شرح حديث كل عمل ابن آدم | فضيلة الشيخ عمر زعله

شرح رائع لحديث كل عمل ابن آدم | للفضيلة الشيخ عمر زعله | جزء 3 / 9

عمر زعلة

وذلك ما ثبت في سنن الترمذي وصحيح ابن حبان وصحيح ابن خزيمة من حديث الحارث الاشعري ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان الله تعالى امر يحيى ابن زكريا بخمس كلمات ان يعمل بهن ويأمر بهن بني اسرائيل - 00:00:00ضَ

الى ان قال وامركم بالصيام. قام يحيى عليه السلام في بني اسرائيل وامرهم الى ان قال وامركم بالصيام فان مثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرة فيها مسك فكل - 00:00:22ضَ

يعجب او يعجبه ريحها وان ريح الصائم اطيب عند الله من الريح المسك هذا الحديث يعطينا مثالا واقعيا لحال الصائم مع المفطرين النبي عليه الصلاة والسلام يشبهه برجل جلس في عصابة من الناس يعني في مجموعة - 00:00:39ضَ

من الناس جلسوا وجاء رجل فجلس معهم. هذا الرجل معه صرة السرة هي مثل الكيس وفيه مسك مربوط برباط لكن لقوة رائحة المسك خرجت رائحته من هذه السرة والمعتاد ان الذي يأتي معه طيب - 00:01:04ضَ

او في قارورة لا يظهرها امام الناس انما يخفيه في جيبه او في كمه او نحو ذلك فالرائحة تخرج فيشمها الجالسون ولا يدرون من اين هي وتعجبهم رائحتها فهذا مثله مثل الصائم - 00:01:32ضَ

يجلس مع الناس هو صايم لا يدرون عن صيامه لانه عمل خفي مثل ذلك الرجل ذو الرائحة الطيبة رائحته او مصدر الرائحة صافي وهو المسك الخفي الذي في جيبه وخرجت منه هذه الرائحة الطيبة - 00:01:54ضَ

الصائم يجلس مع الناس لا يسمعون منه الا طيبا لانه لا يقول الا طيبا ومن سبه او شتمه لا يرد عليه ومن احتاج مساعدة بادر الى مساعدته فاعماله طيبة. الناس يرون اعماله جيدة وطيبة - 00:02:13ضَ

لكن لا يدرون ما هو السبب؟ السبب انه صائم طب الصيام هل هو شيء ظاهر؟ لا هو شيء خفي لا يدرون عنه وهو سبب حسن اعماله وطيبها. كما ان تلك الرائحة التي خرجت للناس لهذه المجموعة - 00:02:32ضَ

وذلك المسك الخفي وكذلك هذا الرجل الصائم سبب صلاح اعماله وصيامه الخفي وهذا كله يؤيد فضيلة الاخلاص في العمل. ان الاخلاص في العمل يؤثر على تصرفات الانسان على حسن عمله وعلى عظم - 00:02:49ضَ

اجره الحديث ايضا فيه عظم الجزاء على الصيام عظم الجزاء على الصيام ان الله سبحانه وتعالى قال ان الصيام فانه لي وانا اجزي به. سبحان الله كل الاعمال الصالحة الله هو يجزي عليها. هو الذي يجزي عليها - 00:03:07ضَ

لكنه قال في السمع ان الصيام فانه لي وانا اجزي به لماذا هذا التخصيص هذا التخصيص لان الاجر المترتب على الصيام اجر لا يتخيله الانسان ولا يعرف مقداره الا الذي وضعه سبحانه وتعالى - 00:03:28ضَ

ولذلك جاء في رواية مسلم قال كل عمل ابن ادم يضاعف الحسنة عشر امثالها الى سبعمائة ضعف. قال الله عز وجل الا الصوم فانه لي وانا اجزي به. معناه ان الصوم يضاعف اكثر من سبعمئة. هذا في البداية - 00:03:47ضَ

انتبه ما معنى قوله في البداية يعني اي عمل اخر غير الصيام اول ما تعمله لك عشر حسنات مضمونة الحسنة بعشر امثالها. الصيام الحسنة فيه بسبع مئة. هذا اقل شيء - 00:04:11ضَ

وبعدين تبدأ المضاعفة والمضاعفة في الصيام من السبع مئة فما اعلى اما بقية الاعمال تبدأ من عشرة فاعلى لاحظ الفرق لا مقارنة من سبعة الى سبعمائة هذا عند التجار مثلا وعن ارباب الاموال نسبة خرافية تعتبر - 00:04:27ضَ

