الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذا هو المجلس العاشر من مجالس شرح الطحاوية بشرح معالي شيخنا يوسف الغفيص - 00:00:00
وينعقد هذا المجلس في الثامن من شهر ربيع الثاني من عام اثنين وثلاثين واربع مئة والف في جامع عثمان ابن عفان بحي الوادي في مدينة الرياض قال قال الامام ابو جعفر ابو جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى - 00:00:17
والامن والاياس ينقلان عن ملة الاسلام. وسبيل الحق بينهما لاهل القبلة ولا يخرج العبد من الايمان نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله واصحابه اجمعين - 00:00:37
يذكر ابو جعفر رحمه الله ما يتعلق بمقامات العبودية وان سبيل العبادة التي بعث بها الانبياء عليهم الصلاة والسلام هو استصحاب مقام الخوف ومقام الرجاء واما اذا حصل مقام الامن وحده او مقام الاياس وحده - 00:00:54
فان هذا ليس من سبيل المؤمنين فانه لا يأمن مكر الله كما في كتاب الله الا القوم الخاسرون ولا يقنط من رحمة الله الا من ضل. قال الله تعالى ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون - 00:01:27
فالامن والاياس كلاهما ليس من سبيل المؤمنين وانما سبيل الايمان وسبيل الانبياء عليهم الصلاة والسلام وسط بين هذا وهذا بتحقيق مقام الخوف من الله ورجائه واعتبار عبادة الله سبحانه وتعالى بحق الله سبحانه وتعالى - 00:01:46
وانه مستحق للعبادة وانه يعبد محبة له جل وعلا مع استصحاب مقام الخوف والرجاء فهي مقامات ثلاثة مقام المحبة والخوف والرجاء وهي معتبرة مجتمعة وهي معتبرة مجتمعة نعم قال رحمه الله ولا يخرج العبد من الايمان الا بجحود ما ادخله فيه - 00:02:11
قال ويخرج العبد من الايمان الا بجحود ما ادخله فيه ولا يخرج العبد من الايمان الا بجهود ما ادخله فيه اي ان من جحد فان من جحد ما امر الله به او اخبر الله به فانكر معلوما من الدين - 00:02:39
ظاهر من الدين فان هذا الانكار يخرج من الملة واما اذا ترك حكما شرعيا لتأويل او لم يجعله محرما باجتهاد ونحو ذلك كما هو ظاهر في كلام العلماء والفقهاء فهذا ليس منه. انما مراد العلماء لما يذكرون الجحود هو الجحود لما كان شرعيا ثابتا في الشريعة - 00:03:03
كتكريم الكتاب والسنة والاحكام الثابتة بالشريعة اما من تأول حكما من الاحكام لخلاف فقهي فيه ونحو ذلك فهذا ليس من هذا الباب. نعم والايمان هو الاقرار باللسان والتصديق بالجنان. قال والايمان هو الاقرار باللسان والتصديق بالجنان - 00:03:29
وهذا التعبير قاصر في كلام الامام ابي جعفر رحمه الله لانه اعتبره بالطريقة التي عليها مرجئة الفقهاء وهم طائفة من فضلاء العلماء والفقهاء من اهل الكوفة واول من بدأ هذا القول من اهل العلم والفقه - 00:03:52
حماد بن ابي سليمان وان كان الارجاء سابقا له لكن قدماء المرجئة كانوا نظارا منحرفين عن اصول السنة والجماعة واما من كان من سواد الفقهاء والائمة المعظمين للسنة والجماعة فاول من بدأ ذلك هو حماد ابن ابي سليمان الفقيه - 00:04:15
ولم يكن من المتكلمين ولم يكن من النظار بل كان من عداد الفقهاء وله فقه معروف وهو امام فاضل وفقيه كبير لكنه زل في هذه المسألة مسألة الايمان واصحابه ومن قبله من كبار فقهاء الكوفة كابراهيم النخعي - 00:04:39
امام الكوفيين ومن قبله كذلكم اتباع عبد الله بن مسعود معلوم ما هو متواتر عند سائر ائمة السنة من الصحابة ومن بعدهم ان الايمان قول وعمل فهذا عرظ في فقه الكوفيين واول من عرظ له حماد ابن ابي سليمان - 00:05:05
