شرح الرسالة للإمام الشافعي | الشيخ يوسف الغفيص
التفريغ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله واصحابه اجمعين اما بعد فينعقد هذا المجلس بشرح رسالة الامام محمد بن ادريس الشافعي رحمه الله في الخامس والعشرين - 00:00:00ضَ
من الشهر السادس من سنة ثمان وثلاثين واربع مئة والف من الهجرة النبوية الشريفة على صاحبها الصلاة والسلام بالمسجد النبوي الشريف مسجد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وكنا اتينا على كلام الامام الشافعي - 00:00:23ضَ
الذي اجمله وسيأتي فيما بعد في كلامه على تفصيله في دليل الاجماع وتبين مما سبق ان الشافعي رتب الادلة بذكر دليل الكتاب وبنى في كلامه رحمه الله ان بيان القرآن جاء على ثلاث درجات - 00:00:47ضَ
وذكر دليل السنة وبين صلة هذا الدليل بدليل الكتاب وقد بين انه لا ينفك عن دليل الكتاب على الاطلاق بل له معه نوع اتصال وان كان هذا الاتصال له رتب متنوعة - 00:01:12ضَ
كما سبق الاشارة اليه وذكر كلام الامام الشافعي في دليل القياس وما استدل به رحمه الله على ثبوت هذا الدليل وعلى معناه ثم ذكر الشافعي بعد ذلك الاجماع واجمل القول فيه لانه سيفصله فيما بعد - 00:01:31ضَ
ولكن بان في كلامه ان الادلة هي الكتاب والسنة والاجماع والقياس فهذا هو المقام الذي انتهى اليه الشافعي في التسمية واما بقية الادلة فله كلام فيها سيأتي. نعم بسم الله الرحمن الرحيم - 00:01:55ضَ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين قال الامام رحمه الله ومن جماع علم كتاب الله - 00:02:16ضَ
العلم بان جميع كتاب الله انما نزل بلسان العرب. والمعرفة بناسخ كتاب الله العلم بان جميع كتاب الله انما نزل بلسان العرب. والمعرفة بناسخ كتاب الله ومنسوخه والفرد في تنزيله - 00:02:33ضَ
والادب والارشاد والاباحة والمعرفة بالموضع الذي وضع الله به نبيه من الابانة عنه فيما احكم فرضه في كتابه وبينه على لسان نبيه وما اراد بجميع فرائضه ومن اراد اكل خلقه ام بعضهم دون بعض وما افترض على الناس من طاعته والانتهاء الى امره - 00:02:52ضَ
نعم بعد ما بين الشافعي جمل الادلة بين بعد ذلك ما هو من تقريرها قال ومن جماع علم كتاب الله العلم بان جميع كتاب الله انما نزل بلسان العرب هذا علم محكم - 00:03:15ضَ
وقد بين الله جل وعلا ان القرآن نزل بلسان عربي انا جعلناه قرآنا عربيا وبين الله جل وعلا ان حكمته اقتضت انه ما من نبي بعث الا بعثه الله بلسان قومه - 00:03:35ضَ
وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم ثم جعل الله سبحانه وتعالى هذه الرسالة وهي رسالة محمد عليه الصلاة والسلام بلسان عربي مبين ما هو من صميم العرب وهو افصح العرب واشرف العرب - 00:03:53ضَ
بل هو سيد ولد ادم عليه الصلاة والسلام فان اباه اسماعيل اخذ العربية من العرب ثم صارت العربية في بني إسماعيل بعد ذلك وصار نبينا صلى الله عليه وسلم هو خير هذه - 00:04:13ضَ
اه هو خير من تكلم بهذا اللسان واعطاه الله جل وعلا فوق ذلك ما هو من الاختصاص وانه اوتي عليه الصلاة والسلام جوامع الكلم ونزل عليه القرآن بلسان العرب وفي كلام الشافعي رحمه الله - 00:04:31ضَ
في قوله بان جميع كتاب الله انما نزل بلسان العرب لان ثمة بعض الكلمات المفردة تكلم عليها بعض اهل التفسير واضافوها الى بعض اللغات وهذا رأي لطوائف من او لجماعة من اهل التفسير - 00:04:51ضَ
بل ولبعض اهل اللغة وطريقة الشافعي وجماعة من اهل العلم والتفسير والعربية يقولون في نتيجتها بان كل ما في القرآن من الكلمات فهي كلمات عربية وقد بين الشافعي رحمه الله ما يدفع الاشتباه - 00:05:13ضَ
عن هذه النتيجة التي انتهى اليها قال بان العلم بالاحاطة بلسان العرب يقول هو لا يصير لاحدهم ولا لاحاد الناظرين في لغتهم اي من العلماء الذين اكتسبوا الدراسة للغة العرب ممن جاءوا بعد - 00:05:33ضَ
فصاحت اللغة وقال الشافعي كما سيأتي في رسالته وفي غيرها من كلامه قال بان لغة العرب لا يجمعها الا نبي لا يجمعها الا نبي. فمن ادعى ان هذه الكلمة ليست من كلام العرب - 00:05:53ضَ
فان هذه الدعوة انما يقدر او تقدر صحتها اذا قدر احاطته بلغة العرب اذا قيل بان هذه الكلمة ليست من كلام العرب فان هذا من حيث المنطق وقواعد علم النظر مبني على مقدمة - 00:06:10ضَ
وهو الاحاطة بلغة العرب والمعرفة بها والمعرفة بها فان قيل فان علماء العربية لما جمعوا كلام العرب لم يجمعوا منه هذه الكلمة قيل وهذا اشكال في طريقة ترتيب العربية فان القرآن الذي هو كلام الله - 00:06:30ضَ
يعلم بعلم الله بما اعلم الله سبحانه وتعالى وابانا الله في كتابه انه نزل بلسان عربي مبين وهذه الحقيقة الشاهدة والحقيقة العلمية لا ترد من جهة تحقيقها الى احاد شعر العرب - 00:06:53ضَ
او الى احاد كلام العرب فان البلاغة التي في كتاب الله لا يصل اليها شعر الشعراء فيصل اليها شعر الشعراء ولا بلاغة الخطباء ولا كلام المتكلمين واذا كان كلام الرسول صلى الله عليه واله وسلم - 00:07:13ضَ
لا يصل الى بلاغته والى بيانه والى فصاحته كبار الفصحاء من العرب من شعرائهم وخطبائهم حتى ان ظماد كما في حديث عبد الله ابن عباس لما سمع كلمات من مقدمات كلمات رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:07:34ضَ
فيما يعرف عند الفقهاء بخطبة الحاجة انما قال بعد ذلك يعني ضمادا رضي الله تعالى عنه قال يا محمد لقد سمعت قول الكهنة وقول السحرة وقول الشعراء فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء - 00:07:55ضَ
فان الكلام انما قوته ليس في رصفه وحده وانما تصوير الكلام ورصف الكلام وسماع الكلام ولسانيات الكلام هذه رتبة ولكن ثمة رتبة بالغة لا يصير اليها العرب ولا غير العرب وهي المعاني التي تحملها هذه اللسانيات - 00:08:13ضَ
