شرح التفسير الميسر(مستمر)

شرح التفسير الميسر (103) سورة يونس ١٣-٢٧ | يوم ١٤٤٥/٧/٣ | الشيخ أ.د يوسف الشبل

يوسف الشبل

بسم الله والحمد لله واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه الى يوم الدين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا رب العالمين. ايها الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:00:01ضَ

حياكم الله. ايها الاخوة في هذا اللقاء المبارك وفي هذا اليوم يوم الاثنين الموافق للثالث من شهر رجب من عام خمسة واربعين واربع مئة والف من الهجرة. درسنا في تفسير القرآن العظيم - 00:00:20ضَ

الكتاب الذي بين ايدينا هو التفسير الميسر قرأنا في هذا التفسير وصل بنا الكلام عند سورة يونس وايضا عند الاية الثالثة عشرة وهي قول الله سبحانه وتعالى ولقد اهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا - 00:00:37ضَ

تفضل اقرأ يا شيخ بسم الله الرحمن الرحيم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين قوله تعالى ولقد اهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين - 00:00:56ضَ

ولقد اهلكنا الامم التي كذبت رسل الله من قبلكم ايها المشركون بربهم لما اشركوا وجاءتهم رسلهم من عند الله بالمعجزات الواضحات والحجج التي تبين التي تبين صدق من جاء بها - 00:01:21ضَ

فلم تكن هذه الامم التي اهلكناها لتصدق رسلها وتنقاد لها فاستحقوا الهلاك مثل ذلك الاهلاك مثل ذلك الاهلاك اجزي كل مجرم متجاوز حدود الله يعني هذه الاية هي يعني رسالة - 00:01:42ضَ

تحمل لاولئك المعاندين المصريين على الكفر والعناد من اهل مكة. الذين وقفوا في وجه الدعوة وردوها وصدوا الناس عنها هذه رسالة اليهم تهديد لهم ونذيء تهديد وانذار وتحذير لهم ان الله قد اهلك امما وقرونا ماضية - 00:02:04ضَ

عاندوا واصروا واستكبروا وظلموا ولذلك قال ولقد هنا في قوله ولقد هذه لام القسم لام موطئة للقسم والتقدير والله وقسم من الله سبحانه وتعالى وقد للتحقيق والتأكيد اي والله لقد اهلكنا - 00:02:28ضَ

امما ماضية كان منها انها كذبت رسل الله كذبت رسل الله واهلكها الله من قبل هؤلاء المشركين من اهل مكة كفروا واشركوا وردوا رسالات ربهم وجاءتهم رسلهم بالبينات والحجج الواضحة - 00:02:54ضَ

واقامت عليهم الحجج والادلة ولكنهم لم يؤمنوا وعاندوا واستكبروا والنتيجة ان الله اهلكهم وجازاهم لانهم كانوا مجرمين وكذلك كل مجرم في كل وقت ولذلك قال كذلك اي مثل هذا الجزاء الذي جازينا هؤلاء - 00:03:16ضَ

في هذا الجزاء نجازي كل من تجاوز الحد وطغى واجرم. فهذه يعني اية واضحة يعني هذه الرسالة كافية كافية في التهديد لهؤلاء معاندين انكم ان ان ان يعني ان بقيتم على عنادكم - 00:03:37ضَ

واستمرتم عليه سيصيبكم ما اصاب الامور الماظية. لا فرق وكفاركم خير من اولئكم ام لكم براءة في الزبر انتم خير من اولئك ولا عندكم براءة في كتب السابقين طيب تفضل اقرأ - 00:03:58ضَ

قوله تعالى ثم جعلناكم خلائف في الارض من بعدهم لننظر كيف تعملون اي ثم جعلناكم ايها الناس خلفا في الارض من بعد القرون المهلكة لننظر كيف تعملون خيرا ام شرا - 00:04:20ضَ

سنجازيكم بذلك حسب عملكم ثم هذي تفيد يفيد العطف مع التراخي. يعني اهلكنا الامم الماضية ثم انتم جئتم مكانهم يعني انتم جعلناكم خلائف خلفتموهم يعني اصبحتم خلفا لمن سلف خلفا في الارض وعشتم مكانهم - 00:04:39ضَ

ورأيتم اثار الدمار لهم في الارض من بعدهم جئتم بعدهم وانما اخلفكم الله لينظر كيف تعملون هل تؤمنون اذا جاءتكم الرسل وتصدقون والا تبقون على عنادكم وكفركم فيجازيكم مثل ما جاز - 00:05:02ضَ

مثل ما جاز هؤلاء الله عز وجل جعلكم خلائف لينظر يعني لمن يعمل من الخير او الشر. فيجازي كلا بعمله نعم قوله تعالى واذا تتلى عليهم اياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاء نأتي بقرآن غير هذا او بدله - 00:05:22ضَ

كل ما يكون لي ان ابدله من تلقاء نفسي نتبع الا ما يوحى اليه اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم اي واذا تتلى على المشركين ايات الله ايات الله التي انزلناها اليك ايها الرسول واضحات - 00:05:52ضَ

قال الذين لا يخافون الحساب ولا يرجون الثواب ولا يؤمنون بيوم البعث والنشور ائت بقرآن غير هذا او بدل هذا القرآن بان تجعل الحلال حراما والحرام حلالا والوعد وعيدا والوعيد وعدا - 00:06:14ضَ

وان تسقط ما فيه من عيب الهتنا وتسفيه احلامنا قل لهم ايها الرسول ان ذلك ليس الي وانما اتبع في كل ما امركم به وانهاكم عنه ما ينزله علي ربي ويأمرني به - 00:06:35ضَ

اني اخشى من الله ان خالفت امره اذاب يوم عظيم وهو يوم القيامة هذا موقف ماذا؟ موقف المشركين المعاندين من القرآن الكريم ومن النبي صلى الله عليه وسلم فهم لم يرتضوا القرآن - 00:06:57ضَ

كتاب انزل اليهم كتاب هداية ولم يرتضوا رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقبلوا النبي صلى الله عليه وسلم برسالته هذا موقفهم اذا تليت عليهم ايات القرآن الكريم قرأت على اسماعهم - 00:07:14ضَ

قالوا يا محمد قال قال الذين لا يرجون لقاءنا يعني هم لا يرجون لقاء الله يعني لا يخافون لقاء الله لا يخافون يوم القيامة ولا يرجونه ولا ولا يحسبون له اي حساب - 00:07:30ضَ

