل يعمل بها فيستحق هذا المكان اذا الامل لا بد منه. اعملوا ثم الكتابة ليست مرغمة لاحد وانما هي عبارة عن علم الله في هذا الموجود المخلوق - 00:18:55ضَ

انه سيخلق ويعمل الاعمال التي يريدها بقدرته واختياره وقد يختار الخير والايمان هو يحبه ويعمل به والتيسير مثل تحبيب الايمان له تكريه ضد الايمان عنده وما اشبه ذلك وهو الهداية - 00:19:31ضَ

التي يتفضل الله بها على من يشاء اما القسم الثاني فبالعكس قد يمنع الله جل وعلا فضله من العبد ويقول اعمل حسب ارادتك وقدرتك وما اختاروا فاذا تخلفت هداية الله عنه لابد ان يضل - 00:20:04ضَ

وهذا ايضا تيسير تيسير الجهاد وتيسير لهذا ثم هذا يدل على ان الجنة والنار سبقت وجودنا وجود المخلوقات وان لكل واحد مكان في الجنة والنار فاذا وضع في قبره ان كان - 00:20:38ضَ

مؤمنا فتح له باب الى النار وقيل له انظر الى مكانك لو كفرت بالله اما وقد امنت بالله الرسول انظر الى منزلك في الجنة فيزداد غبطة وسرور ويقول دعوني اذهب الى منزلي - 00:21:11ضَ

ويقال له نم وستذهب وبالعكس ان كان شقيا فتح له باب الجنة وقيل له انظر الى منزلك في الجنة لو امنت بالله اما وقد كفرت انظر الى مكانك في النار - 00:21:38ضَ

فيأتيه من حرها وسمومها وهو في قبره ويزداد حسرة وعذابا حيث فاته منزله الذي وهذا من معنى قوله جل وعلا في عدة ايات اسروا انفسهم واهليهم يعني خسروا امكنتهم في الجنة - 00:21:59ضَ

وانفسهم خسروها حيث صارت في النار هذا هو هي الخسارة الحقيقية فعلى هذا هذه الاحاديث وما اشبهها لا تدل على ان الانسان يتكل على كتابته ويقول لا فائدة في العمل - 00:22:32ضَ

هذا جهل اذا قال لهم اعملوا لابد من العمل والانسان ما يجزى الا بالعمل وليس بالعلم السابق والكتابة السابقة ولكن العلم السابق والكتابة السابقة احاطت بكل شيء فعلم الله جل وعلا ان - 00:23:06ضَ

هذا المخلوق انه سوف يوجد ويعمل باختياره وقدرته العمل الذي يستحق به اما دخول النار او دخول الجنة. وكتب كتبه الله جل وعلا وهو مجهول له لا يعرف ذلك حتى يقع - 00:23:30ضَ

وهذا مما يحض على العمل هذا يدل على ان الانسان يجب ان يجتهد يا النوم ما يدري ماذا كتب له وعن مسلم ابن يسار الجهني قال سئل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن هذه الاية - 00:23:51ضَ

واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم فقال عمر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عنها فقال ان الله خلق ادم ثم مسح ظهره بيمينه - 00:24:18ضَ

استخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للجنة وبعمل اهل الجنة يعملون ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للنار وبعمل اهل النار يعملون. فقال رجل يا رسول الله ففيم العمل؟ فقال ان الله اذا خلق - 00:24:34ضَ

العبد للجنة استعمله بعمل اهل الجنة. حتى يموت على عمل من اعمال اهل الجنة فيدخله به الجنة واذا خلق العبد للنار استعمله بعمل اهل النار حتى يموت على عمل من اعمال اهل النار فيدخله النار. رواه ما لك - 00:24:57ضَ

الحاكم وقال على شرط مسلم رواه ابو داوود من وجه اخر عن مسلم ابن يسار عن نعيم ابن ربيعة عن عمر قالوا عن سئل عمر الى اخره واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم - 00:25:16ضَ

قراءة ذرياتهم قال الله عنه سمعت رسول الله الى اخره قوله ان الله خلق ادم ثم مسح ظهره المسح يعني يكون باليد وهذا جاء معناه ايضا في غير هذا اللفظ - 00:25:41ضَ

ان الله قبض قبضتين وقال لادم اختر حي القبضتين او قال اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين الى اخره وبهذا يقول ان الله خلق ادم ثم مسح ظهره بيمينه - 00:26:15ضَ

اه لما قال اخترت يمين ربي يقول فاذا فيها كل ذرية من ذريته من اهل الجنة وفي الاخرى كل من خلق للنار وهذا والله اعلم تمثيل تنزيل له وجاء في هذا - 00:26:43ضَ

ان الله جل وعلا استخرج الذرية واستنطقها واستشهدها وقال الست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين. او تقول انما اشرك اباؤنا وكنا ذرية من بعدهم ا فتهلكنا بما فعل المبطلون - 00:27:11ضَ

ذكر علتين لهذا الاستشهاد الا يحتجوا بالتقليد الثاني الا يحتجوا بالغفلة ولكن هذا قال ابن ابن كثير رحمه الله في تفسيره فيه ثلاث علل بعدها احدها ان احد رواته فيه ضعف. الثاني انه من رواية الحسن البصري - 00:27:42ضَ

