بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اتبع هداه واقتفى اثره واستن بسنته الى يوم الدين اما بعد ففي هذا اليوم - 00:00:00
الخامس من شهر جمادى الاخرة لعام ثمانية وثلاثين والسادس من شهر جمادى الاخرة. لعام ثمانية وثلاثين واربعمائة هل ينعقد هذا المجلس في شرح رسالة العبودية للشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى لمعالي شيخنا الشيخ الدكتور يوسف ابن محمد الغفيص - 00:00:15
عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء سابقا في جامع عثمان بن عفان رضي الله عنه بحي الوادي بالرياض قال رحمه الله تعالى وقال انه ليس له سلطان على الذين امنوا على ربهم يتوكلون - 00:00:35
انما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون. وبها نعت كل كل من اصطفى من خلقه كقوله واذكر عبادنا ابراهيم واسحاق ويعقوب اولي الايدي والابصار انا اخلصناهم بخالصة ذكرى الدار. وانهم عندنا لمن المصطفين لمن المصطفين الاخيار. وقوله واذكر عبادنا واذكر - 00:00:53
عبدنا داود ذا الايدي انه اواب. وقال عن سليمان نعم العبد انه اواب. وقال واذكر عبدنا ايوب اذ نادى ربه وقال عن نوح عليه السلام ذرية من حملنا مع نوح انه كان عبدا شكورا. وقال سبحان الذي اسرى بعبده ليلا - 00:01:18
وقال وانه لما قام عبد الله يدعوه وقال وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا وقال فاوحى الى عبده ما اوحى وقال اين يشرب بها عباد الله؟ وقال وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا ومثل هذا كثير متعدد في القرآن - 00:01:38
فصل اذا تبين ذلك فمعلوم ان الناس في هذا الباب يتفاضلون فيه تفاضلا عظيما والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله واصحابه اجمعين فهذه الايات التي ساقها المصنف رحمه الله وهذا من فقهه فانه ضمن هذه الرسالة الفاضلة في - 00:01:59
بيان مقام عبودية الله جل وعلا ضمنها جملة واسعة من ايات الكتاب وآآ احاديث النبي صلى الله عليه وسلم وهذه هي العبودية وهذا هو علمها فان علمها هو الكتاب والسنة - 00:02:24
وتؤخذ مما قاله الله ورسوله صلى الله عليه واله وسلم وايات ذكر العبودية وما تتضمنه العبودية من الشرائع والعبادات في المعاني الكلية والمعاني الخاصة والمطلقة والمقيدة في كتاب الله او جها متنوعة - 00:02:46
في بيان حال السالكين وحال البصيرة وحال العبادة فيذكر فيها مقام العلم ويذكر فيها مقام الاخلاص ويذكر فيها مقام الارادات واوجه التعبدات الظاهرة والباطنة مع انه ليس بالشريعة باطل ما حق ولا ظاهر ما حظ - 00:03:10
وما من ظاهر الا وهو يتضمن باطلا وما من باطن الا هو يتضمن ويستلزم ظاهرا ويقتضيهن ويقتضاء فهذا كله في مقام العبودية والشريعة التي جعلها الله سبحانه وتعالى لعباده اجمعين وهو اخلاص الدين لله وحده لا شريك له - 00:03:31
وهذه الايات في هذا السياق يبين بها مقاما من مقامات فقه العبودية وهو ان من شرف مقامها ان الله وصف بها خاصة الرسل والانبياء عليهم الصلاة والسلام الذين سماهم الله في كتابه - 00:03:58
الى خيرهم وهو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم سماه الله بذلك في مقام الاصطفاء والامتنان والاجتباء. وذلك في قول الله جل ذكره سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام - 00:04:19
الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله فوصفه هنا بمقام العبودية كما وصف اخوانه من الرسل والانبياء بمقام العبودية فهذا المقام من اشرف المقامات بل هو اشرف مقام يضاف الى جملة العباد وعموم العباد - 00:04:37
ومقام النبوة هو من مقامات عبودية الله سبحانه وتعالى فالانبياء عليهم الصلاة والسلام هم من المصطفون بعبادة الله وحده لا شريك له قم هذا للخلق رتبة في عبادة الله. الملائكة - 00:04:59
والانبياء عليهم الصلاة والسلام. فاولئك لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون ويسبحون الليل والنهار لا يفترون والانبياء والرسل عصمهم الله عن معصيته اداهم لطاعته والاقامة على عبادته قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله - 00:05:18
رب العالمين لا شريك لها النار احسن الله قال رحمه الله تعالى اذا تبين ذلك فمعلوم ان الناس في هذا الباب يتفاضلون في تفاضلا عظيما وهو تفاضلهم في حقيقة الايمان وهم ينقسمون فيه الى عام وخاص. ولهذا كانت ربوية الرب لهم فيها عموم وخصوص ودروب. ولهذا - 00:05:43
كان الشرك في هذه الامة اخفى اخفى من دبيب النمل. هذا جاء بالشرك اخفى في هذه الامة من دبيب النويل جاء هذا فيه اثار الرؤية مرفوعة الى النبي صلى الله عليه وسلم قواها طائفة - 00:06:10
من الحفاظ وبعضهما لها بجملتها. وفيها ما هو معلول جزما ولكن منهم من قوى اوجه منها ومنهم من عل جملة نعم احسن الله اليكم قال وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار تعس عبد القطيفة تعس - 00:06:25
الخميصة تعس وانتكس واذا شيك فلن طقس واذا شيك فلا انتقش ان اعطي رضي وان منع سخط فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الدرهم وعبد الدينار وعبد القطيفة وعبد الخميصة وذكر ما فيه دعاء وخبر - 00:06:47
وهو قوله تعس وانتكس واذا شيك فلا انتقش والنقش اخراج الشوكة من الرجل والمنقاش ما يخرج به شوكة وهذه حال من اذا اصابه شر لم يخرج منه ولم يفلح لكونه تعس وانتكس. فلا نال المطلوب ولا خالص من المكروب. وهذه حال من عبد المال وقد وقد وصف ذلك - 00:07:08
لانه اذا اعطي واذا منع سخط كما قال تعالى ومنهم من يلمزك في الصدقات فان اعطوا منها رضوا وان لم يعطوا منها اذا هم يسخطون فرضاهم لغير الله وسخطهم لغير الله. نعم - 00:07:33
هذا الصنف في العبودية التي ذكر في الحديث وهو عبد الدينار وعبد الدرهم وهو الذي يشتري بايات الله او بدين الله او بالحقوق ثمنا قليلا اما بالايمان الكاذبة او بشهادة الزور او غير ذلك - 00:07:49
نعم قال وهكذا حال من كان متعلقا برئاسة او بصورة ونحو ذلك ونحو ذلك من اهواء نفسه ان حصل له رضي وان لم يحصل له مساخط فهذا عبد عبد ما يهواه من ذلك وهو رفيق له. اذ الرق والعبودية في الحقيقة ورق القلب وعبوديته - 00:08:07
فما السرق فما استرق القلب واستعبده فهو عبده. ولهذا يقال العبد حر ما قنع والحر عبد ما طمع وقال القائل واطعت مطامعي فاستعبدتني. ولو اني قنعت لكنت حرا. ويقال الطمع غل في العنق قيل في الرجل - 00:08:29
لا زال الغل فاذا زال فاذا زال الغل فاذا زال زال الغل من العنق زال فاذا زال الغل من العنق زال القيد من الرجل ويروى عن عمر ابن الخطاب انه قال الطمع فقر واليأس غنى وان احدكم اذا يئس - 00:08:49
من شيء استغنى عنه وهذا امر يجده الانسان من نفسه فان الامر الذي لا ييأس فان الامر الذي ييأس منه لا يطلبه ولا يطمع ولا يبقى قلبه فقيرا اليه ولا الى من يفعله. وان اذا طمع في امر من الامور ورجاءه تعلق به فصار فقيرا الى - 00:09:12
