سلسلة الأسماء الحسنى – الشيخ خالد السبت (مكتملة)

شرح الأسماء الحسنى | الوهاب المعطي | الشيخ خالد السبت

خالد السبت

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00ضَ

واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته مرحبا بكم جميعا ايها الاخوة والاخوات. واسأل الله تبارك وتعالى لي ولكم علما نافعا - 00:00:19ضَ

وعملا صالحا ونية وان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته في هذه الليلة ايها الاحبة ساتحدث عن اسمين كريمين من اسماء الله تبارك وتعالى بينهما تقارب في المعنى اما الاول - 00:00:40ضَ

فهو الوهاب واما الثاني فهو المعطي وذلك كما سنعرف للارتباط الكبير بين الاسمين وكما هي العادة ايها الاحبة ان يكون هذا الحديث متضمنا لجوانب متنوعة فاول ذلك ما يتصل في معنى هذين الاسمين الكريمين - 00:01:03ضَ

ثم اذكر ثانيا ما يتعلق بالدلائل من الكتاب والسنة على ثبوتهما واما ثالثا ففي الكلام على الاقتران وذلك فيما يتعلق بسم الله الوهاب مع اسمه العزيز وما يدل عليه ذلك - 00:01:32ضَ

اما رابعا فبالاشارة الى ما يدل عليه هذان الاسمان الكريم ان في انواع الدلالة الثلاث التي نذكرها عادة واما خامسا ففي الكلام على اثارهما في الخلق والامر واما السادس والاخير ففي الكلام على ما يؤثره الايمان - 00:01:53ضَ

بهذين الاسمين الكريمين في نفس المؤمن سنبدأ بالاول وهو ما يتعلق بمعنى هذين الاسمين الكريمين وقد جرت العادة يشار الى المعنى اللغوي ثم بعد ذلك نذكر المعنى الذي يتعلق بالله تبارك وتعالى - 00:02:18ضَ

فالوهاب في اللغة وكثير الهبات والهبة كما هو معروف هي العطية الخالية عن الاعواض والاغراظ يعني من غير مقابل فاذا كثرت سمي صاحبها وهابا اصل الهبة عطية بلا عوض فاذا كثر ذلك منه فهو - 00:02:42ضَ

وهاب وهذه من ابنية المبالغة كما هو معلوم وقد ذكرت في بعض المناسبات ان المبالغة التي تذكر فيما يتصل باسماء الله تبارك وتعالى او فيما يقال في اخباره التي اخبر بها او نحو ذلك - 00:03:08ضَ

ان المقصود بذلك هو كمال الصفة. لا الخروج عن الحقيقة فان المبالغة ان كانت من قبيل الخروج عن الحقيقة فذلك لا يصح وهو مذموم وانما يقع ذلك في كلام الناس - 00:03:27ضَ

اذا تزيدوا فيه فصارت المبالغة على نوعين المبالغة التي ترد في القرآن وفي كلام الله تبارك وتعالى يراد بها الكمال والتمام في الاتصاف الله تبارك وتعالى كل ما اعطانا ولك ان تقول ايضا ان كل ما في يدك - 00:03:43ضَ

فهو موهوب كل ما حصل لك من المطالب بانواعها المختلفة كما سيأتي فهو موهوب والوهوب هو كثير الهبات كما يقال في الوهاب اذا الهبة هي الاعطاء. تفضلا وابتداء من غير سابق - 00:04:07ضَ

استحقاق لان ذلك يكون من قبيل الاجرة ولا مكافأة لان ذلك يكون على سبيل المقابلة يكافئه على هدية على عطية على هبة او نحو ذلك يقابل احسانه احسان لكن الهبة الحقيقية هي التي لا ترتبط بهذا - 00:04:28ضَ

وهكذا حينما نتحدث عن معنى المعطي. فان العطاء يقال للنوال العطية اسم لما يعطى تقول هذا رجل معطاء يعني كثير العطاء كثير البذل اما المعنى في حق الله تبارك وتعالى فان الله هو الوهاب - 00:04:52ضَ

الذي يكثر العطاء بلا عوظ ويهب ما يشاء لمن يشاء الى غرض ويعطي الى غرض يعود اليه من المخلوق الله غني عن خلقه اجمعين. هذا هو المراد والا فان الله تبارك وتعالى لا يفعل الا لحكمة - 00:05:17ضَ

فهو تبارك وتعالى يعطي العطايا بلا سؤال ويصبغ النعم الظاهرة والباطنة على عباده في الانفس وغيرها نعم وعطاء وجود وهبات ومنح تدل على انه المتوحد المتفرد بهذا الاسم الكريم الوهاب - 00:05:38ضَ

لله ملك السماوات والارض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور او يزوجهم ذكرانا واناثا ويجعل من يشاء عقيما تزوجهم ذكرانا واناثا. يعني انه يعطي الرجل - 00:06:02ضَ

النوعين من الولد الذكور والاناث فكل ذلك يدل على كمال قدرته وتفرده جل جلاله وتقدست اسماؤه لهذا ختم هذه الاية بقوله انه عليم قدير يهبوا في هذه الحياة الدنيا ما يشاء لمن يشاء - 00:06:22ضَ

ابتلاء لخلقه يقلبهم في ذلك يبتليهم بالسراء والضراء بالنعمة والمكروه ويهب العطاء في الاخرة ثوابا وجزاء ورحمة وتفضلا منه تبارك وتعالى هذا العطاء الذي في الدنيا علقه تبارك وتعالى بمشيئته وابتلائه للناس على وفق حكمته تبارك وتعالى - 00:06:46ضَ

لتتوجه الهمم اليه رغبة ورهبة ترجوه وتخافه وتأمله يتحقق للعبد الافتقار كما سيأتي وهذا العطاء الذي يكون في الدنيا فانه لا يقف عند صورة من الصور وانما يتنوع ويكثر كما سنعرف - 00:07:17ضَ

والمقصود بذلك ان يكون العبد راغبا راهبا. فالله تبارك وتعالى يعطي ايضا في الاخرة الجنة والنعيم الابدي السرمدي وما في ذلك من انواع الملاذ المتنوعة ويعطي العبد ما يتمنى وفوق ما يتمنى لهم ما يشاؤون فيها - 00:07:44ضَ

ولدينا مزيد وذلك تفضلا منه تبارك وتعالى وكرما وكل ذلك من مقتضيات اسمه الوهاب والمعطي الخلق ايها الاحبة اذا وهبوا فانهم اذا غضبوا قطعوا هذه الهبات وقد قال احد الوزراء لاحد الصالحين - 00:08:11ضَ

طلب منه ان يذكر حاجته وما يحصل به كفايته في العام ليجريه عليه فقال انا في دراية من اذا غضب علي لم يقطع لي درايته عني اما المخلوق فاذا تغير عليك اذا غضب عليك فانه سرعان ما يقطع هذا العطاء - 00:08:37ضَ

ولا يمكن ان يتصور ايها الاحبة العطاء والهبات الحقيقية الا من الله تبارك وتعالى كل واهب في هذه الدنيا ايها الاحبة له في هبته غرض هذا الغرض قد يكون دنيويا وقد يكون اخرويا. قد يكون هذا الغرض مما يطلبه منك من المعطى - 00:09:01ضَ

وقد يطلبه من غيرك من الناس وقد يطلبه من الله تبارك وتعالى. انسان قد يعطي يريد في الدنيا مقابل هذه العطايا ولذلك قالوا بان الهدية هي هبة يقصد بها التقرب الى المعطى. والتودد اليه - 00:09:25ضَ