ولما تقلد هذا القول الامام ابو حنيفة رحمه الله وهو امام متبوع كما هو معروف وصار له مذهب واسع شاء هذا القول في كثير من الحنفية وغيرهم والصحيح الذي عليه سواد ائمة السنة وهو اجماع السلف الاول من الصحابة - 00:05:27
والتابعين ان الايمان قول وعمل وان الاعمال داخلة في مسمى الايمان وقول باللسان وقول بالقلب قول القلب هو تصديقه وعمل القلب وعمل الجوارح وجمل السلف في الايمان متنوعة وهذا التنوع في الالفاظ والا الدلالة والمتظمن واحد - 00:05:55
والمشهور عن اكثر ائمة السنة انهم عبروا ان الايمان قول وعمل وارادوا بالقول قول القلب وقول اللسان وهذا يقع في كلام العرب وفي لسان العرب وارادوا بالعمل عمل القلب وعمل الجوارح - 00:06:24
وعبر بعض ائمة السنة بما هو المشهور في كلام بعض المتأخرين انه قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالاركان وبالجوارح وهذا تعبير فيه بيان لمن لم يكن عالما او فقيها فانه اكثر تفصيلا - 00:06:42
وان كانت الكلمة التي قالها كبار الائمة واكثرهم اجود من بعض الوجوه اللفظية لكن هذه كلمة ايضا قالها الشافعي رحمه الله وجماعة والمقصود ان العبارات المأثورة عن ائمة السنة في هذا واحدة في دلالتها - 00:07:04
وهي دالة على ان الاعمال داخلة في مسمى الايمان خلافا للمرجئة وقولهم ان الايمان يزيد وينقص وبهذا خالفوا الخوارج والمعتزلة وقول ائمة السنة والجماعة ان الايمان قول وعمل يزيد وينقص - 00:07:25
فكونه قولا وعملا خرج بذلك قول المرجئة وكونه يزيد وينقص خرج بذلك قول المعتزلة والخوارج من وجه وقول المرجئة من وجهه لان الاصل الذي اشتركت فيه الطوائف في مسألة الايمان مرجئتهم وغولاتهم - 00:07:46
وانهم جعلوا الايمان واحدا والصحيح ان الايمان يزيد وينقص وله اصل وله فرع كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وسبعون شعبة نعم وجميع ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم من الشرع والبيان كله حق - 00:08:06
والايمان واحد واهله في اصله وجميع ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشرع والبيان كله حق. وهذا معنى مجمل وهو مما يجب على المسلمين اعتقاده وهو الالتزام والتصديق بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:08:31
ثم يقول ابو جعفر رحمه الله والايمان واحد واهله في اصله سواء وهذا تفريغ عن قول مرجئة الفقهاء والصواب ان الايمان يزيد وينقص واما ان يقال انه واحد او ليس بواحد فهذا تعبير حادث - 00:08:52
هذا تعبير حادث ولذلك لا يلزمك فقها وسنة ان تقول بل الايمان ليس واحدا فان التعبير باطلاق ان الايمان واحد او ليس واحدا هذا تعبير حادث وفيه جمال وفيه اجمال - 00:09:12
والصواب ان يقال الايمان يزيد وينقص كما جاء في كتاب الله في مواضع متعددة من القرآن ذكر زيادة الايمان ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم ويزيد الله الذين اهتدوا هدى وكما يزيد فانه ينقص وان كان حرف النقص - 00:09:31
ولفظ النقص لم يرد به نص في القرآن وكذلك في السنة في الجملة الا ما جاء في حديث ذكر النساء وهو حديث ثابت في الصحيحين وقول النبي فيه عليه الصلاة والسلام ما رأيت من ناقصات عقل ودين - 00:09:54
واستدل به كثير من اهل العلم على وجود هذا الحرف ولكنه بمقتضى ضرورة العقل فان ذكر احد المتقابلين يستلزم قابلية المحل ضرورة للمتقابل الاخر فلما قضت نصوص الشريعة صراحة بان محل الايمان قابل للزيادة وهذا ما صرح به القرآن اليس كذلك - 00:10:19
فان ضرورة العقل تدل على ان المحل اذا كان قابلا لاحد المتقابلين لزم قبوله للاخر ولذلكم الامام مالك رحمه الله لما سئل عن زيادة الايمان ونقصه وذكر قول الله تعالى - 00:10:46
ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم. قيل يا ابا عبد الله ونقصه قال سبحان الله كما يزيد ينقص لانه لما كان من قابل للزيادة فبالضرورة انه يكون قابلا بالنقص وان كان الاستدلال بالحديث فيه وجاهة - 00:11:07
والحديث مورده ليس فيما يكون اكتسابا من العبد. لان قول النبي ما رأيتم من ناقصات وما رأيتم من ناقصات عقل ودين لما امر النساء بالصدقة وقال فاني رأيتكن اكثر اهل النار وما رأيتن ناقصات عقل ودين. نقص الدين هنا ليس النقص المكتسب - 00:11:25
والذي يذكر في باب الايمان انه يزيد وينقص اليس كذلك بل هذا النقص هو قضاء سابق من الشارع ان المرأة لا تصلي وهي حائض وشهادتها نصف شهادة الرجل في جملة الموارد - 00:11:49
فان قيل اذا كان هذا ليس في النقص المكتسبة المكتسب فكيف يستدل به عليه قيل لما سماه الشارع نقصا وهو ليس مكتسبا فمن باب اولى اذا كان من ايش اكتساب العبد للمعصية ان يسمى نقصا - 00:12:12
لما سمي هذا نقص وهو ليس بمكتسب فمن باب اولى ما كان مكتسبا. المقصود ان الايمان يزيد وينقص وله اصل وله فرع نعم قال رحمه الله والتفاضل بينهم بالخشية والتقى ومخالفة الهوى وملازمة الاولاد. نعم قال والتفاضل بينهم بالخشية - 00:12:32
التقى ومخالفة الهوى وملازمة الاولى يريد ان التفاضل لا يقع في الايمان نفسه وهذا طريقة المرجئة والصحيح ان التفاضل يكون بالخشية والتقى اي بالتقوى ومخالفة الهوى وملازمة وملازمة لولا وكذلك هم يكون التفاضل بالايمان - 00:12:59
فان ايمان ابي بكر رضي الله تعالى عنه ليس كايمان احد الناس وايمان المتقين الصالحين ليس كايمان من اشتهر بالكبائر واقتراف الموبقات فهذا مقتضى الشرع والعقل ان ايمانهما ليس على درجة واحدة - 00:13:24
وان كان الفاسق الملي من اهل الكبائر لا يعدم اصل الايمان بل معه اصل الايمان وقاعدته وهي التي تحفظ حقه كمسلم وتنجيه عند الله من العذاب الابدي اي من الخلود في النار - 00:13:44
ويكون هذا الاصل ايضا سببا لرحمة الله بمغفرة الله لما يغفره له من السيئات الى غير ذلك المقصود عن التفاضل يكون بما ذكره ابو جعفر من التقوى ونحوها. ولكن التفاضل على الصحيح وهو مذهب سواد الائمة وهو الاجماع - 00:14:04
القديم عند السلف ولذلكم نقول ان قول حماد مخالف للاجماع القديم قبله وهو اجماع الصحابة ان الاعمال داخلة في مسمى الايمان والتفاضل يكون بالايمان نعم والمؤمنون كلهم اولياء الرحمن واكرمه. ولذلكم النبي صلى الله عليه وسلم ذكر مقامات المؤمنين متفاوتة - 00:14:30
كما في قوله عليه الصلاة والسلام احسن المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا دل على ان ايمانهم متفاوت وفي صريح كتاب الله ذكر زيادة الايمان ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم؟ نعم والمؤمنون كلهم اولياء الرحمن - 00:14:58
واكرمهم عند الله اطوعهم واتبعهم للقرآن. نعم والمؤمنون كلهم اولياء الرحمن ومقام الولاية مقام شرعي قال الله تعالى لان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون - 00:15:19
فمقام الولاية ثابت في الكتاب والسنة وبالاجماع وصفته على ما ذكر بكتاب الله انه بالايمان والتقوى واما تعيين الاولياء فهذا مما لا اصل له في الاسلام ان يعين بمقام الولاية اعيان من الناس تكسر الولاية عليهم - 00:15:39
فهذا محدث في الاسلام ولا يعلم الاولياء حقا الا الله جل وعلا فليست الولاية بالوراثة وليست الولاية بظواهر من الاحوال او ظواهر من العبادات وان كان من ظهر صلاحه وتقواه - 00:16:08
