التفريغ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور كوزينة من سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا - 00:00:02ضَ
الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وسلم. اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلوات ربي وسلامه عليه وشر الامور محدثاتها - 00:00:22ضَ
كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. وبعد احبتي في الله هذا هو درسنا من دروس شرح تائية البيري عليه رحمة ربي جل في علاه رحمة واسعة. واقول بين يدي هذه - 00:00:42ضَ
المحاضرة وبين يدي هذا الشرح ان طالب العلم في طريق سيره الى الله جل وعلا سيره به الى الله جل وعلا. لابد ان ينتبه الى امرين اثنين. فان زل في احدهما - 00:01:02ضَ
فقد اخطأ الطريق ولم يكن هذا الطريق الذي وعدنا رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه انه طريق موصل الى للجنة اعني بذلك طريق العلم ان اخطأ طالب العلم السائر على طريق العلم احد هذين - 00:01:22ضَ
احد هذين الامرين فانه لن يصل الى مبتغاه ولن يحقق مناه. كما قال الامام ابن القيم رحمه الله ان القلوب لن تبلغ مناها حتى تصل الى مولاها. اقول احبتي في الله الامران اللذان ينبغي ان ننبه وان نتنبه اليهما وعليهما. امر التزكية - 00:01:42ضَ
والتعليم. فكم من سائر على هذا الطريق المبارك تراه قد عني واعتنى واهتم واهتبل باحد هذين الامرين على حساب الاخر. فمن غلب جانب التعليم اعني به المعلومات الجافة دون عناية بجانب التزكية. فان ثمة خلل كبير سيقع فيه. اذ سيظهر عوره وقلة - 00:02:12ضَ
دينه وقلة عمله بادية على محياه على لسانه وعلى جوارحه. وقد نبعد فنقول على قلبه اذ ان اذ ان طالب العلم الذي يسير على هذا الطريق المبارك ثم لا يعنى بجانب التزكية - 00:02:42ضَ
التي اقسم الله جل في علاه وتعالى وتقدس في ال سماه في سورة الشمس احد عشر قسما. اقسم الله جل وعلا في سورة الشمس باحد عشر قسما على فلاح من زكى نفسه يا كرام. اي نمى الخير - 00:03:02ضَ
فيها وكثره بشتى انواع ووسائل تزكية النفس. ان طالب العلم الذي يغفل عن باب التزكية فيه شبه ممن غضب الله جل وعلا عليهم. يا كرام هذان الامران اعني التزكية التأصيل العلمي نبهت اليه ما سورة الفاتحة. حيث رسمت لنا الطريق المستقيم. الموصل الى - 00:03:22ضَ
يا جنات رب العالمين الذي ان سرنا عليه وصلنا بقلوبنا ووصلنا بجوارحنا وبقلوب غيرنا وبجوارحنا الى الله جل في علاه. نبهتنا سورة الفاتحة ان الطريق المستقيم الموصل الى الجنة. لابد ان يتحلى السائر - 00:03:52ضَ
عليه بامر العلم حتى لا يقع في الضلال. وبامر التزكية حتى لا يقع في الغضب ويشوبه الخبال والله المستعان. فقال ربي جل في علاه معلما ايانا الدعاء العظيم اعظم دعاء للعبد فيه خير الدنيا والاخرة كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله اهدنا الصراط المستقيم - 00:04:12ضَ
صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم. ان الذين غضب الله عليهم يا كرام. قوم اقبلوا على العلمي اعني اقبل على العلم بجوارحهم. حفظوا العلم لعلهم حفظوا القرآن ولعلهم ضبطوا السنة - 00:04:42ضَ