وهذه المفردات او هذه الحروف والكلمات فالمعاني هي التي تحمل الكلام ولذلك لما كان القرآن فيه العلم الالهي فيه الخبر عن الله وافعاله وصفاته وفيه الخبر عن الانبياء وفيه الخبر عن التشريع - 00:08:42ضَ
وفيه الامر والنهي وفيه الحكم والمقاصد وفيه الاخلاق وفيه العبرة وفيه ما لا يجمعه جامع من المعاني هذه المعاني الرفيعة البليغة لا يجمعها احد من اهل اللسان ولا يقدر عليها احد من اهل اللسان - 00:09:03ضَ
لانها من عند الله سبحانه وتعالى فاذا قيل الكلام فالكلام ليس هو الحرف المجرد وانما هو الدال على المعنى ولما كان المعنى هو جوهر الكلام ومقصوده فانه هو الذي تزين به - 00:09:24ضَ
طريقة ترتيب الكلام ولهذا كانت خطب العرب او كان العرب في جاهليتهم ابلغ ما في كلامهم اما الشعر واما الخطابة وكانوا في الخطابة لا يستعملون التصوير والتخييل بل انما يكون الواحد منهم بليغا في خطبته - 00:09:42ضَ
اذا حقق المعاني المسلمة عندهم فمن اتى على المعاني المسلمة في خطبته وقررها على وجه يناسب النفوس السامعة والنفوس المتلقية صار هذا هو محقق لبلاغته واما الشعر الذي تفاخروا به - 00:10:04ضَ
بل وفاخروا به غيرهم من الامم فهو مبني على التخييل فهو مبني على التخويل والا فهو من حيث المعاني معانيه بسيطة وانت اذا جئت الى اقوى شعر العرب الجاهليين وهي المعلقات التي اشتهرت في شعر العرب - 00:10:27ضَ
وابلغها عند اكثر اهل الشعر والادب هي معلقة امرئ القيس وجدت ان هذه المعلقة من جهة المعاني معانيها من بسيط المعاني وهو يتحدث عن شأنه وصحبه ويتحدث عن ناقته ورحلته ويتحدث عن خيله - 00:10:48ضَ
وركابه وعن سفره وعن جسارته وعن احواله. وهذه المعاني من حيث هي لو جردت في سياق وسميت لما كان لها ذلك الشأن ولكنه لما اتى بها على درجة من التصوير - 00:11:11ضَ
فلما وصف خيله قال مكرم مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من علي فلما اتى على هذه الدرجة من التصوير بان له مقامه في كلامه وهكذا الشعر مقدماته حتى عند الامم الاخرى - 00:11:29ضَ
مقدماته يغلب فيها التخييل والتصوير ولهذا النفوس العلمية لا تستكينوا للشعر حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم من شرف مقام نبوته قال الله جل وعلا في شأنه وما علمناه الشعر - 00:11:48ضَ
ثم جاءت جملة بعدها في كتاب الله وهي قوله وما وما علمناه الشعر وما ينبغي له لان الشعر انما رتبته العالية في تصويره وتصويره لا يستغني المصور في تصويره عن التخييل - 00:12:08ضَ
ولهذا لما ذكر الله امر الشعراء في كتابه قال سبحانه والشعراء يتبعهم الغاوون لانه عن الشعر لا يبنى على المقدمات العلمية ولهذا النفوس العلمية لا تستكين للشعر النفوس العلمية بمعنى ليست لا تستكين له بمعنى لا تسمعه - 00:12:28ضَ
وليس انها لا تستحسنه فقد سمعه رسول الله عليه الصلاة والسلام واستحسن من شعرهم ما استحسن لكنها لا تستكين اي لا تركن الى الشعر لا تركنوا الى الشعر وحتى ما كان مستحسنا عند رسول الله - 00:12:51ضَ
عليه الصلاة والسلام من شعرهم انما كان فاضل المعاني ولم يكن عليه الصلاة والسلام ينظر الى شعرهم بما نظروا اليه من جمال التصوير وانما نظر عليه الصلاة والسلام الى ما وقع في كلام بعض شعرائهم من الحكمة - 00:13:10ضَ
كقول طرفة ابن العبد ستبدي لك الايام ما كنت جاهلا ويأتيك بالاخبار من لم تزودي فهذا فيه حكمة ولم يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الا وجه من الشعر التي تفاخرت بها العرب في جمال تصويرها - 00:13:29ضَ
والمقصود ان معيار لغة العرب لما نزل القرآن هو القرآن نفسه وبه يعرف مقام اللغة واليه يرد علم اللغة فما وقع في كتاب الله سبحانه وتعالى هو من صريح لغة العرب - 00:13:49ضَ
وهو من صميمها ولا يصح بعد ذلك ان تقاس اللغة بشعر الشعراء ثم ينظر في كتاب الله على مقدمات مبنية على تلك المعاني او الكلمات من شعر العرب حتى يقال ان هذه اللفظة سمعت او لم - 00:14:06ضَ
تسمع فان اللغة لم تروى بالتواتر باعتبار احدها وانما نقلت جملة وهي سماعية باعتبار اخذها وهذا هو الاصل في جميع اللغات انها تتلقى لكن هذه اللغة لما نزل القرآن ابان امرها - 00:14:26ضَ
وحفظ برهانها وحفظ قوامها وحفظ سياقها ولذلك هو حجتها الاولى القرآن هو حجة اللغة الاولى فبه تعرف لغة العرب وفيه من الجمل والسياق والتراكيب ما لا يستطيعه شاعر او وخطيب - 00:14:44ضَ
وقد قال الله في كتابه برهانا مبينا قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا لا يأتون بمثله لا في بيانه - 00:15:03ضَ
ولا في خبره ولا في تشريعه الى غير ذلك فهذا النفي نفي في سائر الا وجه لانه من عند الله سبحانه وتعالى فاذا كلمة الشافعي رحمه الله هنا تقرر معنى هذا المعنى هو ان كل ما في القرآن انما جاء بلسان - 00:15:19ضَ
العرب واذا كانت بعض قبائل العرب لا تعرف هذه الكلمة فليس هذا يعني ان اللغة بسائر من تكلم بها لا تعرف هذه الكلمة. واما ان هذه الكلمة قد قيلت في لغة اخرى فهذا الاشتراك - 00:15:40ضَ
وفي اللغات معروف وذلك لان بعظ اللغات تكون اصولها واحدة ثم تفرعت فتصير بعض الكلمات فيها درجة من الامالة من لغة الى اخرى والا اصل الكلمة يكون واحدا. هذا على كل حال منهج - 00:15:58ضَ
قاله جماعة ومنهم الشافعي رحمه الله وله مقدمات معتبرة ومن اخص مقدماته ان الله اخبر في كتابه في مواضع من كتاب الله ان القرآن نزل بلسان عربي مبين وهذا لا يستثنى منه شيء ومن ادعى الاستثناء - 00:16:16ضَ
فان الاستثناء مبني على العلم بجميع اللغة ثم بعد ذلك هذه الكلمة ليست داخلة فيها واذا قدر هذا العلم فانه او يرد عليه سؤال اخر وهذا العلم من اين معيار جمعه اهو شعرهم وخطابتهم؟ ام القرآن هو المعيار الاول له - 00:16:35ضَ