حصوله والى من يظن انه سبب في حصوله وهذا في المال والجاه والصور وغير ذلك. قال الخليل عليه الصلاة السلام فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له واليه ترجعون. فالعبد المقصود في هذا المقام ليس ابطال - 00:09:32
وقد سبق ان ذكر المصنف ان الاسباب معتبرة في الشريعة الاسباب التي جعلت اسبابا قدرها الله اسبابا او امر بها وقد تكون اسبابا كونية او اسبابا شرعية ولكن الالتفات الى الاسباب - 00:09:54
او التعلق باثار الاسباب وما الى ذلك هذا من نقص تحقيق العبودية لان من مقامات العبودية الايمان بقضاء الله وقدره وابتغاء ما عند الله سبحانه وتعالى في الاعمال الصالحة وان تكون الاعمال الصالحة وعبادة الله هي الاصل - 00:10:15
الجامع لحال المؤمن وتكون حياته حظا يستعان به على عبادته لربه نعم احسن الله اليك. قال فالعبد لابد له من رزق وهو محتاج الى ذلك. فاذا طلب رزقه من الله صار عبدا لله فقيرا اليه. وان طلبه من مخلوق - 00:10:39
صار عبدا لذلك المخلوق فقيرا اليه. ولهذا كانت مسألة المخلوق محرمة في الاصل. وانما ابيحت للضرورة وفي النهي عنها احاديث كثيرة في في الصحاح والسنن والمسانيد. كقوله صلى الله عليه وسلم لا تزال المسألة بأحدكم - 00:11:01
حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم. وهذه الاحاديث التي فيها ذم المسألة او ذم اهلها انما هي في المسألة التي تكون تكثرا او عن اسباب مخالفة لمقتضى الشريعة - 00:11:21
واما من سأل لفقره وعجزه استعان بغيره من المسلمين ما يعينه على لوازم امره وحاجة نفسه وحاجة من يعول هذه المسألة ليست مذمومة وقد فعلها الصحابة رضي الله عنهم وفعلت بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم واقر النبي - 00:11:39
الحاجة عليها واثنى الله سبحانه وتعالى على من يحسن الى هؤلاء فمثل قوله لا تزال المسألة باحدكم وهو حديثه الصحيح وغيره حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم هذا ليس في من يسأل وهو مضطر الى سؤاله فان الناس - 00:12:02
فقراء هو الغنى الذي يصيب بعض الناس هو غنى نسبي. والا جميع الخلق فقراء الى الله وهذا الرزق الذي بيد الاغنياء هو من فضل الله عليهم ولهذا ينبغي الشكر ولهذا شرعت بل فرضت - 00:12:25
الزكاة مع ان الزكاة في فريضتها قد تتضمن ان الفقير يسأل الغني الزكاة وهذا من حق الفقيد ان يسأل الغري الزكاة والمسكين يسأل الزكاة وان كانت المروءة والخير الاعلى ان الغني يبادر - 00:12:45
لكن لو انه سأل المسألة هنا ليست المسألة المذمومة انما المسألة المذمومة هي مسألة التكثر او مسألة التي يصاحبها اسقاط للاسباب التي شرع الاخذ بها مع قدرته على العمل او نحو ذلك فهؤلاء - 00:13:06
او هذه الصور وامثالها هي التي فيها مسألة مذمومة واما الانسان المقطوع العاجز اما لمرض او لكبر او غير ذلك من الاسباب وهو لا ينبغي وهو لا يريد هذه المسألة وليست من - 00:13:27
لرغبته ولكنه اضطر اه جائحة اجتاحته او فاقت اصابته او ما الى ذلك فهؤلاء موقرون في الشريعة ومحترمون في الشريعة ليسوا مذمومين لهذه العوارض التي صادفتهم او لاقتهم نعم احسن الله وقوله من سأل الناس وله ما يغنيه جاءت مسألته مسألته يوم القيامة خدوشا او خموسا او - 00:13:45
وضوحا في وجهه وقوله لا تحل المسألة الا لذي غرم مفظع. يعني اذا رأيت هذه الاثار التي ساقها المصنف وجدت انها مقيدة من سأل الناس وله ما يغنيه فهذا قيد - 00:14:18