وينكرون هذا اليوم وهم لا يؤمنون. لا يؤمنون باليوم الاخر وليس عندهم معتقد ببعث الناس يوم القيامة من قبورهم هؤلاء الموصوفون بهذه بهذا الوصف المنكرون لليوم الاخر اذا قرئت عليهم ايات القرآن الكريم - 00:07:47ضَ

اعترضوا عليه وقالوا يا محمد يأتي بقرآن غير هذا لا لا يجوز لهم هذا القرآن ولا يناسبهم يأتي بقرآن غير هذا او بدله او ابدل هذه بدل الايات يعني اما ان تأتينا بقرآن غير هذا القرآن - 00:08:06ضَ

هذا القرآن لا يعجبنا ولا نرتضيه اعطنا قرآنا اخر غير هذا او على الاقل بدل الايات التي فيه في ايات يعني لا تناسبنا فبدل الايات بما يتناسب مع اهوائنا وشهواتنا - 00:08:25ضَ

لاحظ في الاية ان الاية يعني قال الله عز وجل لمحمد صلى الله عليه وسلم قل لهم ما يكون لي ان ابدلهم ان ابدله من تلقاء نفسي الان اعطوا النبي صلى الله عليه وسلم - 00:08:43ضَ

امرين قالوا اما ان تأتي بالقرآن غير هذا او تبدلها والجواب جاء على الامر الثاني التبديل لماذا لم يأتي الجواب على الاول هم يقولون اما ان تغير هذا القرآن يأتي بقرآن اخر غير هذا - 00:08:59ضَ

او على الاقل تبدل اياته فجاء الجواب ما يكن لي ان يبدله طيب لماذا لم يقل ما يكون لي ان مغيرة او ان اتي بقرآن غير هذا نقول لماذا؟ نقول لان الاتيان بقرآن اخر - 00:09:18ضَ

يسمى قرآنا يتلى عليهم هذا ليس في ليس في مقدور البشر يستحيل يعني الله عز وجل اعجز العرب ان يأتي بسورة كيف يأتي النبي بقرآن من عنده ما يستطيع وهذا من المستحيلات - 00:09:36ضَ

من الامور التي يستحيل ان يستطيع وهي في طوق البشر ما يمكن ليست في طوق البشر ولذلك لما قالوا ائت بقرآن غير هذا مارد عليهم. لانه ما يمكن. مستحيل اما التبديل التبديل ممكن - 00:09:54ضَ

التبديل قد يكون انسان يأتي على القرآن ويبدل اياته لكن الله يكشف ستره لان الله لان الله اخبر بانه حافظ لكتابه انا نحن نزلنا الذكر وانا له يحافظون فقدرته هذا التبديل ممكنة لكن الله - 00:10:11ضَ

يمنع في كتابه واما الاتيان فانها غير ممكنة مستحيلة فرق بين هذا وهذا ولذلك شوف قال الجواب قال قل ما يكون لي ان ابدله من تلقاء نفسي انا ابدله بامر من الله. واذا بدلنا اية مكان اية. فاذا جاءني وحي بتغيير اية مكان اية - 00:10:33ضَ

او نسخ اية مكان اية هذا ممكن اما ان اتي من نفسي فهذا من الامور المستحيلة لانني انا اتبع الوحي واخاف الله لو بدلت شيء مكانه شيء او غيرت اخاف ان اعرض نفسي للعذاب - 00:10:54ضَ

عذاب يوم يوم القيامة وهو عذاب وهو عذاب يوم عظيم هذا معنى الاية الاية مثل ما ذكرناها في معناها ان الله بين ان البشر لا يستطيعون ان يأتوا بقرآن ولا يأتوا بسورة ولا سورة ولا اقصى سورة - 00:11:11ضَ

لان الله تحداهم كيف يتحداهم وهم يستطيعون نعم قولوا تعالى قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا ادراكم به فقد لبست فيكم عمرا من قبله افلا تعقلون ان قل لهم ايها لو شاء الله ما تلوت هذا القرآن عليكم - 00:11:29ضَ

ولا ولا اعلمكم الله به اعلموا انه الحق من الله فانكم تعلمون انني مكثت فيكم زمنا طويلا من قبل ان يحيه الي من قبلي ان يوحيه ان يحيه الي ربي - 00:11:58ضَ

ومن قبل ان اتلوه عليكم افلا تستعملون عقولكم بالتدبر والتفكر وهذا ايضا رد اخر يقول قل لو شاء الله ما تلوت عليكم. اصلا القرآن يعني لولا ان الله اوحى به الى محمد محمد لا يعلم - 00:12:17ضَ

لا يعلم محمد ما فيها اربعين سنة بين ظهراني المشركين وهم يعرفونه ولم يخرج من مكة الا لاسفار محدودة جدا وهو جالس بين بينهم. ويعرفون مدخله ومخرجه وعاش بينهم لم يقرأ عليهم ولا اية بل هو امي - 00:12:38ضَ

لم يتعلم ولا يقرأ ولا يكتب ثم يأتيه هذا القرآن وحي من السماء هذا وحي من الله لو شاء الله ما تلاه ما تلاه النبي عليهم كيف يتلو عليهم هذه السور الطوال - 00:12:59ضَ

سورة الانعام كاملة وسورة الاعراف يعني سورة هود ويوسف صور كثيرة نزلت في مكة كيف هو يقرأ عليهم هذه السور ويخبرهم باخبار الامم الماضية ويخبرهم باخبار ما سيأتي يوم القيامة - 00:13:13ضَ

ويذكرهم بامور عظيمة كيف يأتي بهذا القرآن العظيم الجليل القدر ويتلوه عليهم ولم يأتوا عليهم قبل ذلك الوقت قبل قبل اربعين سنة او قبل ان ان يصل عمره اربعين سنة ما كان يقرأ عليهم ولا اية واحدة والان اتاهم بهذا القرآن - 00:13:32ضَ

وانا يقول ما تلوت عليكم ولا ادراكم ولا اعلمكم الله به ما علمتم عنه الا ان الله اراد ان يوصل اليكم هذه الرسالة وقد لبست فيكم عمر عمرا طويلا زمنا طويلا وانتم تعرفونني - 00:13:55ضَ

افلا تعقلون؟ اين عقولكم اين عقولكم وانتم ترون هذا مشاهدا امامكم يعني هذا رد قوي في بيان حقيقة القرآن انه من عند الله لما قالوا ائت بقرآن غير هذا او بدله - 00:14:10ضَ