اذا قلت ان القرآن هو المعيار الاول له اعاد الدليل مستدلا به هذا الدليل مستدلا به وكيف يصح لك ان تقول هذه الكلمة من صميم كلام العرب لان طرفه او لان الحارث ابن حل - 00:16:55ضَ
قالها في شعره ثم اذا وردت في القرآن قلت انها ليست من كلام العرب حتى يقولها عبيد ابن الابرص او الحارث ابن حلزه هذا الذي كان الشافعي يريد ايش؟ يريد اغلاقه يريد ايش؟ يريد اغلاقه. وقال في كلام له بان لغة العرب لا يجمعها الا نبي - 00:17:11ضَ
نعم قال رحمه الله ثم معرفة ما ضرب فيها من الامثال لان هذا في مقدمته ثم قال والمعرفة بناسخ كتاب الله ومنسوخه النسخ وارد في كلام الله جل وعلا وبينه الله في كتابه ما ننسخ من اية او ننسها نأتي بخير منها او مثلها - 00:17:32ضَ
والنسخ مجمع على ثبوته عند ائمة العلم وتكلم فيه بعض المخالفين من النظار على اصول مخالفة بوصول الصحابة والنسخ هو يقع في احكام الشريعة ولا يقع في باب الاخبار فباب الاخبار ليس فيها نسخ وانما مورده في الامر - 00:17:56ضَ
والنهي. نعم قال رحمه الله ثم معرفة ما ضرب فيها من الامثال قال رحمه الله والمعرفة بنسخ كتاب الله ومنسوخه والفرظ في تنزيله اي ما كان فرظا ثم قال والادب والارشاد والاباحة - 00:18:17ضَ
هنالك ما كان من الادب والارشاد اما الفرض فهو مصطلح له انتظام معروف اليس كذلك؟ واصله في كلام الله وهو من الاسماء الشرعية قبل ان يقع اصطلاحا وهو من الاسماء الشرعية قبل ان يقع اصطلاحا. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ايها الناس قد فرظ عليكم الحج فحجوا - 00:18:37ضَ
وعلى معناه جاء قوله سبحانه وتعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. فهو اسم شرعي واستعمل في الاصطلاح ولما استعمل في الاصطلاح صار بين مدارس الفقهاء والاصوليين اختلاف - 00:19:03ضَ
اه او اختلاف في تقديره على اي رتبة هو فعند الحنفية انما يكون الفرظ في القطعي واما ما دونه فلا يسمونه فرضا لا يسمونه فرضا. وفي الجملة اسم الفرظ رتبة عالية - 00:19:22ضَ
عند جمهور الفقهاء لكن قد يختلفون في حده والمقصود بالفرظ في كلام الشافعي هو ما وجب وهذا احد الطرق في الاستعمال ان كل ما وجب يسمى فرضا ما فرض الله اي ما اوجب الله - 00:19:41ضَ
وهذا مستعمل في لسان الصحابة رضي الله تعالى عنهم كما جاء في حديث ابي سعيد في الصحيحين وغيرهما قال فرظ رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر من رمظان فيراد بالفرظ هنا - 00:19:58ضَ
ما وجب فما وجب يسمى فرضا لانه على سبيل الجزم والقطع على سبيل الجزم والقطع وتميز حكمه وانضبط ثم قال الشافعي والادب والارشاد قال في تنزيله والادب والارشاد والاباحة العطف باعتبار ما سبق مجرور هنا في كلامه قال والادب - 00:20:14ضَ
هل الادب والارشاد اسم شرعي او اصطلاحي هذا من الاسماء التي استعملت في الاصطلاح ولم ينضبط فيها اسم اضطرد في كلام الاصوليين فانهم يسمون الندبة مثلا الندب تقول انه من الاسماء الاصطلاحية التي صار لها انتظام في الجملة - 00:20:40ضَ
لكن الادب والارشاد هذا من الاستعمالات التي استعملها كثير من اهل العلم في ابواب الاخلاق واستعملوها في ابواب السلوك وترى ان الشافعي هنا يستعملها في ابواب التشريع وفي تصانيف المحدثين ذكر لذلك كتاب الادب - 00:21:03ضَ
ويجعلون للادب احكاما وهي الاداب والاخلاق الشرعية لكن الشافعي هنا يريد بذلك اثر هذا المقام على التشريع يريد بذلك اثر هذا المقام على التشريع فان رسالة الشافعي وهذا يحسن آآ استصحابه - 00:21:24ضَ
هذه الرسالة لما كتبها الشافعي رحمه الله الامام الشافعي بدأ تكوينه بمعرفة لغة العرب وصار الى بعض بوادي الحجاز اذ كانت الفصاحة حاضرة وتأسس على سماع لغة العرب على فصاحتها - 00:21:46ضَ
وصارت وصار الاكتساب عنده لاحقا وليس مؤسسا اي الاكتساب بالتعلم وانما سمع اللغة على فصاحتها في ابتداء امره رحمه الله ثم صار الى علم اهل الاثر واختص بمالك بعض الزمن - 00:22:13ضَ
وصار له اتصال بطريقة الامام ما لك ثم لما توسع فقهه رحمه الله اقبل على طريقة الكوفيين حتى كاد يكون على طريقتهم لكنه قد استصحب من طريقة اهل الاثر ما استصحب - 00:22:35ضَ
وفي ذلك الزمان الذي كان فيه الشافعي رحمه الله لم توجد مدارس الاعيان فلم يكن هنالك مدرسة تسمى مدرسة لفلان او فلان من الاعيان كمالك او ابي حنيفة او حتى من قبل هؤلاء وانما كان هنالك اتجاهان - 00:22:52ضَ
انا هنالك اتجاهان اتجاه عرف باهل الرأي واتجاه عرف باهل الاثر وبينهم من الصلة والمصالحة والمقاربة والموافقة ما هو مشهور وان كان عرضت بعض الكلمات من المؤاخذة او المراجعة فزاد بعض المؤرخين والكتاب عليها - 00:23:10ضَ
او على اخراجها عن سياقها فهذه ليست عليها او ليس بها الاعتبار وانما الاعتبار ان هذا الاتجاه وذات الاتجاه كلاهما اتجاه معتبر معروف وصاحب الكوفيين وبخاصة اصحاب الامام ابي حنيفة - 00:23:33ضَ
ثم صار الى اهل الاثر والى كبار ائمة اهل الاثر في بغداد بعد ان صار الشافعي عالما جليلا فجلس كبار المحدثين ممن هم في رتبته في العلم او لهم وجه من الاختصاص عنه وان كان هو رحمه الله يكون له - 00:23:53ضَ
او قد يكون له وجه من الاختصاص عنهم فان العلم يتفاضل باعتبار باعتبار اوجهه فهذا المعنى لما جمع الشافعي هذه الاوجه وعرف من طريقة اهل الظاهر ما عرف ولا سيما ان داوود ابن علي كاد ان يكون من اصحابه - 00:24:13ضَ
ثم بعد ذلك زادت طريقته رحمه الله يعني داوود ابن علي الاصبهاني حتى اتصل بهذه حتى صار له هذا الاختصاص وصار له مذهب عرف بمذهب اهل الظاهر فهذا التنوع الذي طاف الشافعي عليه - 00:24:36ضَ
ثم استقر بعد ذلك في مذهبه ضمن هذه الرسالة من هذه المشارع التي طاف عليها جملا فاخذ ما تظمنته طريقة اهل الاثر واودعه في هذه الرسالة ولكنه ابان في رسالته انه لابد في فهم الاثر من لغة العرب - 00:24:58ضَ