وكذلك ايضا هذا العطاء الذي يعطيه هذا الانسان لغيره قد يطلب به نفعا يعود عليه من محمدة وثناء الخلق ونحو ذلك. وقد يطلب بذلك امورا يتوصل بهذا العطاء اليها في الدنيا وقد يكون مطلوبه اخرويا - 00:09:46ضَ

يريد ما عند الله تبارك وتعالى في الاخرة. وقد يريد ما عند الله في الدنيا من دفع الضر ورفع البأس والشدة والعلة والمرض ونحو ذلك بالاحسان والصدقة وما يحصل به نفع الاخرين - 00:10:10ضَ

اذا المخلوق كما قال شيخ الاسلام رحمه الله لا يعطي شيئا الا لشيء اما من المخلوق واما من الخالق. هو ينتظر العائدة. لانه فقير بالذات هو فقير واما الله تبارك وتعالى فانه يعطي تفضلا وهو غني عن خلقه اجمعين - 00:10:27ضَ

ومن هنا فان المعطي الحقيقي والوهاب حقيقة هو الله جل جلاله لا سيما اذا روعي مع ذلك امر اخر وهو ان الله هو المالك الحقيقي واما ما في ايدي الناس فهم مستخلفون فيه - 00:10:49ضَ

والله تبارك وتعالى قد امرهم بالبذل والعطاء والاحسان والصدقة وابتلاهم بما في ايديهم واختبرهم وهو ناظر اليهم كيف يعملون هذا كله ايها الاحبة يدلنا على هذا المعنى ان الهبات الحقيقية هي التي تكون من الله - 00:11:06ضَ

بخلاف ذلك العطاء المستعاض الذي يبذله مخلوق لمثله الله تبارك وتعالى هو الوهاب وهو المعطي الذي قد شمل جميع الكائنات في العالم العلوي والعالم السفلي بهباته وعطاياه وكرمه ومنحه وافضاله واحسانه فهو مولي الجميل. ودائم الاحسان وواسع المواهب - 00:11:28ضَ

وما بكم من نعمة فمن الله وهذه نكرة في سياق النفي لا يوجد نعمة الا هي من الله تبارك وتعالى ولهذا نجد العلماء ايها الاحبة لا يقيدون هذه الاسماء في دلالتها ومضامينها ومقتضياتها بمعنى - 00:11:57ضَ

محدد وانما يطلقون في المعنى وذلك لتنوع الهبات وكثرتها فهي تقع على ما لا يمكن للمخلوقين ان يحصروه او ان يحصوه لكثرة الخلق وتنوع الهبات والعطايا التي يتقلب فيها اهل السماوات والارض - 00:12:20ضَ

وهي لا تنفك عنهم طرفة عين ولا غنى بهم عنها في حال من الاحوال. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان يمين الله ملأى لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار. ارأيتم ما انفق منذ خلق السماوات - 00:12:43ضَ

والارض فانه لم يغض ما بيده وفي لفظ ما بيمينه تبارك وتعالى كبير المفسرين ابو جعفر بن جرير رحمه الله حينما تكلم على قوله تبارك وتعالى ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا - 00:13:04ضَ

وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب فسره بالمعطي الذي اعطى عباده التوفيق. لاحظوا والسداد للثبات على الدين اعطاهم تصديق الكتاب تصديق الرسل عليهم الصلاة والسلام. الايمان وكذلك عمم المعنى الوهاب لما تشاء لمن تشاء بيدك خزائن كل شيء - 00:13:23ضَ

تفتح من ذلك ما اردت لمن اردت. لاحظوا سعة المعنى وابتدأ بهذه بهذا النوع من الهبات والعطايا الذي ساشير اليه بعد قليل وهكذا ما يذكره اهل العلم غيره كالخطاب رحمه الله - 00:13:50ضَ

فقد فسره بالذي يجود بالعطاء عن ظهر يد من غير استثابة من غير عوظ الى ان يقول فكل من وهب شيئا من عرض الدنيا لصاحبه فهو واهب ولا يستحق ان يسمى وهابا الا من تصرفت مواهبه - 00:14:09ضَ

في انواع العطايا فكثرت نوائله ودامت. يقول والمخلوقون انما يملكون ان يهبوا مالا او نوالا في حال دون حال. يعني اذا كان عندهم غنى وفضل مال ونحو ذلك ولا يملكون ان يهبوا شفاء لسقيم - 00:14:26ضَ

هؤلاء الذين يملكون الاموال الطائلة والثروات الكبيرة يمرض الواحد منهم او يمرض احد من ولده او اهله ثم بعد ذلك لو عرض عليه ان يبذل ما يملك في سبيل شفائه لفعل. ولكنه لا يستطيع ان يشفيه - 00:14:47ضَ

لا يستطيع ان يمنحه الشفاء اعظم الناس ملكا وقدرة في التصرف لا يستطيع ان يرفع عن نفسه ولا عن غيره علة من العلل ولو كانت يسيرة انما الذي يملك الشفاء هو الله تبارك وتعالى - 00:15:07ضَ

امهر الاطباء لا يستطيع ان يرفع عنك الضر. بل ربما وقع وهو يجري العملية يقع قد يصاب بجلطة وهو يجري العملية لغيره قد يصاب بسكتة الاطباء يعتلون ويمرضون ويموتون ويعجزون - 00:15:26ضَ

اما الله تبارك وتعالى وهو القادر على ان يهبك العافية بكى كل ما تحتاج اليه. من الذي يستطيع ان يهب الانسان الولد لا احد يملك ذلك الا الله تبارك وتعالى. من الذي يستطيع ان يهدي القلوب وان يدخل الايمان فيها - 00:15:47ضَ

انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء النبي صلى الله عليه وسلم لم يستطع ان يهدي عمه ابا طالب وابراهيم صلى الله عليه وسلم لم يستطع ان يهدي اباه. ونوح عليه الصلاة والسلام لم يستطع ان يهدي ابنه - 00:16:09ضَ

هؤلاء اقرب الناس اليهم فمع مكانة هؤلاء الانبياء عند الله تبارك وتعالى الا انهم لا يملكون الهداية هداية التوفيق. فذلك بيد الله مهما كانت الاساليب التي يملكها الانسان في الاقناع والقدرة على التأثير فانه لا يستطيع ان يهدي تلك القلوب - 00:16:27ضَ

الضالة الا من خلقها ما الذي يستطيع ان يجمع الناس من حال الفرقة والشتات الى حالي التأليف بين القلوب والف بين قلوبهم لو انفقت ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم - 00:16:51ضَ

فهذا مما يختص به تبارك وتعالى دون من سواه الله تبارك وتعالى ايها الاحبة هو الذي يملك وحده ان يرفع ما بالامة من البلاء والضر الذي قد عظم وتطاير فشرره - 00:17:13ضَ

ومواهبه تبارك وتعالى لا تحصى ولا تعد اما المخلوق الضعيف فهو اعجز عن ان ينفع نفسه فضلا عن ان ينفع غيره ولهذا قال الله تبارك وتعالى ولا تقتلوا اولادكم من املاق من فقر واقع - 00:17:31ضَ

نحن نرزقكم واياهم ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق. فقر المتوقع بسبب كثرة الاولاد. نحن نرزقهم واياكم فالله تبارك وتعالى هو الذي يملك الارزاق والاقوات والعطايا والهبات ولا يملك ذلك احد سواه - 00:17:51ضَ

يقول الحافظ ابن القيم وكذلك الوهاب من اسمائه. فانظر مواهبه مدى الازمان اهل السماوات العلى والارض عن تلك المواهب ليس ينفكان لا ينفكون عنها طرفة عين ولو رفع الله تبارك وتعالى ذلك عنا لحظة لهلك. الخلق اجمعين - 00:18:13ضَ