نعم قوله تعالى فمن اظلم ممن اشترى على الله كذبا او كذب باياته انه لا يفلح المجرمون اي لا حدا اشد ظلما ممن اختلق على الله الكذب لو كذب باياته - 00:14:26ضَ

انه لا ينجح من كذب بانبياء الله ورسله ولا ينالون الفلاح وهذا رد ثالث يعني هذا رد ثالث يقول يعني كيف تتهمونني بان اغير في القرآن او ابدل او اتي بقرآن غيره هذا افتراء - 00:14:51ضَ

لو غيرت القرآن او استطعت ان اتي بقرآن شبيه بهذا القرآن او غيرت او بدلت الله مطلع وعالم وهذا افتراء وكذب على الله. كيف اقول ان هذا من عند هذا من عند الله وانا الذي اغير وابدل - 00:15:10ضَ

اه هذا هذا افتراء على الله كذبا ولو افتريت على الله الكذب واخترقت هذا الكذب من عندي ونسبت الى الله او يعني فهذا اشد الظلم اشد الظلم ان افتري على الله الكذب. وايضا وايضا من اشد الظلم - 00:15:28ضَ

ان ان انسان يكذب بايات الله وانتم كذبتم بايات الله فانظر للاية اكتملت على امرين هما اشد الظلم الاول الافتراء على الله كذبا ان يفتري يعني يقول هذا من عند الله وهو لم ليس من عند الله - 00:15:48ضَ

والامر الثاني ان تأتيه الايات فيكذب بها ويقول ليست من عند الله هذا كذب وهذا كذب وهذا افتراء وهذا افتراء وكل منهم لا يفلح صاحبه فليحكم عليه بانه مجرم هذا هذي من من اشد الافتراءات على الله والاجرام - 00:16:06ضَ

الله عز وجل ولا يفلح ابدا ولا ينال الفلاح هذا رد قوي اخر عليهم على اعتراضاتهم. نعم قوله تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاءنا عند الله - 00:16:29ضَ

قل اتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض سبحانه وتعالى عما يشركون اي ويعبد هؤلاء المشركون من دون الله ما لا يضرهم شيئا ولا ينفعهم في الدنيا والاخرة - 00:16:54ضَ

ويقولون انما نعبدهم ليشفعوا لنا عند الله قل لهم ايها الرسول اتخبرون الله بشيء لا يعلمه من امر هؤلاء الشفعاء في السماوات او في الارض فانه لو كان فيهما شفعاء يشفعون لكم عنده - 00:17:12ضَ

فكان اعلم منكم. الله تعالى منزه عما يفعله هؤلاء المشركون من اشراكهم في عبادته ما لا يضر ولا ينفع وهذا ايضا يعني انتقال الى موقفهم من عبادة ربهم وهم لا يعبدون الله - 00:17:33ضَ

ولا يقرون بوحدانيته فليعبدون الاصنام يعبدون الالهة. يعبد هذه المخلوقات كيف تخلق كيف تعبد ما لا يخلق؟ وكيف تعبد ما لا ينفع وكيف تعبد ما لا يسمع ولا يضر ولا يتكلم - 00:17:55ضَ

هذه اصنام الهة لا تتحدث يعبدون من دون الله ما لا يضرهم كيف ما لا يضرهم يعني لو تركوها وعبدوا الله ما ضرتهم لان ما تستطيع ان تضرهم ولا ينفعهم لانها ما تنفع - 00:18:13ضَ

ضرر عليهم لا تنفعهم واذا ويعبدونها من دون الله واذا حاججناهم وناقشناهم في عبادة الاصنام قال هذه تقربنا الى الله زلفى هذه تشفع لنا عند الله اشفع لنا عند الله - 00:18:31ضَ

هذه يتوسط لنا عند الله وتشفع لنا بان لأننا ما عند الله وان الله يعطينا لان هذه تقربنا الى الله والله ردا عليهم قل اتخبرون الله وتعلمونه بما لا يعلم - 00:18:49ضَ

يعني الله لا يعلم وانتم تخبرونه الله عالم انها انها لا تشفع وانها باطلة وانها ستكون ظررا عليكم وتحشر فتصبح عدوا لكم فكيف تقولون ان الله امرنا بذلك وان وانها تشفع يعني اتخبرون الله بما لا يعلم السماوات الله عالم - 00:19:06ضَ

اخبرونا بشيء هو لا يعلمه لا يمكن هذا. الله لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء. ولذلك قال سبحانه تنزيها له ان يصفه هؤلاء بهذه الاوصاف من الشرك - 00:19:31ضَ

وتنزيها له انه يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء ولا يعلمه سبحانه وتعالى عما يشركه هؤلاء المشركون ويعبدون معه يخلطون في عبادتهم غيره ويعبدون هؤلاء هذه الاصنام التي لا تنفع ولا تضر - 00:19:44ضَ

ففي هذه الاية ابطال عبادتي من دون الله من هذه الاصنام وابطالا لحجج هؤلاء المجرمين الذين يفترون على الله الكذب. فهذا هو الافتراء لما يقولون ان محمدا يفتري قرآن من عند الله انتم تفترون على الله العبادات التي لم يشرعها الله عز وجل - 00:20:02ضَ

نعم احسن الله اليكم قوله تعالى وما كان الناس الا امة واحدة ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون ان كان الناس على دين واحد وهو الاسلام ثم اختلفوا بعد ذلك. كفر بعضهم وثبت بعضهم على الحق - 00:20:25ضَ

ولولا كلمة ولولا كلمة سبقت من الله بامار عاصين وعدم مهاجرتهم بذنوبهم لقضي بينهم يا يهلك اهل الباطل منهم وينجي اهل الحق اي نعم يعني وما كان الناس الا امة واحدة. هذا خبر من الله - 00:20:55ضَ

ان الناس كانوا على التوحيد وعلى الفطرة وهذا هو الاصل هذا هو الاصل ان ادم وذريته كانوا على التوحيد عشرة اقوام مضت وهم على التوحيد حتى جاء قوم نوح فاشركوا بالله وهم اول قوم اشركوا بالله - 00:21:19ضَ

عبدوا من دون الله هذه هؤلاء الرجال الصالحين كان كان عندهم رجال صالحين كان عندهم رجال صالحون فلما ماتوا عظموهم انهم يزورون في قبورهم ويأتون اليهم فجاءهم الشيطان وقال يعني بدل ما تذهبون الى قبورهم صوروهم في مجالسكم - 00:21:39ضَ

