التفريغ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له - 00:00:04ضَ
واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلوات ربي وسلامه عليه - 00:00:23ضَ
وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وبعد احبتي في الله هذا هو لقاؤنا الثالث عشر من لقاءات شرح تائية ابي اسحاق الايبيري رحمه الله تعالى رحمة واسعة - 00:00:43ضَ
وكنا قد فرغنا من كلام الناظم رحمه الله ومن تنبيهه على قبح الغفلة زمن الشيخوخة حينما قال يخاطب ابا بكر يقبح بالفتى فعل التصابي. واقبح منه شيخ قد تفتى. ثم قال رحمه الله - 00:01:09ضَ
فانت احق بالتفنيد مني ولو سكت المسيء لما نطقته. هنا احبتي الكرام يبين الناظر ويعلل سبب تعداده وذكره لعيوب وذنوب ابى لعيوبي وذنوبي ابي بكر فيقول ان هذا المقصر على تقصيره الا انه كان يلوم ولا يسكت - 00:01:32ضَ
ويمارس الذم والقدح والله المستعان. لذلك قال له فانت احق بالتفنيد مني يعني انت احق بالتخطئة. التفنيد التكذيب وتخطئة الرأي. يقول انت احق بالتفنيد مني. ولو سكت المسيء ما نطقت لو سكت المسيء اي لو سكت انت ايها المسيء لما نطقت انا وبينت عيبك ثم قال - 00:02:05ضَ
ونفسك ذمة لا تذمم سواها. بعيب فهي اجدر من ذممته. هنا احبتي في الله الناظم رحمه الله. ينبه ابا بكر على قضية مهمة جدا. وهي الا يغفل الا يغفل العبد - 00:02:32ضَ
عن ذنب نفسه في يوم من الناس ولا سيما من طلبة العلم والمشتغلين به والمقبلين عليه. ينشغلون بذكر عيوب فلان وعلان. واخطاء زيد ومثالب عبيد وهم بذلك ايها الاحبة الكرام - 00:02:52ضَ
يحسبون انهم يحسنون صنعا. وهم عاكفون على الذنب والتقصير. والله المستعان اخي المسلم يا طالب العلم ايها الحبيب ان من توفيق الله لك ان يجعلك بصيرا بعيوبك وذنوبك وان يرزقك اشتغالا باصلاح هذه العيوب وهذه الذنوب - 00:03:17ضَ
ومن علائهم الخذلان ان تكون من الغافلين عن ذنبك وتقصيرك. لذلك يقول الناظم رحمه الله فلو بكت الدماء عيناك خوفا لذنبك لم اقل لك قد امنت لو سال الدم من عينيك - 00:03:43ضَ
مخافة الذنب فاني لن اقول لن اقول لك انت الان امن وفي مأمن من مغبة الذنب وعاقبته. كلا والله يقول ومنك بالامان؟ وانت عبد امرت فما ائتمرت ولا اطعت. كيف يأمن المقصر - 00:04:05ضَ
لو بكى الانسان دما على تفريطه وتقصيره فلن يأمن يا كرام لانه عبد امر فلم يأتمر ونهي فلم ينتهي. يقول فقلت من الذنوب ولست تخشى لجهلك ان تخف اذا وزنت - 00:04:29ضَ
اثقلتك الذنوب لم تترك بابا من ابوابها الا ولجته والذي لم تلجه طرقته ومع هذا الثقل العظيم وزنك في الميزان سيكون خفيفا لا وزن لك لا قيمة لك عند الله جل في علاه - 00:04:50ضَ
والعبد يوزن باعماله يا كرام يوم القيامة على الصحيح من اقوال اهل العلم ان الذي يوزن يوم القيامة العمل والعامل فاما ان يكون عملك حسنا واما الا يكون كذلك. واما ان يصدق فيك قوله فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا. والله المستعان - 00:05:13ضَ
تعال اذا احبتي في الله تخفف من الذنوب يثقل ميزان حسناتك وتثقل في الميزان يوم القيامة. يقول فقلت من الذنوب ولست تخشى بجهلك ان تخف اذا وزنت ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره - 00:05:39ضَ
