شرح الأربعين النووية

شرح الأربعين النووية| الحديث الحادي والعشرون | الشيخ: أحمد الصقعوب

أحمد الصقعوب

الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ احمد بن محمد الصقعوط حفظه الله يقدم الحديث الحادي والعشرون عن ابي عمرو وقيل ابي عمرة سفيان بن عبدالله رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله - 00:00:04ضَ

قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا غيرك قال قل امنت بالله ثم استقم رواه مسلم نعم هذا الحديث اخرجه الامام مسلم من حديث هشام ابن عروة عن ابيه عن سفيان ابن عبد الله الثقفي وهو حديث عظيم جليل. حديث - 00:00:33ضَ

تضمن امرا جليلا ووصية نافعة على اختصاره. وهكذا الوصايا النبوية ما فيها كلام كثير. لكن تحتها المعاني تستغرق من الانسان حياته كلها. وتتضمن من الثمار ما يجلب للانسان عز الدنيا والاخرة - 00:01:00ضَ

لذلك ينبغي للانسان ان يتلمح الوصايا النبوية ويقتدي بها. قال سفيان يا رسول الله الله قال يا رسول الله قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا غيرك. في هذا دليل على حرص - 00:01:20ضَ

الصحابة على سؤال النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك العلم خزائن مفاتحه السؤال. فمن لم يسأل فاتاه خيرا فاته خير كثير. وفي ايضا بيان عمق علم الصحابة يسألون عما ينفع - 00:01:40ضَ

وهذا السؤال سؤال كبير حقيقة. قال قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا غيرك فهو يريد وصية جامعة. وصية اذا طبقها شملت. امور الدين كله. والله هذا سؤال كبير - 00:02:00ضَ

لو سئل احدنا عنه لربما اجاب بمحاضرات ولا يكفيه. وجلس ايام وهو يشرح لكن من جوامع الكلم اعطاه كلمتين. اعطاه كلمتين. قال قل امنت بالله ثم استقم خلاص انتهى الجواب. انتهى الجواب. قل امنت بالله ثم استقم. لا تسأل عنه احدا غير الرسول عليه الصلاة والسلام. من اخذ - 00:02:20ضَ

بهذه الوصية افلح في الدنيا وافلح في الاخرة. ونجا في الدنيا ونجا في الاخرة. لكن يا ترى ماذا تتضمن هذه الوصية قل امنت بالله ثم استقم. النبي صلى الله عليه وسلم ارشده الى الايمان بالله والى الاستقامة على - 00:02:50ضَ

امن واستقم على شرع الله عز وجل. فامره بهذا الامر. فبالاستقامة ينال العبد الكرامة وبالاستقامة يبشر الانسان عند الموت الثواب والجنة. ويؤمن من المخاوف التي تأتي غيرها. وبالاستقامة تزكوا النفوس. وتطيب الاخلاق وتستقيم الجوارح - 00:03:10ضَ

ينال العبد الثواب من الله. ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. ان الذين ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا. قد يقول قائل - 00:03:40ضَ

ما حقيقة الاستقامة؟ قال لا بد من امرين. الامر الاول الايمان بالله. الايمان بالله ولذلك قدمه من يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره على وفق ما جاء عن النبي صلى الله - 00:04:00ضَ

عليه وسلم. ثم يستقيم على ذلك. والاستقامة هي سلوك الصراط المستقيم. من غير تعوج ولا انحراف بفعل الواجبات وترك المحرمات هذه الاستقامة. ان يسلك العبد الصراط المستقيم. من غير في تعوج ولا انحراف. ويفعل الواجبات ويترك المنكرات. ويثبت على ذلك حتى يأتيه الممات - 00:04:20ضَ

من فعل ذلك فهو مستقيم. فاستقامة القلب ان يؤمن العبد بالله ويخلص له في العمل. واستقامة اللسان ان يقوم بالواجبات القولية ويجتنب المحرمات القولية. واستقامة الجوارح ان يفعل الانسان واجبات العملية ويترك المحرمات العملية وتنوعت كلمات السلف في معنى الاستقامة - 00:04:50ضَ

