شرح كتاب (أعلام السنة المنشورة)
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين قال المصنف رحمنا الله تعالى ما دليل اشتراط المحبة من الكتاب والسنة؟ الجواب قال الله تعالى - 00:00:00ضَ
يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه وقال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما - 00:00:31ضَ
وان يحب المرء لا يحبه الا لله. وان يكره ان يعود في الكفر بعد اذ انقذه الله منه كما يكره ان يقذف في النار بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد - 00:00:51ضَ
فاسألوا الله جل وعلا ان يبلغنا واياكم الخير والهدى. وان يعيننا على البر والتقوى. وان يجعل اعلن هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين وان يحفظنا ويحفظ جميع المسلمين. وان يغفر لنا ولوالدينا واحبابنا والمسلمين. ايها الاخوة. ايها الطلاب لا يزال - 00:01:11ضَ
الحديث موصولا فيما ذكره المؤلف رحمه الله تعالى من شروط لا اله الا الله. وهو في ذكر الشرط الاخير وهو المحبة فذكر دليلها ومن اين اخذ اعتبارها واعتمادها او اشتراطها؟ فذلك - 00:01:35ضَ
قول الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه والحديث في هذا الذي في الصحيح من اعظم الاحاديث دلالة على المحبة. من حيث كونها عبادة - 00:01:55ضَ
لله جل وعلا من العبادات القلبية وتبنى المحبة على محبة الله جل وعلا. فلم يؤمن بالله من لم يحب الله جل وعلا. ولو علم انه هو الخالق الرازق. ولو توجه اليه بالعبادة والصلاة والصيام. لانه كما تقدم ذكره ان العبادة - 00:02:15ضَ
قطب رحاها وشرطها الاتم ومحبة الله جل وعلا. فالمحبة داخلة في في عبادة فلذا كانت محبة الله جل وعلا مما لا يتم الايمان الا به. ولا يتصور ان مسلما يؤمن بالله واليوم الاخر ولا يحب - 00:02:40ضَ
الله جل وعلا ومحبة رسوله مكملة لمحبته. اذ هو الطريق الى الامام به واظهار توحيده وتبليغ رسالته وتلاوة كتابه وما تبع ذلك من تكميل شريعته فان لمسلم يؤمن بالله وهو لا يحب الله جل وعلا - 00:03:06ضَ
فانه لم يتأتى له الايمان بالله الا بما علم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وما جاء في السنة والاحاديث فكان هو الطريق الى العلم بالله. وهو الواسطة الذي ارسله الله جل وعلا بشيرا ونذيرا - 00:03:38ضَ
وداعيا الى الله وسراجا منيرا. خاتما للرسل. وآآ ناسخا لجميع الديانات. وحاكما على من يأتي من الامم. ليتبعوه ويهتدوا به فتاة من ذلك كله ان محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم. اصل في الايمان لازمة - 00:03:58ضَ
للاسلام لا يتأتى للعبد تحقيق لا اله الا الله الا بها. ولذلك جاء في حديث عمر لما ذكر ان ان انه احب اليه من كل شيء الا من نفسه قال لا يا عمر. حتى اكون احب - 00:04:28ضَ
اليك من نفسك ومن ولدك ووالدك والناس اجمعين. فكان ذلك جليا في ان محبة الله لو علا ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم هي جزء الايمان ولا يتأتى الا به. ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواه - 00:04:48ضَ
فهما ومقتضى ذلك محبة اهل الايمان فانه لا يتصور ان احدا يؤمن بالله ويؤمن برسوله ثم لا يحب اهل دينه وآآ اتباعه على ملته. والمناصرون له على شرعته فان ذلك لا يتأتى البتة. فاذا المحبة لله جل وعلا اصل في تحقيق لا اله - 00:05:14ضَ
الا الله ومقتضاها محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم. واثرها محبة اهل الايمان نعم قال رحمه الله ما دليل الموالاة لله والمعاداة لاجله؟ الجواب قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا لا تتقوا - 00:05:47ضَ
اليهود والنصارى اولياء. بعضهم اولياء بعض. ومن يتولهم منكم فانه منهم. الى قوله انما الله ورسوله والذين امنوا الى اخر الايات وقوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اباءكم واخوانكم اولياء ان استحبوا الكفر على الايمان. الايتين - 00:06:08ضَ