مسائل العلم حفظوا الاسانيد والمتون شابت لحاهم بين المكتبات وفي ثناء هي الدروس لكنهم يا كرام لم يعنوا بجانب التزكية فلم يظهر اثر هذا العلم على قلوبهم ايمانا وتصديقا اخلاصا واخباتا. حسن ظن بالله وغير ذلك من اعمال القلوب - 00:05:02ضَ
ولم يظهر اثر العلم على السنتهم ذكرا وتلاوة وتسبيحا وامرا بمعروف ونهيا عن منكر ولم يرى اثر العلم على جوارحهم. فلم يعبدوا الجوارح لله جل وعلا. فتراهم تثاقلوا عن الطاعات والعبادات - 00:05:32ضَ
من الفرائض والمستحبات فاستحق الواحد منهم ان يغضب الله جل في علاه. عليه وصدق ربي حينما قال يا ايها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون؟ كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون. ان هذه - 00:05:52ضَ
الزمرة يا كرام التي قالت ما لم تفعل. زمرة عنيت بالعلم. عنيت بالتأصيل العلمي. لكنها اغفلت التزكية فصار حالها وصار مآلها يا كرام ان هذا العلم وهذا التأصيل التي حصلته وحصل - 00:06:12ضَ
عليه صار حجة عليها يوم القيامة فاستحقت بذلك غضب الله سبحانه وتعالى وانا لله وانا اليه اليه راجعون. والامر الثاني احبتي في الله الذي قد يغفله كثير من السائرين بقلوبهم الى الله جل في علاه - 00:06:32ضَ
وبجوارحهم اليه. اقول الامر الثاني امر التأصيل العلمي. فتراهم يعنون بجوانب التزكية. على حساب التأصيل العلمي. وهذا ايها الاحبة الكرام يوقعهم في شرور البدع والمحدثات. والانحراف في عن جادة الحق والصواب. لذا علمتني وعلمتك الفاتحة ان نسأل الله جل وعلا هداية ولزوما - 00:06:52ضَ
وسلوكا على صراط مستقيم. صراط يعنى بالتزكية وصراط يعنى بالعلم فعلم بلا تزكية غضب من الله جل في علاه. كحال اليهود ومن شاكلهم. وتزكية بلا علم كحال النصارى الضالين الذين ورد ذكرهم في سورة الفاتحة في سياق دعاء انت - 00:07:22ضَ
يهدينا الله صراطا مستقيما مغايرا لصراطهم. ومخالفا لطريقتهم ومنهجهم. فكل من اعتنى بجانب العبادة بجانب وسائل التزكية على حساب التأصيل العلمي في مسائل الاعتقاد وفي مسائل الطاعات والعبادات اداة اعني لم يعبد ربه جل في علاه على بصيرة. فلعله يا كرام يقع في الشرك وهو لا يدري. هو يذكر الله - 00:07:52ضَ
هو يقرأ القرآن هو يسبح هو يصلي لكنه لم يتعلم العقيدة الصحيحة وبالتالي وقع في الشرك او في البدعة والانحراف. فماذا سيغني عنه ذلك؟ والله جل في علاه قال وقدمنا الى ما عملوا من عمل. فجعلناه - 00:08:22ضَ
مااء منثورا. قل لي بالله عليك يا من تعنى بوسائل التزكية. تزكية النفس وتهذيبها زعموا والسير بها وترقيتها في معارج الروحانيات كما يقولون في معارج تهذيب النفس لي بالله عليك ما هو حالك ان لقيت ربك جل في علاه وقد سألت غيره ودعوت غيره وقعت في الشرك او وقعت في - 00:08:42ضَ
في البدعة والانحراف والانحراف. وها هنا انبه واكرر احبتي الكرام يا طلبة العلم. ينبغي ان تعاهدوا ربكم جل في علاه. في مطلع هذه الدورة التي ارجو الله جل في علاه ان يجعلها مباركة. وان يجعلها نافعة لنا ولكم - 00:09:12ضَ
اقول ينبغي ان تعاهدوا الله جل وعلا على لزوم امرين على لزوم التأصيل العلمي العلمي الذي يرفع والجهل عن القلب واللسان والجوارح. العلم الذي به يصح اعتقادك وبه تعبد جوارحك لله - 00:09:32ضَ
جل وعلا على طريقة صحيحة لا تشوبها شائبة البدع والانحرافات وغيرها من المسالك رضية غير المرضية. هذا اولا وعاهد ربك يا طالب العلم. على ان تزكي نفسك في هذا العلم - 00:09:52ضَ