من الصالحين والعلماء والعباد يرجى ان يكون من اولياء الله سبحانه وتعالى ولكن قد يكون من اوليائه جل وعلا من هو خفي على الناس كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح وغيره - 00:16:29
ان الله يحب العبد التقي الغني الخفي ليست الولاية مظاهر او تراتيب هذا مما لا اصله وانما الولاية هي تقوى الله والايمان به والذي يعلمها ويقضي بها هو الله سبحانه وتعالى - 00:16:51
واما الناس فانهم لا يعينون من هو ولي ومن ليس بولي والولاية من جنس الايمان كما قرره شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الولاية ليست مقاما واحدا بل تزيد وتنقص - 00:17:12
ومن ظهر تقواه وصلاحه واستفاض رجي له هذا المقام نعم والايمان هو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره. نعم. وهذا الوصف من ابي جعفر من حسن فقهه رحمه الله - 00:17:29
فانه اذا ذكر الايمان فينبغي ان يفسر بما فسر به في كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وهذا من تفسير الايمان بما تظمنه ايات من القرآن وبما جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث جبريل - 00:17:50
الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وهذا هو الذي ينبغي ان الاسماء الشرعية وتعلم ان اسم الايمان من الاسماء الشرعية في القرآن والسنة فالاسماء الشرعية كاسم الايمان والاسلام - 00:18:14
والتقوى والبر وغير ذلك ينبغي على اهل العلم ان يفسروها بالاحرف والالفاظ الشرعية والا يتوسع في معانيها الى غير ذلك حتى تكون هدى للناس وبينة في فقههم وتطبيقهم ولذلك اذا قيل ما الايمان؟ قيل الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره - 00:18:35
واذا قيل ما الاسلام؟ قيل شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان والحج بمثل ما كان يجيب به النبي صلى الله عليه وسلم - 00:19:08
ولا يصح ان يقال ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ذلك والوحي ينزل والتقييد يقع فان هذه الاحاديث قيدت بعد ذلك هذا توجيه ليس بصحيح من هذه الاحاديث - 00:19:22
باقي على اطلاقها وان كان فيها وجه من الاجمال من حيث ما تقتضيه وما تستلزمه من الاحكام. فهذا مقام اخر فان الصلاة والصيام لابد من تفسيرها وكذلكم الشهادة لابد من فكه معناها - 00:19:40
لكن هذا المعنى لا يرد على الاصل بعدم اطلاقه واستعماله بل يبقى ان الايمان كما قاله عليه الصلاة والسلام فان قيل فغير هذه الخصال من الايمان بالله وملائكته الى اخره - 00:20:01
قيل لا شيء غير هذه الا وهو داخل فيها اليس كذلك كل ما كان من الايمان فانه داخل فيها وكذلك هم الاسلام جميع شعائر الاسلام داخلة في شهادة ان لا اله الا الله - 00:20:21
وشهادة ان محمدا رسول الله الى اخره وهكذا فالمقصود ان على اهل العلم والعوام من باب اخص من جهة ان اهل العلم ربما فصلوا بعض المعاني لدرء شبهات ان تستعمل الكلمات الشرعية ما امكن - 00:20:38
ولا يعدل عنها عن الاصطلاحات الا لمقتضى علمي لابد منه ولا يترتب على هذا العدول تركا ان صح التعبير انه عدول والا فحقيقته لا يصح ان يكون عدولا بل استعمال مصاحب على تعبير اصح - 00:21:00
ويكون مصاحبا لا يستلزم ترك الجمل الشرعية ترك الجمل والاحرف الشرعية الواردة في الكتاب والسنة فانها اكمل الحروف واتم الحروف التي يفقهها الناس. نعم والايمان هو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره وحلوه ومره من الله تعالى - 00:21:19
ونحن مؤمنون بذلك كله لا نفرق بين احد من رسله ونصدقهم كلهم على ما جاءوا به واهل الكبائر من امة محمد صلى هذا وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:21:48