ثم تذكرونهم وتدعون لهم وصوروهم في المجالس وبدأوا يذكرونهم ويترحمون عليهم ويذكرون مآثرهم ويذكرون اعمالهم الصالحة ثم ذهب جيل ثم ذهب جيل الى ان جاءت اجيال وقالوا ان اباءنا كانوا يعبدونهم - 00:22:04ضَ

وبدأوا يعبدون هؤلاء الصالحين وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوت ولا يعوق ونسران اشركوا اشركوا بالله وظهر الشرك في قوم نوح فارسل الله اليهم نوح عليه السلام - 00:22:23ضَ

ولكنهم ابوا الايمان به والتصديق وكفروا اهلكهم الله وهذا معنى قوله تعالى وما كان الناس الا امة واحدة يعني على التوحيد وعلى عبادة الله فاختلفوا لما جاءتهم الرسل اختلفوا فمنهم من امن ومنهم من كفر - 00:22:42ضَ

فمن امن سلم ونجا ومن كفر هلك مع الهالكين وهكذا امم تتلوها امم. قوم نوح ثم عاد ثم ثم ثمود قوم لوط وشعيب وغيرهم على هذا النمط وعلى هذه الطريقة - 00:23:03ضَ

تأتيهم الرسل ويختلفون في اتيان الرسل ومنهم المؤمن ومنهم الكافر هذا يبين لك الله سبحانه وتعالى ان الاصل في بني ادم التوحيد ان الاصل في التوحيد وان هؤلاء الذين استحقوا العذاب ولكن لو تأخر العذاب عنهم - 00:23:24ضَ

فان الله يمهل ولا يهمل لولا كلمة سبقت من ربك ان الله لا يعادلهم العقوبة بينهم وهلكوا ولكن الله بحكمته يعني لا لا يعادلهم العقوبة. ويمهلهم ويرسل اليهم الرسل. لعلهم يرجعون. لعلهم يتوبون - 00:23:49ضَ

نعم انا شيخ امة هنا المقصود بها الاسلام اي نعم احسنت هذي كلمة الامة هي من الالفاظ المشتركة في القرآن تأتي الامة بمعنى الجماعة وتأتي الامة بمعنى الدين وتأتي الامة بمعنى الزمن وادكر بعد امة يعني بعد زمن - 00:24:11ضَ

ان هذه امتكم امة واحدة اي دينكم ما كان الناس الا امة واحدة اي على دين واحد الناس على دين واحد وهو الاسلام الامة هنا بمعنى الدين انا وجدنا ابائنا على امة يعني على دين وعلى شريعة - 00:24:37ضَ

نعم واضح قوله تعالى ويقولون لولا انزل علي اية من ربه وقل انما الغيب لله فانتظروا اني معكم من المنتظرين يقول هؤلاء الكفرة المعاندون هل انزل على محمد علم ودليل - 00:24:57ضَ

غاية حسية من ربه نعلم بها انه على حق فيما يقول وقل لهم ايها الرسول لا يعلم الغيب احد الا الله فان شاء فعل وان شاء لم يفعل انتظروا ايها القوم قضاء الله بيننا وبينكم - 00:25:21ضَ

بتعجيل عقوبته للمبطل منا ونصرة صاحب الحق اني منتظر ذلك هذا بيال لموقف اه الكفار من اهل مكة انهم لم يرتضوا رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقبل القرآن الذي هو حجة - 00:25:42ضَ

ودليل قاطع وفي خبر ونبأ ما سبقهم علم الاولين والاخرين في هذا القرآن لم يرتدوه. لم يرتظوا هذا القرآن ومعجز ومتحد لهم كل هذا لا يريدونه يريدون ماذا؟ يريدون اية حسية مشاهدة - 00:26:02ضَ

ماذا تنفعكم الاية الحسية كما قال الله سبحانه وتعالى في اول سورة الانعام ولو نزلنا عليك لو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه حسية شاهدوها بعيونهم ولمسوا بايديهم فقالوا ان هذا الا سحر مبين - 00:26:20ضَ

وهم يحتجون ويحتجون بالايات الحسية وهم غير صادقين في دعواهم بل هم كاذبون ولو جاءتهم اية حسية ما امنوا يا قوم صالح طلبوا الاية الحسية طلبوا الناقة فكفروا وعذبوا وايضا ان الله عز وجل اعطى موسى اية حسية او ايات حسية اعطاه العصا تنقلب ثعبان - 00:26:37ضَ

واعطاه اليد تكون بيضاء كل هذه ايات معجزة حسية وما امنوا اهل مكة يعترضون على النبي صلى الله عليه وسلم يقولون قالوا وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا - 00:27:05ضَ

طيب اذا فجرت ينبوع واصبح عندكم ينبوع تؤمنون هل هذه اية تنفعكم او يكون لك بيت من زخرف او تكون لك جنة كل هذه جنة وبيت هذا قادر الله عليها - 00:27:21ضَ

حتى جاءوا وقالوا النبي صلى الله عليه وسلم اجعل لنا الصفا ذهبا لابننا هذا الجبل جبل الصفا اقلبه ذهبا الله قادر لا يعجزه شيء. يجعل مكة كلها ذهبا ليس الصفا - 00:27:34ضَ

ويجعل فيها جنات والانهار. ويجعل فيها القصور ولكن هذا ليس في مصلحتهم لان اذا جاءتهم هذه سنة الله الله انه اذا طلبوا الاية حسية ثم كفروا بها عوقبوا مباشرة هذه سنة الله ان كل من طلب الاية الحسية - 00:27:48ضَ

ولم يؤمن بها فانه على خطر عظيم بان تنزل عليه العقوبة هؤلاء يعترضون يقول لولا انزل عليه اية من ربه. نحن ما نرضى بالقرآن نريد حسي فقل انما الغيب لله. الله هو الذي ينزل. ليس ليس انا - 00:28:08ضَ

قل انما الغيب لله. فانتظروا اني معكم من المنتظرين هذا غيبه عند الله وعلمه عند الله وانا انتظر ان يقضي الله بيني وبينكم هذا رد في ردود اخرى قالوا لولا انزل عليه اية من ربه قال الله عز وجل اولم يكفهم انا انزلنا - 00:28:26ضَ

انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم. اولم يكفي وقالوا لولا وقالوا لولا انزل عليه اية من ربه انما انت منذر انما انت منذر ولكل قوم هاد اعتراضاتهم بان ينزل عليه اية ردا عليه عليه القرآن بعدة اوجه - 00:28:45ضَ

