شرح ( الموطأ للإمام مالك ) المنبر الصوتي
شرح الموطأ حديث (156) باب ما جاء في النداء للصلاة // الدكتور ماهر الفحل
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الرابع عن يحيى وحدثني عن مالك عن عبدالرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن ابي صعصع الانصاري ثم المازني - 00:00:00ضَ
انا به انه اخبره ان ابا سعيد الخدري قال له اني اراك تحب الغنم والبادية وتأمل في طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في تبليغ الموعظة وهكذا ينتفع الانسان من الادب النبوي - 00:00:34ضَ
في وعظه وارشاده وتوجيهه لاجل ان يكون الانسان مؤثرا في الاخرين فرآه النبي صلى الله عليه وسلم يحب هذا وهذا الامر ليس عيبا بل هو مستحب فجاءه النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الطريقة - 00:00:59ضَ
ليدخل الى قلبه الفائدة اني اراك تحب الغنم والبادية والغنم بركة والبادية هي الصحراء التي لا عمارة فيها وعرفها ابن الاثير في جامع الاصول عند الحديث سبعة الاف وثمان وثلاثين - 00:01:18ضَ
وقد رقم له بالرقم خاء اي البخاري طاء الموطأ سين اي النسائي قال البرية والصحراء يعني البرية والصحراء اذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم اني اراك تحب الغنم والبادية - 00:01:42ضَ
وما دمت قد ذكرت جامع الاصول لماذا قال خاء طاء سين باعتبار قدم البخاري ثم الموطأ ثم النسائي وهذه طريقة لكثير من اهل الحديث انهم يقدمون على حسب الاصحية ولكن الترتيب على الوفيات هو المختار - 00:02:03ضَ
فاذا كنت في غنمك او باديتك الانسان مع الغنم او في البادية اللي هي الصحراء التي لا عمارة فيها فابدنت بالصلاة فاذا حضر وقت الصلاة واردت ان تأتي بالشيء الشرعي وهو الاذان - 00:02:24ضَ
فاللذان هو اعلام بدخول الوقت وفيه مناداة للصلاة وقد يكون الانسان لوحده فلا يفوته شرف هذه الشعيرة والشريعة حينما يؤذن وينتفع من شهادة الشهود قال فارفع من صوتك بالنداء. يرفع الانسان - 00:02:44ضَ
الصوت حتى يسمع الاذان ممن هو اهل للسماع ومن الجمادات التي قد جعل الله تعالى فيها هذه الخاصية ثم رغبه النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نعلم بان الاذان ذكر عظيم وانه قد حوى على امور التوحيد - 00:03:06ضَ
قال فانه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا انس وتأمل ان القارئ حينما يقرأ والمؤذن حينما يؤذن يرعى هذا المعنى من الجن والانس وغير ذلك ممن يسمع ويشهد ولا شيء يعني يريد به كل ما يجوز ان يضاف اليه سماع - 00:03:30ضَ
من الحيوانات غير الجن والانس من الجمادات التي قد جعل الله تعالى فيها هذا يقول فانه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا انس ولا شيء الا شهد له يوم القيامة - 00:03:52ضَ
والانسان به حاجة ماسة ان يكفر لنفسه الشهود يوم القيامة قال ابو سعيد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. ابو سعيد سعد ابن سنان الصحابي الجليل الذي بايع النبي صلى الله عليه وسلم ان لا تأخذه في الله لومة لائم - 00:04:08ضَ
يقول سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسألة السماع من دقيق العلم اعتنى به الصحابة والتابعون ومن جاء من بعدهم والامام البخاري كثيرا ما يبين مسائل السماع لاهميتها - 00:04:33ضَ
اذا هذا الحديث فيه فوائد اولا في الحديث بيان فضل الاذان ومعلوم ان معرفة الفضل ادعى للعمل وعدم التفريط والداعي للاذان يدعو لافضل الاعمال وهي الصلاة التي هي الصلة بين العبد وربه - 00:04:53ضَ
والدعوة الى الصلاة هي الدعوة التامة. فاعظم الدعوة الدعوة الى طاعة الله تعالى ثانيا ان اصوات العباد من افعالهم التي يثابون عليها او يعاقبون ومن ذلك القراءة والتلاوة اذ انها فعل للتالي الذي يثاب عليه - 00:05:19ضَ
وفي الحديث بيان فظيلة الاذان اذ ان كل من سمع صوت المؤذن يشهد له وان المؤذن يقيم الحجة على العباد بالصدع بعقيدة التوحيد فالاذان شمل امور العقيدة تتأمل انه يبدأ به بوجود الله وان الله سبحانه وتعالى اكبر وانه اكبر من كل كبير. فربنا هو الكبير وهو اكبر من كل كبير - 00:05:45ضَ
ثم الشاذ بالوحدانية ثم الشهادة الى الرسول بالرسالة ثم الدعوة الى الصلاة والعبادة عن طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يعاد ما ذكر اولا تأتيدا ثالثا لا لوم على الانسان اذا احب الغنم والبادية - 00:06:16ضَ
قال ابن بطال وفيه ان الشغل بالبادية واتخاذ الغنم من فعل السلف الصالح الذي ينبغي لنا الاقتداء بهم ابن بطال قال هذا في شرحه لصحيح البخاري وقد اقتبسه من كلام ابن عبد البر في الاستذكار - 00:06:37ضَ
وابن عبدالبر تكلم عن الحديث كصناعة حديثية في التمهيد وتكلم عنه بكلام اوسع في كتابه الاستذكار اذا لا لوم على الانسان اذا احب الغنم والبادية بل ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يوشك ان يكون خير ما لمسلم غنم يتبع بها شعث الجبال ومواقع القطر - 00:06:56ضَ