كفى بهذه الاية وبهذا المعنى الذي نبه عليه الناظم كفى به رادعا لنا عن الذنب والتقصير الانسان يا اخواني اذا علم وتيقن ان كل شيء سيوزن. كل شيء كل شيء كبر ام صغر؟ عظم ام حقر؟ دق ام - 00:06:07ضَ
فانه سيهزم. فاحذر اخي الحبيب وتنبه يقول وتشفق للمصر على المعاصي وترحمه ونفسك ما رحمت لما ترى انسانا عاكفا مصرا على ذنوبه ومعاصيه تشفق عليه وترحمه وانت غافل عن نفسك - 00:06:37ضَ
ونفسك ما رحمت والله يا اخوة ما ابتلي عبد بذنب اعظم من الغفلة والله المستعان فهي صدأ القلب كما قال ابن القيم ونبهنا على ذلك قال رجعت القهقرة وخبطت عشوا - 00:07:05ضَ
لعمرك لو وصلت لما رجعت بعد ان كنت متقدما محسنا عدت الى الوراء. رجعت القهقرة والقهقرة السير الى الوراء وخبطت عشوا خبط الاشواء مثل. واصله يا كرام من خبط الناقة التي ضعف بصير - 00:07:26ضَ
لا تعرف اين تسير لا تميز لا تعرف اين تضع قدمها فما لي اراك ترجع للوراء؟ ومع رجوعك هذا للوراء تخبط خط عشواء خط من لا يبصر لا يبصر موطأ - 00:07:53ضَ
قدميه لعمرك لو وصلت ما لما رجعت ولو وافيت ربك دون ذنب وناقشك الحساب اذا هلكت يقول احبتي في الله اذا العبد جاء الى ربه يوم القيامة بلا ذنب ونوقش الحساب فقد هلك. وفي هذا اشارة الى حديث امنا عائشة رضي الله تعالى عنها - 00:08:10ضَ
الذي قال فيه النبي صلوات ربي وسلامه عليه من حوسب يوم القيامة عذب فقالت عائشة اليس قد قال الله فسوف يحاسب حسابا يسيرا؟ فقال ليس ذاك الحساب انما ذلك العرض من نوقش الحساب يوم - 00:08:45ضَ
القيامة عذب فالحذر الحذر ايها المسلم يقول ولم يظلمك في عمل ولكن عسير ان تقام بما حملته. الله لا يظلم ان الله لا يظلم الناس شيئا لا يظلمهم مثقال ذرة ابدا - 00:09:02ضَ
يقول ولو جئت ولو قد جئت يوم الفصل فردا وابصرت المنازل فيه شتى لاعظمت الندامة فيه لهفا على ما في حياتك قد اضعتها. يا ليتني قدمت لحياتي. حينما يقدم العبد على ربه يوم الفصل يوم القيامة - 00:09:22ضَ
وسيقدم فردا. كما قال الناظب وكما قال ربي جل في علاه من قبل ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا لقد احصاهم وعدهم عدا وكلهم اتيه يوم القيامة فردا الا اتي الرحمن عبدا - 00:09:45ضَ
لقد احصاهم وعدهم عدا وكلهم اتيه يوم القيامة فردا هنا احبتي في الله يبين الناظم ان من المصائب التي قد يبتلى بها العبد في حياته ان يكون غافلا. ثم يندم - 00:10:13ضَ
في وقت لا ينفع فيه الندم. لذلك قال تفر من الهجير وتتقيه. فهلا ان جهنم قد فررت ولست تطيق اهونها عذابا ولو كنت الحديد بها لذبت فلا تكذب فان الامر جد. وليس كما احتسبت ولا ظننت. يحذرك الناظم. من الندامة - 00:10:43ضَ
يوم الندامة يوم القيامة. يحذرك الناظم ان تفر من نار الدنيا وتتقي حرها وسمومها لكنك لم تتق ولم تفر من نار جهنم. والله المستعان تلك التي لا تطيق اهونها عذابا - 00:11:16ضَ
ولو كنت حديدا لذبت فيها. الناظم احبتي في الله كما اخبرتكم يتحدث عن الغفلة عن الذنب وامنه وقلت في صدري كلامي ان من علائم الخسران والحرمان ان يغفل العبد عن ذنبه ان يبقى سادرا في غيه - 00:11:39ضَ
غافلا عن ذنبه وليس هذا هو حال المؤمنين والصالحين. لقد قال الامام الحسن البصري ان العبد المؤمن جمع احسانا وشفقة. وان الكافر جمع اساءة وامنا. المؤمن من حق الايمان جمع احسانا وشفقة خوف مع انه محسن الا انه يخاف - 00:11:59ضَ