وفي كل موضع يرد الله عليهم بما يتناسب بما يتناسب. نعم الا واذا ذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم اذا لهم مكر في اياتنا الله اسرع مكرا ان رسلنا ان رسلنا ان رسلنا يكتبون ما تمكرون - 00:29:03ضَ

ايوا اذا ذقن المشركين يسرا وفرجا ورخاء بعد عسر وشدة وكرب اصابهم اذا هم يكذبون ويستهزئون بايات الله قل ايها الرسول لهؤلاء المشركين المستهزئين الله اسرع مكرا واستدراجا وعقوبة لكم - 00:29:30ضَ

ان حفظتنا الذين نرسلهم اليكم يكتبون عليكم ما تمكرون في اياتنا ثم نحاسبكم على ذلك وهذي ايضا صورة عن حال هؤلاء المعاندين المكذبين عنا يعني شف كلمة اذا اذقنا الناس الناس هنا ليس على عمومه - 00:29:53ضَ

الجيش المراد به جميع الناس المؤمن والكافر المراد بالناس هنا الناس المراد به هم الكفار الجاحدون بنعمة الله وهذا يسميه علماء الاصول العموم المراد به الخصوص العام الذي يراد به الخصوص - 00:30:18ضَ

ليس العام هنا على اطلاقه يدخل فيه جميع الناس وانما يدخل فيه المعاندون المكذبون الجاحدون نعمة الله بدليل ماذا؟ بدليل السياقة واذا الناس رحمة قال المؤلف ادقن المشركين رحمة اي فرجا - 00:30:38ضَ

رخاء وصحة بعد مرظ وغنى بعد فقر رحمة بعد ضراء مستهم الضراء الكرب والشدة والفقر والغنى والمرض اذا فرج الله عنهم واعاد لهم صحتهم وغناهم ويسر عليهم بعد عسر لا يشكرون الله - 00:30:57ضَ

هذا كافر لا يشكر الله عز وجل انما يمكر في ايات الله ويسخر ويكذب ويستهزئ بايات الله رد الله عليه قال اذا انتم تمكرون الله اسرع مكرا الله اسرع مكرا - 00:31:22ضَ

ويستدرجكم ويعاقبكم على مكركم. فالله يمكر بمن يمكر به ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ومكروا ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وانظر كيف كان عاقبة مكرهم. انا دمرناهم وقومهم اجمعين الله اسرع بمكره - 00:31:41ضَ

من يمكر بهم وينتقم منهم رسل الله عز وجل يكتبون كل ما يفعلونه من المكر وغيره وعليهم رسل ارسلهم الله كتبه يكتبون اعمالهم اعمالهم ان كانت اعمال حسنة كتبت لهم - 00:32:03ضَ

او سيئة تكتب لهم. ما فرطنا في كتاب من شيء ما ينطق ولا يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد لا تظن ان الامور هكذا مفلوتة وضائعة هي مضبوطة بعلم الله - 00:32:22ضَ

والله عز وجل ضبطها واتقن عمله سبحانه وتعالى لم يخلقوا الخلق ويضيعهم وانما يجازي الشاكر على شكره ويجازي الفاسق المعرض على فسقه واعراضه اه هؤلاء كفار هذي حالهم حالهم اذا اعطاهم الله الخير - 00:32:38ضَ

لا يشكرون. وانما يكفرون. انما يكفرون نعمة الله نعم قوله تعالى هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى اذا كنتم في الفلك وجرينا بهم بريح طيبة وفرحوا بها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا انهم احيط بهم - 00:33:03ضَ

اتقوا الله مخلصين له الدين. اين انجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين فلما انجاهم اذا هم يبغون في الارض بغير الحق يا ايها الناس انما بغيكم على انفسكم متاع الحياة الدنيا ثم الينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون - 00:33:32ضَ

اي هو الذي يسيركم ايها الناس في البر على الدواب وغيرها وفي البحر في السفن حتى اذا كنت فيها وجرت بريح طيبة وفرح ركاب السفن بالريح الطيبة جاءت هذه السفن ريح شديدة وجاء الركاب الموج وهو ما ارتفع من الماء - 00:33:56ضَ

كل مكان وايقنوا ان الهلاك قد احاط بهم اخلصوا الدعاء لله وحده وتركوا ما كانوا يعبدون. وقالوا لان انجيتنا من هذه الشدة التي نحن فيها لنكونن من الشاكرين لك على نعمك - 00:34:22ضَ

فلما انجاهم الله من الشدائد والاهوال اذا هم يعملون في الارض بالفساد وبالمعاصي يا ايها الناس انما وبال بغيكم راجع على انفسكم لكم متاع في الحياة الدنيا الزائلة ثم الينا مصيركم ومرجعكم - 00:34:42ضَ

نخبركم بجميع اعمالكم ونحاسبكم عليها وهذي ايضا صورة توضح الصورة السابقة وهو كفرهم بنعم الله وجحودهم نعمة الله وفرجه وان جاءه وانهم اذا اعطاهم الله وفرج عنهم كفروا نعمة الله ولم يشكروه - 00:35:06ضَ

والواجب عليهم من يشكر الله ويوحدوه ويوحدوه وهذه صورة تعطيك الله يعطيك صورة من صور هؤلاء المشركين الجاحدين انه سبحانه وتعالى بنعمته وفضله انه يسيرهم في البر والبحر اي ينقلهم - 00:35:29ضَ

في في في سيرهم وتنقلاتهم في سيرهم وتنقلاتهم من مكان الى مكان رحلاتهم في البر والبحر هو الذي يصورهم سبحانه هو الذي ينقلهم ينقلهم بما خلق لهم من هذه المراكب - 00:35:50ضَ

سواء الابل الدواب او غيرها مما يخلقه الله سبحانه وتعالى من المراكب او على البواخر والسفن التي في البحار تنقلهم من بحر الى بحر ومن بلد الى بلد هذه كلها من الله سبحانه وتعالى نعمة - 00:36:07ضَ

ولدي لولا ان الله هو الذي انعم عليهم بهذه المراكب لما استطاعوا ما استطاعوا لم تبلغوه الا بشق الانفس يعني ستجدون مشقة عظيمة في نقل البضائع ونقل يعني ما يحتاجون اليه - 00:36:25ضَ

يعني قال حتى اذا كنتم في الفلك يقول هو الذي ينقلكم في البحار وينقلكم في البراني واذا كنتم في الفلك وهو اشد موقف اذا كنتم في الفلك على على على السفن - 00:36:45ضَ