عند اهل العمل الصالح واهل الايمان هذا باب عظيم يتسابقون اليه عندما يسمعون بمثل هذا الاجر ولذلك زيادة في هذا الباب وترغيبا فيه ساذكر لكم بعض النصوص التي تدل على فضيلة الصيام وانه من احب الاعمال الى الله سبحانه وتعالى بل ان ابن عبد البر - 00:04:47ضَ

اشار الى ان الصيام الافضلية يأتي بعد الشهادتين مقدم حتى على الصلاة هذا عند ابن عبد البر وان كان الجماهير يرون ان الصلاة بعد الشهادتين من حيث الافضلية والاهمية ثبت في الصحيحين - 00:05:11ضَ

من حديث سليمان ابن بلال عن ابي حازم عن سهل ابن سعد الساعدي رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان في الجنة بابا يقال له الريان - 00:05:32ضَ

يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل معهم احد غيرهم. يقال اين الصائمون فيدخلون منه فاذا دخل اخرهم اغلق فلم يدخل منه احد اولا ما معنى قوله الريان الريان صيغة مبالغة - 00:05:47ضَ

من الري معنى ذلك ان هذا الباب وما فيه يختص بكثرة السقيا للصائمين فيغلب في هذا الباب وما بعد هذا الباب وما ادراك ما بعد هذا الباب نسأل الله من فضله - 00:06:09ضَ

السقيا تكون في اعلى انواعها وافضلها الذي يظهر الله تعالى اعلم من هذه التسمية ان اهل الجنة كلهم يشتركون من حيث العموم في طيب السقيا. فيما يشربونه من الشراب لكن اهل الصيام يختصون بمزيد - 00:06:28ضَ

من الانواع ومزيد من اللذات في شرابهم وذلك لانهم حرموا انفسهم من الشرب في الحياة صوما وتعبدا لله سبحانه وتعالى فكان الجزاء من جنس العمل فلذلك يختصون بهذا الباب ويدخلون فاذا دخلوا اغلق - 00:06:45ضَ

اخر صائم يدخل وبعد ذلك يغلق هذا الباب فلا يدخل منه احد غيرهم فوحسرتاه على من يحرم من هذا الباب الجليل من ابواب العبادة وهو باب الصوم وفي الصحيحين ايضا من حديث ابي سعيد الخدري في الصحيحين - 00:07:10ضَ

اه من طريق ابن جريج عن يحيى بن سعيد وهو الانصاري عن وسهيل ابن ابي صالح عن النعمان ابن ابي عياش عن ابي سعيد الخدري ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا - 00:07:30ضَ

من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين وذلك ان الصوم كما انه يقرب الى الجنة يباعد الانسان عن عن النار والمؤمن في حياته يسعى الى القرب الى الجنة والبعد عن النار والصيام - 00:07:52ضَ

عبادة تجمع له هذين او هاتين الحسنيين وسبعين خريفا اي سبعين سنة نبدأ بيوم واحد فلو انه صام يومين ستكون العدد مضاعفا مائة واربعين سنة. طيب لو صام عشرة ايام في سبعين سبع مئة وهكذا كلما صام الانسان اكثر كلما ابتعد الانسان عن النار - 00:08:13ضَ

ولذلك الانسان لا يستغني عن هذه العبادة. وذلك لان المعصية تقرب الى النار. وتبعد عن الجنة فلما يأتي الانسان يصوم يوما هذا مثل الماسح او الماحي لذنوبه والمقرب له الى الجنة فيبتعد عن النار ويقترب الى الجنة بفضل الصيام - 00:08:40ضَ

وفي سنن النسائي من حديث ابي امامة رضي الله تعالى عنه وصحيح ابن حبان ايضا ان ابا امامة اراد ان يذهب الى الجهاد فكان يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم ان يدعو له بالشهادة - 00:09:03ضَ

وكان يذهب ويأتي ولا يستشهد. فجاء الى النبي عليه الصلاة والسلام واخبره شكى له ذلك انه لم يوفق الى الشهادة. فاوصاه النبي عليه الصلاة والسلام ببدل قال له عليك بالصوم - 00:09:17ضَ

فانه لا عدل له وفي لفظ لا مثيل له او لا مثل له انا الحافظ ابن حجر باسناد صحيح في فتح الباري وهذا احد ادلة ابن عبد البر. ادلة قول ابن عبد البر ان الصيام هو افضل الاعمال. قال لا عدل له اي لا مثل له - 00:09:31ضَ

وانت لاحظ الان النبي عليه الصلاة والسلام جعله بديلا لهذا الشخص الذي لم يستطع ان يحصل على اجر الشهادة في سبيل الله تعالى في الجهاد - 00:09:52ضَ