ومن ثم فان الله تبارك وتعالى لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع فهو واسع الهبات والعطايا ليس لعطائه حد ولقيت يعطي في الدنيا الخلائق المؤمن والكافر البر والفاجر وفي الاخرة يكون عطاؤه لاهل الايمان - 00:18:34ضَ

كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا ولما سأل ابراهيم صلى الله عليه وسلم الامامة لولده حينما قال الله عز وجل له اني جاعلك للناس اماما - 00:19:02ضَ

اخذته الشفقة على ولده كما يقول المفسرون فقال ومن ذريتي يعني اجعل ائمة والامام المقصود به هنا ليس الملك والرئاسة الدنيوية وانما المقصود به ان يكون ممن يقتدى به في الخير ويتبع - 00:19:20ضَ

قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين. اينال عهدي بالامامة لا ينال عهده الذي هو الامامة لا ينال الظالمين فتأدب ابراهيم صلى الله عليه وسلم في المسألة الثانية. لما سأل - 00:19:40ضَ

لمكة اجعل هذا بلدا امنا وارزق اهله من الثمرات قيده. قال من امن منهم بالله واليوم الاخر فبين الله عز وجل له ان هذه ليست كتلك. ليست كالامامة قال ومن كفر فامتعه قليلا. ثم اضطره الى عذاب النار وبئس المصير - 00:19:58ضَ

عطاياه تبارك وتعالى في هذه الدنيا للجميع. انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض. وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا هذه العطايا ايها الاحبة هذه الهبات على تنوعها وكثرتها فان اعظمها عطية الايمان هبة الهداية - 00:20:22ضَ

فذلك لا يمكن ان يعادله عطية فمن تفضل الله تبارك وتعالى عليه بذلك فقد اعطي اعظم الخير واعظم الهبات والعطايا والمنح وذلك فضل من الله تبارك وتعالى عليه هو مانع معطي فهذا فضله والمنع عين العدل للمنان هذا كلام الحافظ ابن القيم في اسمه تبارك وتعالى المعطي - 00:20:46ضَ

يعطي برحمته من يشاء بحكمة والله ذو السلطان وفي قوله صلى الله عليه وسلم اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت يذكر الحافظ ابن القيم رحمه الله انه لما كان المقصود بذلك هو بيان تفرد الرب تبارك وتعالى بالعطاء - 00:21:19ضَ

والمنع يقول هنا لم يذكر المعطى وانما ذكر هذا التفرد لا مانع لما اعطيت. ما قال ما اعطيت المخلوقين ولا معطي يعني لاحد من الناس للمعطين لما منعت فكان المقصود بيان التفرد فالمنع اليه وحده والعطاء اليه وحده فهو المنفرد بذلك لا يشركه في - 00:21:41ضَ

في ذلك احد سواه فهو الذي اعطى كل شيء خلقه هذه الصور التي اعطانا الله تبارك وتعالى اياها. هي من الله هذه الارزاق المدرار انما هي من الله تبارك وتعالى - 00:22:10ضَ

قال ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى واما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ هذا العطاء يكون عاما ويكون خاصا منه ما يختص بالانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام ومنه ما يكون لاهل الايمان ومن - 00:22:28ضَ

ما يكون للخلائق جميعا كل ذلك من الله جل جلاله وتقدست اسماؤه من هذا العطاء الخاص فيما ذكر ابن القيم رحمه الله استجابة الدعاء تحقيق المطالب سليمان عليه الصلاة والسلام قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي. انك انت الوهاب - 00:22:56ضَ

قال الله تبارك وتعالى معقبا على ذلك بالفاء التي تدل على ترتيب ما بعدها على ما قبلها. فسخرنا له الريح تجري بامره رخاء حيث اصاب والشياطين كل بناء وغواص واخرين مقرنين في الاصفاد. هذا عطاؤنا - 00:23:20ضَ

فمن او امسك بغير حساب فهؤلاء الذين صاروا بين يديه من الشياطين مقرنين في الاصفاد يتصرف فيهم كما يشاء فهذا من عطاء الله تبارك وتعالى لمن شاء من خلقه واوليائه وقال عن عطاءه للمؤمنين جزاء من ربك عطاء - 00:23:40ضَ

حسابا الله تبارك وتعالى يعطي لحكمة ويمنع لحكمة وكل ذلك لعدله تبارك وتعالى وفضله فاذا اعطى فتفضل. منه جل جلاله واذا منع فذلك لعدله. وكل ذلك مبناه على حكمته جل جلاله وتقدست اسماؤه. هذا ما يتعلق - 00:24:06ضَ

معنى هذين الاسمين في حق الله تبارك وتعالى. اما ثانيا فيما يتصل بالادلة على ثبوت هذين الاسمين. اما الوهاب فهو ثابت بالاجماع. وقد دل على ذلك صراحة القرآن في ثلاثة مواضع. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوها - 00:24:36ضَ

قهاب فجاء الاسم هكذا باطلاق ومعرفا بال فهذا تنطبق عليه الشروط والضوابط التي ذكرنا كلام اهل العلم فيها في اول هذه المجالس وهكذا في قوله ام عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب - 00:25:04ضَ

وهذا كذلك والموضع الثالث قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي انك انت الوهاب هذه ثلاثة مواضع صريحة تدل على هذا الاسم الكريم. اما ورود ذلك او الصفة بصيغة الفعل فهذا كثير - 00:25:22ضَ

فقد قال الله تبارك وتعالى فيما اخبر عنه من قيل ابراهيم صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي وهب لي على الكبر اسماعيل واسحاق وهب لي وهكذا في قوله ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق - 00:25:40ضَ

علي يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور والذين يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين اما المعطي فلم يرد بصيغة الاطلاق في كتاب الله تبارك وتعالى. لكن جاء بصيغة المصدر - 00:25:58ضَ

كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك. وما كان عطاء ربك محظورا وهكذا ايضا بصيغة الفعل ولسوف يعطيك ربك فترضى انا اعطيناك الكوثر. وقد ذكرنا في مقدمات الاسماء الحسنى ان من اهل العلم من لا يثبت الاسماء - 00:26:19ضَ

الا اذا جاءت على سبيل الاطلاق. يعني ما جاء بصيغة الفعل فان ذلك يكون من قبيل الصفة ولو بقينا مع هذه الدلائل لاسم الله المعطي لربما لم نرده هنا ولكنه جاء - 00:26:42ضَ

في صحيح البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان عفريتا من الجن تفلت علي البارحة ليقطع علي الصلاة. فامكنني الله منه فاردت ان اربطه الى سارية من سواري - 00:26:59ضَ

مسجد حتى تصبحوا وتنظروا اليه كلكم فذكرت قول اخي سليمان رب هب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي هذا فيما يتعلق الوهاب جاء بالسنة بهذه الصيغة حيث ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الاية التي ذكر فيها بصيغة الفعل لكن المعطي ثبت - 00:27:14ضَ

عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح من حديث معاوية رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. والله المعطي - 00:27:37ضَ

وانا القاسم ولا تزال هذه الامة ظاهرة على من خالفهم حتى يأتي امر الله وهم ظاهرون. والله المعطي. هذا هو الشاهد فجاء به بهذه الصيغة التي تثبت بها الاسماء وهي صيغة متفق عليها فيما اعلم - 00:27:52ضَ

مع ان جمعا من اهل العلم لم يثبت هذا الاسم وانما اثبته طائفة منهم ممن اثبت هذا الاسم ابن حزم اعني المعطي الحافظ ابن القيم وقبله ابن منده والحليمي والبيهقي ومن المعاصرين الشيخ عبدالرحمن السعدي - 00:28:11ضَ

