سلسلة الأسماء الحسنى – الشيخ خالد السبت (مكتملة)

شرح الأسماء الحسنى | الملك المليك المالك 2 | الشيخ خالد السبت

خالد السبت

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد تحدثنا في الاسبوع الماضي عن اسم الله تبارك وتعالى الملك والمليك والمالك وبقي اليوم الحديث عن الامر السابع - 00:00:00ضَ

وهو ثمرات الايمان بهذه الاسماء فاول هذه الثمرات دعاؤه بها دعاء المسألة ودعاء العبادة الملك والمليك كيف يكون دعاء المسألة بالنسبة لهذين الاسمين الكريمين ان يقول العبد اللهم اني اسألك بانك انت الملك كما جاء في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:00:32ضَ

اللهم انت الملك لا اله الا انت انت ربي وانا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا انه لا يغفر الذنوب الا انت وهكذا اللهم فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة لا اله الا انت رب كل شيء ومليكه - 00:01:12ضَ

اعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه واما دعاء العبادة وكما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي اخرجه الامام مسلم ايضا يقول صلى الله عليه وسلم ينزل الله الى السماء الدنيا - 00:01:36ضَ

كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الاول فيقول انا الملك انا الملك من ذا الذي يدعوني فاستجيب له؟ من ذا الذي يسألني فاعطيه من ذا الذي يستغفرني فاغفر له. فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر - 00:01:57ضَ

فيتعبد الانسان لله تبارك وتعالى بالسؤال ويتعبد ايضا بالاستغفار ويتعبد ايضا بالذكر ويتعبد ايضا بالصلاة والعبادة حتى يضيء الفجر وقد ذهب جماعة من اهل العلم سلفا وخلفا عند الكلام على قوله تبارك وتعالى ان قرآن الفجر كان مشهودا - 00:02:24ضَ

اي ان الملائكة تشهده اعني ملائكة الليل وملائكة النهار وايضا يشهده ربنا تبارك وتعالى اخذا من مثل هذه الروايات حتى يضيء الفجر وهذا الذي ذهب اليه الحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى - 00:02:53ضَ

واما المالك فاننا ندعو بهذا الاسم دعاء المسألة كما جاء من حديث انس رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ رضي الله تعالى عنه الا اعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثل جبل احد دينا لاداه الله عنك - 00:03:15ضَ

قل يا معاذ اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء كل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير رحمن الدنيا والاخرة ورحيمهما تعطيهما من تشاء وتمنع منهما من تشاء. ارحمني رحمة تغنيني بها - 00:03:42ضَ

عن رحمة من سواك وهذا حسنه الشيخ ناصر الدين الالباني رحمه الله واما دعاء العبادة فيما يتعلق بهذا الاسم الكريم سيكون باعتقاد العبد واستشعاره واقراره وعمله وخضوعه حيث يدرك ان الله تبارك وتعالى انه هو الذي يملكه ويملك ما في يده - 00:04:08ضَ

وان كل ما في هذا الكون فهو ملك لله وحده لا شريك له كل ما في ايدي هؤلاء المخلوقين فهو ملك لربنا ومليكنا وخالقنا جل جلاله. وهذا الذي في اليد - 00:04:45ضَ

انما استخلفنا الله عز وجل فيه ابتلاء وامتحانا لينظر كيف نعمل هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا هل نرد هذا الملك والاملاك لمالكها الحقيقي سبحانه وتعالى او ان الانسان يتعاظم ويفتخر - 00:05:04ضَ

ويتكبر ويتجبر ويقول انما اوتيته على علم عندي وهذا كلام اذكره على سبيل الاجمال وسيأتي ايضاح ذلك باذن الله تبارك وتعالى بعد قليل في محله والمقصود ان من علم ان الله عز وجل هو الملك - 00:05:34ضَ

وهو المالك فانه يخضع له الخضوع الكامل فلا ينازع ربه تبارك وتعالى بشيء من ملكه ولا ينازع ربه تبارك وتعالى بشيء من قضائه ومن دينه وشرعه الله تبارك وتعالى هو الملك. فما اجراه عليك من الاقدار - 00:06:01ضَ

وما يقضيه الله سبحانه وتعالى على عبده فينبغي ان يتلقى ذلك بالتسليم والقبول والرضا وكذلك ايضا ما يحكم به ربنا جل جلاله دينا وشرعا ليس للعبد ان يعترض وان يتمنى - 00:06:32ضَ

او يجحد او يستنكف من حكم الله جل جلاله. وانما ينقاد ويذعن سمعنا واطعنا انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم - 00:06:55ضَ

ما تقول المرأة لماذا نحن في الحجاب لا تقول المرأة لماذا القوامة للرجل لا تقول المرأة لماذا يحثنا الشارع على البقاء في البيوت وقرن في بيوتكن ولا يعترض احد على شيء من احكام الله عز وجل التي قد لا توافق - 00:07:23ضَ

هواه بوجه من الوجوه الامر الثاني من هذه الثمرات وهو ان يكون الله جل جلاله هو ملاذنا ومعاذنا وملجأنا نلجأ اليه وحده تبارك وتعالى دون احد سواه اذا ادرك العبد - 00:07:50ضَ