وكلها ترجع الى لزوم الامر والنهي. يلزم الانسان الامر بفعله. ويلزم الانسان النهي بتركه ويثبت على هذا. فمن لزم الامر وفعله. ولزم النهي وتركه. وثبت على هذا فهو مستقيم. فهو مستقيم. فمن اراد ان يكون من اهل الاستقامة فليل - 00:05:20ضَ

الزم الطاعة. ويترك المعصية. فاذا زاد على ذلك فعل النوافل وترك المكروهات فهذا في اعلى درجات الاستقامة. يبشر الانسان اذا كان مستقيما بموعود الله عز وجل. الله جل وعلا لا يخلف الميعاد. ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم. ولا هم يحزنون - 00:05:50ضَ

فعلى العبد ان يتفقد قلبه. هل هو مستقيم ام لا؟ يعمره بما يحبه الله من الواجبات وينظفه ويصفيه مما يبغضه الله من المحرمات القلبية. ويتفقد لسانه وفرجه وجوارحه. فالاستقامة اعظم اعظم المراتب. ولذلك قال عليه الصلاة والسلام قل امنت بالله ثم استقم - 00:06:20ضَ

وقال عليه الصلاة والسلام استقيموا ولن تحصوا. فالنبي صلى الله عليه وسلم اوصاه بهذا الامر الجليل. فيا اخواني نحرص على الاستقامة. ونلزم دربها. واذا ثبت الانسان عن على الاستقامة فليبشر. حينما تأتيه ملائكة الله لتقبض روحه تأتيه البشارة معها. وعد لا يخلف - 00:06:50ضَ

الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ملائكة الرحمة ملائكة البشارة الملائكة الذين ينزلون على المؤمنين تتنزل عليهم معهم البشارة. ما هي؟ تقول لهم الا تخافوا ولا تحزنوا - 00:07:20ضَ

في الجنة التي كنتم توعدون. ولذلك ساعة الرحيل من هذه الدنيا للمؤمن تعتبر تحفة هو في الدنيا لا يريد الموت. لكن اذا نزلت ساعة الرحيل من هذه الدنيا ما يريد الرجوع. ولذلك بوب البخاري - 00:07:40ضَ

الله وقال باب الموت تحفة المؤمن. الموت تحفة المؤمن. ثم قال قال عليه الصلاة والسلام من عليه بجنازة فقال مستريح ومستراح مؤمن. قالوا ما المستريح؟ وما المستراح منه؟ قال العبد المؤمن - 00:08:00ضَ

استريحوا من نصب الدنيا الى رحمة الله. تأتيه البشارة في الدنيا لا يريدها. لكن على قدر ايمانه وعلى اخلاصه وعلى قدر استقامته يكون في قلبه انس وطمأنينة كلما عظم الايمان - 00:08:20ضَ

اصبح الانسان يستحي من الله لكن عنده خشية من الله عز وجل وليس عنده رهبة من الموت لكن عنده من الله ولذلك قل السلف رحمهم الله حرصوا على التزام هذه الوصية وضربوا اروع الامثال ابو بكر رضي الله عنه وعمر كانوا اهل استقامة استقامة في الظالم - 00:08:40ضَ

والباطل في اقوالهم وافعالهم كانوا يحاسبون انفسهم على الكلمات والنظرات وغيرها. ابو سفيان ابن الحارث رضي الله عنه كان من اهل الاستقامة فلما حضرته الوفاة قال لابنائه لا تبكوا عليه فاني لم اتلطف بخطيئة بخطيئة منذ اسلمت. اي استقامة هذه؟ لم - 00:09:10ضَ

يتلطف بخطيئة منذ اسلم. مع انه بين اسلامه ووفاته بقي اثنعشر سنة. وابن عون من خيار الصالحين كانوا يقولون يعني من جالسه يقولون كنا نظن انه لا يتكلم بشيء لا يصعد يعني انه لا يتكلم الا بعمل صالح. مثل هذه النماذج وغيرها ينبغي للانسان - 00:09:40ضَ

ان يتأملها ويحرص على ان اه تكون حافزة له ومحركة له على الاستقامة قد يقول قائل من اراد ان يستقيم فما الذي يفصل له اعمال الاستقامة؟ نقول له القرآن والسنة. فبالسنة الغراء كن متمسكا هي العروة الوثقى التي ليس تفصل - 00:10:10ضَ

تمسك بالقرآن وبالسنة فان فيها تفاصيل ما يعمل وتفاصيل ما - 00:10:40ضَ