يا خالف الحسن البصري هذه الرواية وقال في خلافها كما ذكرت الثالثة ان هذا غير معلوم ولا احد يذكره كيف يكون ميثاق والذين صححوا قالوا ان الرسل تذكر به على كل حال - 00:28:23ضَ

كثير من ان العهد والميثاق هو الفطر. الفطرة التي فطر الله عليها عباده. وهذا هو الاقرب الله اعلم قوله ان الله خلق ادم هذا بعد التقدير السابق ازمان متطاولة جدا - 00:29:01ضَ

بعد الكتابة التي ذكرت قبل هذا فهي داخلة فيه هذا تقدير ثاني غير التقدير الاول وهو داخل فيه وهو فيما يظهر انه تمثيل وقد جاء ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوما - 00:29:25ضَ

على اصحابه وفي يده كتاب وفي الاخرى كتاب قال اتدرون ما هذا قال الله ورسوله اعلم. قال هذا كتاب لاهل الجنة من اولهم الى اخرهم باسمائهم واسماء ابائهم وقبائلهم وهذا كتاب باهل النار - 00:29:52ضَ

اسمائهم واسماء ابائهم وقبائلهم هذا مثال بلا شك تمثيل وليس فيه كتاب الاسماء وكتابة فيكون هذا مثله في هذا الشيء وهو يدل على احاطة علم الله جل وعلا بالكائنات كلها - 00:30:21ضَ

التي مضت والتي ستأتي ولا يفوت علمه شيء وهذا امر ضروري لابد من الايمان به. ومن لم يؤمن به فليس بمؤمن هذا مراد المراد بذكر الحديث العلم وجوب الايمان بعلم الله الازلي السابق - 00:30:43ضَ

وكذلك كونه جل وعلا يعلم النتائج والغايات التي يسير اليها الخلق بكل دقة لا يفوتهم شيء جل وعلا ثم كذلك كتب هذه الاشياء وساءها هذا دليل على وجوب الايمان بالقدر - 00:31:11ضَ

ان القدر كما سبق العبارة عن الامور الاربعة العلم والكتابة والخلق والمشيئة ثم قوله قال رجل يا رسول الله ففي ما العمل يعني كيف يعني اذا كانت سبقت الكتابة وسبقت الشقاوة والسعادة - 00:31:47ضَ

فلماذا نعمل لماذا لا نتكأ على الكتاب قال ان الله اذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل اهل الجنة. استعمله يعني يسر له الاسباب وهيأها فجعله مجيدا لذلك محبا له راغبا فيه - 00:32:10ضَ

اما اذا كان من اهل النار فبالعكس ولا احد يدخل الجنة والنار الا بالعمل وليست بالكتابة العمل ولكن الكتابة عبارة عن قدرة الله وعلمه وخلقه جل وعلا الانسان خلق فيه - 00:32:38ضَ

القدرة والاختيار واذا وجدت القدرة والاختيار فلا بد من وجود العمل لابد من وجود العمل اما الهداية والشقاوة فهي من وراء ذلك والله جل وعلا يهدي من يشاء ويضل من يشاء - 00:33:03ضَ

من يرد الله يهديه يسر له الهدى ويشرح صدره للاسلام جعله محبا له مقبلا عليه ومن يرد ان يضله يمنعه هذا الشيء ثم لا يقال ان هذا فيه ظلم لان الله جل وعلا منعه فظله فقط - 00:33:34ضَ

وفضله من وهو يظع الشي في موضعه لهذا المخاصمات في مثل هذا مخاصمات وسيئة ولا تنتج شيئا مخاصمات المعتزلة الضلال في هذا كما وقع لابي اسحاق الاسفيرايني مع عبدالجبار المعتزلي - 00:34:09ضَ

الجبار رئيس فرقة من المعتزلة يقول ان الانسان هو الذي يخلق فعله وكان عبد الجبار هذا صديقا للصاحب ابن عباد الوزراء والخبراء الذين مجالس العلم ويجمعون العلماء والادباء كان يوما في مجلسه - 00:34:52ضَ

وهو مملوء من العلماء والادباء دخل ابو اسحاق الاسفيرايني وقال عبد الجبار سوف اخزي هذا الداخل انه من اهل السنة ويعرف كانت بينهم خصومات ومجادلات فلما صار يسمع كلامه قال سبحان من تنزه عن الفحشاء - 00:35:25ضَ

في هذا خزي ولكن ابو اسحاق يعرف مراده المراد هو انه يقول انتم يقولون ان الله قدر على الكافر الكفر على العاصي المعصية عاقبه عليها وهذا ظلم والله يتنزه عنه - 00:36:01ضَ

فاجابه ابو اسحاق بقوله سبحان من لا يكون في ملكه الا ما يشاء هو يقول انتم ايها القدرية يقولون ان الله اراد من هذا المخلوق الايمان والمخلوق اراد الكفر فوجد مراد المخلوق - 00:36:30ضَ

ولم يوجد مراد الله هذا معناه انه يوجد في ملك الله ما لا يشاء وهذا خزي هذا الامر اليه وقال له عبده الجبار ارأيت ان حكم علي بالردا ما احسن الي ام اسى - 00:36:58ضَ

