شرح حديث كل عمل ابن آدم | فضيلة الشيخ عمر زعله

شرح رائع لحديث كل عمل ابن آدم | للفضيلة الشيخ عمر زعله | جزء 6 / 9

عمر زعلة

فقد جاء في حديث ابي سعيد الخضري في مسند احمد وغيره انه يأتيه ملك في يده مطراق يعني مطرقة عظيمة كبيرة جدا. حتى ان الصحابة في اخر الحديث قالوا يا رسول الله - 00:00:00ضَ

ما منا من احد يكون عند رأسه ملك في يده مطراق الا هبل. هبل يعني جن وفي لفظ الا ذهل. فاذا امر خطير. هذا اذا كان الانسان بريئا ولم يعمل شيئا - 00:00:20ضَ

في هذا المنظر يفزع فكيف في قبر ويأتيه ملك في هذه الهيئة وهو وحده لا شك انه موقف صعب فالنبي عليه الصلاة والسلام اجاب عن ذلك في حديث ابي سعيد بتلاوة لا يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويضل - 00:00:40ضَ

الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء. نعود الى حديثنا حديث ابي هريرة. قال فيؤتى من قبل رأسه فتقول فتقول الصلاة ما قبلي شيء. يعني ليس امام امامكم طريق من قبلي. فيؤتى - 00:01:00ضَ

عن يمينه يقول تقول الزكاة ما قبلي شيء. فيؤتى عن يساره فيأتي الصيام ويقول ما قبلي شيء يؤتى عن من قبل رجليه فيقول المعروف والاحسان الى الناس والصدقة ما قبلي شيء. فيقال - 00:01:20ضَ

له اقعد وتخيل اليه الشمس عند الغروب. فيقول دعوني اصلي. دعوني اصلي فيقولون اما انك ستفعل ولكن اخبرنا عن هذا الرجل الذي بعث فيكم ماذا تقول فيه؟ فيشهد شهادة الحق فيقول اشهد انه محمد عبد الله ورسوله - 00:01:40ضَ

الى اخر الحديث. فالشاهد من هذا ان الصيام حماية ايضا للعبد المسلم. في قبره من عذاب القبر ومعين له على نعيم القبر وان يفتح له باب الى الجنة ويغلق عنه باب - 00:02:00ضَ

النار في قبره. فمن هنا نتحقق ونفهم معنى قوله عليه الصلاة والسلام الصيام جنة. اي وقاية للعبد وستر له فقد سبق معنا ان الوقاء وان الجنة فيها معنى الستر هذا ما يستفاد من هذه الجملة كفائدة اولى وضحناها وشرحناها نأتي الى الفائدة الثانية وهي ان - 00:02:20ضَ

عبده ضعيف يحتاج الى حماية ربانية. يحتاج الى حماية ربانية. فدائما كل من يحتاج الى حماية معناه ان في جانب ضعف والعبد لا شك انه ضعيف. فمن رحمة الله به ان جعل له حماية شرعية. ومن ذلك حماية الصيام - 00:02:50ضَ

وهذا يقودنا الى الفائدة الثالثة وهي ان فظل الله على عباده واسع حيث شرع لهم ما يكون حماية لهم من شرور انفسهم ومن شرور شياطينهم. كذلك فيه حكمة الشرع وعنايته بتحصين المسلم - 00:03:10ضَ

ضد ما يضره. فمن حكمة الله سبحانه وتعالى انه وان خلق الشر في الحياة لم يجعل العبد رهينة لهذه الشرور في هذه الحياة. بل جعل له ما يحمي به نفسه. فمستقل ومستكثر - 00:03:30ضَ

هذا لا شك انه من حكمة الله حيث خلق مع الشر ما يقي من الشر. نأتي الى جملة اخرى في هذا الحديث الكريم يقول عليه الصلاة والسلام واذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث ولا يصخب في رواية - 00:03:50ضَ

افلا يجهل في رواية ولا يجادل. اذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث. يرفث ما من فعل رفث ورفث. وهو ما يتعلق بالعلاقة مع النساء بين الرجل وبين المرأة. والمراد بذلك - 00:04:10ضَ

الجماع او ما يؤدي اليه ويغلب على الظن انه يوصل اليه فان الصائم اجتنب. ولا اصحب والصخب هو رفع الصوت. وهذا لا يليق بالصائم. رفع الاصوات في الاسواق ونحوها. قال ولا يجهل في رواية - 00:04:30ضَ

فلا يجهل والجهل والعمل ايضا الذي يكون فيه سفاهة ويكون فيه جهالة ولا يليق بالمسلم من كثرة كلام وكثرة ضحك وضياع اوقات. كل هذا داخل في الجهل. وفي رواية ولا يجادل ايضا من صفات الصائم انه لا يكثر المجادلة - 00:04:50ضَ