ان الله جل جلاله هو الملك وهو المالك وان الملك جميعا بيد الله عز وجل فانه لا يبتغي احدا سوى الله عز وجل من اجل ان يمنحه او ان يعطيه - 00:08:15ضَ

او ان يسد حاجته او ان يمنعه من المخلوقين حال المخاوف وانما يمتنع باستعاذته واستجارته والتجاءه بربه ومليكه الذي لا غنى له عنه بحال من الاحوال الله تبارك وتعالى يجود - 00:08:33ضَ

ويعطي ويمنح الله يعيذ وينصر ويغيث فيجب ان يلوذ به اللائذون وان يستجير به المستجيرون وان يتوجه اليه المضطرون وان يقصده وحده لا شريك له اصحاب الحاجات والفقر والفاقات وان يعلقوا قلوبهم - 00:08:59ضَ

بالله وحده لا شريك له يا من الوذ به فيما اؤمله ومن اعوذ به فيما احاذره لا يجبر الناس عظما انت كاسره ولا يهيضون عظما انت جابره. الملوك ايها الاحبة - 00:09:30ضَ

يحتاجون الى غيرهم والله تبارك وتعالى غني عن كل من سواه فالفقير لا يلاذ به ولا يستعاذ به ولا يستجار به. انما الذي يستحق ذلك هو الذي يملك ازمة الامور - 00:09:51ضَ

هو الذي يستطيع ان يرفع عنك الضر وان يمنعك من كل امر مخوف هو الذي يستطيع حمايتك وكفايتك تتوكل عليه وفوض امرك اليه واما اذا علقت قلبك باحد سواه جل جلاله فان الله عز وجل يسلمك الى هذا الذي توكلت عليه - 00:10:12ضَ

ولجأت اليه وعندئذ يكون الخذلان العظيم الذي لا يقادر قدره فمن توجه الى ربه ومليكه جل جلاله حصل له مقصوده ومطلوبه من النصر والقوة والاعانة والوان اللذات والمتع والامور التي يبتغيها الناس في مطالبهم الدنيوية والاخروية. كما يقول الحافظ ابن القيم - 00:10:39ضَ

الله تعالى وبناء على ذلك اقول ايها الاحبة لا يصح ان يتوكل الانسان الا على الله وحده لا شريك له ولهذا جاء التقديم للمعمول او للجار والمجرور في قوله جل جلاله وعلى الله فتوكلوا - 00:11:13ضَ

وعلى الله فليتوكل المؤمنون وهذا يفيد الحصر التفويض لا يكون لاحد سوى الله جل جلاله وهكذا الضراعة. انما ينكسر الانسان ويتضرع ويتخشع بين يدي الملك الجبار العظيم الاعظم جل جلاله. ولا يخضع للمخلوقين ولا ينكسر للمخلوقين - 00:11:33ضَ

قل اللهم ما لك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير. وقد ذكرنا في مناسبة سابقة ان الخليفة الاموي قال - 00:12:02ضَ

في بعض السلف سلني حاجتك. فكان مما قال له ما سألت الدنيا ممن يملكها. وهو الله جل جلاله فكيف اسألها ممن لا يملكها وقال ايضا احد الملوك لاحد الصالحين الك حاجة - 00:12:22ضَ

قال نعم قال ما هي؟ قال تطعمني اذا جعت. قال اجل. قال تسقيني اذا ظمئت. قال نعم. قال وتشفيني اذا مرضت فقال التمس لك الاطباء فقال تحييني اذا مت قال ليس ذلك الي - 00:12:45ضَ

فقال له لما سألتني عن حاجة لا تقدر على قضائها الانسان ايها الاحبة اذا عرف ان الله هو الملك المالك حقيقة فان قلبه يطمئن اليه ويركن اليه لانه وهو الذي يملك خزائن السماوات - 00:13:07ضَ

والارض فلا يسأل عند الحاجة الا الله. استغني عمن شئت تكن نظيره واحسن الى من شئت تكن اميره واحتج الى من شئت تكن اسيره فلا يسرك احد من المخلوقين والاحسان الى الناس لا شك انه يأسرهم. ويخضعهم فينبغي ان يكون اسارنا - 00:13:30ضَ

وانكسارنا وافتقارنا وتوجهنا الى الله وحده لا شريك له وبهذا يعيش الانسان رافع الرأس عزيزا لا يخضع الا لله جل جلاله وفي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما يا غلام اني اعلمك كلمات احفظ الله يحفظك. احفظ الله تجده تجاهك. واذا - 00:13:56ضَ

سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لن ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك وان اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله - 00:14:26ضَ

اليك رفعت الاقلام وجفت الصحف فلا يوجد في هذا الكون احد يستطيع ان يحول بينك وبين درهم واحد من الرزق كتبه الله عز وجل اليك ولا يستطيع احد بهذا الكون مهما عظمت قوته - 00:14:46ضَ

ومكانته ان يحول بينك وبين لحظة من العمر قد كتب الله عز وجل لك ان تعيشها لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها واجلها. فاتقوا الله واجملوا في الطلب ويا لها من معاني. لو ان القلوب تشربتها - 00:15:07ضَ

وامنت بها حقيقة وعملت بمقتضاها. واذا كان القلب خاويا فانه يضعف ويخاف من كل شيء حتى من غير الامور المخوفة. حتى ممن لا يملك له شيئا ولو على سبيل المجاز. مما يضاف الى المخلوقين - 00:15:29ضَ