قبل هذا قال له ايريد ربنا ان يعصى وقال له ابو اسحاق ايعصى ربنا قصرا يعصى وهو لا يريد يعني تعود المسألة مرة اخرى انه يقع في ملكه ما لا يشاء - 00:37:26ضَ

وقال له عبدالجبار ارأيت ان حكم علي بالردا ما احسن الي ام اساء قال ان كان منعك حقك وقد اسى وان كان منعك فظله فهو يؤتي فظله من يشاء قال الحاضرون والله ليس عن هذا جواب - 00:37:46ضَ

فكأنما القم حجرا حتى هذا وقع كثير مثل هذه المناظرات والاشياء ذي بين اهل السنة وبين القدرية ولكن التعصب الانتصار للمذهب يمنع الانسان ان يقبل الحق وهذا عقوبة عقوبة من الله جل وعلا - 00:38:10ضَ

لان الانسان اذا كان مراده التعصب لشيء غير الحق لمذهب او لشيخ حولي قبيلة او لطائفة الغالب ان الله جل وعلا يمنعه فضله وخيره ويكله الى نظره فيضل يهلك ويتولاه الشيطان - 00:38:41ضَ

وهذه امور الجاهلية التي حذرنا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم كل تعصب للانتصار للانفس والمذاهب والاشخاص غير رسول الله صلى الله عليه وسلم هو من عمل الشياطين وهو من موجبات الضلال - 00:39:15ضَ

كما يقول جل وعلا فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم يعني تركوا الحق في اول الامر وفي الاية الاخرى يقول ونقلب افئدتهم واقسموا بالله جهد ايمانهم لئن جاءتهم اية ليؤمنن بها - 00:39:41ضَ

قل انما الايات عند الله وما يشعركم انها اذا جاءت لا يؤمنون ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون فقوله كما يؤمن به يعني جزا انهم ردوه في اول الامر - 00:40:05ضَ

لم يقبلوا حصل تقليب القلب والابصار وتقليبه ان يكون الحق عنده مكروها والباطل مقبولا ومرادا والنتائج التي يطالعها الناس في هذا ان الانسان اذا كان بهذه بهذه الصفة انه يقسو قلبه - 00:40:30ضَ

ويصبح همه بالمجادلات والمخاصمات والكلام في الناس فلان فيه كذا وفلان فيه كذا وهذه سيئات سيئات نكتسبها لان الكلام في الناس مثل ما جاء في الحديث يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب - 00:41:05ضَ

فالمقصود ان العبد يجب عليه ان يكون مراده ومقصوده طاعة ربه واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم فاذا تبين له الحق يجب ان يقبله ممن قاله ولو كان عدوا اما اذا كان ما يقبل الحق الا من فلان وفلان - 00:41:35ضَ

معنى ذلك انه سد عنه طريق الحق والله العظيم هذه المسالك ظاهرة جدة في كثير من الناس والحديث يدل على هذا هذي من الامور التي تيسر للعبد وقال اسحاق ابن راهويه - 00:42:04ضَ

حدثنا بقية ابن الوليد قال اخبرني الزبيدي محمد بن الوليد عن راشد بن سعد بن عبدالرحمن بن ابي قتادة عن ابيه عن هشام ابن حكيم ابن حزام ان رجلا قال يا رسول الله اتبتدأ الاعمال ام قد قضي القضاء - 00:42:29ضَ

وقال ان الله لما اخرج ذرية ادم من ظهره اشهدهم على انفسهم ثم افاض بهم في كفيه فقال هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار فاهل الجنة ميسرون لعمل اهل الجنة. واهل النار ميسرون لعمل اهل النار - 00:42:47ضَ

هذا الحديث فيه زيادة الاستشهاد اشهدهم على انفسهم وهذا الاشهاد يجوز ان يكون معنا وهو انه خلق في انفسهم ما يشهد بالحق وهو الفطر الله جل وعلا فطر خلقه على قبول الحق - 00:43:06ضَ

وارادته ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه والمقصود بالابوين المربي سواء كان ابواه ولا معلمه ولا من يتولى تربيته - 00:43:33ضَ

لا يغير فطرته للتعليم ثم هذا يستمر فيكون مثلا ايظا الشيخ الذي يتعلم عليه او غيره من الامور التي من تيسير العمل تهيئته يغير هذا هذا هذه الفطرة وقوله ثم افاض بهم في كفيه - 00:43:59ضَ

اثبات الكف لله جل وعلا وهذا من ايضا المبالغات في اثبات اليد لله جل وعلا خلافا لاهل البدع مثل الاشعرية وغيرها فانهم لا يثبتون لله صفة من صفات الذات ولا حتى من - 00:44:32ضَ

كثير من الصفات المعاني ودليل ان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الناس عموما ويذكر لهم صفات الرب جل وعلا حتى يعتقدوا ذلك ويؤمن به امن به الصحابة على ظاهره - 00:44:55ضَ

ولو ان رجلا تكلف بان يبحث في جميع الكتب التي سجلت في الاسلام سواء في الحديث او في التفسير او في السير او في غيرها لا يجد كلمة واحدة تدل على ان الصحابة توقفوا في شيء من ذلك - 00:45:20ضَ

لو قالوا مش معنى الكبت او اشمعنى اليد او اشمعنى الرجل معنى الوجه والعينين لا يمكن وهذا كله دليل واضح على ان الصحابة امنوا بما قاله لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظاهره - 00:45:44ضَ