وابانا ما للقياس من القدر كما انه مع اهل القياس ابان ما للاثر من القدر وان القياس لا يركن اليه الى اخره فجاءت رسالته فيها هذا التوجيه وسميت بالرسالة باعتبار ما صار بينه وبين عبدالرحمن - 00:25:23ضَ
ابن مهدي رحمه الله من كبار المحدثين فرسالته مظمنة لجملة من هذه المشارع العلمية التي اتى عليها الامام الشافعي رحمه الله الشاهد هنا ان ما يتعلق بالارشاد والادب اراد به الشافعي هنا ان - 00:25:43ضَ
مورد الدليل لابد من اعتباره فثمة نصوص وردت على سبيل الفرظ على سبيل الفرظ والتسمية وثمة نصوص وردت على سبيل الادب والارشاد ولهذا ما كان من باب الادب والارشاد يغلب فيه - 00:26:06ضَ
يغلب فيه في مقام الامر الاستحباب ويغلب فيه في مقام النهي الكراهة بخلاف ما يقع على سبيل الفرظ فانه يسمى فرضه فاذا اريد بالفرظ ما ميز في الحكم فهو على تمييزه. واذا اريد بالفرظ - 00:26:30ضَ
اي ما وجب فهو الواجب بدرجاته وهو الواجب بدرجاته وكانه بهذه الطريقة يقيد ما اتخذه بعض اهل الاثر واتخذه اهل الظاهر على وجه ابلغ من حمل الامر على الوجوب في موارد الارشاد - 00:26:53ضَ
لانه اعني الامر كما هو معروف في علم الاصول قد احتمل ايراد بالامر من حيث التجرد الوجوب او الاستحباب وهذه مسألة بحثها علماء الاصول كثيرا وهي الامر المجرد هل يراد به او هل الاصل فيه الوجوب؟ ام الاصل فيه - 00:27:19ضَ
الاستحباب ام الاصل فيه شيء اخر وذكروا فيها مذاهب شتى وانما يقال انها مذاهب شتى باعتبار كثرتها فان بعض اهل الاصول عد في هذه المسألة خمسة عشر مذهبا بعض الاصوليين - 00:27:49ضَ
ذكر في هذه المسألة خمسة عشر مذهبا وهي الامر المجرد للشريعة هل يحمل على الوجوب من حيث الاصل ام لا ام على الاستحباب الى غير ذلك وعامة هؤلاء يجزمون بانه لا يستقر على وجه - 00:28:10ضَ
لانه لا يستقر على وجه واطلق لجمهور الاصوليين ويضاف احيانا لجمهور الفقهاء وكأن الثاني فيه نظر والله اعلم ان الاصل في الامر الوجوب وهذه المقدمة من حيث هي من حيث هي من حيث النتائج - 00:28:30ضَ
قد تكون مقدمة لفظية قد تكون مقدمة لفظية لان اصل المسألة وهي الامر المجرد في الشريعة عليه سؤال من جهة فرض تقديره وعلى فرض عدم تقديره لا يقع السؤال على المسألة من اصلها - 00:28:55ضَ
بمعنى هل في الشريعة امر مجرد حتى نقول اذا جاء الامر المجرد فعلى اي وجه نحمله او يقال ان السياق لا بد ان يميز الوجه فاذا كان السياق يميز الوجه - 00:29:18ضَ
لم يقدر الامر المجرد ولذلك قيل في المجلس الذي سبق بان التشريع يتعلق بالصفة ويتعلق بالشروط ويتعلق بالقواعد في القواعد تسوق الحكم اهو اذا كان امرا للوجوب؟ ام للاستحباب وهذا ما يشير اليه الشافعي في كلمة الارشاد - 00:29:35ضَ
فان الارشاد يصرف العمر في بعظ مقاماته عن الوجوب الى الاستحباب وهذا الصرف صرف في الذهن والتصور والا هو في نفس الامر ليس صرفا لان الامر من عند الله انما يقع على وجه واحد - 00:30:02ضَ
ولا يصرفه صارف وانما الصرف على هذا التقدير هو النسخ الذي يثبت فيه الحكم ثم ايش ثم ماذا؟ ثم يرفع هذا الحكم فهذا هو الذي يسمى صرفا ونسخا هو الذي يسمى صرفا - 00:30:22ضَ
ونسخن والتخصيص قد يقاربه والتخصيص قد يقاربه ولهذا صار بعض الصحابة يسمي ما سماه الاصوليين او ما سماه الاصوليون يسميه مسخا وهو عند الاصوليين التخصيص فاذا كان كذلك اذا كان كذلك - 00:30:42ضَ
فيقال الارشاد قد يكون مما يعرف به ان الامر للاستحباب او ان النهي للكراهة وسيأتي ان شاء الله تفصيل لذلك في مقام الامر والنهي. نعم قال رحمه الله ثم معرفة ما ضرب فيها من الامثال الدوالي على طاعته ولو بقيت بقي اسم الاباحة؟ قال والاباحة باعتبار - 00:31:07ضَ
ان الاباحة حكم شرعي فان الاحكام الشرعية خمسة الواجب او الوجوب والاستحباب والتحريم والكراهة والاباحة والاباحة من الاحكام الشرعية وتكلم بعض النظار انها حكم عقلي وليست حكما شرعيا وتكلم بعض الاصوليين في الاباحة من جهة - 00:31:32ضَ
وجه التكليف فيها لما سموا الاحكام الخمسة الاحكام التكليفية وقالوا انه لا تكليف فيها فكيف تكون من الاحكام التكليفية وهذا السؤال على الاباحة اين وجه التكليف فيها؟ هو موجبه اسم التكليف - 00:32:03ضَ
وموجبه الاصطلاح ولم توجبه الشريعة على هذا الاسم بمعنى ان تسمية الاحكام الخمسة بمجموعها الاحكام التكليفية هو الذي اثار هذا السؤال عند النظار ولو عدل عن التسمية الى تسمية مناسبة - 00:32:22ضَ
والى تسمية محكمة لما ورد هذا السؤال فاذا سميناها الاحكام التشريعية او الشرعية ما ورد هذا السؤال اليس كذلك وانما قالوا التكليفية ليميزوها عن الحكم الوضعي الذي يقولون لا تكليف فيه - 00:32:41ضَ
لكن صار مراجعوهم عن النظار ينظرون الى الاباحة ويقولون هي مستوية الطرفين فاين التكليف فيها وبعضهم سلسل هذا السؤال على المستحب وبعضهم سلسل هذا السؤال على المكروه لانه لا يؤاخذ بفعله - 00:33:00ضَ
وبعضهم سلسل هذا السؤال على الواجب عند العجز عنه وهذا كله فرغ عن تسمية لم تكن محكمة في ذاتها ولا نقول انها غلط لكنها ليست محكمة وانما كنتيجة الاباحة حكم - 00:33:20ضَ
شرعي بصريح الكتاب والسنة قال الله جل ذكره يا ايها النبي لما تحرم ما احل الله لك قال الله تعالى ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب - 00:33:35ضَ
وفي حديث عياض ابن حمار المجاشع في صحيح مسلم وغيره قال الله جل وعلا كل مال نحلته عبدا حلال الاباحة حكم من احكام الله جل وعلا ولكن احكام الله اما ان تكون بالتسمية المعينة - 00:33:58ضَ
واما ان تكون بالتسمية الكلية وقد اباح الله جل وعلا لنا ما خلق من الطيبات وصار الاصل في الاعيان الاباحة والاصل في الاطعمة الاباحة فلا يلزم ان الحكم يرد على كل معين وانما - 00:34:16ضَ