يفر بدينه من الفتن فاذا فر الانسان من الفتن الى طاعة الله تعالى فقد احسن رابعا الجن يشهدون للمؤمنين وكاد الانس وقد بوب ابن حبان على هذا الحديث بقوله ذكر شهادة الجن والانس والاشياء للمؤذن يوم القيامة - 00:07:19ضَ
باذانه في الدنيا خامسا سنة يغفل عنها كثير من الناس. وهو ان الانسان اذا كان في صحراء لوحده او مع احد ان يؤذن ففي اذانه مع القوم استدعاء للصلاة واذا كان لوحده فلا يفوته شهود من حوله - 00:07:46ضَ
سادسا روى الشافعي هذا الحديث عن مالكي كتاب الام مضوبا عليه باب رفع الصوت بالاذان ثم قال فاحب رفع الصوت للمؤذن واحب اذا اذا اتخذ المؤذن ان يتخذ صيفا وان يتحرى ان يكون حسن الصوت - 00:08:12ضَ
فانه احرى ان يسمع فانه احرى ان يسمع من لا يسمعه ضعيف الصوت وحسن الصوت ارق لسامعهم والترغيب في رفع الصوت يدل على ترتيل الاذان لانه لا يقدر احد على ان يبلغ غاية من صوته في كلام متتابع الا مترسلا - 00:08:39ضَ
وذلك انه اذا حدث ورفع انقطع فاحب ترتيل الاذان وتبينه بغير تمطيط ولا تغن في الكلام ولا عجلة واحب في الاقامة ان تدرج ادراجا ويبينها مع الادراج ثم قال الشافعي - 00:09:06ضَ
فلما ذكر الامثل والاحسن قال بعد ذلك وكيف ما جاء بالاذان والاقامة اجزأ غير ان الاحتياط ما وصفت سابعا في سياق هذا الحديث بيان فظيلة المؤذن والتأجيل. اذا هذا حديث شمل فظيلة المؤذن وفضل وشمل - 00:09:30ضَ
فضيلة التأذيب ثامنا في الحديث بيان ان شهود النجاة او الهلاك في يوم القيامة سوف تشمل عناصره كثيرة في عالم المحسوسات وعالم المعنويات والغيبيات بل حتى اعظاء الانسان تشهد عليه ان اذنب. ربنا يقول - 00:09:54ضَ
يوم تشهد عليهم السنتهم وايديهم وارجلهم بما كانوا يعملون وربنا قال حتى اذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وابصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا؟ قالوا انطقنا الله الذي انطق كل شيء - 00:10:21ضَ
وهو خلقكم اول مرة واليه ترجعون والايمان بذلك ادعى الى مراقبة العبد نفسه في السر والعلن فالمسلم يعتقد ان اثر الطاعة والمعصية لا ينحصران في اليوم الاخر فقط بل يعيشه في الدنيا ايضا - 00:10:45ضَ
ولذا ربنا قال ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض وفي سورة هود ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزيدكم قوة الى قوتكم - 00:11:12ضَ
ولا تتولوا مجرمين وعن انس ابن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من احب ان يبسط له في رزقه وينسأ له في اثره فليصل رحمه وهذا ما وجد - 00:11:33ضَ
لدى سلف هذه الامة يقول ابن القيم قال بعض السلف اني لاعصي الله فاعرف ذلك في خلق امرأتي ودابتي اذا هي مشاعر متبادلة مع الكون كله ومن هذه العلاقات تنبثق مشاعر الحب والبغض والموالاة والمعاداة عند المسلم - 00:11:53ضَ
فالسماء والارض لا تبكيان على موت الكافرين والطغاة. ربنا يقول فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين بخلاف المؤمن الذي يبكي عليه مصلاه من الارض ومصعد عمله من السماء كما ورد عن علي وابن عباس في تفسيره للاية - 00:12:22ضَ
والمسلم يتبادل مشاعر المحبة مع جبل اصم وذلك عن انس رضي الله عنه قال نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى احد فقال ان احدا جبل يحبنا ونحبه ومن ثم فمن مقتضيات هذه المحبة عدم ازعاج المحب لمحبوبه - 00:12:49ضَ
فعن انس ابن مالك رضي الله عنه حدثهم ان النبي صلى الله عليه وسلم صعد احدا وابو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال اثبت احد فانما عليك نبي وصديق وشهيدان - 00:13:14ضَ
والحجر والشجر يناصران اهل التوحيد ويتعاونان معهم فعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر - 00:13:30ضَ
فيقول الحجر او الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي. فتعال فاقتله. الا الغرقد فانه من شجر اليهود اذا حتى الشجر والحجر يوالي ويعادي على اساس الدين والمسلم ينظر الى الهلال فيرى العلاقة المشتركة معه فيقول ربي وربك الله - 00:13:52ضَ
ثم ان المسلم منهي عن لعن الريح فعن ابن عباس رضي الله عنهما ان رجلا لا عن الريحة عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا تلعن الريح فانها مأمورة - 00:14:18ضَ
والمسلم لا ينسى للوزغ عداءه القديم لخليل الرحمن ابراهيم فيبادله العداوة بمثلها ولذا جاء عن عائشة رضي الله عنها تقول فان رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا ان ابراهيم عليه السلام حين القي في النار لم تكن في الارض دابة - 00:14:33ضَ
الا تطفئ النار عنه غير الوزغ كان ينفخ عليه فامرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله ولذلك هذه الاشياء التي انت تحملها بيدك وتستعملها في الصباح والمساء احرص ان تكون شاهدة لك يوم القيامة لا شاهدة - 00:14:53ضَ
عليك. هذا وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:15:15ضَ