وقد يقول قائل ان الحديث الاول لا تزال المسألة في احدكم ليس فيه قيد. فنقول هذا فهم خطأ بل فيه قيد فان الشريعة نصوصها المفصلة تقيد بفقه قواعدها وهذا اه من اخص طرق التقييد والتبسيل للشريعة. نعم - 00:14:33
احسن الله اليك. وقوله لا تحل المسألة الا لذي غرم مفظع او دم او فقر مدقع. فضلا عن كون الفعل لا تزال هي يدل على الاستمرار لا تزال يدل على ان هذا صار حالا له قد اقام عليها - 00:14:54
وهذا في الغالب المطلق لا يكون الا عن تقصير لان الاقامة آآ على تلك الحال من المسألة مع ان الانسان تتقلب حاله ومن اقام على المسألة فهذا في الغالب مظنة - 00:15:12
التقصير وان كان لا يستلزم التقصير على كل تقدير نعم احسن الله اليك. وفيه ايضا لان يأخذ احدكم احدكم حبله فيذهب فيذهب فيحتطب خير له من ان يسأل الناس اعطوه او منعوه وقال ما ما اتاك من هذا المال وانت غير غير سائل ولا مشرف فخذه - 00:15:27
وما لا فلا تتبعه نفسك فكره اخذه من سؤال اللسان واستشراف القلب. وقال في الحديث الصحيح من يستغني يغنه الله ومن يستعفف يعفه يعفه الله ومن يتصبر يصبره الله. نعم هذا كلها احاديث صحيحة - 00:15:56
الحديث ما اتاك من هذا المال وكذلك ما ذكره المصنف نعم بعده وما اعطي احد عطاء خيرا واوسع من الصبر واوصى خواص اصحابه الا يسألوا الناس شيئا. وفي المسند ان ابا بكر كان يسقط السوط من يده فلا يقول لاحد ناولني اياه - 00:16:15
ويقول ان خليلي امرني الا اسأل الناس شيئا. وفي صحيح مسلم وغيره عن عوف بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم بايعه في طائفة واسر اليهم كلمة خفية الا تسألوا الناس شيئا. وكان بعض اولئك النفر النفر - 00:16:37
يسقط الصوت من يد احدهم ولا يقول لاحد المسألة فهو افضل كلما اتقيت المسألة فهو افضل لكن ايضا لا يكون للانسان من ترك المسألة فيما جرت العادة بالتعاون فيه. وهناك مسائل على خلاف العادة وهناك مسائل على وفق - 00:16:57
والعادة محكمة لان البعض قد يغلق على نفسه او يشق على نفسه بما لا يعد من المسألة المذمومة. هذا مسألة فيها اعتدال وتوسط على كل حال. وما لاقى بعض السلف من الحالة الخاصة هذا لا يلزم ان يكون منهجا عاما لكل احد - 00:17:19
نعم والا لو اتخذ منهجا مطردا لضاقت على الناس بعض الامور التي هم محتاجون اليها او من وراءهم ومن يعولونهم محتاجون اليها نعم احسن الله اليك. قال وقد دلت النصوص على ان الامر بمسألة الخالق والنهي عن مسألة المخلوق في غير موضع كقوله تعالى - 00:17:43
وقد دلت النصوص على الامر بمسألة الخالق والنهي عن مسألة المخلوق في غير موضع كقوله تعالى فاذا فرغت من هذا المقام مسألة الخالق وسنة المخلوق هذه مقامات وهناك مقامات من المسألة لا تصح الا لله - 00:18:08
وهناك مقامات يسأل الله سبحانه وتعالى ما يليق به وقد يوصل للمخلوق ما هو بيده لا يكون مما يختص بالخالق المخلوق لا يسهل الرزق لانه الله وحده هو الرزاق لكن قد يسأل مخلوق مخلوقا اخر ان يعطيه مالا معينا او - 00:18:26
درهما معينا او او عقارا معينا او طعاما معينا فهذا من مقدوره لكن ان يسأله رزقا سواء كان حيا او ميتا فهذا مما لا يليق الا بالله وبالله التوفيق - 00:18:48
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اتبع هداه واقتفى اثره واستن بسنته الى يوم الدين اما بعد ففي هذا اليوم - 00:00:00