بدون يكون عندهم تردد او توقف لان العامل لابد ان يعتقد في قلبه قبل العمل العقيدة يجعل الانسان يبحث عن هذا الشيء لابد فاذا كان العقيدة فيها تردد او فيها - 00:46:03ضَ

لا يستقر الانسان حتى يسأل ويزيل الشك والتردد هذا لم يوجد مع انه وجد في القرآن اسئلة عن اشياء ما تصل ولا الى شيء من ذلك سألوا عن اليتامى سألوا عن الاهلة - 00:46:28ضَ

سألوا عن المحيض سألوا عن اشيا ذكرها الله جل وعلا هذا لم يأتي عنه شيء سؤال بل جاء في السنن ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال يوما في مجمع - 00:46:54ضَ

ان الله ينظر اليكم ازلين قنطين فيظل يظحك يعلم ان فرجكم قريب كان احد الاعراب موجود وقام وقال يا رسول الله اويضحك ربنا وقال نعم قال اذا لا نعدم خيرا من ربنا اذا ظحك - 00:47:14ضَ

هو استفسر لاثبات الضحك فقط لما اخبره بذلك قال انه اذا ظحك اعطانا الخير اه الضحك دليل على الرضا وجاء في رواية انه قال ويضحك ربنا قال اي ورب اي وربي - 00:47:43ضَ

اي والله ما يمكن ان المبطل انه يأتي بشيء يدل على باطله في مثل هذا ومع الصراحة والوظوح كثرة النصوص وتظافرها في هذا يلجأون الى الباطل الذي يسمونه تأويل وهو في الحقيقة تحريف - 00:48:07ضَ

تحريف لكلام الله وكلام رسوله نعم وعن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما نطفة - 00:48:40ضَ

ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله اليه ملكا باربع كلمات ويكتب عمله واجله ورزقه وشقي او سعيد ويكتب عمله واجله ورزقه وشقي او سعيد - 00:49:04ضَ

ثم ينفخ فيه الروح والذي لا اله غيره ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبين الجنة الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها - 00:49:32ضَ

وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها متفق عليه هذا الحديث من الاصول العظيمة التي يدور عليها الاسلام - 00:49:50ضَ

لان فيه سبق ذكر وسبق علم الله وفيه كتابة كتابته وفيه الايمان بالقدر قوله حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق. الصادق في خبره المصدوق فيما يأتيه من الله - 00:50:14ضَ

وكل ما يأتيه من الله صدق وحق يجب ان يقبل ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما نطفة في هذا القدر النطفة التي ذكر الله جل وعلا ان الانسان خلق من - 00:50:38ضَ

يعني مختلطة من ماء الرجل وماء المرأة ثم تتحول النطفة بعد هذه المدة الى علقة العلق حيوان صغير يكون في الماء كله دم المقصود انه يكون النطفة نفسها تتحول الى دم - 00:51:02ضَ

في هذه المدة ثم بعد ذلك بعد اربعين يتحول الى مضغة يعني قطعة لحم وهذا التخليق مبدأ التخليقات ذي كل ذلك بقدرة الله جل وعلا ثم يرسل اليه الملك ينفخ في ينفخ فيه الروح - 00:51:41ضَ

الروح هي التي بها الحياة ولهذا يقول العلماء اذا نضع على وضع النطفة في الرحم ثمانين يوم وبدأت المدة الثالثة ثم حصل اسقاط او حصل اشبه ذلك فهذا له حكم النفاس - 00:52:11ضَ

وقبل ذلك ليس له حكم يعني قبل الاربعين الثالثة ليس له حكم يكون فساد فقط لا تترك الصلاة ولا تعتد بهذا الشيء ولا غيره ولكن جاء في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:52:42ضَ

اذا مضى على النطفة اثنان واربعون يوما ارسل اليه الملك فنفخ فيه الروح هذا فيه معارضة لهذا اما المسألة الاولى الفقهاء يجزمون بها ولكن هذا محل بحثها محل بحثها الاحكام وفي الفقه - 00:53:11ضَ

نتدخل في هذا وانما المقصود هنا اثبات القدر اثبات ما اخبر الله جل وعلا به وهذه الكتابة التي يكتبها الملك باربعة الاشياء اربعة الامور يرسل اليه الملك وينفخ فيه الروح - 00:53:42ضَ

فنفخ الروح فيه من الملك وهذه الروح التي فيها الحياة وقبل ذلك هو موات ليس بحياة يعني يكون فيها الاكل وفيها الاحساس وفيها غير ذلك من ان كان هذه تنمو وتزيد - 00:54:03ضَ

اذا اصل الروح من نفخة الملك ادم ابو البشر الله جل وعلا نفخ فيه الروحي وذريته من الملك وقولوا في كتب يعني الملك يكتب بامر الله جل وعلا يأمره الله جل وعلا ان يكتب عمله الذي سيعمله - 00:54:32ضَ

بعد خروجه من بطن امه وبعد تكليفه وقبل تكليفه. كل العمل مكتوب واجلة يعني العمر يكتب في بطن امه ورزقه وشقي او سعيد هذه اربعة اشياء ولا يزاد عليها ولا تنقص - 00:55:08ضَ