والفاجر الكافر البعيد مع اساءته يأمن وعزتي وجلالي لا اجمع على عبدي خوفين وامنين. من خافني في الدنيا امنته يوم القيامة. ومن امن في الدنيا خوفته يوم القيامة ما اجمل هذه الكلمة للامام الحسن البصري - 00:12:29ضَ
ان المؤمن جمع احسانا وشفقة. وان الكافر جمع اساءة وامنا. ولعلنا نقف مع نماذج مشرقة من خوف السالفين من الذنب مع انهم جمعوا الاحسان لكنهم يخافون. تأمل حال ابراهيم. ابراهيم الذي اتاه الله رشده - 00:12:53ضَ
هو صبي صغير. ابراهيم الذي كان امه واحدة ابراهيم الذي حطم الاصنام بيديه ابراهيم الذي مقامه عظيم. مقامه مصلى ابراهيم يا كرام ما اجمل كلمته التي حكاها الله جل وعلا عنه. في دعائه وابتهاله - 00:13:23ضَ
قال والذي اطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين. مع ما بلغ ابراهيم مع النبوة والرسالة ومع كونه خليلا لله جل في علاه ومع ما سبق ذكره من فضله عليه السلام - 00:13:54ضَ
الا انه يقول يطمع غاية ما يرجوه يطمعه ان يغفر له ذنبه يوم القيامة. واي ذنب يا كرام فعله ابراهيم فكيف بمن عكف على الذنوب والمعاصي ثم لا يخاف الذنب ولا المعصية - 00:14:20ضَ
تأملوا يا كرام حال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ابن ام عبد الفقيه القارئ الحبر الامام العلم الذي قدماه اثقل في الميزان من جبل احد كان يخاف كان اذا تبعه التابعون - 00:14:43ضَ
ولحقه الطلبة المتعلمون يقول لهم لو علمتم ذنوبي ما تبعني منكم احد ووالله لوددت اني ادعى عبد الله ابن روثة وان الله غفر لي ذنبا من ذنوبي وان الله غفر لي ذنبا من ذنوبي - 00:15:06ضَ
هذا يقوله عبد الله ابن مسعود يا كرام عبدالله بن مسعود يقول وددت اني ادعى عبد الله ابن روثة تحقيرا لنفسه وهو المعظم. وان الله غفر ذنبا من ذنوبي ما لنا عن الذنب في غفلة نغتاب ونكذب - 00:15:30ضَ
الظن ونراعي ونقطع الارحام ونفعل الاذان ثم نبيت كأننا قد حططنا رحالنا في الجنة منذ اعوام احسن الله عزاءنا يا كرام والله احسن الله عزاءنا تأملوا حال الربيع حال الربيع بن خثيم - 00:15:49ضَ
تلميذ ابن مسعود هذا الربيع يا كرام الذي بالغ به العلم والتقوى والورع ما بلغ حتى كان الربيع يا كرام اذا ما مشى استعاذ الناس من العمى يظنونه اعمى لا يبصر من شدة غضه لبصره - 00:16:10ضَ
كان يقوم الليل في اخر الليل يقوم في اخر الليل من خاف ادلج ومن ادلج بلغ المنزل. يقوم في اخر الليل ويبكي بكاء ان شديدا فتقوم امه وتقول امه ترحمه امه يا بني فعلت جرما ام قتلت نفسا - 00:16:28ضَ
فيقول بل قتلت نفسا فتقول ام من هذه النفس؟ لعلنا نتحدث معها مع اهلها ليعفو عنك فوالله لو سمعوا بكاءك لرحموك فيقول لها يا اماه انما قتلت نفسي بالذنوب. انما قتلت نفسي بالذنوب - 00:16:56ضَ
هذا يقوله الربيع ابن خثيم يا كرام وانظروا ماذا قال ابراهيم ابن ادهم عن عطاء السليم قال ابراهيم ابن ادهم رحمه الله كان عطاء السليمي يمس جسده بالليل خوفا من ذنوبه مخافة - 00:17:22ضَ
ان يكون قد مسخ وكان اذا انتبه يقول ويحك يا عطاء ويحك يقوم بالليل يمسح بدنه يخشى انهم قد مسخ يخاف من الذنب ويخاف من المعصية ونحن فعلنا الذنوب التي تستجلب عذاب الله وسخطه - 00:17:42ضَ