لا تخضعن لمخلوق على طمع فان ذلك وهن منك في الدين. واسترزق الله مما في خزائنه فان رزقك بين الكاف والنون. وقد سئل بعضهم عن سبب توبته فقال كنا في سنة جدباء - 00:15:50ضَ

والناس في قحط وبلاء فرأيت غلاما يمرح ويضحك وهذا المتحدث هو الشقيق البلخي رحمه الله يقول رأيت غلاما يمرح ويضحك. غلاما يعني مملوك فقلت له الا تخشى الفقر والجوع فقال ان سيدي عنده قرية وفيها بستان مليء من كل الثمار - 00:16:17ضَ

فعلام اخاف احزن؟ يقول فقلت ان هذا العبد لا يستوحش لان مخدومه يملك بستانا فكيف استوحش واحزن وربي يملك خزائن السماوات والارض يقول فكان ذلك سببا لتوبتي واوبتي وعودتي الى الله جل - 00:16:44ضَ

جلاله من الناس من قد يكون ابوه او من يعينه ويحميه من المطاعين من الملوك والكبراء ونحو ذلك. فلربما يتصرف تصرفات غير محسوبة لانه يثق بحمايته فالمؤمن الذي اطاع الله عز وجل واتقاه - 00:17:09ضَ

وامن به وخافه وعبده كما امره ينبغي ان ينطلق وان يعمل في مرضاة الله عز وجل وطاعته. وان يدعو الى سبيله من غير وجل ولا خوف ولا تردد. وان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وينصح للناس - 00:17:39ضَ

الحكمة والموعظة الحسنة. واما الخوف الذي يملأ القلوب فان ذلك من نقص اليقين والثقة والمعرفة بالله جل جلاله. وهكذا ما يقع في القلوب من اليأس او القنوط انما يكون ذلك من ضعف صلتنا بالله جل جلاله. ومن قلة معرفتنا به. هكذا الاحزان التي تغمر - 00:18:04ضَ

كثيرا من القلوب المخاوف التي تنتاب الناس القلق في هذه الحياة. لماذا يقلق الانسان؟ والله تبارك وتعالى هو سنده وهو ناصره اذا كان مطيعا ولذلك فان العبد على قدر طاعته واقباله على الله عز وجل وعلى قدر معرفته به يحصل له من - 00:18:33ضَ

راح وسعة الصدر ولو كان لا يملك شيئا من الدنيا لان عنده الثقة والرضا وراحة الضمير والطمأنينة وقد يملك الانسان المليارات وهو في غاية الهلع والجزع والخوف يخشى من وقوع حرب - 00:18:56ضَ

او تغير الاحوال الاقتصادية او تغير اسعار العملات او اسعار الذهب او غير او اسعار الاسهم. ثم بعد ذلك يخسر خسارة فادحة. ولهذا تجد ان هؤلاء تقف قلوبهم ولربما تتوقف الدماء في عروقهم بسبب وقوع مثل هذه الامور المتغيرة - 00:19:17ضَ

فتسمع عن هذا انه مات وان هذا ان قد مرض وان هذا قد اصيب بجلطة ونحو ذلك مما يقع فيه بعض من قلت معرفته بالله جل جلاله. فالله تبارك وتعالى - 00:19:40ضَ

ينبغي ان نقبل عليه وان نعرفه بهذه الاسماء الحسنى فنرتبط به كل الارتباط. وعندئذ نجد للحياة طعما اخر غير ما يجده الكثيرون. فيلتذ الانسان بالطاعة والعبادة ويدرك ان في الدنيا جنة من لم يدخله - 00:19:57ضَ

لم يدخل جنة الاخرة الامر الثالث من هذه الثمرات ان نعلم ان الملك الحقيقي لله وحده لا شريك له كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا مالك الا الله - 00:20:18ضَ

وفي رواية لا ملك الا لله نعم بعض المخلوقين قد يقال له ملك لكن هل ما يطلق عليه من ذلك الوصف او الاسم هو نفس ما يطلق على الله جل جلاله - 00:20:40ضَ

ابدا انما الملك الحقيقي لربنا وخالقنا سبحانه وتعالى. قد نقول فلان يملك كذا فلان يملك دارا يملك مالا لكن هل ملكه لهذه الدار او لهذه الاموال كملك الله عز وجل - 00:20:58ضَ

الجواب لا فان ذلك انما هو بتمليك الله عز وجل اياه. من الذي اعطاه هذا الملك بعض قصور السلاطين قد كتب عليها لو بقيت لغيرك لما وصلت اليك كيف تحول السلطان اليه - 00:21:20ضَ

وصار اميرا او ملكا او خليفة لما انتقل من غيره لما صلب ذلك الانسان الذي قبله صلب ملكه. الملك هو وصار الى الفناء والعدم وهكذا الاموال التي في ايدينا ايها الاحبة من اين جاءت - 00:21:46ضَ

اين الملاك الذين كانوا في القرون الماضية ليس في ايديهم شيء ادخلوا الى قبورهم وليس معهم شيء سوى الاكفان فتتحول هذه الاموال الى من بعدهم وما في ايدينا فالله قد استخلفنا عليه ثم بعد ذلك سينزع منا وسيصير - 00:22:07ضَ