معنى ذلك ان هذه امور وهيا ومع هذا كله هذه الاشياء يهيئ الانسان لعملها امل عامة سواء عملا يؤخذ عليه او يؤجر عليه او مباح او محرم لابد من عمل الشيء الذي كتب - 00:55:36ضَ

والرزق وهو ايضا قد هيئ لطلب الرزق والبحث بالاسباب التي تيسر له ويستطيعها وهو يشعر انه يتحصل ذلك بقدرته واختياره هو مستقلا بذلك ولهذا تجده مثلا يضيف الامور اليه انا عملت وانا افعل وانا - 00:56:10ضَ

ويخطط للاشياء اعملها اذا كانت موافقة موافقة للقدر الكتابة واضافة الاشياء اليه او لغيرها او لاسبابها قدح في توحيده. واجب انه يضيفها الى ربه جل وعلا الذي علم الاشياء قبل وجودها وقدرها - 00:56:47ضَ

وهيأ الاسباب لها والشقاء والسعادة مرتبة على العمل اما قوله ثم ينفخ فيه الروح يعني التي فيها الحياة يقول فوالذي لا اله غيره ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق هذا - 00:57:16ضَ

تمثيل وتقدير ليس المقصود ذراعا اللي باليد المسافة يعني انه يعمل طوال عمره فاذا بقي يسيرا من عمره عمل بعمل اهل النار فيختم له بذلك وبالعكس ولهذا جاء في رواية - 00:57:54ضَ

انما العمل بالخواتيم في نفس الحديث يعني الحكم على الخاتمة السابق لذلك لا ينظر اليه فيختم له بما صار في اخر عمره هذا هذا الحديث كان كثيرا من سلف يخاف - 00:58:20ضَ

خاف منه كثيرا ان سفيان الثوري رحمه الله بقي ليلة يبكي وكثر بكاؤه واشتد جاء بعض اهله يعاتبه يقول له ما هذا البكاء؟ كل هذا خوف من الذنوب فاخذ عود من الارض وقلت ذنوب ما تساوي عندي هذا - 00:58:55ضَ

ولكن ما ادري ماذا يختم لي كثير ما رأى احد العلماء الذين احد تلامذته يضحك وقال له تفكرت في نهايتك لما قال له ذلك قال تركتني لا يهنأ لي عيشا - 00:59:25ضَ

يعني انه الانسان يفكر في هذا حتى انه معاذ رضي الله عنه هذي من جبل لما حضرات الوفاة يسأل اصبحنا وقالوا لا بعد فلما حس بالموت اجلسوني ثم قال اللهم اني اعوذ بك - 01:00:04ضَ

بعد ما بكى قيل لم تبكي وقال ان الرسول صلى الله عليه وسلم اخبرنا ان عندنا ما يخرج ائمة كتابته في اهل النار او في اهل الجنة فلا ادري في اي الكتابتين انا - 01:00:31ضَ

ثم قال اللهم اني اعوذ بك من ليلة صبيحتها الى النار هذا مع اجتهادهم ومع عندهم من وكل هذا لان الانسان لا يملك لنفسه ولا يعرف ماذا يعمل في عمله هل هو مقبول او مردود - 01:00:53ضَ

ويتحقق ان عنده سيئات ما يدري هل التوبة محيت بها هذه السيئات او لم تمح على كل حال الامر الى الله جل وعلا ولكن على الانسان يجتهد هنا يقسم يقول انه - 01:01:19ضَ

كونوا بكذا وكذا وهذا دليل واضح على ان الله لا يأخذ بعلمه السابق وانما يأخذ بالعمل. ولهذا قال فيسبق عليه الكتاب فيعمل يدخل اما الجنة او النار وعن حذيفة بن اسيل رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال - 01:01:44ضَ

يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر في الرحم باربعين او خمس واربعين ليلة يقول يا ربي الشقي او سعيد يكتبان فيقول يا ربي اذكر او انثى فيكتبان ويكتب عمله واثره واجله ورزقه - 01:02:13ضَ

ثم تطوى الصحف فلا يزاد فيها ولا ينقص هذا الحديث فيه انه بعد الاربعين الاولى هذا الظاهر انه والله اعلم يختلف اختلاف النساء لان بعضها تكون بنية قوية ويكون لها - 01:02:34ضَ

والاطبا الان يؤيدون هذا الشيء يقولون انه وجد تخليق الصورة كاملة بعد خمسة اسابيع وليست لكل النساء على هذا يكون الحكم الذي ذكر في الاسقاط بعد قبل ثمانين يوم انه لا حكم له - 01:03:02ضَ

ينبغي ان ينظر فيه قضية مسلمة ويرجع الى هذا ينبغي انه ايضا يستفاد من العلوم الحديثة التي نكتشف هذه الاشياء على كل حال هذه بحثها في مسائل الفقه لكن قوله يدخل الملك على النطفة يعني في الرحم - 01:03:35ضَ

ومعلوم ان المرأة لا تحس بشيء من ذلك والملك الذي يدخل يكون مثلا الملائكة خلقا عظيم ولا يلزم انه يدخل بجملته الله جل وعلا ارسل جبريل الى مريم فنفخ في - 01:04:06ضَ