التفريغ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذا هو المجلس العاشر من مجالس شرح الطحاوية بشرح معالي شيخنا يوسف الغفيص - 00:00:00
وينعقد هذا المجلس في الثامن من شهر ربيع الثاني من عام اثنين وثلاثين واربع مئة والف في جامع عثمان ابن عفان بحي الوادي في مدينة الرياض قال قال الامام ابو جعفر ابو جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى - 00:00:17
والامن والاياس ينقلان عن ملة الاسلام. وسبيل الحق بينهما لاهل القبلة ولا يخرج العبد من الايمان نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله واصحابه اجمعين - 00:00:37
يذكر ابو جعفر رحمه الله ما يتعلق بمقامات العبودية وان سبيل العبادة التي بعث بها الانبياء عليهم الصلاة والسلام هو استصحاب مقام الخوف ومقام الرجاء واما اذا حصل مقام الامن وحده او مقام الاياس وحده - 00:00:54
فان هذا ليس من سبيل المؤمنين فانه لا يأمن مكر الله كما في كتاب الله الا القوم الخاسرون ولا يقنط من رحمة الله الا من ضل. قال الله تعالى ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون - 00:01:27
فالامن والاياس كلاهما ليس من سبيل المؤمنين وانما سبيل الايمان وسبيل الانبياء عليهم الصلاة والسلام وسط بين هذا وهذا بتحقيق مقام الخوف من الله ورجائه واعتبار عبادة الله سبحانه وتعالى بحق الله سبحانه وتعالى - 00:01:46
وانه مستحق للعبادة وانه يعبد محبة له جل وعلا مع استصحاب مقام الخوف والرجاء فهي مقامات ثلاثة مقام المحبة والخوف والرجاء وهي معتبرة مجتمعة وهي معتبرة مجتمعة نعم قال رحمه الله ولا يخرج العبد من الايمان الا بجحود ما ادخله فيه - 00:02:11
قال ويخرج العبد من الايمان الا بجحود ما ادخله فيه ولا يخرج العبد من الايمان الا بجهود ما ادخله فيه اي ان من جحد فان من جحد ما امر الله به او اخبر الله به فانكر معلوما من الدين - 00:02:39
ظاهر من الدين فان هذا الانكار يخرج من الملة واما اذا ترك حكما شرعيا لتأويل او لم يجعله محرما باجتهاد ونحو ذلك كما هو ظاهر في كلام العلماء والفقهاء فهذا ليس منه. انما مراد العلماء لما يذكرون الجحود هو الجحود لما كان شرعيا ثابتا في الشريعة - 00:03:03
كتكريم الكتاب والسنة والاحكام الثابتة بالشريعة اما من تأول حكما من الاحكام لخلاف فقهي فيه ونحو ذلك فهذا ليس من هذا الباب. نعم والايمان هو الاقرار باللسان والتصديق بالجنان. قال والايمان هو الاقرار باللسان والتصديق بالجنان - 00:03:29
وهذا التعبير قاصر في كلام الامام ابي جعفر رحمه الله لانه اعتبره بالطريقة التي عليها مرجئة الفقهاء وهم طائفة من فضلاء العلماء والفقهاء من اهل الكوفة واول من بدأ هذا القول من اهل العلم والفقه - 00:03:52
حماد بن ابي سليمان وان كان الارجاء سابقا له لكن قدماء المرجئة كانوا نظارا منحرفين عن اصول السنة والجماعة واما من كان من سواد الفقهاء والائمة المعظمين للسنة والجماعة فاول من بدأ ذلك هو حماد ابن ابي سليمان الفقيه - 00:04:15
ولم يكن من المتكلمين ولم يكن من النظار بل كان من عداد الفقهاء وله فقه معروف وهو امام فاضل وفقيه كبير لكنه زل في هذه المسألة مسألة الايمان واصحابه ومن قبله من كبار فقهاء الكوفة كابراهيم النخعي - 00:04:39
امام الكوفيين ومن قبله كذلكم اتباع عبد الله بن مسعود معلوم ما هو متواتر عند سائر ائمة السنة من الصحابة ومن بعدهم ان الايمان قول وعمل فهذا عرظ في فقه الكوفيين واول من عرظ له حماد ابن ابي سليمان - 00:05:05