الى غيرنا كما صار الينا من غيرنا فهذه هي سنة الحياة. فالملك الحقيقي لله عز وجل فهو الذي يعطي ويمنع يعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير - 00:22:30ضَ

والله جل جلاله انكر على المشركين حينما عبدوا غيره وانه هو الملك سبحانه وتعالى الذي ينبغي ان تخضع الرقاب والاعناق اليه دون من سواه ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والارض شيئا - 00:22:53ضَ

ولا يستطيعون وقد يتذلل الانسان ويكون عبدا لغيره وان لم يسجد له او يركع او يصلي او يصوم او يذبح او يطوف قد يكون عبدا لمن يعتقد ان قراره بيده - 00:23:12ضَ

بعض الموظفين قد يكون عبدا لمديره في المؤسسة او الشركة يعصي الله عز وجل بسببه ويترك امر الله بسببه كل ذلك خوفا على ما له على وظيفته على رزقه ولربما كان يطمح - 00:23:34ضَ

ان يعطيه او ان يوليه او نحو ذلك فيتزلف اليه ويتقرب اليه ويخضع نفسه ويذلل قلبه وبدنه لهذا المخلوق الضعيف. ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات - 00:23:59ضَ

الارض شيئا ولا يستطيعون. قل اتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع السميع العليم ولهذا يقول الله عز وجل للمشركين قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض. وما لهم - 00:24:19ضَ

فيهما من شرك وما له منهم من ظهير من معين والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير هذا الجزء اليسير النواة لا يملكونه فكيف بما هو اعظم من ذلك - 00:24:41ضَ

وانما الذي يملك خزائن السماوات والارض هو الله وحده لا شريك له هو الذي يرزق ويعطي وهو الذي يملك الموت والحياة والنشور والنفع والضر واليه يرجع الامر كله هو الذي يملك جميع الممالك العلوية والسفلية - 00:25:05ضَ

وكل من في هذا الكون فانما هو مملوك عبد مفتقر الى الله عز وجل كل الافتقار يقول ابو الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى كل يوم هو في شأن من شأنه ان يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع - 00:25:29ضَ

ومن ويخفض اخرين والله يقول يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لا تسبوا الدهر فان الله عز وجل قال انا الدهر. الايام والليالي لي اجدد - 00:25:56ضَ

وابليها واتي بملوك بعد ملوك وقد يغفل الانسان عن هذه المعاني احيانا واذا حصل بيده شيء اما من الملك واما من الاعيان التي ملكها فقد يتعاظم على الناس ويظن انه اعلى درجة منه وانه يملك لهم نفعا او ضرا - 00:26:17ضَ

هذا فرعون نادى في قومه قال يا قومي اليس لي ملك مصر وهذه الانهار تجري من تحتي افلا تبصرون ومرة دعاهم فحشر فنادى فقال انا ربكم الاعلى لما رأى هذه الاموال والقصور والانهار والزروع والثمار - 00:26:50ضَ

والبشر الذين يطيعونه ويخضعون له تعاظم هذا التعاظم فاستخف قومه فاطاعوه انهم كانوا قوما فاسقين. فلما اسفونا انتقمنا منهم فاغرقناهم اجمعين فجعلناهم سلفا ومثلا للاخرين الله تبارك وتعالى جعل اهلاكه عبرة - 00:27:20ضَ

كما قال الله عز وجل ان في ذلك لعبرة لمن يخشى وكل من سولت له نفسه ان يتعاظم تعاظما لا يليق بمثله فعليه ان يتذكر هذه السنن السالفات والمثلات التي اوقعها الله عز وجل بهؤلاء - 00:27:44ضَ

الذين تعاظموا وانتفشوا وتعدوا طورهم وفعلوا شيئا او قالوه مما لا يصلح لامثالهم. فالله هو الذي له ملك السماوات والارض وما بينهما واليه المصير سئل اعرابي يملك قطيعا من الابل فقيل له لمن هذه؟ فقال هي لله في يدي - 00:28:06ضَ

هكذا ينبغي ان يكون المؤمن الحق هذا البيت الذي تملكه وهذه المؤسسة وهذه التجارة وهذا الدكان هذه السيارة وهذه المراتب والشهادات والوظائف وغير ذلك مما يطرب له كثير من الناس كل ذلك انما هو ملك لله عز وجل. قد وضعه بيدك مؤقتا - 00:28:36ضَ

لينظر كيف تعمل كما يضع الانسان احيانا المال بيد ولده الذي يريد من ذلك ان يرى تصرفه بهذا المال كيف يصنع به ثم يحاسبه بعد ذلك على ذلك الصنيع اذا اساء - 00:29:09ضَ

استعمال هذا المال هذا الطبيب الحاذق الذي لربما يتعلق به كثيرون ويظنون انه ينجيهم وانه قادر على ان يخلصهم من مرض عضال حلت بهم قد يتوقف عرق في رأسه او في قلبه او غير ذلك ثم يتحول الى جثة هامدة - 00:29:30ضَ

ربما بقي هكذا سنوات الذين يرحمونه لربما يتمنون الموت له من اجل ان يستريح الملك لله عز وجل ايها الاحبة. مهما كانت مقدراتنا مهما كان ذكاؤنا مهما كانت اموالنا ومراكبنا مهما كان - 00:29:54ضَ