الخامس من شهر جمادى الاخرة لعام ثمانية وثلاثين والسادس من شهر جمادى الاخرة. لعام ثمانية وثلاثين واربعمائة هل ينعقد هذا المجلس في شرح رسالة العبودية للشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى لمعالي شيخنا الشيخ الدكتور يوسف ابن محمد الغفيص - 00:00:15
عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء سابقا في جامع عثمان بن عفان رضي الله عنه بحي الوادي بالرياض قال رحمه الله تعالى وقال انه ليس له سلطان على الذين امنوا على ربهم يتوكلون - 00:00:35
انما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون. وبها نعت كل كل من اصطفى من خلقه كقوله واذكر عبادنا ابراهيم واسحاق ويعقوب اولي الايدي والابصار انا اخلصناهم بخالصة ذكرى الدار. وانهم عندنا لمن المصطفين لمن المصطفين الاخيار. وقوله واذكر عبادنا واذكر - 00:00:53
عبدنا داود ذا الايدي انه اواب. وقال عن سليمان نعم العبد انه اواب. وقال واذكر عبدنا ايوب اذ نادى ربه وقال عن نوح عليه السلام ذرية من حملنا مع نوح انه كان عبدا شكورا. وقال سبحان الذي اسرى بعبده ليلا - 00:01:18
وقال وانه لما قام عبد الله يدعوه وقال وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا وقال فاوحى الى عبده ما اوحى وقال اين يشرب بها عباد الله؟ وقال وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا ومثل هذا كثير متعدد في القرآن - 00:01:38
فصل اذا تبين ذلك فمعلوم ان الناس في هذا الباب يتفاضلون فيه تفاضلا عظيما والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله واصحابه اجمعين فهذه الايات التي ساقها المصنف رحمه الله وهذا من فقهه فانه ضمن هذه الرسالة الفاضلة في - 00:01:59
بيان مقام عبودية الله جل وعلا ضمنها جملة واسعة من ايات الكتاب وآآ احاديث النبي صلى الله عليه وسلم وهذه هي العبودية وهذا هو علمها فان علمها هو الكتاب والسنة - 00:02:24
وتؤخذ مما قاله الله ورسوله صلى الله عليه واله وسلم وايات ذكر العبودية وما تتضمنه العبودية من الشرائع والعبادات في المعاني الكلية والمعاني الخاصة والمطلقة والمقيدة في كتاب الله او جها متنوعة - 00:02:46
في بيان حال السالكين وحال البصيرة وحال العبادة فيذكر فيها مقام العلم ويذكر فيها مقام الاخلاص ويذكر فيها مقام الارادات واوجه التعبدات الظاهرة والباطنة مع انه ليس بالشريعة باطل ما حق ولا ظاهر ما حظ - 00:03:10
وما من ظاهر الا وهو يتضمن باطلا وما من باطن الا هو يتضمن ويستلزم ظاهرا ويقتضيهن ويقتضاء فهذا كله في مقام العبودية والشريعة التي جعلها الله سبحانه وتعالى لعباده اجمعين وهو اخلاص الدين لله وحده لا شريك له - 00:03:31
وهذه الايات في هذا السياق يبين بها مقاما من مقامات فقه العبودية وهو ان من شرف مقامها ان الله وصف بها خاصة الرسل والانبياء عليهم الصلاة والسلام الذين سماهم الله في كتابه - 00:03:58
الى خيرهم وهو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم سماه الله بذلك في مقام الاصطفاء والامتنان والاجتباء. وذلك في قول الله جل ذكره سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام - 00:04:19
الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله فوصفه هنا بمقام العبودية كما وصف اخوانه من الرسل والانبياء بمقام العبودية فهذا المقام من اشرف المقامات بل هو اشرف مقام يضاف الى جملة العباد وعموم العباد - 00:04:37