الشيخ محمد الصالح العثيمين وذكره الشيخ محمد ابن سعيد ابن وهف القحطاني في كتابه شرح اسماء الله الحسنى وقد ذكر في مقدمته انه قرأ هذه نفس الاسماء ليس الشرح على سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله - 00:28:33ضَ

الاصل ان ما يوجد من هذه الاسماء في هذا الكتاب ان ذلك مما اقره سماحة الشيخ رحم الله الجميع وبعض اهل العلم يذكره مع المانع يعني المانع والمعطي ولست اتحدث - 00:28:55ضَ

عن المانع في هذا المجلس لكن ممن اثبت ذلك في جملة اسماء الله تبارك وتعالى الخطابي وابن منده الحليمي وقوام السنة الاصبهاني وكذلك البيهقي والحافظ ابن القيم ومن المعاصرين الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي رحمه الله. لكني لم اجد دليلا يدل عليه بتلك الصيغة - 00:29:12ضَ

صيغة الاطلاق من غير قيد ومن غير ان يكون ذلك بصيغة الفعل ثالثا في بيان وجه الاقتران بين اسم الله تبارك وتعالى الوهاب مع اسمه العزيز وذلك في موضع واحد في كتاب - 00:29:36ضَ

الله جل جلاله وهو قوله ام عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب العزيز مضى الكلام عليه والوهاب عرفنا معناه ويحصل من اجتماع هذين الاسمين صفة كمال ثالثة وكونه تبارك وتعالى العزيز الوهاب هذا يقتضي - 00:29:55ضَ

ان له التصرف المطلق الذي لا ينازعه فيه منازع ولا يغالبه فيه مغالب ولا يشاركه فيه مشارك في العطاء والهبات سواء كان ذلك فيما يتعلق بالهدايات او ما يتعلق بغيرها من العطايا والمنح والهبات الدنيوية وما يتصل ايضا بالهبات الاخروية - 00:30:19ضَ

عزيز لا يمانع ولا يغالب. فالله تبارك وتعالى يعطي ما شاء لمن شاء من غير ممانع ولا منازع وعزته تتضمن الانعام على هؤلاء المخاليق والتفضل عليهم فكل ذلك صادر عن عزة وقدرة - 00:30:46ضَ

فان الضعيف والعاجز لا يمكن ان يهب ويعطي ويمنح اما رابعا ففي ذكر ما يدل عليه هذان الاسمان بانواع الدلالة الثلاث التي نذكرها في هذه المجالس الوهاب يدل بدلالة المطابقة وهي دلالة اللفظ على تمام معناه على ذات الله تبارك وتعالى وعلى الصفة التي تضمنها وهي صفة - 00:31:08ضَ

الوهب ويدل بالتضمن على احدهما فقد يدل على الذات او يدل على الصفة. ويدل باللزوم على ما لا تتأتى هذه الصفة وهي الوهب الا به. من الحياة والقيومية القائم على خلقه باعمالهم - 00:31:36ضَ

مجالهم وارزاقهم وما الى ذلك هذا يتصل باسم الوهاب كذلك ايضا السيادة فالسيد يرتبط بهذا الوصف وهو الوهب وكذلك الصمدية. لان الصمد من معانيه هو الذي تصمد اليه الخلائق في حاجاتها وفقرها - 00:31:58ضَ

وشؤونها كلها وكذلك السمع والبصر والعلم فهو يسمع سؤال السائلين ويبصر احوالهم وفقرهم وعجزهم ومسكنتهم وكذلك القدرة والغنى والعزة كما سبق والملك والعظمة والحكمة كل ذلك من لوازم هذا الاسم الكريم - 00:32:26ضَ

الوهاب وهذه الصفة الوهب هي من الصفات الفعلية وهكذا يقال فيما يتعلق باسمه تبارك وتعالى المعطي فانه يدل بالمطابقة على الذات وعلى هذه الصفة التي هي العطاء ويدل بالتضمن على احدهما ويدل باللزوم - 00:32:57ضَ

على الحياة والقيومية والصمدية والسيادة والغنى والقدرة والعزة وما الى ذلك من الصفات التي لا يمكن ان يتحقق هذا الوصف الذي هو العطاء تحققها خامسا في ذكر اثار هذا الاسم في الخلق - 00:33:26ضَ

والامر اثار هذه الاسماء الوهاب والمعطي وحينما نقول في الخلق والامر يعني اثر هذه الاسماء في خلقه تبارك وتعالى فيما يوجد نشاهد او فيما يغيب عنا وكذلك ايضا في الامر في التشريع - 00:33:50ضَ

فالنبوة والكتاب كل ذلك من هباته تبارك وتعالى يتفضل بها ويختص لذلك من شاء من خلقه ولهذا معلوم عند اهل السنة والجماعة ان النبوة اصطفاء واجتباء ليست بكسب يتوصل اليه المخلوق - 00:34:13ضَ

في جهده وبذله وسعيه وذكائه وهمته وعمله ومزاولاته انما هو اجتباء واصطفاء من الله تبارك وتعالى الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس ان الله اصطفى ادم ونوحا وال ابراهيم وال عمران - 00:34:40ضَ

على العالمين ولذلك جهل هؤلاء الكفار حينما قالوا انزل عليه الذكر من بيننا رد الله عز وجل عليهم بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب ام عندهم خزائن رحمة ربك - 00:35:06ضَ

العزيز الوهاب هل هم يملكون هذه الخزائن يمنعون فضل الله تبارك وتعالى عن احد من خلقه قد قال الله تبارك وتعالى عن هؤلاء اليهود الذين حسدوا النبي صلى الله عليه وسلم - 00:35:26ضَ

وحسدوا الامة على ما اعطاها اعطاها الله عز وجل وحباها ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا بعد ما كان ينزل على بني اسرائيل صار في هذه الامة هذي نعمة عظيمة من الله تبارك وتعالى. فالله عز وجل يقول ام يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله - 00:35:46ضَ

فقد اتينا ال إبراهيم الكتاب والحكمة وهذا فسر بابراهيم صلى الله عليه واله وسلم وفسر ايضا بالانبياء الذين من ذريته فقد اعطاهم الله عز وجل الكتاب والحكمة التي فسرت النبوة. قال واتيناهم ملكا - 00:36:10ضَ

عظيمة وقال موسى صلى الله عليه وسلم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين وقال الله تعالى وهبنا له من رحمتنا اخاه هارون نبيا الملك والسلطان كل ذلك هبة من الله تبارك وتعالى - 00:36:36ضَ

والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم لما اعترض اولئك الذين سألوا نبيا من انبيائهم من بني اسرائيل ان يبعث لهم ملكا يقاتلون معه فلما بعث لهم واصطفى للملك رجلا منهم لم يكن - 00:36:59ضَ

كثير المال ان الله قد بعث لكم طالوت ملكا. قالوا انى يكون له الملك علينا ونحن احق بالملك منه ولم يؤتى سعة من المال فذكر لهم هذا الجواب وهو ان الله تبارك وتعالى اصطفاه - 00:37:21ضَ

عليهم قال والله يؤتي ملكه من يشاء ام لهم نصيب من الملك فاذا لا يؤتون الناس نقيرا من ثم دعا سليمان عليه الصلاة والسلام ربه قال رب اغفر لي وهب لي ملكا - 00:37:43ضَ

لا ينبغي لاحد من بعدي انك انت الوهاب قال فسخرنا له الريح تجري بامره رخاء حيث اصاب الايات هذا من اعظم هباته تبارك وتعالى الذرية ايها الاحبة هبة من الله تبارك وتعالى - 00:38:05ضَ