عندنا من الخدم مهما كان عندنا من القصور. مهما كان عندنا من الاعوان فينبغي ان نعرف انها عارية وان المسألة مسألة وقت قال او قصر لا ندري قد يموت الانسان في لحظته هذه ثم ينتهي كل شيء - 00:30:14ضَ

ينتهي كل شيء لا يبقى معه شيء. فاذا صارت للانسان ولاية او ادارة او صارت له املاك واموال فينبغي ان يتطامن من الناس كما قال ابن القيم رحمه الله من يعجب من صاحبه الذي صارت له ولاية كيف تحولت حاله وتغيرت - 00:30:35ضَ

اموره فصار يترفع على اقرانه واصحابه واخوانه واخدانه وتنكر لهم غاية التنكر. كيف حصل هذا يقول فمثل هؤلاء قد يعظونه وينصحونه يقول الواقع ان هذا في حال من السكر سكر الرئاسة اعظم من سكر - 00:30:59ضَ

الخمر فكثير من الناس قد يتعاظم قد يتغير تماما اذا حصل له شيء من ذلك هؤلاء مجموعة من الزملا رشحوا صاحبهم ليكون رئيسا عليهم في هذه المدرسة لربما يرون حالا اخرى تماما - 00:31:22ضَ

ما الذي غيره يقول الانسان العاقل المؤمن يتطامن. مهما حصل له من الولايات فانه لا يختار سواء كنت اميرا او وزيرا او مديرا او كنت تملك اموالا طائلة فينبغي ان - 00:31:40ضَ

تخضع لله عز وجل وتتواضع للمخلوقين لا ترتفع فان رفعتك انما تكون بتواضعك من تواضع لله رفعه وهكذا ايها الاحبة هذه العين التي نبصر بها يمكن بلحظة ان يسلب الله عز وجل هذا عنها هذا البصر - 00:32:06ضَ

ثم بعد ذلك يتحول حال الانسان الى شيء اخر وهكذا ايضا في سائر ما بايدينا من القوى والقدر والامكانات المادية والمعنوية. مهما بلغت مرتبة الانسان من العلم فانه قد يحصل له خلل في عقله وينسى كل شيء. تموت بعض خلايا المخ وينسى اذا قام لحاجة ينسى لماذا قام - 00:32:31ضَ

من لا يتمكن من معرفة ولده وزوجته. من هؤلاء وماذا يريدون ولماذا حضروا لا يعرف اقرب الناس اليه فلا يغتر الانسان بعلمه او ذكائه الحاد وهكذا اذا اعطاه الله عز وجل فصاحة في اللسان - 00:33:03ضَ

فينبغي الا يتبجح بهذا ويكون مذموما بذلك الصنيع فالله عز وجل قادر على ان يسلب هذا اللسان هذه القدرة بشل عضلته فقط. عضلة هذا اللسان ثم بعد ذلك لا يستطيع الانسان ان يتكلم - 00:33:29ضَ

والله عز وجل على كل شيء قدير وهكذا ايها الاحبة حينما ينظر الانسان الى امور كثيرة ويفكر بها يعرف انه مربوب ضعيف عاجز الله يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم وهو اكمل الخلق - 00:33:51ضَ

قل لا املك لنفسي نفعا ولا ضرا الا ما شاء الله ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير. وما مسني السوء ان انا الا نذير وبشير لقوم يؤمنون فلا تظن انك تستطيع - 00:34:16ضَ

ان تستشرف المستقبل وبذلك تستطيع ان تأمن من المخاطر الاقتصادية التي لربما يتورط بسببها كثير من الناس لا تظن انك عندك من المعرفة والعلم ما تستطيع ان تنجو به من الفتن - 00:34:36ضَ

لا اكثر من اللهج والدعاء يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك كن مفتقرا الى الله جل جلاله في شؤونك كلها كذلك ايضا لا يظن الانسان انه بمهاراته الدعوية مثلا يستطيع ان يقنع الحجر - 00:34:55ضَ

وان يغير من افكار الناس وان يحولهم من الضلال الى الهدى. قل لا املك لنفسي ضرا ولا نفعا انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء. فالله عز وجل هو الذي يملك - 00:35:16ضَ

القلوب يأتي النبي يوم القيامة وليس معه احد ذلك لقلة فصاحته وبيانه او لتقصيره او لقلة معرفته وعلمه بالله والدار الاخرة او الاساليب المؤثرة في الاقناع او نحو ذلك الانبياء عليهم الصلاة والسلام هم اعظم الناس بيانا - 00:35:34ضَ

واكثرهم نصحا لاممهم ومع ذلك تتخلف هذه الهداية اذا كان الله عز وجل ما ارادها الثمرة الرابعة انما تكون الطاعة المطلقة للمالك الملك المعبود جل جلاله دون من سواه. لا يجوز لاحد - 00:35:56ضَ

يقول انا اطيع فيما اؤمر به ما يأمرني به المخلوق ابدا انما تطيع في غير المعصية. النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق بعض الناس يعمل في مكان يعمل في مدرسة. يعمل في مؤسسة. مدير هذه المدرسة يقول له افعل الشيء الفلاني. وهذا كثيرا ما يسأل عنه الاخوان - 00:36:19ضَ