الحكم اما ان يقع كليا واما ان يقع مفصلا جزئيا ولا يخرج شيء مما يقع للمكلفين الا وفيه حكم لله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله ثم معرفة ما ضرب فيها من الامثال الدوالي على طاعته المبينة لاجتناب معصيته وترك الغفلة عن الحظ - 00:34:36ضَ
ازدياد من نوافل الفضل فالواجب على العالمين ان الا يقولوا الا من حيث علموا. وقد تكلم في العلم من لو امسك عن بعض ما تكلم فيه منه لكان امساك اولى به واقرب من واقرب من السلامة له ان شاء الله - 00:34:59ضَ
فقال فقال منهم قائل ان في القرآن عربيا واعجميا الشافعي رحمه الله ثم معرفة ما ضرب فيها من الامثال لما ذكر ترتيب الادلة ومن لا يميز مرادات الامام الشافعي قد يتوهم - 00:35:17ضَ
انه يتحدث عن علم الاصول والتشريع ثم يعرظ له بعظ الوعظ وهذا صحيح اذا فهم الوعظ على درجته الشرعية كما قال الله ولو انهم فعلوا ما يوعظون به ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة فالموعظة احد طرق العلم المعتبرة - 00:35:38ضَ
لكن فيما بعد قصر امر الموعظة الى معنى ظيق الشاهد هنا في كلام الشافعي ما صلة قوله ثم معرفة ما ضرب فيها من الامثال الدوالي على طاعته المبينة لاجتناب معصيتها وترك الغفلة عن الحظ - 00:36:03ضَ
والازدياد من نوافل الفضل ما صلة هذه المعاني بترتيب علم الاصول بترتيب علم الاصول. اراد بذلك رحمه الله ان الوصول الى الاحكام على وجهها الصحيح ولا سيما الاحكام التي يدخلها الاجتهاد - 00:36:25ضَ
لان ما لا يدخله الاجتهاد قد استقر بورود الاجماع والنص القاطع به ولكن ما يدخله الاجتهاد في مسائل فروع الشريعة اراد رحمه الله ان يبين ان من طرق العلم بها - 00:36:47ضَ
وبيان الاجتهاد المناسب فيها سعة المعرفة بورود الشريعة بمعنى كما انه يقع لك وترى في نظر الباحثين ولا سيما من المعاصرين انهم قد يتتبعون بعض المفردات من الرواية التي فيها حرف زائد فترى ان الحديث - 00:37:04ضَ
مخرج في الصحاح والسنن ثم ترى ان بعظ الروايات تفردت بحرف زائد فيقع الالحاح احيانا على البحث على هذا الحرف الذي تردد كثيرا عند اهل الحديث في اعتباره او غلب على كثير منهم القول بشذوذه او اعلاله - 00:37:32ضَ
فاذا رجحه مرجح متأخر ظن انه هو المعيار المفصح بحكم المسألة ظن انه هو المعيار المفصح بحكم المسألة وحقه ربما ان يكون شاهدا من شواهدها فان كل ما ثبت من هدي الرسول عليه الصلاة والسلام لا شك انه شاهد في احكام الشريعة وبه تعرف احكامها - 00:37:53ضَ
لكن الشافعية هنا يشير في في بناء الاجتهاد ومعرفة التشريع الى معنى قد ذكر في كلام الله محكما وهو الاعتبار في فهم التشريع بمعنى ان الفقيه والمجتهد بمعنى ان الفقيه المجتهد - 00:38:20ضَ
يعتبر بورود الادلة في الشريعة فلا ينظر الى المسألة باعتبارها جزءا منفكا عن غيرها نضرب لذلك مثلا حتى يتضح المقصود اذا اخذت مسألة في الزكاة او في الصلاة او في الحج او في المعاملات المالية او في الجنايات او في الحدود او نحو ذلك - 00:38:40ضَ
فاعتبرها بدليلها الخاص ولكن حتى لو بان لك ان الدليل الخاص قد سمى حكمها فانظر الى موردها من باب هذا العلم فاذا نظرتها في باب هذا العلم اما ان يكون الدليل الخاص - 00:39:05ضَ
قد وافق هذا الباب فيكون ذلك احكاما في الاجتهاد واذا بان لك ان باب هذا العلم قد خالف ما ظننته او انتهيت اليه او قرأته في اجتهاد سابق لامام سابق - 00:39:27ضَ
قال فهو غيره من الائمة فهذا يجعل لك درجة من المراجعة هي ان ما بان لك محكما قد لا يكون في نفس الامر محكما وما بان لك مجزوما به قد يكون في نفس الامر - 00:39:45ضَ
ليس ايش؟ ليس كذلك. وهذه طريقة كان الفقهاء قديما يتوسعون فيها حتى اصل لها اصحاب الامام ابي حنيفة اصلا وان كان الشافعي في رسالته هذه لم يرتظ هذا الاصل لانه يظيق العمل بالسنن - 00:40:03ضَ
فاصل لها الاحناف لقوة مراعاتهم لها ما تكلموا فيه من ان الخبر الواحد اذا خالف القياس وهذا مرتضى المحدثون اطلاقه مرتضى المحدثون ولا فقهاء المحدثين اطلاقه لكن هذه مسألة بين المحدثين والفقهاء - 00:40:24ضَ
ولكن اصلها صحيح حتى عند فقهاء المحدثين والشافعي الذي تكلم عن اغلاق اطلاق الاحناف او اهل الكوفة هو يبين لك هذا وهو اعتبار المسألة بقواعدها وبموارد بابها وان كانت العبارة التي قالها - 00:40:52ضَ
بعض ائمة الحنفية لا شك انها عبارة فيها فيها تجوز وحتى صار بعض الفقهاء منهم وممن تفرع على طريقتهم او حاكاها نوع محاكاة حتى قد يقول ذلك بعظ اصحاب احمد - 00:41:16ضَ
مع ان الامام احمد لا يجوز هذه الطريقة البتة وترى بعض الفقهاء من اصحاب احمد يقولون مثلا في السلم لبيع السلم يقولون وبيع السلم على خلاف القياس او حديث ابن عباس في السلم جاء على خلاف - 00:41:35ضَ
القياس مع ان امامهم الامام احمد بالقطع لا يجوز هذه الطريقة لا يصح ان يقال في سنة بانها جاءت على خلاف القياس وحتى المحققون من الاحناف حتى المحققون من الاحناف لهم تقييد على هذه الطريقة - 00:41:53ضَ
الشاهد انك لا تقول بان الادلة تعتبر بموافقة القياس هذه مقدمة فيها مجازفة علمية لان الادلة هي الحاكمة على القياس وان كان بعض محقق الحنفية ارادوا بالقياس المحكم من القواعد التي ترد لها الفروع فيكون القياس هنا اشبه ما يكون بتخريب - 00:42:12ضَ
يجي الفرعي على الاصل لكن الشافعي هنا يشير الى معنى في الفقه المعاصر يفوت كثيرا وهو كما انك تنظر في الدليل المفصل لعين المسألة فانظر الى دليلي بابها فمثلا اذا اخذنا باحكام الزكاة - 00:42:36ضَ
مسألة من مسائلها وهي حلي النساء المعد للاستعمال. او الذي تستعمله المرأة فانك تنظر هذه المسألة في النظر في مفصل دليلها اي الادلة المفصلة التي وردت في حلي النساء فليس في كتاب الله دليل مفصل في ذلك - 00:43:04ضَ