قد يحرم بعض الخلق من هذه الذرية والله تبارك وتعالى اخبر عن نفسه كما سبق بقوله لله ملك السماوات والارض يخلق ما يشاء. يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور او يزوجهم ذكرانا واناثا. ويجعل من يشاء عقيما. انه عليم قدير - 00:38:31ضَ

يفعل ذلك عن علم لا يغيب عنه احد من خلقه وهو قدير قدير على ان يهب لهذا العقيم الولد وقدير على ان يهب هذا الذي رزق بالبنات ان يهب له الابناء - 00:39:01ضَ

فلا يعجزه شيء وقد وهب بعض انبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام الذرية بعد كبر السن وهن العظم ابراهيم صلى الله عليه وسلم قال فيما قص الله من خبره الحمدلله الذي وهب لي على الكبر اسماعيل واسحاق - 00:39:22ضَ

ان ربي لسميع الدعاء من انبياء الله تبارك وتعالى زكريا صلى الله عليه وسلم فقد وهبه الله عز وجل الولد على كبر في السن وعقم من امرأته فدعا ربه رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء. فاستجاب الله دعاءه فاستجبنا له - 00:39:45ضَ

ووهبنا له يحيى واصلحنا له زوجه قال بعض المفسرين اصلحنا له زوجة وهي صارت صالحة الولادة بعد ان كان ذلك ممتنعا عليها لعقمها وتقدمي سنها فالله على كل شيء قدير - 00:40:12ضَ

من هباته تبارك وتعالى ما تكفل به من الارزاق بانواعها ويوصل هذه الارزاق لهؤلاء المخلوقين حتى من عجز منهم عن ان يمد يده ليتناول رزقه الواصل فان الله يوصله اليه - 00:40:36ضَ

بطريقة تحصل بها كفايته وغناؤه الاجنة في بطون الامهات من الادميين وغيرهم من الدواب المتنوعة المختلفة من الذي يوصل اليها الارزاق وهي في بطون امهاتها فهذا الذي يوصل لها الارزاق - 00:41:01ضَ

وليست تنتفع بما خلق الله عز وجل لها من الافواه هو الذي يوصل اليك الرزق بعدما اخرجك من بطن امك ولا تقلق على رزقك فالذي شق لك هذا الفم ان ما فعل ذلك من اجل ان يرزقك وقد كان يرزقك في بطن امك ولا كسب لك - 00:41:28ضَ

ولا يستطيع احد الام ولا غيرها ان يوصل اليك الغذاء وانما الذي اوصله الله هو الله تبارك وتعالى ثم بعد ما يخرج هذا الجنين يكون ذلك الثدي ضارا ولم يكن به قبل ذلك شيء - 00:41:58ضَ

فمن الذي ادر عليك مثل هذا الرزق هذا كله لله وحده لا شريك له. الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم. هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من - 00:42:20ضَ

شيء سبحانه وتعالى عما عما يشركون قل اغير الله اتخذ وليا فاطر السماوات والارض وهو يطعم ولا يطعم. قل اني امرت ان اكون اول من اسلم ولا تكونن من المشركين - 00:42:37ضَ

لاحظ هذا الارتباط بين هذه المعاني وما يتوصل به معها الى تقرير الايمان وتثبيت اليقين في النفوس وهو يطعم ولا يطعم قل من يرزقكم من السماء والارض امن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر - 00:42:56ضَ

فسيقولون الله فقل افلا تتقون الذي يفعل ذلك جميعا يجب ان يتقى واعظم ما يتقى به هو الايمان وترك الكفر والشرك يقول الله تبارك وتعالى والارض مددناها والقينا فيها رواسي - 00:43:26ضَ

وانبتنا فيها من كل شيء موزون. وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين وان من شيء الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم يقول وما بكم من نعمة - 00:43:49ضَ

فمن الله ثم اذا مسكم الضر اليه تجأرون فنحن فقراء ايها الاحبة الى ربنا وفاطرنا ومالكنا وسيدنا جل جلاله وتقدست اسماؤه امن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والارض االه مع الله - 00:44:08ضَ

قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين. هذه ايات تخاطب الوجدان وتخاطب العقل هؤلاء الذين يتشككون في وحدانية الله او في وجوده او في كمالاته توجه اليهم مثل هذه السؤالات من الذي يرزقهم؟ من الذي يدبرهم؟ من الذي يصرفهم - 00:44:33ضَ

منذ كانوا في بطون امهاتهم حتى يخرجوا يحصل لهم هذا التدريج الخلق والرزق والعطاء والوهب هذا لا يكون الا لله تبارك وتعالى. ولهذا يقول الله عز وجل في الحديث القدسي يا عبادي - 00:45:02ضَ

كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته. لا يوجد من يقول انا شبعان انا استطيع ان استغني بنفسي الذين ادركوا لربما ما قبل اربعة عقود او نحو ذلك ذلك الرجل - 00:45:23ضَ

الذي كان فاحش الثراء واجريت معه مقابلة في مجلة لبنانية معروفة وكان مما وجه اليه من السؤال هل تخشى الفقر لو طاردني الفقر بصاروخ لما ادركني الذي قالها رجل من الاغنياء - 00:45:52ضَ

ونشرت وقرأها الناس حينئذ ثم ما الذي حصل له؟ سلبه الله ذلك جميعا ومات طريدا وحيدا فقيرا معدما وجد في غرفة في فندق في اوروبا وقد ركبته الديون ومات لا يدرى هل انتحر - 00:46:20ضَ

او انه قتل وذكر اشياء معها من تعاطي المخدرات واثر المخدرات ونحو ذلك هذا الذي يقول لو طردني الفقر بصاروخ لما ادركني يا عبادي كلكم ضال الا من هديته لا تنظر الى نفسك ان عندك من الحصانة - 00:46:49ضَ

اسباب الهداية والورع والتقوى والعلم والفهم عن الله وعن رسوله صلى الله عليه واله وسلم. لا كم ظل من العلماء ذاك الذي اتاه الله الايات فانسلخ منها ضرب الله له اسوأ الامثلة في القرآن - 00:47:16ضَ

فاتبعه الشيطان فكان من الغاويين ما هو المثل الذي ضرب له خلف مثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يعني اذا طاردته ودفعته يلهث. او تتركه يلهث في كل الحالات هذي اسوأ اسوأ الصور - 00:47:39ضَ

ضربت بذلك العالم الذي انتكس وارتكس الضلالة بعدما عرف الحق فاستهدوني اهدكم. يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمت فاستطعموني. اطعمكم. يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني عكسكم - 00:48:05ضَ

الذي يملك الارزاق هو الله فهذه كلها التي نشاهدها. من اثار هذا الاسم الوهاب والمعطي هذا العطاء منه وحده وليس من احد واعظم هذه الهبات والعطايا والمنح هي تلك الهبات والعطايا - 00:48:32ضَ

المعنوية الشرائع والكتب على الرسل لهداية الخلق الى ما فيه صلاحهم وخيرهم وكمالهم وسعادتهم هذه العلوم النافعة الصحيحة التي اوحى الله عز وجل بها الى انبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام. واعظم ذلك ما اوحاه الله الى نبينا محمد صلى الله - 00:48:56ضَ

عليه وسلم هذا القرآن هذه النعمة الكبرى وكذلك ايضا ما يحصل لاهل الايمان من انواع الهدايات ولذلك في كل ركعة نقول اهدنا الصراط المستقيم نحن بحاجة الى معرفة الحق وبحاجة الى توفيق وهداية للعمل به - 00:49:27ضَ