والاخوات امرني بكذا وانا اعتقد انه محرم وقد افصل من هذه المدرسة. ماذا افعل نقول لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. ولا يجوز لك بحال من الاحوال ان تقول انا عبد مأمور. انت عبد لله مأمور من قبل الله فقط - 00:36:46ضَ

اما المخلوق فلا يملك ذلك ولا يستطيع ان يصل اليك بشيء من الضرر الا ما كتبه الله عز وجل لك. ولهذا قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم في اول سورة الاحزاب - 00:37:06ضَ

يا ايها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين ان الله كان عليما حكيما ثم قال له لان هؤلاء سيناصبونه العداوة ويسعون للنيل منه قال وتوكل على الله قال له يا ايها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين. ان الله كان عليما حكيما - 00:37:24ضَ

ثم امره بالتوكل وتوكل على الله فوض امرك الى الله عز وجل. فلا يستطيع هؤلاء ان يصلوا اليك بمكروه هذي تكون قاعدة عند الانسان الطاعة المطلقة لمن له الملك المطلق - 00:37:56ضَ

اما المخلوق فملكه محدود فانما يطاع بما يوافق طاعة الله عز وجل او بما لا يكون معصية لله جل جلاله اذا امرك ابوك او امك بمعصية فالطاعة لا تكون بالمعصية - 00:38:18ضَ

فلابد من تقديم طاعة الملك الحق على طاعة من سواه ولابد من تقديم حكمه على حكم غيره فان طاعته هي اوجب الواجبات الثمرة الخامسة ان يتأدب الانسان مع هذا الاسم - 00:38:44ضَ

لا يضيف الى نفسه ولا يرضى ان يضاف اليه بعض الالقاب التي لا تصلح الا لله جل جلاله النبي صلى الله عليه وسلم كما روى سفيان بن عيينة عن ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:39:07ضَ

اخلع اسم عند الله. وقال سفيان غير مرة اخنع الاسماء عند الله رجل تسمى بملك الاملاك وفي رواية اخنى الاسماء يوم القيامة يقول سفيان يقول غيره يعني غير ابي الزناد تفسيره شاه شاه او شاهان شاه يعني ملك - 00:39:25ضَ

الملوك ومعنى اخنع يعني اوضع اسم واذل اسم يقول ابو عبيد القاسم ابن سلام رحمه الله الخانع هو الذليل وخنع الرجل اذا ذل ويقول ابن بطال واذا كان الاسم اذل الاسماء - 00:39:51ضَ

كان من تسمى به اشد ذلا ومعنى اخنى يعني افحش اسم من الخنى وهو الفحش في القول. وجاء في رواية عند مسلم اغيظ رجل على الله يوم القيامة واخبثه واغيظه عليه. نسأل الله العافية - 00:40:11ضَ

قد ذكر الحافظ بن حجر رحمه الله ان اهل العلم استدلوا بهذا الحديث على تحريم التسمي بهذا الاسم لورود هذا الوعيد الشديد والحقوا به ما كان في معناه مثل لو لقب الانسان بخالق الخلق - 00:40:34ضَ

او احكم الحاكمين او سلطان السلاطين او امير الامراء وهكذا ذكر بعض اهل العلم قاضي القضاة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابي هريرة رضي الله عنه اشتد غضب الله على من زعم انه ملك الاملاك لا - 00:40:51ضَ

ملك الا الله وقد ذكر المناوي رحمه الله في شرح هذا الحديث الذي اخرجه الامام احمد رحمه الله في مسنده يقول اي ان من تسمى بذلك ودعي به فان لم يعتقدوا - 00:41:13ضَ

فانه لا ملك في الحقيقة الا الله. وغيره انما سمي ملكا او مالكا بطريق التجوز. التوسع في العبارة وانما اشتد غضبه عليه لمنازعته لله في ربوبيته والوهيته فهو حقي بان يمقته عليه - 00:41:28ضَ

فيهان غاية الهوان ويذل غاية الذل. ويجعل تحت الاقدام يوم القيامة لجرائته وعدم حيائه في تشبهه بالله عز وجل في هذا الاسم الذي لا ينبغي لاحد سوى الله جل جلاله - 00:41:49ضَ

الذي هو ملك الملوك وحاكم الحكام وحده فهو الذي يحكم عليهم جميعا دون من سواه وهكذا ذكر الحافظ ابن القيم رحمه الله بان ذلك لما كان الملك الحقيقي لله وحده ولا ملك على الحقيقة سواه كان اخنع الاسماء واوضع الاسماء عند الله - 00:42:06ضَ

واغضب الاسماء هو شاهان شاه اي ملك الملوك والسلطان السلاطين. فهذا ليس لغير الله عز وجل واضافة ذلك الى المخلوق من ابطل الباطل واعظم التجني اذا قال الانسان قاضي القضاة فان قاضي القضاة والله - 00:42:32ضَ

جل جلاله وقد وجد بعض من تلقب بذلك في المتأخرين وانكره جماعة من اهل العلم وهو امر قد سرى الى المسلمين من الاعاجم من المجوس وغيرهم. امن انكر ان يقال قاضي القضاة ابن رجب وابن الجوزي وابن القيم. بل ان ابن رجب رحمه الله - 00:42:55ضَ