وجرت هذه السفن بكم جرينا بهم بريح طيبة وفرحوا بها بهذه الريح التي تنقلهم بهدوء وسلاسة اه جاءتهم ريح عاصية. فجاءتهم ريح قوية عاصف شديدة. تعصفهم عصفا بقوة بدأت الامواج تتراكم عليهم من كل مكان - 00:37:03ضَ

وظنوا جزموا واعتقدوا يعني الظن هنا بمعنى الاعتقاد والجزم انهم احيط بهم يعني خلاص هلكوا وهذي كناية من كنايات القرآن انهم احيط بهم يعني رأوا الموت امامهم بدأت هذه الاموال تتراكم عليهم واصبحت هذه السفينة الصغيرة في هذه بين هذه الامواج التي كالجبال - 00:37:25ضَ

ليس لها اي قدرة وليس لهم اي قدرة فالتفتوا الى ربهم ووحدوه ودعوه ولم يدعو تلك الاصنام وانما اخلص الدعاء لله. مخلصين له الدين اي مخلصين له دينكم ودعائكم يقولون حالكم لئن ان انجيتنا - 00:37:48ضَ

من هذه لنكونن من الشاكرين والله يا ربنا لان لان اللام هنا لام القسم والله لان شرطية انجيتنا وخلصتنا من هذه الشدة وسلمنا منها نشكرك يا رب العالمين ولا نعبد غيرك - 00:38:07ضَ

ولا نعبد غيرك وهذا عهد منهم ومعاهدة منهم لربهم انهم لا يشركون به ولاحظ هنا في في لفتة جميلة عند قوله تعالى قال حتى اذا كنتم في الفلك وجرينا بهم - 00:38:26ضَ

لاحظ ان الظمايا تغيرت يعني حتى اذا كنتم هذا خطاب ضمير الخطاب كنتم انتم ثم بعد لحظة غير قال وجرينا بهم ما قالوا جرينا بكم تغير من ضمير الخطاب الى ضمير الغائب. لماذا - 00:38:44ضَ

هذا نسميه علم علم الالتفات عند علماء البلاغة يسمونه علم الالتفات التفت التفت التفت يعني الذي يخاطبنا وهو الله من ضمير المخاطب الى ضمير الغائب الاصل في الكلام حتى اذا كنتم في الفلك - 00:39:03ضَ

وجرينا بكم لكنه غير لماذا لانها لانه لا لا يؤبه بهم ولا يلتفت اليهم كنتم في الفلك وجرينا بهم بريح طيبة لانهم لم يشكروا ولم يعرفوا نعمة الله ولذلك غير - 00:39:23ضَ

جرينا بهم هم وفرحوا بها جاءتها ريح وجاءهم هم الموج من كل مكان وظنوا هم كلها ظمائر للغائب فغير تذكيرا لهم لانكم لو شكرتم الله لخاطبكم. لكنكم لما كفرتم اعرظ عنكم - 00:39:41ضَ

طيب بعد ذلك لان انجيت لاكون من الشاكرين. طيب هل شكروا او لم يشكروا ولما انجاهم وخلصهم من هذا الكرب الشديد الذي رأوه امامهم رأوا الموت تمام اهو لما انجاهم - 00:40:03ضَ

ونجاهم من هذا الكرب الشديد ماذا صنعوا اذا هم يبغون يظلمون من البغي وهو الظلم والفساد في الارض بالمعاصي الشرك والكفر يبغون في الارض بغير الحق يعني يعني كيف انتم الان ينجيكم الله - 00:40:19ضَ

على انكم تشكرون وانتم تعاهدون الله لنكونن من الشاكرين اين الشكر انقلب الى بغي وظلم وفساد في الارض قال الله مخاطبا لهم ومناديهم يا ايها الناس والناس هنا كما ذكرنا الكفار - 00:40:38ضَ

الكفار لان الذي يبغي هو الكافر لذلك قد يا ايها الناس انما بغيكم اما المؤمن خارج عن هذا المؤمن اذا اعطي شكر اذا اعطي شكر واذا اصابته ظراء صبر اما الكافر لا - 00:40:55ضَ

قال يا ايها الناس ايها الكفار انما بغيكم وفسادكم ومعاصيكم على انفسكم يعني وبالها عليكم فاحذروا اثرها السيء وشؤمها عليكم ثم قال متاع الحياة الدنيا اي نمتعكم متاع الحياة الدنيا - 00:41:14ضَ

ومتاع فيها قراءة اخرى وهي قراءة غير حفص يقرأها جمهور القراء متاع الحياة الدنيا متاع الحياة اي لكم متاع كما فسر المؤلف. قال لكم متاع او على متاع قراءة النصب اي نمتعكم - 00:41:34ضَ

متاع الحياة الدنيا يعني زمن متاع تتمتعون به فترة حياتكم الزائلة المنتهية المنقضية ثم ترجعون الى ربكم فاذا رجعتم الى ربكم نبأكم واخبركم بكل اعمالكم يقال لكل واحد اقرأ كتابك - 00:41:53ضَ

بنفسك اليوم عليك حسيبا امامك انت حاسب نفسك وانت احكم على نفسك وانت الذي تحكم على اعمالك وهذا كله تهديد وتخويف لهم لعلهم يشكرون نعمة الله ويوحدونه ولا يشركون به غيره. نعم. احسن الله اليكم - 00:42:16ضَ

تعالى انما مثل الحياة الدنيا كما انا انزلناه من السماء فاختلط بي نبات الارض اختلط به نبات الارض مما يأكل الناس والانعام حتى اذا اخذت الارض زفوفها وازينت وظن اهلها انه قادرون - 00:42:39ضَ

عليها اتاها امرنا ليلا او نهارا فجعلناها حصيدا كان لم تغن بالامس كذلك نفصل الايات لقوم يتفكرون اي انما مثل الحياة الدنيا وما تتفاخرون به فيها من زينة واموال كمثل مطر انزلناه من السماء الى الارض - 00:42:57ضَ

فنبتت به انواع من النبات مختلط بعضها ببعض مما يقتات به الناس من الثمار وما تأكله الحيوانات من النبات حتى اذا ظهر هذه الارض وبهاؤها وظن اهل هذه الارض انهم قادرون على حصادها والانتفاع بها. جاءها امرنا - 00:43:21ضَ

بهلاك ما عليها من النبات والزينة اما ليلا واما نهارا. فجعلنا هذه النباتات والاشجار محسودة مقطوعة لا شيء فيها كان لم تكن تلك الزروع والنباتات قائمة قبل ذلك على وجه الارض - 00:43:51ضَ