فالعلم احبتي الكرام بلا تزكية غضب من الله. ان كنت قد اقبلت على مجالس العلم تريد حفظ العلم وتريد ضبط العلم لكنك لا تريد ان تزكي نفسك. فتهذب القلب. فيحقق اعمى على القلوب - 00:10:12ضَ
وتعذب اللسان فيحقق ابادات اللسان. وتربي الجوارح. تربي هذه الروح وتسمو بها في راج العبودية لله جل وعلا ترقى بها في الملأ الاعلى. ان كنت لا تريد ذلك وانما تريد جمع معلومات وحش - 00:10:32ضَ
وكلمات فاحسن الله عزاءك. لذا ايها الاحبة الكرام كان من اهداف هذا البرنامج العلمي مبارك في هذه الدورة ان نعنى عناية شديدة بجانب التأصيل العلمي وبجانب التزكية. دون ان يطغى - 00:10:52ضَ
امر على الاخر. فان طغيان شيء على الثاني دليل غضب او على ضلال وضياع اعاذنا الله واياكم من ذلك كله. واقول من ها هنا احبتي في الله اتدارس معا في هذا الفصل الدراسي الاول منظومة في الاداب والرقائق - 00:11:12ضَ
منظومة ذائعة الصيت. مشهورة عذبة الالفاظ. حسنة الوزن والصياغة. قصيدة عتاب وخطاب. ومحاورة من قبل هذا الشاعر الامام الذي ساتحدث عنه مع رجل ذكر بعض معايب هذا الشاعر وبلغه ما قال - 00:11:42ضَ
جعل شاعرنا الايبيري عليه رحمة الله جل وعلا جعل من هذا العتاب والمحاورة وهذا النقد طلقا وفرصة لبسط ارائه في العلم والتقوى والتوبة ونبذ الدنيا. واشار الى مقالة هذا الذي سيتحدث عنه. ثم تكلم بجملة من النصائح النفيسة التي اقول والله - 00:12:12ضَ
ان اغفلها طالب العلم ولم يتنبه اليها فسيره الى الله ليس سيرا صحيحا. بل لعله في هذا الطريق اعني طريق العلم لن يصل في نهايته الى الله جل وعلا. قد يصل الى الدنيا وقد يصل - 00:12:42ضَ
والله المستعان الى ما يسوؤه وما لا يسره. منظومة في الاداب والتزكية ولا فلاح كما قال الله جل في علاه قد افلح من زكاه. اقول لا فلاح لعبد لا يزكي - 00:13:02ضَ
نفسه لا يهذبها لا يربيها احبتي الكرام. وهذه المنظومة المباركة ركز فيها على هذا الجانب تركيزا بديعا. واقول قبل ان اتحدث عن الناظم. وقبل ان اشرع في تعليق متواضع على ابياته. اقول قبل ذلك رأيت عددا من طلبة العلم يقبلون على المتون - 00:13:22ضَ
مقبلون على دروس العلم. لكنهم لا يقبلون على الوعظ والمواعظ. يزهدون بالتزكية. ويرون التزكية نافلة من القول. يرون تائية الالبير او المنظومة الميمية. او كتب ابن القيم يرون ذلك نافلة من القول. بل بعضهم قد يبعد ويرى ذلك ضربا من الانحراف وضربا - 00:13:52ضَ
من الاشتغال بما لا ينفع الله اكبر. وهل كتاب الله جل في علاه الا موعظة كما قال ربي جل في علاه جاءكم وجاءتكم موعظة من ربكم وترى حال هؤلاء. المشار اليهم ممن اغفلوا - 00:14:22ضَ
جانب تزكية النفس المتمثل في الوعظ والمواعظ قراءة وسماعا وحضورا للمجالس ترى اثر القسوة ظاهرا عليهم. ترى قلة العلم. وترى قلة العمل بهذا العلم ظاهرا عليه للعيان. فترى غرورا وترى عجبا. وترى تكاسلا - 00:14:42ضَ
وعجزا عن الطاعات. بل اقول يا كرام ليس عن النوافل. ليس على النوافل والمستحبات. بل لعل الفرائض يعجز عنها صاحبها. فتراه مسبوقا في الصلاة. تراه لا يحافظ على تكبيرة الاحرام - 00:15:12ضَ