اعتبر ذلك من نواقض الاسلام اذا قيل لانسان ملك الملوك او قاضي القضاة وابن القيم رحمه الله فصل في هذا فيقول لا يجوز لاحد ان يتسمى باسماء الله المختصة به - 00:43:19ضَ

واما الاسماء التي تطلق عليه وعلى غيره كالسميع والبصير والرؤوف والرحيم فيجوز ان يخبر بمعانيها عن المخلوق ولا يجوز ان يتسمى بها المخلوق على الاطلاق بحيث يطلق عليه ما يطلق على الرب - 00:43:38ضَ

جل جلاله سادسا من هذه الثمرات التحاكم الى الله جل جلاله لانه ملك الملوك فلا يتحاكم الى غير الله عز وجل فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما - 00:43:56ضَ

ويسلم تسليما. فلا يجوز ان يتحاكم الى اي حكم سوى حكم الله تبارك وتعالى. ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون - 00:44:20ضَ

وهو الذي يعلم مصالح الخلق وما ينفعهم وما فيه سعادتهم وفلاحهم ورشدهم فلا يجوز ان يتوجه بالتحاكم الى غيره جل جلاله. السابع من هذه الثمرات ان نعلم ان الله تعالى - 00:44:41ضَ

هو مالك يوم الدين الله عز وجل يقول الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. ما لك يوم الدين. فاضاف ملكه سبحانه تعالى الى يوم الدين لانه اعظم الايام. واذا كان مالكا لذلك اليوم العظيم - 00:45:01ضَ

فكونه مالكا لما دونه من الايام من باب اولى وايضا يمكن ان يقال لانه لا يدعي الملك في ذلك اليوم احد سوى الله تبارك وتعالى. لمن الملك اليوم لله الواحد - 00:45:25ضَ

القهار وله الملك يوم ينفخ في الصور. الملك يومئذ لله يحكم بينهم. يعني في يوم القيامة الملك يومئذ الحق للرحمن يومهم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار - 00:45:44ضَ

وقد جاء في الحديث الذي ذكرناه في الدرس الماظي في خبر الحبر الذي جاء للنبي صلى الله عليه وسلم وقال ان الله تعالى يمسك السماوات يوم القيامة على اصبع والاراضين على اصبع - 00:46:04ضَ

والشجر على اصبع والماء والثرى على اصبع وسائر الخلق على اصبع ثم يهزهن فيقول انا الملك انا الملك فضحك النبي صلى الله عليه وسلم تعجبا مما قال الحبر وتصديقا له. ثم قرأ والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى - 00:46:21ضَ

عما يشركون. وفي حديث ابي هريرة مرفوعا يقبض الله تبارك وتعالى الارض يوم القيامة. ويطوي السماء بيمينه ثم يقول انا اين ملوك الارض؟ وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم يطوي الله عز وجل السماء - 00:46:43ضَ

يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول انا الملك اين الجبارون؟ اين المتكبرون؟ ثم يطوي راضين بشماله ثم يقول انا الملك اين الجبارون؟ اين المتكبرون وخشعت الاصوات للرحمن فلا تسمع الا همسا لا يجرؤ احد - 00:47:03ضَ

ان يقول انا او يدعي ملكا ومن رحمة الله عز وجل بنا ان الملك في ذلك اليوم العظيم الذي يتقرر فيه المصير النهائي للانسان ان الملك لله الذي هو احكم الحاكمين وارحم الراحمين. فلا تظلم نفس شيئا - 00:47:25ضَ

توفى كل انسان بما عمل من غير ان ينقص من حقه قليل ولا كثير. فمن يعمل قال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. وما ربك بظلام للعبيد ونضع الموازين القسط ليوم القيامة. فلا تظلم نفس - 00:47:48ضَ

شيئا وقد ذكر بعض المفسرين عند كلامه على سورة الفاتحة عند قوله تعالى مالك يوم الدين وملك يوم الدين في القراءة الاخرى المتواترة ان من احكام كونه ملكا انه ملك لا يشبه سائر الملوك. لانهم اذا تصدقوا بشيء او اعطوا احدا انتقص ملكهم. وقلت - 00:48:13ضَ

خزائنهم. اما الله تبارك وتعالى فملكه لا ينقصه العطاء. والبذل والجود الاحسان والكرم بل يزداد اذا اعطاك ولدا فان ذلك يكون زيادة في العطايا. ويكون ذلك زيادة في الملك لان - 00:48:42ضَ

مماليكه قد زادوا وكثر عبيده وهكذا حينما يوسع الله عز وجل على الانسان. وذكر حكما اخر ايضا يتعلق بذلك وهو ان ملكه مبني على الرحمة الله عز وجل قال الحمدلله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين - 00:49:02ضَ

فذكر رحمته وذكر ملكه كذلك ايضا الله يقول هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم. ثم قال بعد له هو الله الذي لا اله الا هو الملك - 00:49:32ضَ

ثم ذكر بعده كونه قدوسا منزها عن الظلم والجور. ثم ذكر بعده كونه سلاما اي سالما من العيوب والافات والنقائص وسلم عباده من ظلمه ثم ذكر بعد ذلك كونه مؤمنا وهو الذي يؤمن عبيده من - 00:49:51ضَ