درع جيبها فدخلت النفخة في فرجها حملت وهذا مثله يجوز ان يكون النفخ ولكن كلمة يدخل الملك النطفة تدل على الاحاطة بهذا وانه لا يترك وليس كل نطفة يخلق منها جنين - 01:04:44ضَ

ولكن هذي اذا كان قدر الله خلقها من ذلك ثم المقصود الاخبار بالقدر السابق وهذا داخل في الكتابة السابقة التي ذكرت في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص فيها ان الله كتب وقدر الاشياء الى اخره - 01:05:15ضَ

هذه كتابة خاصة يؤخذ من ذلك الكتاب يعني ان الله يخبر الملك في هذه الاشياء التي كتبت بذلك الكتاب العام الشامل كتابة بعد كتابة وهي خاصة بكل جنين وكل جنين يكتب له هذه الاشياء - 01:05:42ضَ

اللي يقولوا يا رب عشقي او سعيد يكتبان يعني يأمره الله بكتابة احدهما ان شقي او سعيد يقول يا رب ذكر او انثى ويكتبان يعني يأمره بكتابة واحدة ويكتب عمله بامر الله جل وعلا - 01:06:14ضَ

اما قوله واثره واجلة فشيء واحد الاثر هو الاجل اثر واجله فاذا الكتابة الكتابة في اربعة اشياء كما مضى في حديث ابن مسعود وقوله ثم تطوى الصحف يعني الصحيفة التي كتب فيها الملك وهذه - 01:06:41ضَ

من المعلوم انه في دقيقة واحدة يحصل فيها من هذا النوع ما لا حصر له ولا يعلمه الا الله وكله يكون بهذه الطريقة ومثل ذلك الموت كل روح يتولى قبضها ملك الموت - 01:07:05ضَ

وقد يكون في ان واحد الاف الناس يموتون وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم الى جنازة صبي من الانصار وقلت طوبى له - 01:07:35ضَ

عصفور من عصافير الجنة لم يعمل السوء ولم يدركه فقال او غير ذلك يا عائشة ان الله خلق للجنة اهلا خلقهم لها وهم في اصلاب ابائهم. وخلق للنار اهلا خلقهم لها وهم في اصلاب ابائهم - 01:08:01ضَ

هذا يدل على التقدير السابق ايضا ويتفق مع الحديث الذي قبله وكذلك حديث ابن مسعود لان المقصود وهم في اصلاب ابائهم يعني وامهاتهم وارحام امهاتهم يعني الكتابة التي سبقت هو يدل على كتابه ولكن - 01:08:24ضَ

الظاهر والله اعلم ان قوله لعائشة اوى غير ذلك انه منعا من ان الانسان يحكم على مخلوق انه في الجنة او في النار وليس معنى ذلك ان الصبي انه قد يكون في النار - 01:08:54ضَ

لان اولاد المسلمين في الجنة لانهم لم يعملوا عملا يستوجبوه النار هذا ليؤخذ منه قاعدة انه لا يجوز الحكم على احد بانه لا في جنة ولا في نار. وان كان - 01:09:16ضَ

يظهر من اعماله ما يظهر امره الى الله ولهذا يقول اهل العقائد اللي يكتبون العقائد لا نشهد لاحد من اهل القبلة لا بجنة ولا بنار الا من شهد له الله ورسوله - 01:09:41ضَ

الذي اخبر الله نتمناو الجنة الرسول وما عدا ذلك مهما كان ولا يشهد له بجنته ولكن هذا قيد المسلمين القبلة والمسلمين اما الكفار لا يموت كافرا فهو في النار وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال - 01:10:08ضَ

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شيء بقدر حتى العجز والكيس رواه مسلم العجز معناه من يعجز عن العمل ويتركه سواء كسلا انه ولكن المقصود هنا الشيء الذي يستطيع ان يعمله ثم يتكاسل عنه - 01:10:37ضَ

اما الكيس فهو ضده وهو الجد فمعنى ذلك ان كل شيء مكتوب ولا يقع اي شيء الا وكتب كتب حتى الامور التي ليس فيها تكليف مثل حركات الاشجار وغيرها لهذا اخبر الله جل وعلا انه لا يسقط ورقة - 01:11:05ضَ

البر ولا شيء في البحر الا وهو في كتاب مبين الورقة اللي بتسقط من الشجر مكتوبة وهذا في المبالغة يعني في كون الله جل وعلا علم حطب كل شيء نعم - 01:11:36ضَ

وعن قتادة رضي الله عنه في قوله تعالى تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر قال يقضى فيها ما يكون في السنة الى مثلها رواه عبد الرزاق وابن جرير - 01:11:56ضَ

وقد روي معنى ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما والحسن وابي عبدالرحمن السلمي وسعيد ابن جبير ومقاتل هذا تقدير ثالث غير التقدير العمري الذي يكون في بطن امه فهذا تقدير سنوي - 01:12:11ضَ

نزلوا المايكة ونروح فيها باذن ربهم من كل امر والاية التي في سورة الدخان اصلح منها يفرق فيها كل امر حكيم امر من عندنا ليلة القدر. ليلة القدر يقدر فيها اعمال السنة - 01:12:37ضَ

جاء هذا صريحا عن من ذكر فيكون هذا تقدير ثالث بل تقدير الرابع لان الاول ما سبق ذكره ان الله كتب مقادر الاشياء والثاني تقدير الذي يكون وهم الناس في في - 01:13:03ضَ