وانما في كتاب الله امر الذهب والفضة كما في قوله والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله. لكن جاء في السنن في حديث ام سلمة وفي حديث عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده - 00:43:26ضَ
وغير ذلك واخص ما في الباب هذا الحديث وهو حديث عمرو ابن شعيب عن ابيه عن جده فهذا بحث في مفصل الدليل واذا انتهت النتيجة فيه على هذا القول الذي قاله ابو حنيفة - 00:43:42ضَ
بان حلي النساء فيه زكاة او على القول الذي قاله مالك والشافعي واحمد بانه لا زكاة فيه فمن حيث المنهج الذي يشير له الشافعي هنا اعرض المسألة بعد عرضها على مفصل الدليل - 00:44:00ضَ
اعرض هذه النتيجة التي فهمتها من مفصل الدليل وهذا هو المقصود والا لو تحقق عنا ما وصلت اليه هو ما قضى به مفصل الدليل فقط على انه سيوافق قواعد الدليل - 00:44:17ضَ
لكن لفحص الاجتهاد لفحص ايش الاجساد اعرض هذا الحكم المفصل على قاعدة الباب في هذا الحكم فتجد ان قاعدة الباب ان ما يستعمله الانسان قد استقر في الشريعة انه لا زكاة - 00:44:34ضَ
لا زكاة فيه واصله في حديث ليس على المسلم في عبده ولا في فرسه صدقة وهذا مجمع عليه في الجملة فهذا الفرع اذا رددناه الى هذا الاصل من حيث الاقتضاء يكون - 00:44:55ضَ
لا زكاة عليه اليس كذلك فهذا مما يوازن لك درجة الاجتهاد ولذلك من غريب المسائل هنا انهم يقولون بان في عند الاحناف بان حلي النساء فيه زكاة ويقولون ان هذا موافق للقياس - 00:45:14ضَ
ويريدون بموافقة القياس ان الاصل في الذهب ان الاصل في الذهب الزكاة ويمكن ان يقال بانه يخالف القياس باعتبار ان الاصل فيما يستعمله الانسان انه لا زكاة فيه. ولذلك تكون النتيجة هنا - 00:45:37ضَ
انه لا بد من عرظ المسألة على مفصل دليلها وعلى قاعدة بابها وهذا ابلغ في الاجتهاد وهو الذي كان الائمة رحمهم الله يفعلونه ولذلك يعرفون بقواعد الباب صرف الامر عن الوجوب الى ايش - 00:45:58ضَ
الى الاستحباب اذا عبرنا بكلمة الصرف او بعبارة ادق يعرفون بقواعد الباب حمل الامر اهو على الوجوب ام على ام على الاستحباب؟ نعم قال رحمه الله فقال منهم قائل ان في القرآن عربيا واعجميا - 00:46:21ضَ
والقرآن يدل على ان ليس من كتاب الله شيء الا بلسان العرب. هذه الدعوة التي تكلم عنها طائفة وهم ليسوا قليلا بل جملة من علماء التفسير علماء اللغة وغيرهم وترى ان الشافعي هنا يحاور ويراجع في دفعها. نعم - 00:46:40ضَ
ووجد قائل هذا القول من قبل ذلك منه تقليدا له وتركا للمسألة له عن حجته. ومسألة غيره ممن خالفه وبالتقليد اغفل من اغفل منهم والله يغفر لنا ولهم ولعل من قال ان في القرآن غير لسان العرب. وقبل ذلك منه ذهب الى ان من الى ان من القرآن خاصا يجهل - 00:47:02ضَ
بعضهم بعض العرب ولسان العرب اوسع الالسنة مذهبا. واكثرها الفاظا. نعم هذا تقرير الشافعي في نظره للغة بان هذا العرب او احاد شعراء العرب من قال انهم يعرفون جميع مفردات - 00:47:28ضَ
العرب ولذلك بعظ الشعراء من شعراء العرب الذين طافوا بوادي واقاليم جزيرة العرب بالذاك نجد ان عندهم من الكلمات التي لم تكن معروفة في بعض اجزاء جزيرة العرب ولذلك امرؤ القيس باعتباره اتى جنوب الجزيرة وشرقها وغربها - 00:47:46ضَ
فاذا قرأت شعره فانه وصف شرق جزيرة العرب ووصف جنوبها ووصف شمالها وخرج عن شمالها حتى دخل بلاد الشام الى اخره وذكر معالم يدلك انه طاف هذه الموارد من اقاليم بلاد العرب والتقى اهلها وتكلم معهم - 00:48:10ضَ
وهم اهل لغة واحدة لكن يقع عندهم من بعض الكلمات ما ليست من كلمات غيرهم. نعم قال وكثر سيرته في تطوافه بجزيرة العرب في قصيدته التي هي من اواخر شعره التي ابتدأها بقوله فما لك شوق - 00:48:35ضَ
بعد ما كان اقصرا وحلت سليمة بطن قوم فعرعر فانه ذكر فيها كيف اتى الى بيشة التي لا تزال باسمها الى الان وكيف اتى منطقة الاحساء وكيف رأى نخيل النخيل في تلك المنطقة وكيف ذكر ما بين اهلها من التعاند او الخصومة على بعض - 00:48:53ضَ
لنخيلها وما الى ذلك وذكر بعد ذلك دخوله الى بلاد الشام ولذلك سيصير في شعره من كلمات يقولون عنها في العربية بان هذه من كلمات اهل اليمن مثلا او يقولون بانها من كلمات - 00:49:16ضَ
جنوب جزيرة العرب لم تكن معروفة في شمال جزيرة العرب او في بعض بواديها وهكذا فالشافعي هنا يقرر هذه النتيجة وهو ان لسان العرب لا يجمعه شاعر او خطيب او واحد حتى قال في اخر كلامه بانه لا يجمعه الا نبي. نعم - 00:49:33ضَ
قال رحمه الله ولا نعلمه يحيط العرب ولسان العرب ولسان العرب اوسع الالسنة مذهبا واكثرها الفاظا ولا نعلمه يحيط بجميع علمه انسان غير نبي. نعم يقول لا يحيط بلسان العرب الا نبي - 00:49:53ضَ
ويقول الشافعي رحمه الله وبالتقليد اغفل من اغفل منهم الشافعي حرف بذكائه واشاراته في رسالته ولهذا ذكرت في المجلس الاول الشهر الماضي بان هذه الرسالة تضمنت جملة من الاشارات والتنبيهات - 00:50:10ضَ
وان كان مصطلح الاشارات والتنبيهات اه استعمله غيره على معنى اخر يبعد عن ذلك ابن سينا مثلا في كتابه الاشارات والتنبيهات لكن فيها اشارات وتنبيهات ما صلة مسألة التقليد هنا - 00:50:34ضَ
ما صلة مسألة التقليد هنا كأن الشافعي يشير رحمه الله الى معنى شريف وهو ان من قال بان لغة العرب فيها ما ليس من كلام العرب انما هذا التوارد في بعض الكتب او في بعض الاراء - 00:50:50ضَ
هو توارد بالتقليد وليس هذا العدد الذين قالوا به بنوه على مقدمات علمية مفصحة فان غاية ما يسببون به ان يسموا بعض المفردات من الكلمات ثم يقولون وهذا لم يرد في كلام العرب - 00:51:09ضَ
ويقصدون بكلام العرب ماذا؟ ما نقل اليس كذلك واحاديث العرب وكلام العرب لم تنقل الذي نقل هو شعر العرب وخطب العرب وبعض سياقات كلام العرب وليس كل ما تكلم به العرب - 00:51:27ضَ