وفي حاجة وبحاجة الى معرفة تفاضل الاعمال وفي حاجة وبحاجة الى تثبيت على العمل الى الممات هذه وغيرها ايها الاحبة من انواع الهدايات هبات من الله تبارك وتعالى نسأله في كل ركعة ان يهدينا - 00:49:53ضَ

ان يهدي قلوبنا الى الصراط المستقيم وهكذا ما يتنزل على قلوب اوليائه من السكينة ما يفتح عليهم من الالطاف ولو في اوقات الشدائد كل ذلك من هدايته وعطاياه. فهذا اشرف الهبات - 00:50:18ضَ

اعظم الهبات الهداية وما تتضمنه الهداية فذلك لا يقادر بشيء اخر وقد جاء من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه كما في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما ذكر من حديث - 00:50:46ضَ

ثم يقول يعني الله تبارك وتعالى ادخلوا الجنة فما رأيتموه فهو لكم الحديث في صحيح مسلم ادخلوا الجنة فما رأيتموه فهو لكم فيقولون ربنا اعطيتنا ما لم تعطي احدا من العالمين. فيقول لكم عندي افضل من هذا - 00:51:14ضَ

فيقولون يا ربنا اي شيء افضل من هذا فيقول رضاي فلا اسخط عليكم بعده ابدا لا يوجد قلق رضاي هذه هبات من الله تبارك وتعالى وتأملوا قوله صلى الله عليه - 00:51:43ضَ

وسلم عن قول الله تبارك وتعالى لاهل الجنة ادخلوا الجنة فما رأيتموه فهو لكم من يملك هذا لا احد يملك ذلك الا الله. لا احد يستطيع ان يدخلك الجنة ولا احد ان ولا احد يستطيع ان يعطيك منها قليلا ولا كثيرا - 00:52:05ضَ

فكيف بمثل هذا العطاء الهبات العظيمة لو ان احدا من اهل الدنيا قال لك ادخل هذا القصر فما رأيته فهو لك المكان هذا في راية الجود والبذل والاحسان والكرم ولاسرك هذا الاحسان. الحديث الاخر الذي اخرجه البخاري في صحيحه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه - 00:52:31ضَ

وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم يفرغ الله من القضاء بين العباد ويبقى رجل بين الجنة والنار وهو اخر اهل النار دخولا الجنة مقبل بوجهه قبل النار - 00:53:05ضَ

فيقول يا رب اصرف وجهي عن النار قد قشبني ريحها واحرقني ذكاؤها. فيقول هل عسيت ان فعل ذلك بك ان تسأل غير ذلك فيقول لا وعزتك يعطي الله ما يشاء من عهد وميثاق - 00:53:21ضَ

فيصرف الله وجهه عن النار. فاذا اقبل به على الجنة رأى بهجتها. سكت ما شاء الله ان يسكت ثم قال يا رب قدمني عند باب الجنة فيقول الله له اليس قد اعطيت العهود والمواثيق الا تسأل غير الذي كنت سألت - 00:53:38ضَ

فيقول يا رب لا اكون اشقى خلقك فيقول فما عسيت ان اعطيت ذلك الا تسأل غيره فيقول لا وعزتك لا اسأل غير ذلك فيعطي ربه ما شاء من عهد وميثاق - 00:53:58ضَ

سيقدمه الى باب الجنة فاذا بلغ بابها فرأى زهرتها وما فيها من النظرة والسرور فيسكت ما شاء الله ان يسكت فيقول يا رب ادخلني الجنة. فيقول الله ويحك يا ابن ادم ما اغدرك. اليس قد اعطيت العهد والميثاق الا تسأل غير الذي اعطيت - 00:54:17ضَ

لا تسأل غير الذي اعطيت فيقول يا رب لا تجعلني اشقى خلقك فيضحك الله عز وجل منه ثم يأذن له في دخول الجنة فيقول تمنى هذا اخر واحد لا تسأل عن الاولين اول زمرة. هذا اخر واحد يقال له تمنى - 00:54:41ضَ

فيتمنى حتى اذا انقطعت امنيته قال الله عز وجل تمنى كذا وكذا اقبل يذكره ربه حتى اذا انتهت به الاماني. قال الله تعالى لك ذلك ومثله معه. هذا للوهاب وليس لاحد - 00:55:06ضَ

سوى هذا اخر واحد يدخل الجنة. اقل واحد نعيما في الجنة يقال له تمنى اتمنى المعاني حينما يستشعرها المؤمن اذا سمع هذا الاسم الكريم الوهاب المعطي هذه الهبات العظيمة الجزلة - 00:55:28ضَ

وقد يقول قائل هذا الذي نشاهده مما يهب ربنا تبارك وتعالى للكفار ولاعدائه والمحادين له ولرسله واوليائه كيف اعطاهم هذه العطايا مع ما هم فيه من الكفر والضلال والانحراف يجاب عن هذا بان الله تبارك وتعالى - 00:55:51ضَ

جعل هذه الدنيا يعطي منها من شاء من عباده والله يقول من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون. اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار - 00:56:18ضَ

ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون حقيقة الدنيا ايها الاحبة قصيرة لعب له ولذلك ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون. بالقسم ما لبثوا غير ساعة ما لبثوا غير الساعة. هذا النعيم الممتد - 00:56:36ضَ

في هذه الحياة الدنيا من اولها الى اخرها يقسمون انهم ما لبثوا غير ساعة. فما قيمة هذا النعيم الذي تمتعوا به في الحياة الدنيا ونحن نعلم جميعا الحديث الذي ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم انعم اهل الدنيا - 00:57:01ضَ

من اهل النار يغمس في النار غمسة غمسة واحدة ثم يقال يا فلان هل رأيت نعيما قط؟ فيحلف كما يحلف اولئك انهم ما لبثوا غير ساعة لا والله يا رب - 00:57:23ضَ

ما رأيت نعيما قط هذا انعم انسان لك ان تتخيل انعم انسان منذ خلق الله الدنيا الى ان يرث الارض ومن عليها على اي شيء ينام ماذا يأكل ما حال مستراحه الحمام - 00:57:36ضَ

الى غير ذلك ويؤتى بابئس اهل الدنيا. ان تعج به الامراض والمشكلات والمصائب والفقر يطحنه طحنا والتشريد اهل الدنيا من اهل الجنة فيغمس في الجنة غمسة. ذاك يغمس في النار غمسة - 00:57:57ضَ

يقال هل رأيت نعيما قط؟ فيقول لا والله يا ربما رأيت نعيما قط. هذا يغمس في الجنة غمسة واحدة قال يا فلان هل رأيت بؤسا قط يقول لا والله يا رب ما رأيت بؤسا قط. الحياة الدنيا تمر بكل ما فيها من الام - 00:58:20ضَ

ولذات كأنها احلام تنقضي سريعة وما تراه من المتع واسباب العيش الرغيد الذي عند الكفار والوان التمكين الظاهر الذي حصل لهم في هذه الحياة الدنيا ذلك كاضغاث احلام والله عز وجل والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافرا شربة ماء. ما قال بعوضة جناح - 00:58:39ضَ

اذا هذه لا تساوي جناح بعوضة. لا تساوي هي اقل من جناح بعوضة بما فيها من الثروات الهائلة المعادن بما فيها من الذهب والفضة بما فيها من العقارات والزروع والدواب - 00:59:16ضَ

كل ذلك لا يساوي جناح بعوضة لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد تغتر بهذا متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد هذا متاع حقير قليل ولولا ان يكون الناس امة واحدة - 00:59:41ضَ

قيل على الكفر لئلا يفتن المؤمن فجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة اذ لا تكون بيوتهم من الاجر والطوب والحديد والسقف المستعار وما اشبه ذلك وتمسكفا من فضة ومعارج عليها يظهرون ترج - 01:00:04ضَ