وقال تعالى لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله وقال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء الى اخر السورة وغير ذلك من الايات. نعم. آآ هذا مكمل للمحبة. التي ذكرها المؤلف - 00:06:33ضَ
رحمه الله تعالى في شروط لا اله الا الله فانه قال المحبة لها ولاهلها والموالاة والمعاداة لاجلها في الموالاة اصل في الايمان والتوحيد فان المؤمن يوالي اهل دينه كما جاءت بذلك الايات. في كتاب الله جل وعلا - 00:06:57ضَ
وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم والذي وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه يسع اهل الايمان لا يسعهم سواه - 00:07:25ضَ
فاذا لم يكن اهل الايمان كما كان النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه محبة واتباعا وموالاة وولاء فان ذلك لا يتأتى به آآ الايمان فلاجل ذلك كان هذا من مقتضيات اه اه ان لا اله الا الله. وقوله تعالى انما وليكم الله ورسوله. والذين - 00:07:45ضَ
امنوا وهذا دلالة على الحصر. والمقصود هنا هي الولاية في الديانة ولا يمنع ذلك ان يكون للانسان ولاء لعصبته. او لصحبته لاهل بلده او لقبيلته لكن كل هذه الولايات تتلاشى وتنتهي عند ولاية اهل الايمان. فاذا تعارضت - 00:08:15ضَ
معها فالاعتبار في ولاية الايمان واهله واذا ناقضتها كان على المرء ان يتبرأ من كل شيء سوى ذلك. الا الولاية لله ولرسوله ولاهل دينه. ولذلك قال الله جل وعلا لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله - 00:08:49ضَ
ولو كانوا اباءهم او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم ولا يعني ذلك ان يكون للانسان ميل الى زوج او الى جار او الى شريك تجارة او الى صديق او الى اخ في النسب على غير اهل على غير من - 00:09:18ضَ
اهل الاسلام فان تلك محبة طبيعية وحق شرعه الله جل وعلا من الاحسان وآآ آآ الوصل ونحو ذلك. لكن المقصود بالولاية لاهل الايمان ان يحب اهل ايماني لاجل دينهم واعتقادهم. وان ينصرهم على ذلك يعني على الدين والتوحيد والملة. فيتناصرون على هذه - 00:09:43ضَ
ويجتمعون عليها ويجتمعون عليها. ولا يقدم على ذلك شيئا. وما يكون من محبة او ما يقع في قلب العبد من ميل سوى ذلك فان هذا مما تدعوه الطبيعة وآآ تفريظ - 00:10:13ضَ
بعض انواع الصلات كشراكة او احسان من صاحب او صديق سابق كافر من وثن او كتابي او سواه يرد المعروف ويحفظ الود ويقام بالحق. لكن الولاية لاجلي الدين انما هي ولاية اهل الايمان. فمع محبتك لزوجتك الكتابية - 00:10:33ضَ
او صلتك لاخيك النسبي اذا لم يكن مسلما او ما يكون من انس بجار غير مسلم او ما يكون من وفاء لشريك كتابي او سواه فان ذلك بما بما بينكم - 00:11:01ضَ
وما من صلة لكن لا يحب لما فيه من نقل شاكب الله او كراهيته للا اله الا الله او للايمان بالله او لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم سلم واهلي ملته واتباعه على دينه. وهذه المسألة هي مسألة الموالاة والمعاداة هي واضحة جلية - 00:11:21ضَ
في اصل معناها. لكن شغب فيها مشغبون كثير. فجعلوا من كل ما يكون من من صلة او اعتبار تعامل مع الكفار هو نوع موالاة. آآ استدعوا بذلك اه الظلم والعدوان وربما التكفير لاهل الاسلام. وربما استباحة الدماء الذي هو اثر ذلك. فوقعوا في مزلات - 00:11:45ضَ
مزلة قدم عظيمة وبليات كبيرة. فليتنبه لذلك. فان حصول شيء من هذه الامور لا يعني حصول الشرك او تحققه في حقيقة في نفسه او مع تحققه في هذا فان الحاق وصف الكفر بشخص وترتيب اثاره عليه مع وجوده - 00:12:15ضَ
ايمان لا يتأتى الا اجتماع الشروط وانتفاع الموانع. فربما وجدت شبهة وربما حصل ذلك بسبب جهل وربما كان ذلك بغير قصد او لغير ذلك من الامور. فكان آآ طريقة اهل السنة - 00:12:51ضَ
جماعة في العلم بالموالاة واضح. وهو ولاء لاهل الايمان وكره لاهل الكفر بالله جل وعلا وعباد الصلبان والاوثان بما فيهم من كفر. وبما ظهر بهم فيهم من اه اه اه اعراب وبما جرى منهم من اه اه جحود لكتاب الله جل وعلا وسنة رسوله صلى الله - 00:13:11ضَ