فكذلك يأتي الفناء على ما تتباهون به من دنياكم وزخارفها فيفنيها الله ويهلكها كما بينا لكم ايها الناس مثل هذه الدنيا وعرفناكم بحقيقتها نبين وادلتنا بقوم يتفكرون في ايات الله ويتدبرون ما ينفعهم - 00:44:17ضَ

هم في الدنيا والاخرة يعني ذكرهم بان هذه الحياة متاع يعني متاع الحياة الدنيا ثم الينا مرجعكم هذه الدنيا يتمتع بها الانسان متاعا قليلا زائلا وينتهي ظل زائل يعني يستظل فيه - 00:44:46ضَ

ساعات ثم يزول هذا الظل ظل زائل فلا تجعلوا الدنيا هي اكبر همكم ولا تعيشوا لاجل الدنيا الدنيا ذاهبة ولذلك زهد الله عز وجل هؤلاء الذين اعرضوا عن الاخرة ورضوا بالدنيا وما متاع الدنيا في الاخرة الا قليل - 00:45:07ضَ

بالدنيا عاشوا لاجلها زهدهم في الدنيا قال انما مثل الحياة الدنيا كما يصور الله عز وجل لنا هذه الحياة الدنيا بصورة ويمثل لنا حالها كالمطر الذي ينزل من السماء يقول مثلا هذه الحياة الدنيا بسرعة زوالها - 00:45:27ضَ

وانقضاء ايامها مثل المطر الذي ينزل من السماء ويختلط به نبات الارض فتنبت الارض بانواع النباتات التي يأكلها الناس ويأكلها الانعام مما يتناسب مع طعام الانسان وطعام البهيمة حتى اذا اخذت الارض زخرفها يأكلون ثم تزول - 00:45:47ضَ

وحتى تبقى لهم هذه الحياة يأكلون منها الى ان تأخذ الارض زخرفها يعني يعني تظهر زخرفة الارض وتبلغ الارض مبلغها بالزخرفة والجمال والحسن والبهاء وتتزين الدنيا وتصبح على احسن حال - 00:46:12ضَ

ويظن اهلها الذين يعيشون عليها ولا يريدون الا الدنيا يظن انهم قادرون عليها وانهم قد احاطوا بها علما وانهم سيطروا عليها ولا يدرون وهم على هذه الحال وهم يعيشون للطعام والشراب كالبهائم - 00:46:31ضَ

يأكلون ويشربون وينامون الا وقد اتاها امر الله عز وجل مضى عليها اما بليل او نهار وهم غافلون. فجعلها كالطعام الذي او كالزرع الذي قد حصد جعلها حصيدا قد حصدت وقطعت لا يبقى لها اثر - 00:46:49ضَ

كذلك ان لم تغن بالامس لانها يعني لم تبقى ابدا يعني كأنها ما ما مر بها شيء يعني ما مر بها من شيء من الزخارف والجمال والبهاء كانها لم تحصل هذه الامور كلها التي بدأوا - 00:47:11ضَ

بها ذهبت كلها هذا تصوير بديع جميل حسن مثل من امثل من امثلة القرآن تصور الله لنا هذه الحياة الدنيا سرعة زوالها حتى لو تسلط عليه المتسلطون واحاطوا بها ظنوا انهم - 00:47:31ضَ

يعني اصبحت في ايديهم لو اعطى الدنيا كلها بزخارفها وقصورها وجمالها واشجارها وانهارها فان هذه الدنيا لا تزن عند الله جناح بعوضة ستذهب ويذهب يذهب كل من عليها فلماذا هذا الغرور بهذه الدنيا - 00:47:53ضَ

ولماذا الزهد بالاخرة مقابل هذه الدنيا؟ لماذا تركنون الى الدنيا وتتركون الاخرة؟ فان هذه الدنيا ان لم تضرك ما نفعتك في الاخرة احذر وخذ منها ما ينفعك تتزود به الى الدار الاخرة. هذا كل عاقل - 00:48:14ضَ

يعرف ان يزن هذه الدنيا بميزان ويعرف قيمة الاخرة مقابل هذه الدنيا ولذلك قال الله عز وجل في اخر الاية كذلك اي مثل هذا التفصيل والبيان يفصل الله ويبين سائر الايات - 00:48:32ضَ

لمن لقوم يتفكرون وتلاحظ ان يتفكرون ويعقلون ويتذكرون تأتينا كثيرا في هذه السورة لانها تخاطب اناس جهلة لا يعملون بافكار ولا ولا يعملون عقولهم. ولا يتدبرون ولا يتفكرون ولا يتأثرون - 00:48:48ضَ

وتأتي الايات تذكرهم بهذه في هذه الاشياء حتى يعود الى ربهم ويعود الى رشدهم. نعم شيخنا انهم قادرون عليها يعني الى الان ما استفادوا من الثمرة بس ظنوا يعني فقط. لا هذا الظن بمعنى الجزم. بمعنى الاعتقاد - 00:49:09ضَ

يعني الان هم اعتقدوا ان الارض تحت ايديهم اعتقادا الثمار او آآ يعني مجرد انها زينت واصبحت جاهزة للقطف الثمار لا لا لا تزينت الدنيا بثمارها وجمالها واصبحت في ايديهم - 00:49:34ضَ

خلاص اصبحت في ايديهم. ايديهم. ايه هذا معناه. هم. يعني مجرد انه يأتي الموت اه يعني تصبح اللي اللي بايديهم هذا كانه مثل مثل الارظ اللي اصابه اه ايه نعم ايه في سرعة الزوال - 00:49:56ضَ

يعني تجد الرجل منهم يجمع حياته كله من الاموال ويجمع الدنيا كلها بيده والقصور والمراكب مثل ما جمعها قارون وبلحظة تزول. قارون بلحظة خسف الله به وبداره فهذه الحياة كلها - 00:50:13ضَ

مثل المطر الذي ينزل من السماء بلحظة تطلع الارض خضراء وتخظر الرياظ بعد شهر تجي تأتيها تجدها قد تحطمت وزالت هذه الدنيا سرعة زوال واضح قوله تعالى والله يدعو الى دار السلام - 00:50:32ضَ

ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم اي والله يدعوكم الى جناته التي اعدها لاوليائه ويهدي من يشاء من خلقه ويوفقه لاصابة الطريق المستقيم وهو الاسلام يعني شف لما الله سبحانه وتعالى زهد الناس - 00:50:54ضَ