ولما تقلد هذا القول الامام ابو حنيفة رحمه الله وهو امام متبوع كما هو معروف وصار له مذهب واسع شاء هذا القول في كثير من الحنفية وغيرهم والصحيح الذي عليه سواد ائمة السنة وهو اجماع السلف الاول من الصحابة - 00:05:27
والتابعين ان الايمان قول وعمل وان الاعمال داخلة في مسمى الايمان وقول باللسان وقول بالقلب قول القلب هو تصديقه وعمل القلب وعمل الجوارح وجمل السلف في الايمان متنوعة وهذا التنوع في الالفاظ والا الدلالة والمتظمن واحد - 00:05:55
والمشهور عن اكثر ائمة السنة انهم عبروا ان الايمان قول وعمل وارادوا بالقول قول القلب وقول اللسان وهذا يقع في كلام العرب وفي لسان العرب وارادوا بالعمل عمل القلب وعمل الجوارح - 00:06:24
وعبر بعض ائمة السنة بما هو المشهور في كلام بعض المتأخرين انه قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالاركان وبالجوارح وهذا تعبير فيه بيان لمن لم يكن عالما او فقيها فانه اكثر تفصيلا - 00:06:42
وان كانت الكلمة التي قالها كبار الائمة واكثرهم اجود من بعض الوجوه اللفظية لكن هذه كلمة ايضا قالها الشافعي رحمه الله وجماعة والمقصود ان العبارات المأثورة عن ائمة السنة في هذا واحدة في دلالتها - 00:07:04
وهي دالة على ان الاعمال داخلة في مسمى الايمان خلافا للمرجئة وقولهم ان الايمان يزيد وينقص وبهذا خالفوا الخوارج والمعتزلة وقول ائمة السنة والجماعة ان الايمان قول وعمل يزيد وينقص - 00:07:25
فكونه قولا وعملا خرج بذلك قول المرجئة وكونه يزيد وينقص خرج بذلك قول المعتزلة والخوارج من وجه وقول المرجئة من وجهه لان الاصل الذي اشتركت فيه الطوائف في مسألة الايمان مرجئتهم وغولاتهم - 00:07:46
وانهم جعلوا الايمان واحدا والصحيح ان الايمان يزيد وينقص وله اصل وله فرع كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وسبعون شعبة نعم وجميع ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم من الشرع والبيان كله حق - 00:08:06
والايمان واحد واهله في اصله وجميع ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشرع والبيان كله حق. وهذا معنى مجمل وهو مما يجب على المسلمين اعتقاده وهو الالتزام والتصديق بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:08:31
ثم يقول ابو جعفر رحمه الله والايمان واحد واهله في اصله سواء وهذا تفريغ عن قول مرجئة الفقهاء والصواب ان الايمان يزيد وينقص واما ان يقال انه واحد او ليس بواحد فهذا تعبير حادث - 00:08:52
هذا تعبير حادث ولذلك لا يلزمك فقها وسنة ان تقول بل الايمان ليس واحدا فان التعبير باطلاق ان الايمان واحد او ليس واحدا هذا تعبير حادث وفيه جمال وفيه اجمال - 00:09:12
والصواب ان يقال الايمان يزيد وينقص كما جاء في كتاب الله في مواضع متعددة من القرآن ذكر زيادة الايمان ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم ويزيد الله الذين اهتدوا هدى وكما يزيد فانه ينقص وان كان حرف النقص - 00:09:31
ولفظ النقص لم يرد به نص في القرآن وكذلك في السنة في الجملة الا ما جاء في حديث ذكر النساء وهو حديث ثابت في الصحيحين وقول النبي فيه عليه الصلاة والسلام ما رأيت من ناقصات عقل ودين - 00:09:54
واستدل به كثير من اهل العلم على وجود هذا الحرف ولكنه بمقتضى ضرورة العقل فان ذكر احد المتقابلين يستلزم قابلية المحل ضرورة للمتقابل الاخر فلما قضت نصوص الشريعة صراحة بان محل الايمان قابل للزيادة وهذا ما صرح به القرآن اليس كذلك - 00:10:19
فان ضرورة العقل تدل على ان المحل اذا كان قابلا لاحد المتقابلين لزم قبوله للاخر ولذلكم الامام مالك رحمه الله لما سئل عن زيادة الايمان ونقصه وذكر قول الله تعالى - 00:10:46
ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم. قيل يا ابا عبد الله ونقصه قال سبحان الله كما يزيد ينقص لانه لما كان من قابل للزيادة فبالضرورة انه يكون قابلا بالنقص وان كان الاستدلال بالحديث فيه وجاهة - 00:11:07
والحديث مورده ليس فيما يكون اكتسابا من العبد. لان قول النبي ما رأيتم من ناقصات وما رأيتم من ناقصات عقل ودين لما امر النساء بالصدقة وقال فاني رأيتكن اكثر اهل النار وما رأيتن ناقصات عقل ودين. نقص الدين هنا ليس النقص المكتسب - 00:11:25
والذي يذكر في باب الايمان انه يزيد وينقص اليس كذلك بل هذا النقص هو قضاء سابق من الشارع ان المرأة لا تصلي وهي حائض وشهادتها نصف شهادة الرجل في جملة الموارد - 00:11:49
فان قيل اذا كان هذا ليس في النقص المكتسبة المكتسب فكيف يستدل به عليه قيل لما سماه الشارع نقصا وهو ليس مكتسبا فمن باب اولى اذا كان من ايش اكتساب العبد للمعصية ان يسمى نقصا - 00:12:12
لما سمي هذا نقص وهو ليس بمكتسب فمن باب اولى ما كان مكتسبا. المقصود ان الايمان يزيد وينقص وله اصل وله فرع نعم قال رحمه الله والتفاضل بينهم بالخشية والتقى ومخالفة الهوى وملازمة الاولاد. نعم قال والتفاضل بينهم بالخشية - 00:12:32
التقى ومخالفة الهوى وملازمة الاولى يريد ان التفاضل لا يقع في الايمان نفسه وهذا طريقة المرجئة والصحيح ان التفاضل يكون بالخشية والتقى اي بالتقوى ومخالفة الهوى وملازمة وملازمة لولا وكذلك هم يكون التفاضل بالايمان - 00:12:59
فان ايمان ابي بكر رضي الله تعالى عنه ليس كايمان احد الناس وايمان المتقين الصالحين ليس كايمان من اشتهر بالكبائر واقتراف الموبقات فهذا مقتضى الشرع والعقل ان ايمانهما ليس على درجة واحدة - 00:13:24
وان كان الفاسق الملي من اهل الكبائر لا يعدم اصل الايمان بل معه اصل الايمان وقاعدته وهي التي تحفظ حقه كمسلم وتنجيه عند الله من العذاب الابدي اي من الخلود في النار - 00:13:44
ويكون هذا الاصل ايضا سببا لرحمة الله بمغفرة الله لما يغفره له من السيئات الى غير ذلك المقصود عن التفاضل يكون بما ذكره ابو جعفر من التقوى ونحوها. ولكن التفاضل على الصحيح وهو مذهب سواد الائمة وهو الاجماع - 00:14:04
القديم عند السلف ولذلكم نقول ان قول حماد مخالف للاجماع القديم قبله وهو اجماع الصحابة ان الاعمال داخلة في مسمى الايمان والتفاضل يكون بالايمان نعم والمؤمنون كلهم اولياء الرحمن واكرمه. ولذلكم النبي صلى الله عليه وسلم ذكر مقامات المؤمنين متفاوتة - 00:14:30
كما في قوله عليه الصلاة والسلام احسن المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا دل على ان ايمانهم متفاوت وفي صريح كتاب الله ذكر زيادة الايمان ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم؟ نعم والمؤمنون كلهم اولياء الرحمن - 00:14:58
واكرمهم عند الله اطوعهم واتبعهم للقرآن. نعم والمؤمنون كلهم اولياء الرحمن ومقام الولاية مقام شرعي قال الله تعالى لان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون - 00:15:19
فمقام الولاية ثابت في الكتاب والسنة وبالاجماع وصفته على ما ذكر بكتاب الله انه بالايمان والتقوى واما تعيين الاولياء فهذا مما لا اصل له في الاسلام ان يعين بمقام الولاية اعيان من الناس تكسر الولاية عليهم - 00:15:39
فهذا محدث في الاسلام ولا يعلم الاولياء حقا الا الله جل وعلا فليست الولاية بالوراثة وليست الولاية بظواهر من الاحوال او ظواهر من العبادات وان كان من ظهر صلاحه وتقواه - 00:16:08