من فضة وزخرفا فسر بالذهب ولبيوتهم ابوابا وسرورا عليها يتكئون وزخرفا. كله ذهب وفضة درج وسقوف وبنيان من الذهب والفضة في الدنيا لكن على احد الاقوال المشهورة في الاية بان ذلك لم يحصل رحمة بالمؤمن لان لا يفتن - 01:00:24ضَ

واليوم يفتن كثير من المسلمين ببيوت اولئك في تلك الاسقف الخشبية وتلك البنايات الخفيفة وما الى ذلك من عرض الدنيا الزائل ثم هذا العطاء الذي يكون لي الناس في الدنيا قد يكون عطاء رضا - 01:00:51ضَ

فقد يكون من قبيل الاستدراج قد يكون من قبيل الاستدراج فيكون ذلك من قبيل الاملاء كاي من قرية امليت لها وهي ظالمة ثم اخذتها والي المصير فذرني ومن يكذب بهذا الحديث. سنستدرجهم - 01:01:19ضَ

من حيث لا يعلمون. واملي لهم ان كيدي متين املي لهم يهب ويعطي يزدادون من الكفر ولا يحسبن الذين كفروا اننا ان ما نملي لهم خير لانفسهم. انما نملي لهم - 01:01:40ضَ

ليزدادوا يزداد اللام للتعليل ليزدادوا اثما ويطول لهم في المهلة والاعمار واسباب التمكين يقع منهم من المقارفات الظلم والبطش والعسف والافساد في ارجاء المعمورة ليزدادوا اثما كأي من قرية امليت لها ولها وهي ظالمة. ثم اخذتها والي المصير. فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء - 01:01:59ضَ

حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة. فاذا هم مبلسون. اين قارون اين هامان اين اولئك الذين قد مكنوا من قوم فرعون ومن قومي صالح ومن قوم هود عليهم الصلاة - 01:02:38ضَ

والسلام اين هؤلاء اين كنوزهم؟ اين عطاياهم كل ذلك هذا بالاضافة الى ان هذا العطاء الذي لا يكون برضا فهو في الواقع عذاب ولذلك اخبر عن اولاد هؤلاء ان الله تبارك وتعالى - 01:03:13ضَ

انه يعذبهم بها يعذبهم بهؤلاء الاولاد والله عز وجل نهى نبيه صلى الله عليه وسلم عن ان يمد عينيه لما متع به اصناف منها اصنافا من هؤلاء ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه - 01:03:36ضَ

ورزق ربك خيرا وابقى انظر الى حالهم الملل من كل شيء يبحثون عما يكون فيه سلوة النفوس وبهجتها عما يكون فيه سلوة النفوس وبهجتها يبحث تقليعات ارتكاب الموبقات اللجوء الى المخدرات والمسكرات - 01:03:58ضَ

هؤلاء قد لا يجدون الراحة الا بالغياب عن العالم المشهود في هذه التي يتعاطونها من انواع الموبقات يتعجبون حينما يرون المسلمين في راحة وطمأنينة ويرون المرأة المسلمة مطمئنة مرتاحة لا تقلق على رزقها ولا تقلق على مستقبلها ولا تقلق - 01:04:34ضَ

على حالها ويقولون انتم هكذا تضحكون وتسرون او انكم تفعلون ذلك لانكم تتعاطون شيئا يعني من المسكر يستغربون لما يرون المرأة المسلمة تضحك لانهم وجوههم كالحة هذي احدى الممرضات تسأل امرأة مسلمة - 01:05:02ضَ

اسقطت حملها وكانت تقدم لها مقدمات فقالت لها الحمد لله فتعجبت كيف تقولين هذا وبهذه البساطة وهذا هو الحمل الاول ومنذ سنوات لم يحصل لك الحمل ثم حينما ترى صواحباته يضحكن - 01:05:30ضَ

حينما يزورنا تقول انتم تتعاطون شيئا فقالت له قالت كيف تضحكون نحن نلجأ للمسكرات من اجل ان نسلي عن انفسنا. هذي حياتهم يطحنهم الفساد والشر والمنكر والرذيلة بجميع انواع الرذيلة - 01:05:49ضَ

مما لا يحتاج الى توصيف جميع انواع الرذيلة ملوا كل شيء ملوا كل شيء نسأل الله العافية هذا لا يغتر به. اخيرا اثار الامام بهذين الاسمين على المؤمن اول ما نذكر في هذا هو الدعاء - 01:06:12ضَ

ولله الاسماء الحسنى فادعوه ان نسأل الله تبارك وتعالى من خيري الدنيا والاخرة نلجأ اليه ننطرح بين يديه. انظروا الى دعاء الانبياء عليهم الصلاة والسلام. هنالك دعا زكريا اوروبا قال ربي هب لي من لدنك ذرية طيبة - 01:06:34ضَ

انك سميع الدعاء عظيم السمع للدعاء. ولاحظ التقييد في الذرية طيبة لا تسأل الذرية باطلاق فقد يكون ذلك سببا للشقاء والتعاسة وانما الذرية الطيبة وهكذا في قول سليمان عليه الصلاة والسلام فيما قص الله من خبره ودعائه. قال ربي اغفر لي - 01:06:58ضَ

وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي. انك انت الوهاب وموسى، صلى الله عليه وسلم، حينما تحدث عن نعمة الله، عز وجل، عليه بالنبوة فوهب لي ربي حكما وجعلني - 01:07:29ضَ

من المرسلين النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا رفع رأسه من الركوع كما في صحيح مسلم من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال ربنا لك الحمد ملء السماوات والارض وملء ما شئت من شيء بعد. اهل الثناء والمجد احق ما قال العبد وكلنا لك - 01:07:45ضَ

كعبد اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد في الحديث الاخر كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا قرب له طعام قال بسم الله فاذا فرغ من طعامه قال اللهم اطعمت - 01:08:08ضَ

واسقيت واغنيت واقنيت وهديت واجتبيت فلك الحمد على ما اعطيت وكذلك ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يعلمنا دعاء ندعو به في القنوت من صلاة الصبح. اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت. وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما اعطيت - 01:08:31ضَ

وقنا شر ما قضيت انك تقضي ولا يقضى عليك انه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت وهكذا لما كان في يوم احد عليه الصلاة والسلام وانكفأ المشركون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استووا حتى اثني على ربي. فصاروا خلفه صفوفا. فقال اللهم لك الحمد كله - 01:09:02ضَ

اللهم لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت ولا هادي لما اضللت ولا مضل لما لمن هديت ولا معطي لما منعت ولا مانع لما اعطيت ولا مقرب لما باعدت ولا مباعد لما - 01:09:28ضَ

قربت هذا كله في دعاء المسألة. فقل يا وهاب من عندك رحمة ترحمني بها يرى يا وهاب هب لي هداية تهدي بها قلبي اللهم اعطني ولا تحرمني وزدني ولا تنقصني - 01:09:43ضَ

وهكذا ايضا دعاء العبادة دعاء العبادة بانواعه مما يكون في القلب واللسان والجوارح اذا عرف العبد ان ربه هو الوهاب. فان هذا يورثه محبة الله تبارك وتعالى وتوحيد الوجهة اليه ولا يلتفت الى احد ينتظر منه - 01:10:10ضَ

الجزاء ولا يعظم محبة احد في قلبه تلك المحبة التي تزاحم محبة الله تبارك وتعالى فالله هو الذي بيده المواهب وحده العطاء والمنع كل هذه العطايا التي في يدك من مواهبه وعطائه - 01:10:36ضَ