تراه احبتي الكرام يغفل عن امور كان اسلافكم اذا فرطوا فيها او اذا قصروا فيها تبادلوا العزاء لانها مصيبة نزلت بهم. من منا استشعر مرة ان فوات تكبيرة الاحرام احرامي في الصلاة مصيبة تستحق العزاء. كما قال الاول كنا اذا رأينا الرجل فاتته تكبيرة الاحرام عز - 00:15:32ضَ
زينة لم؟ لانها مصيبة. مصيبة ان يكون حافظ القرآن غافلا عن تكبيرة الاحرام. غافلا عن قيام الليل غافرا غافلا عن صلة الارحام. غافلا عن بر الوالدين. غافلا عن العفاف والاستغناء. غافل - 00:16:02ضَ
عن طيب الاخلاق ومكارمها ومحاسنها. لذلك اقول لما بتنا في زمان زهد فيه اناس ممن ينتسبون الى العلم. وينتسبون الى السنة. زهدوا فيه بجانب التزكية. رأينا ما رأينا من قسوة - 00:16:22ضَ
وتناحر وقلة ديانة. وضيق صدر وضيق اخلاق. وانا لله وانا انا اليه راجعون وانا اقول من ها هنا. والله ان طالب العلم الذي يعني بالعلم تأصيلا وتعلما وتعليما ويعنى بالتزكية تربية لقلبه ونفسه وتهذيبا وسموا وترقيا بها باذن الله - 00:16:42ضَ
اهو هو الممدوح وان الفلاح كل الفلاح. في حاله وفي طريقه وفي سيره هذا. اما من اغفل شيئا من ذلك احبتي الكرام سيصاب بمقتل بل بمقاتل. وسيخرج للامة تلك النماذج التي لا نحبها ولا نرضاها - 00:17:12ضَ
وندعوا الله جل وعلا ان يهدي اصحابها ممن يتحلوا بالعلم وينتسبون الى العلم ولعلك لا ترى اثرا للعلم لا في سمت ولا في كلام ولا في فعال بل لعل ذلك لا يرى حتى في القلوب وانا - 00:17:32ضَ
الهي وانا اليه راجعون. احبتي في الله تأية الايلبيري تائية في التزكية تهذيب النفس الفها ونظمها ابراهيم ابن مسعود التجيبي الايبيري لن اقف مطولا مع ترجمته. فهو مسلم من ارض الاندلس. في تلك البلاد - 00:17:52ضَ
التي كانت درة مصونة من درر الاسلام. لكن اهلها فرطوا وغيروا وبدلوا. وان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم. غرقوا في اوحال من الشهوات وفي بحار من الشبهات انحرفوا عن جادة الحق - 00:18:22ضَ
الحق والصواب فتركوا دينهم واشتغلوا بالدنيا فضيعوا الاندلس في تلك البيئة ولد ابراهيم بن مسعود التجيبي. الفقيه البيري ولد في حصن العقاب. ثم رحل الى مدينة البيرة ثم استقر في غرطة تربى تربية حسنة وتفقه في دين الله جل وعلا - 00:18:52ضَ
ونحسب ونزعه انه كان ممن اعتنى باعمال القلوب واعمال الجوارح عناية فائقة. دعا الى الفضيلة ونبذ الرذيلة. حاول جاهدا ان حال الناس بمواعظ وتذكير. بنهي وتنفير. فخرج لنا هذه المنظومة الرائقة والتي تسمى التائية ذلك انها تنتهي بحرف - 00:19:32ضَ
في خافيتها ورويها. هذا الامام من ابناء القرن الرابع الهجري. فقد ولد في السنة الخامسة والسبعين بعد الثلاثمائة للهجرة. وكانت وفاته رحمه الله جل في علاه رحمة واسعة سنة ستين واربعمئة من هجرة النبي صلوات ربي وسلامه عليه. اطلالة سريعة على محاور هذه - 00:20:12ضَ
المنظومة. بدأ الشاعر قصيدته بالكلام عن غفلة الانسان. عما تصنعه الة الزمن في بني ادم ثم دعا ابا بكر والخطاب عام وليس لابي بكر بعينه دعاه والى العلم النافع. ثم بين منزلة العلم وحلاوته. وان الانسان مسئول عن علمه وعن العمل - 00:20:42ضَ
وعن جهله لو كان جاهلا ثم سفه من يفضل المال وما يلحق به من امور الدنيا وسفاسفها على العلم ثم هون من شأن الدنيا. فهي عرض فان ودعا الى الجد دون الهزل. والى التوبة - 00:21:12ضَ