ادم والثالث الذي يكون وهو في بطن امه. والرابع هذا الذي يكون هل في السنة نعم وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ان الله خلق لوحا محفوظا من درة بيضاء - 01:13:26ضَ

دفتاه من ياقوتة حمراء قلمه نور وكتابه نور عرضه ما بين السماء والارض ينظر فيه كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة في كل نظرة منها يخلق ويرزق ويحيي ويميت ويعز ويذل ويفعل ما يشاء - 01:13:50ضَ

وذلك قوله تعالى كل يوم هو في شأن. رواه عبدالرزاق وابن المنذر والطبراني والحاكم وهذا تقدير خامس ويقال له التقدير اليومي وكلها ترجع الى التقدير الاول نعم قال ابن القيم رحمه الله تعالى - 01:14:11ضَ

لما ذكر هذه الاحاديث وما في معناها قال فهذا تقدير يومي. والذي قبله تقدير حولي. والذي قبله تقدير عمري عند تعلق النفس به والذي قبله كذلك عند اول تخليقه وكونه مضغة. والذي قبله تقدير سابق على وجوده لكن بعد خلق السماوات والارض - 01:14:38ضَ

والذي قبله تقدير سابق على خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. وكل واحد من هذه التقادير كالتفصيل من التقدير السابق وفي ذلك دليل على كمال علم الرب وقدرته وحكمته وزيادة تعريفه - 01:15:01ضَ

وزيادة تعريفه الملائكة وعباده المؤمنين بنفسه واسمائه ثم قال فاتفقت هذه الاحاديث ونظائرها على ان القدر السابق لا يمنع العمل ولا يوجب الاتكال عليه بل يوجب الجد والاجتهاد. ولهذا لما سمع بعض الصحابة ذلك قال ما كنت باشد اجتهادا مني الان - 01:15:19ضَ

وقال ابو عثمان النهدي لسلمان لانا باول هذا الامر اشد فرحا مني باخره. وذلك لانه اذا كان قد سبق له من والله سابقة وهيأه ويسره للوصول اليها كان فرحه بالسابقة التي سبقت له من الله اعظم من فرحه بالاسباب التي تأتي بعدها - 01:15:41ضَ

عن الوليد ابن عبادة ابن عبادة قال دخلت على ابي وهو مريض اتخايل فيه الموت فقلت يا ابتاه اوصني واجتهد فقال اجلسوني فلما اجلسوه قال يا بني انك لن تجد طعم الايمان ولن تبلغ حقيقة العلم بالله تبارك وتعالى - 01:16:04ضَ

حتى تؤمن بالقدر خيره وشره. قلت يا ابتاه وكيف لي ان اعلم ما ما خير القدر وشره؟ قال تعلم ان ما اخطأت لم يكن ليصيبك وان ما اصابك لم يكن ليخطئك. يا بني اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اول ما خلق - 01:16:28ضَ

الله القلم قال اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن الى يوم القيامة. يا بني ان مت ولست على ذلك دخلت النار رواه احمد ماذا يقول قول الرسول صلى الله عليه وسلم في - 01:16:48ضَ

اولا الوصية للولد والاجتهاد في ذلك وهذا لان الولد من اقرب الناس الى الوالد فلا بد ان يمحضه خالص الاجتهاد وخالص النصح وهذا يدل على ان الخلل دخل في قائد الناس في زمن الصحابة في - 01:17:04ضَ

القدر لانه من اول البدع التي حدثت انهم انكروا سبق علم الله جل وعلا فلهذا قال له هذا القول ثم استدل على ذلك بقوله انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اول ما خلق الله القلم قال له اكتب - 01:17:28ضَ

جرى في تلك الساعة بما هو كائن ليوم القيامة وهذا قال به بعض العلماء ان القلم هو اول مخلوقات وليس هذا صحيحا لان حديث عبد الله بن عمرو السابق دل على الكتابة حصلت بعد خلق العرش والماء - 01:17:49ضَ

ولا يكون هذا المقصود به الاخبار بان القلم هو اول مخلوقات ويكون تكون الجملة واحدة في قوله اول ما خلق الله القلم قال له اكتب فيكون المقصود ان الكتابة حصلت بعد خلقه مباشرة بدون فاصل - 01:18:16ضَ

خلق ثم امر بالكتابة وليس المقصود الاخبار بانه اول المخلوقات. فلا يكون فيه مخالفة لما سبق وهذا هو الصحيح قوله فجرى في تلك الساعة بما هو كائن الله اذا اراد الشيء قال له كن - 01:18:40ضَ

سيكون وكون ذكر انه خلق القلم ثم امره من يكتب هذا هو كله علم الله يكتب علم الله بارادة الله جل وعلا وبقوله ثم هو فيه ايضا القول ان الله يقول للشيء - 01:18:59ضَ

وان قوله يكون على قسمين قول تكويني مكون الاشياء به وقول امري شرعي ديني يا امر العباد وكله من صفاته جل وعلا يجب ان نؤمن به على ظاهره وحقيقته وانا اقول ان الله يقول ويتكلم اذا شاء - 01:19:20ضَ