ولا نخشى عذابا ولا اخذا والله المستعان وقال محمد ابن واسع وانظروا كيف كان الواحد مؤمنهم يخاف من الذنوب يقول لو كان للذنوب ريح ما قدر احد ان يجلس الي او ان يجالسني - 00:18:04ضَ
والاعرج ابو حازم الاعرج يقول يا اعرج ينادى يوم القيامة يخاطب نفسه يا كرام. يخاطب نفسه هذا الامام يقول يا اعرج ينادى يوم القيامة يا اهل خطيئة كذا وكذا فتقوم معهم ثم ينادى يا اهل خطيئة اخرى فتقوم معهم فاراك يا اعرج تريد ان تقوم معه - 00:18:23ضَ
اهل كل خطيئة هكذا كانوا يا كرام يخاف الواحد منهم من ذنب لم يفعله ونحن اليوم نأمن ذنوبا فعلناها والله المستعان. ثم قال الناظر رحمه الله ابا بكر كشفت اقل عيبي واكثره - 00:18:47ضَ
ومعظمه سترته وقل ما شئت في من المخازي وضاعفها فانك قد صدقت. ومهما عبتني فلفرط علمي بباطنة كأنك قد مدحت الناظم في هذه الابيات الثلاثة يا كرام. يقف وقفة نفيسة - 00:19:20ضَ
الرائعة مع قضية لا تقل عن الخوف من الذنب الا وهي اتهام النفس بالتقصير. يعلمني ويعلمك الناظم. انك فهم انفسنا بالتقصير. فهو يقول ابا بكر كشفت اقل عيبي. ما ذكرته من العيوب هي قليلة مع الذي - 00:19:50ضَ
لم يكشف واكثره ومعظمه سترته. فقل ما شئت في من المخازن. وضعفها فانك قد صدقت مهما فقلت من المخازي فانك صادق. ومهما عبتني فلفرط علمي بباطنتي كانك قد مدحته. كل ذنب - 00:20:20ضَ
تذكره في فانك تمدحني لانك لا تعلم الذنوب القبيحة التي انطوى عليها باطني. يا الله ما اعظم هذه الابيات! ما اعظم هذه الابيات! وما اشد تقصيرنا يا كرام! في باب اتهام النفس بالتقصير. نحن اليوم - 00:20:40ضَ
نمدح بما ليس فينا فنسعد ونفرح بهذا المدح. وهم يذم الواحد بما ليس فيه فيرى ان هذا الذم مدحا لانه انطوى على ذنوب اعظم من المذكورة والله المستعان اقول احبتي في الله - 00:21:01ضَ
يتحدث الناظم رحمه الله يتحدث الناظم رحمه الله عن مسلك من من مسالك تزكية القلوب وتهذيبها. وتربية النفس وتزكيتها. وهذا يترقى بالنفس البشرية لتحلق في الملأ الاعلى. الا وهو اتهام النفس بالتقصير - 00:21:31ضَ
ولن يصل قلب الى الله. وصولا سليمة الا اذا اتهم صاحبه نفسه بالتقوى قال الامام ابن القيم رحمه الله قال الامام ابن القيم رحمه الله ان العبد المؤمن لا يرى نفسه الا مقصرا - 00:21:59ضَ
العبد المؤمن لا يرى نفسه الا مقصرا وقال رحمه الله ومقت النفس في ذات الله من صفات الصديقين ويدنو به العبد من الله تعالى في لحظة واحدة اضعاف ما يدنو به العمل. او اضعاف ما يدنو بالعمل - 00:22:22ضَ
العبد المؤمن لا يرى نفسه الا مقصرا. مهما ترقى في سلم العبودية. ومهما حقق الكمالات البشرية فانه لا يرى نفسه الا مقصرا. في حق الله جل في علاه. ولنا في امثلة - 00:22:49ضَ
لاولياء واصفياء بلغوا المنازل وحققوا العبودية في ابهى صورها الا ان الواحد منهم كان لا يرى نفسه الا مقصرا. منهم نموذج من الاعلى من عباد مكرمين. الذين لا يعرفون للمعصية طريقا - 00:23:13ضَ
ولا للذنب سبيلا. زجلهم التسبيح. حياتهم ذكر يا كرام الملائكة المكرمون الذين لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون. هذه الملائكة يا كرام التي ما عصت ربها قط ابدا - 00:23:46ضَ