بجميع اوجههم ولهجاتهم قد حفظته الكتب بعد ذلك ولذلك قلنا ان برهان اللغة حقا هو ماذا هو القرآن الذي قطع كل شبهة على هذه اللغة ولذلك لا يوجد لغة لها قوام - 00:51:43ضَ
ولها استقرار ولها انتظام تام اليوم والى قيام الساعة كما يوجد للغة العرب فصار لها بعد نزول القرآن من الصفة والكمال ما ليس لاي لغة من لغات بني ادم وهنا انما قال الشافعي بالتقليد - 00:52:02ضَ
من اغفل؟ اذا المسألة فيها ايش تقليد صاحبه غفلة غفلة عن ماذا؟ غفلة عن المقدمة العلمية الظرورية عن المقدمة العلمية الظرورية كانه يقول لك بان هذا الترتيب من حيث المنطق العلمي - 00:52:20ضَ
ترتيب لا يصح وانما ينقله من ينقله ايش تقليدا وتقليد فيه مادة من الغفلة وهذا من تحرز الشافعي لان التقليد قد يقع على وجه من العلم فيكون من التقليد الممدوح - 00:52:38ضَ
لان اسم التقليد ليس ممدوحا على اطلاقه وليس مذموما على اطلاقه فاذا وصف فبان وصفه على وجه مناسب صار ممدوحا واذا وصف فبان وصفه على وجه غير مناسب لم يكن - 00:52:57ضَ
ممدوحا وهذا من هذه الاشارة من الشافعي حري بطالب العلم ان يتفطن لها في امثلة كثيرة فانه شاع في المتأخرين ذم التقليد واذا نظرت في المقدمات اذا نظرت في المقدمات لم تجد ان التقليد من حيث هو - 00:53:14ضَ
يكون ايش مذموما فان التقليد قد يسمى على وجه الاتباع قد يسمى على وجه الاتباع ومعرفة الدليل بل قد يسمى على وجه الاخذ بالقول من غير معرفة الدليل من غير معرفة الدليل ويكون ايش - 00:53:37ضَ
ويكون محمودا قد يكون التقليد من الاتباع لمن سبق ويكون المقلد عارفا بدليله فيكون محمودا وهذا وجه بين بل قد يقع التقليد محمودا ممن يأخذ بالحكم ولو لم يكن عارفا - 00:53:58ضَ
بدليله وهذا في شأن العامة الذين قال الله فيهم فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون فان العامي يأخذ الحكم ولا يلزمه ان يعرف وفصل الادلة ومع ذلك تقليده هذا تقليد - 00:54:18ضَ
حسن اليس كذلك ومشروع بل قد يكون في حقه قد يكون في حقه واجبا وقد يسمى العمل بالقول مع ترك الدليل او مع ان القول يخالف الدليل عند عارف بالدليل - 00:54:38ضَ
قد يسمى تقليدا فاذا سمي هذا تقليدا قيل هذا تقليد مذموم ولكن اذا نظرت من حيث الوقوع فهل الغالب من حيث الوقوع في شأن المسلمين منذ عصر الصحابة الى اليوم هو التقليد - 00:54:56ضَ
على هذا او على هذا هذا يختلف باختلاف الموارد وهناك التقليد في البدع وهو كثير ويتوارد عليه فئام من الناس يقلدون متبوعين في بدع وضلالات فهذا لا شك انه من التقليد المذموم بل منها - 00:55:16ضَ
انحراف عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم لان النبي عليه الصلاة والسلام قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد كما في حديث عائشة وبلفظ الصحيحين من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد - 00:55:37ضَ
ولكن في التقليد الفقهي الذي عرف اما بين اهل العلم واما بين اهل العلم والعامة فهذا جمهوره من التقليد الايش الحسن المناسب واسم التقليد من حيث هو ليس مذموما في كلام الله ورسوله - 00:55:57ضَ
ولا تقتضي اللغة من حيث الاصل انه من الاسماء المذمومة فهو من الاسماء الاظافية حتى في علم المنطق يعتبرونه اسما اظافيا يعتبرونه اسما اظافيا يعني ليس له حكم قائم حتى يظعف - 00:56:17ضَ
وحتى يلحق ولذلك لا يوجب حكما الا حكم المعنى وحكم المعنى ليس هو الحكم المقصود هنا حكم المعنى اي فهم المعنى منه وعليه فاحيانا يقال التقليد وكان الله حرم هذا الاسم. هذا اسم - 00:56:35ضَ
هذا اسم مطلق هذا لا يوجب حقا ولا يوجب باطلا بمجرده فهذه الاشارة من الشافعي اشارة ولها نظائر كثيرة بطرق العلم ومعرفة العلم وفحص الادلة وفحص الاسماء الى غير ذلك نعم - 00:56:53ضَ
قال رحمه الله ولكنه لا يذهب منه شيء على عامتها حتى لا يكون موجودا فيها من يعرفه والعلم به عند العرب كالعلم بالسنة عند اهل الفقه. لا نعلم رجلا جمع السنن فلم يذهب منها عليه شيء. هذه مقارنة حسنة - 00:57:12ضَ
من كلام الشافعي يقول بان لسان العرب لا يجمعه واحد منهم ولا يحيط به الا نبي فكأنه هنا صرح باستثناء النبي صلى الله عليه وسلم لكن اتى به على سياق مناسب والا نتيجة كلامه ان هذا القول - 00:57:29ضَ
في قوله لا يحيط به واحد منهم لا يدخل فيه الرسول عليه الصلاة والسلام لا يوصف به النبي عليه الصلاة والسلام ولكن اه مع ذلك لا تخفى لغتهم على عامتهم - 00:57:48ضَ
وشبه ذلك بمسائل الفقه والسنن في مسائل الفقه والسنن فانه لا يجمعها عالم وفي المقابل يقال لا تخفى على لا تخفى على عامتهم. نعم قال رحمه الله فاذا جمع علم عامة اهل العلم بها اتى على السنن. واذا فرق علم واذا فرق علم كل واحد منهم ذهب - 00:58:02ضَ
اعليه الشيء منها ثم كان ما ذهب عليهم منها موجودا عند غيره. نعم ولهذا لا يفوت على جميعهم ولهذا لا تجمعوا الامة على ظلالة ولا يجمع المجتهدون على خطأ في اجتهادهم - 00:58:27ضَ
نعم قال رحمه الله وهم في العلم طبقات منهم الجامع لاكثره وان ذهب عليه بعضه. اذا انتهت المقدمة المتعلقة باللغة وطريقة الشافعي انه يذكر المسألة ثم يعود بعد ذلك الى ذكرها - 00:58:42ضَ
في مقام اخر ليس تكرارا وانما لوجود مناسب في تقريرها ويكون تقريره لهذه المسألة كمسألة اللغة او مسألة الاجماع او مسألة سنن النبي سترى انه في رسالته قد يتوهم البعض بانه كرر ذلك - 00:58:59ضَ
بانه كرر كلامه وليس كذلك ليس تكرارا محضا بل يكون هنالك من دلالات المعنى واضافة المعنى ما ليس في المقام الاول. نعم قال رحمه الله وهم في العلم طبقات. منهم الجامع لاكثره وان ذهب عليه بعضه. ومنهم الجامع لا قل مما جمع غيره - 00:59:17ضَ