من الصالحين والعلماء والعباد يرجى ان يكون من اولياء الله سبحانه وتعالى ولكن قد يكون من اوليائه جل وعلا من هو خفي على الناس كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح وغيره - 00:16:29
ان الله يحب العبد التقي الغني الخفي ليست الولاية مظاهر او تراتيب هذا مما لا اصله وانما الولاية هي تقوى الله والايمان به والذي يعلمها ويقضي بها هو الله سبحانه وتعالى - 00:16:51
واما الناس فانهم لا يعينون من هو ولي ومن ليس بولي والولاية من جنس الايمان كما قرره شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الولاية ليست مقاما واحدا بل تزيد وتنقص - 00:17:12
ومن ظهر تقواه وصلاحه واستفاض رجي له هذا المقام نعم والايمان هو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره. نعم. وهذا الوصف من ابي جعفر من حسن فقهه رحمه الله - 00:17:29
فانه اذا ذكر الايمان فينبغي ان يفسر بما فسر به في كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وهذا من تفسير الايمان بما تظمنه ايات من القرآن وبما جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث جبريل - 00:17:50
الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وهذا هو الذي ينبغي ان الاسماء الشرعية وتعلم ان اسم الايمان من الاسماء الشرعية في القرآن والسنة فالاسماء الشرعية كاسم الايمان والاسلام - 00:18:14
والتقوى والبر وغير ذلك ينبغي على اهل العلم ان يفسروها بالاحرف والالفاظ الشرعية والا يتوسع في معانيها الى غير ذلك حتى تكون هدى للناس وبينة في فقههم وتطبيقهم ولذلك اذا قيل ما الايمان؟ قيل الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره - 00:18:35
واذا قيل ما الاسلام؟ قيل شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان والحج بمثل ما كان يجيب به النبي صلى الله عليه وسلم - 00:19:08
ولا يصح ان يقال ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ذلك والوحي ينزل والتقييد يقع فان هذه الاحاديث قيدت بعد ذلك هذا توجيه ليس بصحيح من هذه الاحاديث - 00:19:22
باقي على اطلاقها وان كان فيها وجه من الاجمال من حيث ما تقتضيه وما تستلزمه من الاحكام. فهذا مقام اخر فان الصلاة والصيام لابد من تفسيرها وكذلكم الشهادة لابد من فكه معناها - 00:19:40
لكن هذا المعنى لا يرد على الاصل بعدم اطلاقه واستعماله بل يبقى ان الايمان كما قاله عليه الصلاة والسلام فان قيل فغير هذه الخصال من الايمان بالله وملائكته الى اخره - 00:20:01
قيل لا شيء غير هذه الا وهو داخل فيها اليس كذلك كل ما كان من الايمان فانه داخل فيها وكذلك هم الاسلام جميع شعائر الاسلام داخلة في شهادة ان لا اله الا الله - 00:20:21
وشهادة ان محمدا رسول الله الى اخره وهكذا فالمقصود ان على اهل العلم والعوام من باب اخص من جهة ان اهل العلم ربما فصلوا بعض المعاني لدرء شبهات ان تستعمل الكلمات الشرعية ما امكن - 00:20:38
ولا يعدل عنها عن الاصطلاحات الا لمقتضى علمي لابد منه ولا يترتب على هذا العدول تركا ان صح التعبير انه عدول والا فحقيقته لا يصح ان يكون عدولا بل استعمال مصاحب على تعبير اصح - 00:21:00
ويكون مصاحبا لا يستلزم ترك الجمل الشرعية ترك الجمل والاحرف الشرعية الواردة في الكتاب والسنة فانها اكمل الحروف واتم الحروف التي يفقهها الناس. نعم والايمان هو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره وحلوه ومره من الله تعالى - 00:21:19
ونحن مؤمنون بذلك كله لا نفرق بين احد من رسله ونصدقهم كلهم على ما جاءوا به واهل الكبائر من امة محمد صلى هذا وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:21:48