ومقام النبوة هو من مقامات عبودية الله سبحانه وتعالى فالانبياء عليهم الصلاة والسلام هم من المصطفون بعبادة الله وحده لا شريك له قم هذا للخلق رتبة في عبادة الله. الملائكة - 00:04:59
والانبياء عليهم الصلاة والسلام. فاولئك لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون ويسبحون الليل والنهار لا يفترون والانبياء والرسل عصمهم الله عن معصيته اداهم لطاعته والاقامة على عبادته قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله - 00:05:18
رب العالمين لا شريك لها النار احسن الله قال رحمه الله تعالى اذا تبين ذلك فمعلوم ان الناس في هذا الباب يتفاضلون في تفاضلا عظيما وهو تفاضلهم في حقيقة الايمان وهم ينقسمون فيه الى عام وخاص. ولهذا كانت ربوية الرب لهم فيها عموم وخصوص ودروب. ولهذا - 00:05:43
كان الشرك في هذه الامة اخفى اخفى من دبيب النمل. هذا جاء بالشرك اخفى في هذه الامة من دبيب النويل جاء هذا فيه اثار الرؤية مرفوعة الى النبي صلى الله عليه وسلم قواها طائفة - 00:06:10
من الحفاظ وبعضهما لها بجملتها. وفيها ما هو معلول جزما ولكن منهم من قوى اوجه منها ومنهم من عل جملة نعم احسن الله اليكم قال وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار تعس عبد القطيفة تعس - 00:06:25
الخميصة تعس وانتكس واذا شيك فلن طقس واذا شيك فلا انتقش ان اعطي رضي وان منع سخط فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الدرهم وعبد الدينار وعبد القطيفة وعبد الخميصة وذكر ما فيه دعاء وخبر - 00:06:47
وهو قوله تعس وانتكس واذا شيك فلا انتقش والنقش اخراج الشوكة من الرجل والمنقاش ما يخرج به شوكة وهذه حال من اذا اصابه شر لم يخرج منه ولم يفلح لكونه تعس وانتكس. فلا نال المطلوب ولا خالص من المكروب. وهذه حال من عبد المال وقد وقد وصف ذلك - 00:07:08
لانه اذا اعطي واذا منع سخط كما قال تعالى ومنهم من يلمزك في الصدقات فان اعطوا منها رضوا وان لم يعطوا منها اذا هم يسخطون فرضاهم لغير الله وسخطهم لغير الله. نعم - 00:07:33
هذا الصنف في العبودية التي ذكر في الحديث وهو عبد الدينار وعبد الدرهم وهو الذي يشتري بايات الله او بدين الله او بالحقوق ثمنا قليلا اما بالايمان الكاذبة او بشهادة الزور او غير ذلك - 00:07:49
نعم قال وهكذا حال من كان متعلقا برئاسة او بصورة ونحو ذلك ونحو ذلك من اهواء نفسه ان حصل له رضي وان لم يحصل له مساخط فهذا عبد عبد ما يهواه من ذلك وهو رفيق له. اذ الرق والعبودية في الحقيقة ورق القلب وعبوديته - 00:08:07
فما السرق فما استرق القلب واستعبده فهو عبده. ولهذا يقال العبد حر ما قنع والحر عبد ما طمع وقال القائل واطعت مطامعي فاستعبدتني. ولو اني قنعت لكنت حرا. ويقال الطمع غل في العنق قيل في الرجل - 00:08:29
لا زال الغل فاذا زال فاذا زال الغل فاذا زال زال الغل من العنق زال فاذا زال الغل من العنق زال القيد من الرجل ويروى عن عمر ابن الخطاب انه قال الطمع فقر واليأس غنى وان احدكم اذا يئس - 00:08:49
من شيء استغنى عنه وهذا امر يجده الانسان من نفسه فان الامر الذي لا ييأس فان الامر الذي ييأس منه لا يطلبه ولا يطمع ولا يبقى قلبه فقيرا اليه ولا الى من يفعله. وان اذا طمع في امر من الامور ورجاءه تعلق به فصار فقيرا الى - 00:09:12
حصوله والى من يظن انه سبب في حصوله وهذا في المال والجاه والصور وغير ذلك. قال الخليل عليه الصلاة السلام فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له واليه ترجعون. فالعبد المقصود في هذا المقام ليس ابطال - 00:09:32