مع ذلك احبتي في الله لا ترى نفسها الا مقصرة. اخرج الطبراني حديثا عجيبا ان الله جل في علاه لما وضع الصراط خلق الصراط وضربه قالت الملائكة لما خلق الصراط والميزان لمن هذا يا رب؟ فيقول الله جل وعلا لمن شئت من عبادي - 00:24:12ضَ
فتقول الملائكة سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ذكر الامام ابن كثير ان الله خلق ملائكة ساجدة قبل ان يخلق السماوات والارض وملائكة راكعة قبل ان يخلق السماوات والارض فاذا ما نفخ في الصور رفعت الملائكة الساجدة - 00:24:41ضَ
رؤوسها ورفعت الملائكة الراكعة رؤوسها وقالت سبحانك ما عبدناك حق عبادتك سجود منذ الخلق الى البعث. الى القيامة وركوع منذ الخلق الى يوم القيامة وتسبيح وذكر ومع هذا تقول الملائكة سبحانك ما عبدناك حق عبادتك - 00:25:08ضَ
وهذا المنهج يا كرام اتهام النفس بالتقصير ربانا عليه ديننا الحنيف فتأملوا يا كرام كيف ختمت الصلاة بالاستغفار وكيف ختم الحج بالاستغفار واشرف مقام يقومه العبد في هذه الدنيا مقامه في محراب الصلاة ومقامه عشية عرفة - 00:25:41ضَ
وتأمل كيف ينقلب العبد من كلا المقامين باستغفار وكأنه كان عاكفا على ذنب ومعصية لما الاستغفار؟ ثم افيضوا من حيث افاض الناس واستغفروا الله لما الاستغفار؟ لماذا الاستغفار بعد الافاضة من عرفات؟ ولماذا يتحرك لسانك بعد السلام باستغفر الله؟ استغفر الله - 00:26:09ضَ
استغفروا الله انها رسالة لك ايها المسلم انك مهما بلغت من عبودية وتذلل ومن طاعة وخوف ورجاء الا انك عبد مقصر تحتاج الى الاستغفار. وهذا المعنى اعقله العالمون. كنت قديما والله اتعجب لما اقرأ - 00:26:40ضَ
في ترجمة ابي بكر وعمر وغيرهم. كيف يبكي الواحد عند موته؟ وما هذا الخوف ماذا؟ حالهم يكون هكذا. لكنني ادركت بعد حين ان العبد كلما ازداد عبودية كلما اتهم نفسه بالتقصير. وكلما - 00:27:10ضَ
ابتعد عن العبودية واصيب بالغفلة كلما كان غافلا عن تقصيره وظن نفسه كاملا والله المستعان لذلك ابو بكر الذي رباه النبي صلوات ربي وسلامه عليه. على اتهام نفسه بالتقصير. اتعجب حينما اقرأ ذلك الحديث. يأتي ابو بكر الى النبي - 00:27:40ضَ
صلوات ربي وسلامه عليه. يقول يا رسول الله علمني دعاء ادعو به. فيعلمه النبي صلوات ربي وسلامه عليه دعاء خلاصته مفاده انك يا ابا بكر اتهم نفسك بالتقصير. يقول النبي صلوات ربي وسلامه عليه لابي بكر قل اللهم اني ظلمت نفسي - 00:28:05ضَ
ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت. فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني انك انت الغفور الرحيم. لما هذا الدعاء حتى يبقى قلب ابي بكر متهما نفسه بالتقصير فيقول قولته المشهورة - 00:28:25ضَ
وددت اني شعرة في جنب عبد مؤمن ويخاطب العصفور. هنيئا لك يا عصفور. تحطه على الشجرة تأكل من الثمرة ثم تغدو لا لك ولا عليك. يا ليتني اكون مثلك. هذه المرحلة التي وصل اليها ابو بكر - 00:28:45ضَ
يا كرام هي مرحلة لم تتحقق الا بعد ان ربى نفسه على انها نفس مقصرة قصيرة للحديث بقية مع نماذج مشرقة من صحابة النبي صلوات ربي وسلامه عليه وسلفي هذه الامة الذين كان الواحد منهم يتهم نفسه بالتقصير نكملها في محاضرتنا - 00:29:05ضَ
القابلة باذن الله جل في علاه الى ذلكم الحين نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والحمدلله رب العالمين - 00:29:35ضَ