وظلمه ذلك كله يدل على ان ملكه مبني على الرحمة وهكذا في قوله تعالى الملك يومئذ الحق للرحمن فلما اثبت لنفسه الملك اردفه بان وصف نفسه بكونه رحمانا يعني ان كان ثبوت الملك له في ذلك اليوم يدل على كمال القهر فكونه رحمن يدل على زوال الخوف وحصول - 00:50:12ضَ

وهكذا في سورة الناس قل اعوذ برب الناس ملكي الناس اله الناس فذكر اولا كونه ربا للناس ثم اردفه بكونه ملكا الناس وذلك كله يدل على ان الملك الحقيقي لا يكون الا مع الاحسان والرحمة - 00:50:44ضَ

والعطاء الثامن من هذه الثمرات ان يكون الانسان بما في يد الله عز وجل اوثق منه مما في يده قد يحصل للانسان احيانا الثقة بما في يده والركون الى ما عنده من رصيد. ومال او دار - 00:51:11ضَ

او نحو ذلك مما يمتنع به او يركن الى مخلوق او نحو هذا فان ذلك لا يليق بمن عرف الله عز وجل معرفة صحيحة وانما الواجب ان يثق بما في يد الله عز وجل اعظم من ثقته بما في يده وما حصل له من الاموال - 00:51:38ضَ

والاعراض جاء عن حاتم الاصم انه كان صائما يوما فلما امسى قدم اليه فطوره فجاء سائل فدفع اليه ذلك الطعام فجيء له لحاتم اهدي اليه طبق عليه كل الوان الاطعمة - 00:52:03ضَ

فاتاه سائل فدفع اليه كل ذلك ثم بعد ذلك وصله دنانير فلم يتمالك ان صاح الغوث من الخلف يعني تتابع عليه الخلف والعوض فصاح باعلى صوته قال الغوث من الخلف - 00:52:26ضَ

كان من جيرانه رجل يقال له خلف فذهبوا اليه وجاؤوا به وقالوا ما صنعت بالشيخ اتؤذيه والرجل فزع لا يدري لماذا تأذى منه جاره فجاء اليه يعتذر فجاءوا به اليه فقال اني لم اعنه وانما عجزت عن شكر الله عز وجل على ما يعاملني به من الخلف - 00:52:45ضَ

فكلما انفقت شيئا اعطاني الله عز وجل خيرا منه فثق بما في يد الله عز وجل اعظم مما تثق بما في يدك. ينزل في كل يوم ملكان. يقول احدهما اللهم اعط منفقا خلفا ويقول الاخر اللهم اعطي ممسكا - 00:53:09ضَ

سلفا فالعوض من الله تبارك وتعالى. التاسع من هذه الثمرات ان نخرج ايها الاحبة من حولنا وطولنا وقوتنا فنحن ضعفاء ينبغي ان نعرف حالنا وضعفنا فلا يقول الانسان حصل كذا او لي كذا او مني كذا. ويحذر من طغيان انا - 00:53:26ضَ

ومن التعاظم فهذه الالفاظ ابتلي بها ابليس وفرعون وقارون هذا يقول انا خير منه. يعني ابليس وفرعون يقول لي ملك مصر وقارون يقول انما اوتيته على علم عندي فابتعد عن هذه الاشياء. وانما يقول الانسان اذا استعمل انا يقول انا العبد المذنب المخطئ المستغفر الضعيف المعترف - 00:53:58ضَ

واذا قال لي يقول انا لي الذنوب ولي الجرم ولي المسكنة ولي الفقر والذل بين يدي الله عز وجل. واذا قال عندي يقول اللهم اغفر لجدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل - 00:54:26ضَ

كل ذلك عندي هذا اللائق ان يقوله الانسان اما اذا جلس مع الناس ويتحدث انا كذا وانا كذا وعندي كذا وعندي كذا بعظ الناس اذا سمعوا احدا بهذه الطريقة او رأوا - 00:54:45ضَ

حاله تدل على هذا قالوا الملك لله يعيبون عليه فعله يعني كأن هذا الانسان ما عرف ان الله تبارك وتعالى هو مالك الملك فلماذا يفرح بنفسه ويتعاظم هذا التعاظم وبين كل جملة وجملة تقرأ اشياء وبين السطور تجد تلك الرسائل التي يريد ان يوصلها الى الاخرين انني من اسرتي - 00:54:59ضَ

كذا وانني املك كذا وان عندي كذا وان رصيدي كذا. وان الناس الذين يحتاجون الي كذا وكذا وكذا نحو ذلك هذا كله ما يليق. انا ضعيف ولا يحتاج الي احد ولا عندي شيء ولا لي شيء ولا مني شيء - 00:55:24ضَ

انما لي الضعف ومني العجز ولي المسكنة ومن عرف ان الله عز وجل هو الملك والمالك ما يغتر ابد ايها الاحبة بما عنده. مهما اتسعت املاكه ومهما تعاظمت قدراته وذكاؤه - 00:55:41ضَ

مهاراته ابدا انا ضعيف وكل ما عندي انما هو من الله عز وجل فضل لو شاء سلبني اياه كنت كغيري من الناس الذين لا يملكون شيئا من ذلك والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه - 00:56:05ضَ