وليس قليل ما ذهب ما ذهب من السنن على من جمع اكثرها دليلا على ان يطلب علمه عند غير طبقته من اهل العلم بل يطلب وعند نظرائه ما ذهب عليه حتى يؤتى على جميع سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم بابي هو وامي. فيتفرد جملة - 00:59:39ضَ
العلماء بجمعها وهم درجاء وهم درجات فيما وعوا منها وهكذا لسان العرب اما بلسان العلم بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم العلماء فيه طبقات وهذا امر بديهي هذا امر - 00:59:59ضَ
بداهي ولكن ما نتيجة هذا الامر البديهي في العلم لطالب العلم والباحث في اصول الشريعة هو ان القول اذا قاله اذا قاله من كان من اهل الطبقة الاولى فان ثمة طبقات - 01:00:16ضَ
وان كان ليس هنالك المعيار المنتظم الذي تقول ان هذا في هذه الطبقة وهذا في تلك الطبقة لكن يعلم قطعا ان العلم او ان اهل العلم طبقات ولكن اذا نظرنا الى الكبار الذين شاعوا او استفاض شأنهم كمالك احمد - 01:00:38ضَ
او كعبي حنيفة وهؤلاء في طبقة العلم الاولى اليس كذلك وقبلهم فقهاء الصحابة وكبار ائمة التابعين الى غير ذلك ولذلك سموا الفقهاء السبعة في المدينة مع انه كان يوجد غيرهم - 01:00:59ضَ
اليس كذلك وهذا شأن مستقر. وصار لقوم متبوعين ولم يكن لاخرين فهذا شعر مستقر فما اثر ذلك على فهم التشريع ما اثر ذلك على فهم التشريع من اثره نعم. فاذا اشار الشافعي رحمه الله - 01:01:15ضَ
الى طبقات اهل العلم بالشريعة وان كان سيستعمل هذه المقارنة مع طبقات اهل العلم في اللغة ليصل الى نتيجة تميز هذا المعنى الذي تحدث عنه في ابتداء قوله بان لسان العرب - 01:01:38ضَ
لا يجمعه واحد من اعيانهم الا ان يكون نبيا ويريد بذلك الرسول عليه الصلاة والسلام وهذا المعنى الذي اشار اليه في طبقات اهل العلم يكون مفيدا لطالب العلم من جهة - 01:01:55ضَ
انه اذا نظر في المسألة على قول امام فان المعرفة بدرجة هذا الامام في طبقات العلماء له اثر في ادراكه لهذه المسألة وبالقول فيها وذلك ان الائمة الكبار كالامام ابي حنيفة - 01:02:12ضَ
وكالام احمد وكالامام الشافعي وكالام ما لك وامثال هؤلاء من كبار ائمة الحديث وائمة الفقه هؤلاء عندهم من الصفة في علم الشريعة من جهة حسن جمعها وفقه مراد الشارع من الشريعة - 01:02:35ضَ
والمعرفة بمفصل ادلتها وان كانوا في ذلك متفاضلين كما هو معروف من سعة علم اهل الاثر بالاثار ومفصل السنن ولذلك يكون التخطي لارائهم ولا سيما اذا صار جمهورهم على قول - 01:02:55ضَ
فان المسائل كما نعرف من حيث الترتيب اما ان تكون جماعا واما ان تكون خلافا اما موارد الاجماع فهي مستقرة واما المسائل التي اشتهر فيها الخلاف بين الفقهاء فهذه سعتها واضحة - 01:03:13ضَ
وفي الغالب ان الدلالة فيها او الثبوت فيها يكون ظنيا وان كان هذا ليس مطردا وان كان هذا ليس مطردا. ولكن النتيجة التي تناسب هذا المحل هي في المسائل التي - 01:03:31ضَ
اليها جمهور المتقدمين فاذا صار جمهور المتقدمين من كبار الفقهاء والمحدثين على قول فهذا من حيث القواعد لا يقال بانه واجب الاتباع لان الاتباع الواجب انما يكون للدليل او للاجماع الذي - 01:03:46ضَ
هو مستند للدليل اليس كذلك؟ ولكن اذا بان لجمهور المتقدمين قول ولا سيما اذا اتفق عصرهم واختلف نصرهم فاذا اتفق العصر واختلفت الامصار وتجد ان اصحاب الامصار الذين تعاصروا هم على قول واحد في مسألة فهذه المسألة في الجملة يكون ما ينتهون اليه هو - 01:04:06ضَ
الصحيح. ولذلك لا يقال بانه يحرم مخالفة القول اذا كان القول الاخر محفوظا وليس شاذا فان القول المحفوظ يصح العمل به ولكن من الهدي المناسب لطالب العلم الا يتعجل المخالفة لجمهور المتقدمين - 01:04:34ضَ
وقد نظر كبار الفاحصين من متأخر المحققين في هذه المسائل ومنهم ابو عمر ابن عبد البر من اصحاب مالك واشار الى هذا المعنى ابن كثير من اصحاب الشافعي واشار اليه ابن تيمية من كبار اصحاب احمد - 01:04:56ضَ
واشار اليه بل ربما زاد في تقديره الحافظ ابن رجب رحمه الله من ايضا محقق اصحاب احمد وكذلك في بعض الفقهاء من اه مذاهب اخرى اشاروا الى ان ما يكون عليه جمهور المتقدمين - 01:05:18ضَ
وهذا صبر صبروه ونظروه بان ما عليه جمهور المتقدمين هو الصحيح في الجملة او هو الراجح في الجملة فان قال قائل اليس المؤمن قد تعبده الله بكلام الله ورسوله قيل لا شك في ذلك وهذه مقدمة قطعية - 01:05:39ضَ
الثبوت قطعية الحكم اليس كذلك وهي من اصول الدين وقواعد الايمان ولكن التحري في اهل الاقتداء هذه سنة مأثورة وقد قال الله لنبيه اولئك الذين هدى الله فبهداه مقتدى ويبعد ان الصواب في مسألة من مسائل الفروع - 01:06:00ضَ
تطوف هذه المسألة في نظر كبار المجتهدين من الفقهاء والمحدثين مع اختلاف امصارهم ثم لا يصيرون فيها الى معرفة هدي النبي فيها حتى يعرفه بعض الافراد من علماء خراسان او بعض علماء ما وراء النهر - 01:06:22ضَ
او بعض اهل الظاهر او ما الى ذلك هذا فيه تكلف على الشريعة وعلى العقل نسأل الله سبحانه وتعالى باسمائه وصفاته ان يهدينا لما يحب ويرضى وان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح اللهم انا نسألك رضاك والجنة ونعوذ - 01:06:41ضَ
نعوذ بك من سخطك والنار اللهم اجعل هذه البلاد امنة مطمئنة وسائر بلاد المسلمين يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اللهم وفق ولاة امورنا لكل خير. اللهم اجعلهم هداة مهتدين - 01:06:59ضَ
اللهم وفقهم لما تحب وترضى وخذ بناصيتهم للبر والتقوى. اللهم اجعل هذه البلاد امنة مطمئنة سخاء رخاء وسائر بلاد للمسلمين اللهم انا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم انا نسألك العفو والعافية في الدنيا - 01:07:15ضَ
وان ترحمنا برحمتك في الاخرة وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد - 01:07:34ضَ