قل من يرزقكم من السماء والارض امن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر فسيقولون الله فقل افلا تتقون فهذا كله ما ذكرته في الايات السابقة - 01:10:54ضَ

كل ذلك من الله تبارك وتعالى والله جل جلاله كما يقول الحافظ ابن القيم يتحبب الى عباده باحسانه وبره وخلق لهم ما في السماوات والارض وما في الدنيا والاخرة. ثم اهلهم وكرمهم وارسل اليهم الرسل وانزل عليهم الكتب شرع لهم الشرائع - 01:11:14ضَ

واذن لهم في مناجاته كل وقت وكتب لهم بكل حسنة يعملونها عشر حسنات الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة وكتب لهم بالسيئة سيئة واحدة فان تابوا محاها واثبت مكانها حسنة واذا بلغت ذنوب احدهم عنان السماء - 01:11:37ضَ

ثم استغفروه غفر له يقول ولو لقيه بقراب الارض خطايا ثم لقيه بالتوحيد لا يشرك به شيئا لاتاه بقرابها مغفرة. شرع لهم التوبة الهادمة للذنوب. وفقهم فعلها ثم قبلها منهم شرع لهم الحج الذي يهدم ما قبله. وفقهم لفعله كفر عنهم سيئاتهم به. كذلك ما شرعه لهم من - 01:11:57ضَ

الطاعات والقربات هو الذي امرهم بها. وخلقها لهم واعطاهم اياها ورتب عليها الجزاء فمنه السبب ومنه جزاء ومنه التوفيق ومنه العطاء اولا واخرا. وهم محل الاحسان اعطى عبده المال وقال تقرب بهذا الي اقبله منك. فالعبد له والمال له والثواب منه فهو المعطي اولا واخرا - 01:12:21ضَ

فكيف لا يحب من هذا شأنه؟ كيف لا يستحي العبد ان يصرف شيئا من محبته الى غيره؟ ومن اولى بالحمد والثناء والمحبة منه؟ ومن اولى بالكرم وجود الاحسان منه كيف - 01:12:49ضَ

يحب الانسان احدا من المخلوقين محبة تزاحم محبة الله. سواء كان ذلك امرأة يعشقها او يحب غير ذلك من الناس لسبب من الاسباب الامر الثاني مما يؤثره وهو شكر الله تبارك - 01:13:04ضَ

وتعالى على هذه الهبات والمنح والعطايا الدينية والدنيوية فتسخر في محابه فهذا من الشكر ويلهج اللسان بذكره وشكره ويقوم ذلك ايضا في القلب الحافظ ابن كثير رحمه الله تكلم على قوله تعالى - 01:13:25ضَ

قل اللهم مالك الملك الاية وذكر ان في هذه الاية تنبيه تنبيها وارشادا الى شكر الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم وهذه الامة لان الله تعالى حول النبوة من بني اسرائيل الى النبي العربي القرشي - 01:13:48ضَ

الامي المكي خاتم الانبياء على الاطلاق ورسول الله الى الثقلين الانس والجن وخصه بالخصائص التي لم يعطها لنبي من الانبياء ولا لرسول من الرسل في العلم بالله وشريعته واطلاعه على غيوب ماضية ومستقبلة الى - 01:14:10ضَ

ذلك مما خصه الله تبارك وتعالى به هذا كله يحتاج الى يحتاج الى شكر امر ثالث وهو ان يجود العبد فيما اعطاه الله تبارك وتعالى كل بحسبه. ان اعطاه علما بذله. وان اعطاه مالا - 01:14:29ضَ

بذل لاخوانه المحاويج وهكذا في من اعطاه رأيا او عقلا او جاها او غير ذلك يكون العبد متصفا بالبذل والجود والوهب والعطاء والسخاء والكرم الله تبارك وتعالى يقول وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه - 01:14:51ضَ

هذا بيدنا ابتلاء وامتحانا ينبغي على العبد ان يمنح وان يعطي والا يبخل على نفسه وكذلك ايضا في هذا الحين وهذه الحال لا يخشى الفقر لانه يعلم ان الواهب هو الله وان المعطي هو الله. والنبي صلى الله عليه وسلم كان اجود الناس بالخير وكان اجود ما يكون في شهر رمضان - 01:15:23ضَ

كان اجود بالخير من الريح المرسلة ولما سأله رجل اعطاه غنما بين جبلين فرجع الرجل الى قومه وقال يا قوم اسلموا فوالله ان محمدا ليعطي عطاء من لا يخاف الفاقة - 01:15:55ضَ

كان الرجل يأتي للنبي صلى الله عليه وسلم لا يريد الا الدنيا فما يمسي حتى يكون الله احب اليه او اعز عليه من الدنيا بما فيها. وقال صلى الله عليه وسلم - 01:16:14ضَ

الايدي ثلاثة، فيد الله العليا ويد المعطي التي تليها، ويد السائل السفلى فاعط الفضل ولا تعجز عن نفسك امر الرابع وهو المحافظة على هذه النعم عدم التبذير والتضييع في الاتلاف والاسراف - 01:16:24ضَ

واعظم هذه النعم التي ينبغي ان نحافظ عليها الهداية. تمسك بها واحرص عليها واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه. ولا تعدو عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا. ولا تطع من - 01:16:46ضَ

قفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا. لا تطع هذا الذي يوسوس لك ممن يجالسك او يكتب في مدونته او لربما يكتب في حسابه او غير ذلك. وهكذا ايضا - 01:17:01ضَ

الخامس الرضا بما قسم الله ووهب اعطاك الولد ترضى بما اعطاك منعك من ذلك ترضى وكذلك ما اعطاك من مال لا تتطلع ايدي الاخرين. فالله تبارك وتعالى هو الوهاب المعطي. فاذا كان الانسان يثق بما عند الله - 01:17:16ضَ

تبارك وتعالى وان بيده الخير وانه على كل شيء قدير. فانه يرضى بما قسم الله له ولا يحسد الاخرين لان الذي اعطاهم هو الوهاب المعطي الامر السادس ان يعلق المؤمن قلبه بربه تبارك وتعالى - 01:17:36ضَ

لا تنتظر من الناس شيئا. لا تنتظر منهم نفعا استغني عن من شئت تكن نظيره واحسن الى من شئت. تكن اميرة واحتج الى من شئت تكن اسير ليكن ذلك شعارا - 01:18:00ضَ

لك الله تبارك وتعالى هو الذي يهب ما يشاء لمن يشاء فيتعفف الانسان عن سؤال الاخرين والتطلع لما في ايديهم والله وصف فقراء المهاجرين قال للفقراء الذين احصروا في في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الارض يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم - 01:18:13ضَ

تعرفهم بسيماهم. يعني مما يظهر عليهم من امارات الحاجة والمسغبة والفقر النبي صلى الله عليه وسلم قال ان يأخذ احدكم حبله فيأتي بحزمة الحطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من ان يسأل الناس - 01:18:38ضَ

اعطوه او منعوه اقطع الامل من المخلوقين واربط املك بالله عز وجل في كل شيء في شؤونك كلها الخاصة والعامة الله تبارك وتعالى هو الذي يملك خزائن السماوات والارض. لا تتطلع وتتحرى فلانا ان يهبك او ان يمنحك او ان يعطيك - 01:18:56ضَ

اين الذي بيده انما هو شيء يسير من عطاء الله جل جلاله وتقدست اسماؤه فليكن فقرنا وحاجتنا متوجهة الى مليكنا وخالقنا جل جلاله. هذا واسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما سمعنا. اجعلنا - 01:19:22ضَ

هداة مهتدين. الله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه - 01:19:38ضَ