ويأمر بما يشاء وقوله يا بني ان مت ولست على ذلك دخلت النار يدل على ان الايمان بالقدر حتم لا بد منه وان الذي لا يؤمن بالقدر لا يكون مؤمنا - 01:19:45ضَ

فيكون من اهل النار عن ابي خزامه عن ابيه رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله رأيت رقا نسترقيها ودواء نتداوى به وتقاة نتقي هل ترد من قدر الله شيئا؟ قال هي من قدر الله. رواه احمد والترمذي وحسنه. المقصود بهذا ان الاسباب - 01:20:00ضَ

مقدرة وكل شيء مقدر فإذا لا يكون في هذا معارضة لما قد يتوهمه بعض الناس من قوله لا يزيد في العمر ان صلة الرحم ولا يرد القضاء الا الدعاء ان صلة الرحم والدعاء كلاهما مقدر مكتوب في القدر السابق - 01:20:24ضَ

ان هذا عمره كذا بسبب انه يصل رحمه الله عليم بكل شيء ليس معنى ذلك انه يكتب له شيئين ان وصل رحمه صار عمره كذا وان لم يصل صار عمره كذا - 01:20:46ضَ

هذا لا يجوز ان نقول ان الله لا يخفى عليه شيء يعلم الذي يكون سوف يكون الاسباب ايضا من الاقدار التي كتبت. نعم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال - 01:21:02ضَ

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك. واستعن بالله ولا تعجزن. فان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت كذا كان كذا وكذا. ولكن - 01:21:19ضَ

قل قدر الله وما شاء فعل فان لو تفتح عمل الشيطان الحديث الذي قبل هذا حديث ابي خزيمة قد مثلا يقول قائل في كتاب الله جل وعلا ايات قد تشكل عليه - 01:21:38ضَ

لقوله جل وعلا وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره الا في كتاب وقوله تعالى يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب كيف نقول بهذا كما سبق ان - 01:22:00ضَ

العلماء قالوا ان قوله ولا ينقص من عمره عن معمر اخر غير هذا ومثلوا هذا قالوا كقولك عندي دينار ونصفه نصف الدينار ليس هو نصف الدينار الذي عندك نصف دينار اخر - 01:22:20ضَ

يكون هذا مثله. اما قوله جل وعلا يمحو الله ما يشاء ويثبت المحو اختلي فيه منهم من يقول هذا في صحف الملائكة التي تسجل الامل فاذا صار اخر النهار محي الذي ليس عليه - 01:22:40ضَ

عقاب وليس فيه ثواب لقولك خذ الكتاب اعطني القلم وما اشبه ذلك واثبت الشيء الذي فيه عقاب او ثواب قول اخر الذي اختاره الطحاوية ابن عبد العز ان المحو والكتابة والاثبات هذا في الشرائع - 01:22:59ضَ

وينسخ الله منها ما يشاء ويثبت ما يشاء وفي اقوال غير هذا ان هذا الحديث الذي رواه مسلم المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف. المقصود بالقوي القوي في امر الله - 01:23:25ضَ

القوي الارادة وليس القوي البدن اجتمع قوة البدن والارادة فصار خيرا وقوله خير واحب الى الله يدلنا على ان الله يحب ويكون حبه متفاوت لبعض عباده بعضهم احب اليه من بعض - 01:23:45ضَ

والحب صفة تليق بعظمته جل وعلا وجلاله والظعيف المقصود به ضعيف الارادة والعمل وليس ضعيف البدن فقد يكون مثلا ضعيف البدن اكثر عملا وجدا واجتهادا ممن هو قوي الجسد وقوله في كل خير وبكل خير يعني في كل المؤمن خير - 01:24:08ضَ

ثم قال احرص على ما ينفعك الحرص هو بذل الجد والاجتهاد وبذل الاسباب التي يستطيعها فاذا والحرص موصوف به الانسان ولكن يجب ان يكون على ما ينفع الحرص على ما ينفع اما حرصا على شيء يضر او - 01:24:41ضَ

او لا ينفع فهذا اذهاب لعمل في غير مكانه وقوله واستعن بالله ان العامل يجب ان يستعين بالله واذا لم يستعن بالله فانه لا يتحصل على على نتيجة وربما يكون اجتهاده - 01:25:05ضَ

منعكس عليه اذا لم يستعن بالله جل وعلا ولا تعجزن يعني لا تعجز العمل وتتكاسل فان حصل لك المراد الحمد لله وتحمد ربك وتشكره لانه هو الذي يسر ذلك لك - 01:25:30ضَ

مهيأة فان اصابك خلاف ذلك فلا تلجأ الى التسوف والى فتح عمل الشيطان ولو اني فعلت كذا او كذا فان هذا يأتيك بامر لا يجوز وهو التسخط للواقع ما ترضى به - 01:25:50ضَ

او تعترض عليه وهذا من عمل الشيطان ولكن تقول قدر الله وما شاء فعل يعني هذا قدر الله الذي وقع هو قدر الله الذي قدره ولا يمكن ان يقع خلاف - 01:26:16ضَ

ثمان الامر اليه الذي يشاء ان يفعله يفعله ولو شاء العباد غيره لا يمكن ان يوجد يكون بذلك عبد مسلم لله جل وعلا متبع لامره والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله - 01:26:35ضَ