والخضوع لله جل وعلا ودعا الى تعجيل التوبة. ثم جعل نفسه مثالا يتحدث عنه. اتهم نفسه تقصير فعاتبها ولامها ثم عاد الى خطاب ابي بكر فحذره من الاخلاد للدنيا ومن نسياني - 00:21:32ضَ
الاخرة ثم ذكره بيوم المعادي والحساب. ثم خرج الى اعتراف عام بالذنوب وسرد لمعايب الانسان المقصر. ثم ختمها ختام مسك بجملة من نصائح العامة في باب الحذر من رفاق السوء. واهل جهل ودعا الى اباء الضيم - 00:21:52ضَ
والى الضرب في الارض الواسعة سعيا وراء ذلك. قال الناظم رحمه الله تفت فؤادك الايام فتا. وتنحت جسمك الساعات نحتا. وتدعوك المنون دعاء صدق الا يا صاحي انت اريد انت اراك تحب عرسا ذات خدر ابت طلاق - 00:22:22ضَ
الاكياس بتا تنام الدهر ويحك في غطيط بها حتى اذا مت انتبهت فكم ذا انت مخدوع وحتى متى لا ترعوي عنها وحتى استهلال بديع ووقوف على حقيقة مرة مؤلمة. نحن عنها غافلون. حقيقة يا كرام مفادها ان - 00:22:52ضَ
الانسان في هذه الدنيا في غفلة شديدة عما تصنعه الة الزمن. ايها المؤمنون يا طلبة العلم ان الة الزمن تصنع فينا امرا عجيبا يا كرام نحن عنه غافلون الة الزمن في دقائقها وساعاتها وايامها واسابيعها وشهورها - 00:23:22ضَ
وسنينها هي يا كرام تعمل هدما في اعمارنا. فتفتها فتا وتنحت جسم عمري وعمري نحتا كما قال الناظم رحمه الله. ايها الحبيب الم تسمع الى قول الله جل وعلا في سورة العصر في تلك السورة العظيمة التي اقسم الله جل وعلا فيها فقال والعصر - 00:23:52ضَ
ان الانسان لفي خسر اي خسر هذا الذي يقسم الله جل في علاه بالعصر عليه والعصر مناسبة القسم فيه على الخسارة المذكورة يا كرام. ان العصر الدهر والدهر هو محل عمري وعمرك مضي اعماري مضي اعمارنا واعماركم يا كرام في هذا - 00:24:22ضَ
عصر فالعصر ايام وليال وشهور وسنين هذا العصر بجريانه يا كرام خسارة خسارة في ماذا؟ في اعمارنا فكلنا خاسرون. فالعصر يهدم اعمارنا هدما. والايام تنحت اجساد هي والساعات نهتا يا كرام. عمري وعمرك. تهدمه الايام - 00:24:52ضَ
والساعات والدهور والشهور. لذلك ربي جل في علاه اقسم. فقال والعصر ان انسان لفي خسر. خسارتك ذهاب عمرك. فكل الناس خاسر. لان اعمارنا ستفنى ونحن في كل لحظة وفي كل دقيقة في خسارة مستمرة اذ ان اعمارنا - 00:25:22ضَ
ومن نقص عمره فهو خاسر في هذه الدنيا لا شك ولا ريب ولا محالة. فاقبح جمع على نفسه جمع على نفسه خسارتين. خسارة عمره في هذه الدنيا ولا مفر منها. فكن - 00:25:52ضَ
من عليها فان. وخسارة جنة عرضها السماوات والارض يوم القيامة. فايها الخاسر اخاطب نفسي المقصرة واياك يا من تخسر عمرك فكيف بك ان كانت خسارتك يوم القيامة خسارتان ان كانت - 00:26:12ضَ
خسارتك يوم القيامة خسارتين. خسارة عمرك في الدنيا وخسارة النعيم المقيم الذي اعده الله جل في علاه لاهل الجنة. لذلك تأمل هذه المقدمة ما اجملها. ينادي على صاحبه يخاطبه يقرر هذه الحقيقة التي قررها الحسن البصري قبله. فقال يا ابن ادم انما انت - 00:26:32ضَ
فاذا ذهب يومك ذهب بعضك احبتي الكرام الاشكال الكبير يا طلبة العلم ان ياما تتلوها ايام وسنوات تتلوها سنوات ونحن نخسر هذه الاعمار فتذهب هباء منثورا دون ان نعمل فيها امرا ينفعنا يوم القيامة. لذلك تأمل ماذا قال. قال وتدعوك المنون دعاء صدق - 00:27:02ضَ