الدنيا وبين ان الدنيا قد تضرك ولا تنفعك وانك ستزول وتذهب وتتركها ورغبهم في الاخرة بالاخر باسلوب جميل قال يدعو الله يدعو وينادي الى جنته يدعو الى دار السلام وهي جنته سميت بدار السلام - 00:51:18ضَ

نسبة الى الله اضافة الى الله لان السلام هو الله اللهم انك انت السلام السلام اسم من اسماء الله الدار مضافة اليه مثل ما تقول جنة الله جنة الله ودار الله ودار كرامته - 00:51:38ضَ

دار السلام او انها دار السلام لانها سالمة من الافات ولان اهلها سالمون من كل ما يؤذيهم هذه تسمى دار السلام وهي الجنة والله يدعو الى جنته ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم - 00:51:54ضَ

لمن يوفق لمن يوفق لاصابة الخير يهديه الله. فالذين يجاهدون في الله يهديهم الله ويدلهم على الخير الله يفتح لهم باب الخير ويفتح لهم باب جناته ويدعوهم اليها نعم هذا معنى الاية. نعم - 00:52:10ضَ

قوله تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة ولا يغرق وجوههم قطر ولا ذلة اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون اي للمؤمنين الذين احسنوا عبادة الله واطاعوه فيما امر ونهى الجنة زيادة وزيادة عليها وهي النظر الى وجه الله تعالى في الجنة - 00:52:30ضَ

والمغفرة والرضوان ولا يغشى وجوههم غبار ولا ذلة كما يلحق اهل النار هؤلاء المتصفون بهذه الصفات هم اصحاب الجنة ماكثون فيها ابدا يعني الله يدعو الى جنته ويجازي المحسنين على احسانهم - 00:53:02ضَ

ويعدهم بالوعود الكريمة للذين احسنوا اعمالهم في الدنيا وعبادتهم مع ربهم اتقنوها وعبدوا ربهم على نور من على نور من ربهم وعلى هدى واستقامة وتمسكوا بسنة نبي نبيه صلى الله عليه وسلم - 00:53:26ضَ

فهؤلاء الذين احسنوا يجازيهم الله بالحسنى وهي الجنة بالحسنى وهي الجنة كما قال سبحانه وتعالى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى. اي بالجنة الذين احسنوا لهم الجنة قال وزيادة وزيادة على على دخولهم الجنة ما هو - 00:53:46ضَ

قال النظر الى وجه الله جل جلاله في غير ضراء مضرة يعني ولا فتنة مظلة يتجملون ويتزينون بالنظر الى وجه الله الكريم وهذا تفسير النبي صلى الله عليه وسلم في حديث مسلم - 00:54:06ضَ

حديث مسلم الذي رواه مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم فسر الزيادة بالنظر ولا يجوز ان نأتي تفسير اخر يعارض هذا التفسير اذا ثبت هذه قاعدة تفسيرية عند اهل اهل العلم - 00:54:24ضَ

ان آآ قاعدة تفسيرية انه متى ثبت تفسير الاية بحديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يجوز ولا يسار لغيره مما يخالف هذا الحديث مما يخالف هذا التفسير - 00:54:41ضَ

بعض اهل البدع المنكرين لرؤية الله يوم القيامة لا يفسرون بهذا الحديث ويأتون بتفاسير اخرى لا تصح اه هذا الصحيح ان المراد بالزيادة النظر الى وجه الله جل جلاله وهو اعظم نعيم اهل الجنة - 00:54:55ضَ

زيادة النظر قال ولا يرهقوا وجوههم اي لا يلحقها ولا يغشاها ولا ذلة لا غبار ولا ولا ولا ادلة يعني يعني تصبح وجوه خاشعة ذليلة اه قد اه قد اه اصابها الغبار والقطر لا - 00:55:15ضَ

وانما وجوههم قد ابيضت قد ابيضت وجوههم واصبحوا على احسن حال وجوه يومئذ ناعمة قد ابيضت وجوههم واشرقت وجوههم لا يصيبهم الله سبحانه وتعالى هؤلاء منهم؟ قال هم اصحاب الجنة - 00:55:37ضَ

المخندون فيها الذين لا يبغون عينها حورا ولا يخرجون منها اما اهل النار فاسمع ماذا يقول الله فيهم. نعم قوله تعالى والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاص - 00:55:58ضَ

كأنما اغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون ايها الذين عملوا السيئات في الدنيا فكفروا وعصوا الله لهم جزاء واعمالهم السيئة التي عملوا من عقاب الله في الاخرة - 00:56:19ضَ

وتغشاهم ذلة وهوان وليس لهم من عذاب الله من مانع يمنعهم اذا عاقبهم كأنما البست وجوههم اجزاء من سواد الليل المظلم هؤلاء هم اهل النار فيها ابدا. يعني هؤلاء احسنوا فجازاهم الله بالحسنى - 00:56:43ضَ

وهؤلاء كسبوا السيئات فجزاء سيئة بمثلها. هذا عدل الله سبحانه وتعالى وترهقهم ذلة اي تغشاهم الذلة والهوان لانهم اذلوا انفسهم في الدنيا وعصوا ربهم اذلهم الله في الاخرة ارهاق مذلة ما لهم من الله من عاص - 00:57:08ضَ

ليس لهم احد يعصمهم ويمنعهم من الله اذا اراد الله عز وجل بهم العقوبة قال حالهم حالهم كأنما اغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما اي اصبحت وجوههم كقطع الليل المظلم. يعني سوداء شديدة السواد - 00:57:32ضَ

واما الذين اسودت وجوههم اسودت وجوههم ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوه مسودة اه يعرف المجرمون بسواد وجوههم وزرق العيون هؤلاء تسود وجوههم يبعثون يوم القيامة وقد اسودت وجوههم - 00:57:50ضَ

كأنما اغشية وجوه قطعا من الليل مظلما قال اولئك اصحاب النار. هؤلاء هم اهل النار الذين يخلدون فيها وما هم منها وما هم منها بمخرجين. نسأل الله اسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا واياكم - 00:58:10ضَ

من اهل الحسنى من الذين احسنوا وللذين وعدهم الله بالجنة والزيادة والنظر الى وجهه الكريم وان يحفظنا واياكم من حال هؤلاء اصحاب السيئات الذين توعدهم الله بهذا الوعيد الشديد لعل نقف عند هذا القدر - 00:58:27ضَ

ان شاء الله في اللقاء القادم نستكمل ما توقفنا عنده والله اعلم صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:58:47ضَ