ويكثر الكلام ويكثر الذهاب هنا وهناك حتى ما يتعلق الاشياء التي ربما كان يعتاد ايام فطره لا ينبغي له ان تكون في ايام صيامه. كما قال السلف فلا يكن يوم صوم فطرك يوم صومك كيوم - 00:05:10ضَ

فطرك هذه الاشياء الرفث الصخب الجهالة الجدال كلها تؤثر على صيام الصائم. فنهى عنها النبي صلى الله عليه واله وسلم. فنقول في هذا في هذه الجملة التأكيد على ترك ما ذكر حال الصيام ابتداء. التأكيد على ترك ما ذكر حال الصيام ابتداء - 00:05:30ضَ

اي ان الانسان لا يبتدأ بهذه الاشياء التي نهي عنها في هذا الحديث. وهذه الاشياء التي نهي عنها هناك اشياء لا ينبغي ان تفعل لا للصائم ولا لغير الصائم. لكن الصائم يؤكد عليه اكثر مثل الجهل - 00:06:00ضَ

فعل اهل الجهالات مثل السفه كلام السفيه البذيء رفع الاصوات والصخب وقلة الصبر ومن ذلك التصرفات التي تحصل مثلا في في الطرقات في السيارات تجد بعض الناس لا صبر عنده. لا يستطيع ان مثلا اذا كان امامه - 00:06:20ضَ

وقف مدة دقيقة ونصف دقيقة لا يصبر. فيضرب عليه بالمنبه يقوم ويخرج من السيارة ويشتم ويرفع يده يصيح وهذا كله ابتداء لا ينبغي فكيف اذا كان صائما؟ في الحديث ايضا ان الصيام الشرعي - 00:06:40ضَ

لا يتم الا بصيام الجوارح عن المحرمات. صيام الجوارح عن المحرمات. فالصيام ينقسم الى قسمين ترك الاكل والشرب والجماع وما عدا ذلك من المفطرات. كذلك ايضا ترك المحرمات البعد عن المحرمات هذه من اهم الاشياء صحة الصوم وجعله مقبولة. فعندنا هناك درجتان - 00:07:00ضَ

الاجزاء ودرجة القبول. فالاجزاء معناه انك لا تطالب بالفعل مرة اخرى لا لا تطالب بالصيام مرة اخرى يكون صيامك مجزئا وتبرأ به ذمتك. وهذا اذا اجتنبت المحرمات التي تبطل الصيام - 00:07:30ضَ

التي تفسد من اكل وشرب ونحو ذلك. فمن ترك هذه الاشياء واتى بالنية قبل طلوع الفجر صح صومه. هذان هما اثناء الصيام. النية قبل الفجر وترك المنهيات الخاصة واي المفطرات. هذا صيام صحيح. بقي عندنا الدرجة الثانية وهي - 00:07:50ضَ

درجة القبول ان يكون صيامك مقبولا. فيجب مع الاجزاء ان يكون عندك ترك للمحرمات. لا تقترف فيكون صيامك مجزئا ويكون صيامك مقبولا عند الله سبحانه وتعالى. ما هو الدليل على ذلك - 00:08:10ضَ

الدليل على ذلك ما ثبت في صحيح البخاري قال رحمه الله حدثنا ادم قال حدثني ابن ابي ذئب عن سعيد ابن ابي سعيد المقبري عن ابيه عن ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال من لم يدع قول الزور - 00:08:30ضَ

والعمل به فليس لله حاجة ان يدع طعامه وشرابه. من لم يدع قول الزور الذي هو الكذب والبهتان القول الباطن والعمل به. يعني احيانا الانسان قد يقول قولا باطنا ويتصرف تصرفا - 00:08:50ضَ

مترتبا على هذا القول الباطل. قد يدعي على شخص ان هذا الشيء له وهو ليس له. بدعوى باطلة ويأتي بها يأتي عليها بشهود ثم يأخذ حق فهذا اتى بقول باطل وعمل بالباطل. فهذا ليس لله حاجة في صيامه. لا يقبل الله صيامه - 00:09:10ضَ

معنا وقد يكون تاركا للاكل والشرب المفطرات. نقول صيامك صحيح من جهة الاجزاء. لا يلزمك ان تعيد هذا اليوم. لكنه لا يقبل عند الله الله سبحانه وتعالى. وهذا يذكرنا بحال الحج. فالحج الذي يكفر الذنوب هو - 00:09:30ضَ

حج مبرور الذي قال فيه الحديث قال فلم يرفث ولم يفسق. رجع كيوم ولدته امه - 00:09:50ضَ