الا يا صاحي انت اريد انت كل من عليها افاق. المنون تدعوني وتدعوك وكل انثى كل ابن انثى كل ابن انثى وان طالت. سلامته يوما على الة حدباء فالمنون تدعوني وتدعوك. الا يصاح انت اريد انت. ان لم تمت اليوم فستموت غدا - 00:27:32ضَ
وان لم تمت غدا فلا شك انك ميت. اذ لا يبقى الا وجه ربك ذو الجلال والاكرام. فيخاطب الشاعر خطابا رقيقا بديعا خطابا كأنه يصرخ من اعماق قلبه. فيقول لمعاشر الغافلين عن عمل الاخرة - 00:28:02ضَ
الذين اعمارهم في ضياع وفي خسارة وفي نقصان. يقول اراك تحب عرسا ذات خدر ابط ابت طلاقها اكياس بتا احبتي الكرام جاء عن بعض السلف انه دخل سوقا فقال سمعت بائع ثلج ينادي وضع قالب ثلج امامه ونادى باعلى صوته ايها الناس - 00:28:22ضَ
ارحموا من رأس ما له يذوب. ايها الناس ارحموا من رأس ما له يذوب. رأس ذلك عمرك رأس مالك عمرك وهو يذوب كل لحظة ايها المسكين. فما لي اراك تعلقت بعرس - 00:28:52ضَ
بالعرس الدنيا. الدنيا يا كرام حلوة حلوة خضرة لكنها تغر. وهذه الدنيا اناس عقلاء. اناس خافوا الفتن وطلقوا الدنيا. ابت طلاقها الا اكياس بتا ابت اي اوقعه باتا. فالبت مصدر بتة ايها الاحبة الكرام - 00:29:12ضَ
وكأني به يقول يا دنيا يا دنيا اليك عني ابي تعرضت ام الي تشوقت؟ لا حان. عينك هيهات. غري غيري. لا حاجة لي فيك. قط ثلاثا لا رجعة فيها. ثم يقول تنام الدهر ويحك في خطيط. بها حتى اذا - 00:29:42ضَ
متى انتبهت بيت تصور حال الغافل في هذه الدنيا. الغافل عن مقصد خلقه في هذه الدنيا وهو تحقيق العبودية لله جل وعلا هو نائم. نائم لكن نومته هذه سيستيقظ منها. والاشكال الكبير ان استيقاظه سيكون في لحظة - 00:30:12ضَ
ايها الاحبة الكرام لن يستطيع تدارك ما فات. لذلك يقول تنام الدهر تارك للصلاة قاطع ارحامك غارق في بحر من الشهوات. تنام الدهر ويحك في غطيط. نوم له صوت. مستغرق فيه - 00:30:42ضَ
حتى ماذا؟ متى تستيقظ؟ ان الغافل يستيقظ من نومه اذا مات. حينها يقول ربي ارجعون يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله. ايها الاحبة الكرام ان الغافلين في هذه الدنيا المضيعين - 00:31:02ضَ
ان لحق الله جل وعلا البعيدون او البعيدين عن منهج الله جل في علاه. سيفيقون من غفلتهم وسيتوقفون فعن غيهم لكن متى يا كرام؟ حينما يأتيهم الموت حتى اذا جاء احدهم الموت قال رب ارجعون لذلك يقول - 00:31:22ضَ
حتى اذا مت انتبهت استيقظت انتبهت اي استيقظت فاقبح باستيقاظ يكون الموت وانعم باستيقاظ وانتباه يكون قبل الموت واختم هذه المقدمة مع قوله كم ذا انت مخدوع وحتى متى لا ترعوي عنها وحتى. ان كنت مؤمنا ولا شك - 00:31:42ضَ
بانك ميت. وبان عمرك هذا كان لحظة ولادتك تاما. ثم بدأ بالتناقص. وان كنت موقن ولا شك ولا بد ان توقن بانك اذا مت ستسأل. فالى من هذا البعد وهذا الاعراب. فكم ذا انت مخدوع؟ وحتى متى لا ترعوي؟ متى لا تقف - 00:32:12ضَ
متى تعود الى صلاتك؟ الى عبادتك الى طاعتك الى فعل الخيرات وترك المنكرات اقول احبتي في الله هذه المقدمة حقيقة تحتاج الى وقفات وقفات لكن كما قيل ويقال يكفي من القلادة ما احاط بالعنق للحديث بقية في محاضرته - 00:32:47ضَ
الثانية ان شاء الله تعالى نلقاكم على خير والحمدلله رب العالمين - 00:33:17ضَ