عليه وسلم. لكن لم يمنع ذلك من اداء الحقوق والوفاء بالوعود. حسن الوفاء باعتبار جوار او امان او اه معاملة او سواها او زوجية او قرابة او تعامل مالي فان ذلك اه لم يزل في اصل الاسلام من اول وهلة الى يومنا هذا - 00:13:41ضَ
ولا يتأتى قيام لهذه الدنيا واستقامة لها الا بتنظيم هذه العلاقات وضبطها وآآ معرفة حدودها. وان اهل الاسلام لا يبخسون الناس حقوقهم. ولا يمنعونهم من امورهم ولا عليهم فيما جعل الله جل وعلا لهم لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم - 00:14:11ضَ
ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين. وما جاء عن اسماء لما جاءت امها وهي كافرة. قالت ان تأتي وهي راغبة يعني في البر والصلة. افاصلها يا رسول الله؟ قال نعم. صلي امك ولم تزل الاحاديث كثيرة في تعامل النبي - 00:14:41ضَ
صلى الله عليه وسلم مع اليهود والصحابة وذهاب التجارات بين اه اه المدينة والشام وغير ذلك كثير. نعم قال رحمه الله ما دليل شهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ الجواب قول الله تعالى لقد من الله على - 00:15:01ضَ
حين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة الاية وقوله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف - 00:15:21ضَ
الرحيم وقوله تعالى والله يعلم انك لرسوله. اذا المؤلف رحمه الله تعالى لما بين شهادة ان لا اله ان الله معناها وشروطها وادلة ذلك شرع في بيان شهادة ان محمدا - 00:15:40ضَ
عبده ورسوله او ان محمدا رسول الله آآ صلى الله عليه وسلم. وهنا بين اصل اعتبار هذه الشهادة قبل ان يبين حقيقتها او مقتضاها. وذلك للدلالة على ان آآ آآ هذا الاعتبار ليس من عند انفسنا ولا من اهوائنا ولا ما وصلت اليه عقولنا - 00:15:59ضَ
وانما شهادة ان محمدا رسول الله باعتبار ما جاء في كتاب الله ما جاء في كلام الله ما امر الله جل وعلى به على لسان رسوله من كتاب وسنة. وذلك قوله جل وعلا لقد من الله على المؤمنين - 00:16:29ضَ
اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة قول الله جل وعلا لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم. حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم - 00:16:49ضَ
ووصفه الله جل وعلا بالرسالة. يعني انه رسوله ووصفه الله جل وعلا باعظم اوصاف الشفقة في اهل الايمان والحرص عليهم والرحمة لهم مما يقتضي القيام بحقهم وعدم خيانتهم وصدقهم فيما جاء - 00:17:09ضَ
ابه وتكميل ما امر الله جل وعلا به من تبيين آآ السنن واظهار آآ الديانة وتبليغها كما امر الله جل وعلا. فكانت شهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهرة في - 00:17:29ضَ
بالله ثم ان العقل داع الى ذلك فانه مبلغ عن الله جل وعلا. فمقتضى تبليغه عن الله ان يشهد له بالرسالة ولا يتصور ان يكون في ذلك كاذبا. فان فانه لو كان كاذبا - 00:17:49ضَ
لم يكن لهذه الملة ان تكون بهذا الكمال والتمام وعدم الاضطراب. ولو كان كاذبا لما كان لله جل وعلا الذي هو رب العالمين وخالق خلقي اجمعين. يدبر الاكوان ويجري الليل والنهار - 00:18:16ضَ
ان يجعل لبشر ان آآ يمضي فيهم هذه الاكذوبات ويكذب على الله جل وعلى في آآ حكمه وفي قوله وفي آآ شرعته. ثم لا يبين الله جل وعلا عن ذلك - 00:18:36ضَ
تعالى الله وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم ان يكون على الله كاذبا او ان يكون آآ في آآ تبليغه اه ناقصا او منقصة. صلوات ربي وسلامه عليه. فاذا كان الامر كذلك فان الشهادة - 00:18:56ضَ
له بالرسالة ظاهرة فان الشهادة له بالرسالة ظاهرة في الكتاب وآآ السنة كما اه قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث مسلم والذي نفسي بيده لا يسمع بمقالة هذه يهودي ولا نصراني. ثم لا يؤمن - 00:19:16ضَ
الا كان خالدا مخلدا في النار. نعم وكما قلنا ان دلالة العقل على ذلك على ما تبين وسبق لعل في الحديث او للحديث بقية باذن الله جل وعلا في المجلس القادم. والله تعالى اعلم - 00:19:36ضَ
صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد - 00:19:56ضَ