وقد سبق ان ذكر المصنف ان الاسباب معتبرة في الشريعة الاسباب التي جعلت اسبابا قدرها الله اسبابا او امر بها وقد تكون اسبابا كونية او اسبابا شرعية ولكن الالتفات الى الاسباب - 00:09:54
او التعلق باثار الاسباب وما الى ذلك هذا من نقص تحقيق العبودية لان من مقامات العبودية الايمان بقضاء الله وقدره وابتغاء ما عند الله سبحانه وتعالى في الاعمال الصالحة وان تكون الاعمال الصالحة وعبادة الله هي الاصل - 00:10:15
الجامع لحال المؤمن وتكون حياته حظا يستعان به على عبادته لربه نعم احسن الله اليك. قال فالعبد لابد له من رزق وهو محتاج الى ذلك. فاذا طلب رزقه من الله صار عبدا لله فقيرا اليه. وان طلبه من مخلوق - 00:10:39
صار عبدا لذلك المخلوق فقيرا اليه. ولهذا كانت مسألة المخلوق محرمة في الاصل. وانما ابيحت للضرورة وفي النهي عنها احاديث كثيرة في في الصحاح والسنن والمسانيد. كقوله صلى الله عليه وسلم لا تزال المسألة بأحدكم - 00:11:01
حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم. وهذه الاحاديث التي فيها ذم المسألة او ذم اهلها انما هي في المسألة التي تكون تكثرا او عن اسباب مخالفة لمقتضى الشريعة - 00:11:21
واما من سأل لفقره وعجزه استعان بغيره من المسلمين ما يعينه على لوازم امره وحاجة نفسه وحاجة من يعول هذه المسألة ليست مذمومة وقد فعلها الصحابة رضي الله عنهم وفعلت بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم واقر النبي - 00:11:39
الحاجة عليها واثنى الله سبحانه وتعالى على من يحسن الى هؤلاء فمثل قوله لا تزال المسألة باحدكم وهو حديثه الصحيح وغيره حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم هذا ليس في من يسأل وهو مضطر الى سؤاله فان الناس - 00:12:02
فقراء هو الغنى الذي يصيب بعض الناس هو غنى نسبي. والا جميع الخلق فقراء الى الله وهذا الرزق الذي بيد الاغنياء هو من فضل الله عليهم ولهذا ينبغي الشكر ولهذا شرعت بل فرضت - 00:12:25
الزكاة مع ان الزكاة في فريضتها قد تتضمن ان الفقير يسأل الغني الزكاة وهذا من حق الفقيد ان يسأل الغري الزكاة والمسكين يسأل الزكاة وان كانت المروءة والخير الاعلى ان الغني يبادر - 00:12:45
لكن لو انه سأل المسألة هنا ليست المسألة المذمومة انما المسألة المذمومة هي مسألة التكثر او مسألة التي يصاحبها اسقاط للاسباب التي شرع الاخذ بها مع قدرته على العمل او نحو ذلك فهؤلاء - 00:13:06
او هذه الصور وامثالها هي التي فيها مسألة مذمومة واما الانسان المقطوع العاجز اما لمرض او لكبر او غير ذلك من الاسباب وهو لا ينبغي وهو لا يريد هذه المسألة وليست من - 00:13:27
لرغبته ولكنه اضطر اه جائحة اجتاحته او فاقت اصابته او ما الى ذلك فهؤلاء موقرون في الشريعة ومحترمون في الشريعة ليسوا مذمومين لهذه العوارض التي صادفتهم او لاقتهم نعم احسن الله وقوله من سأل الناس وله ما يغنيه جاءت مسألته مسألته يوم القيامة خدوشا او خموسا او - 00:13:45
وضوحا في وجهه وقوله لا تحل المسألة الا لذي غرم مفظع. يعني اذا رأيت هذه الاثار التي ساقها المصنف وجدت انها مقيدة من سأل الناس وله ما يغنيه فهذا قيد - 00:14:18
وقد يقول قائل ان الحديث الاول لا تزال المسألة في احدكم ليس فيه قيد. فنقول هذا فهم خطأ بل فيه قيد فان الشريعة نصوصها المفصلة تقيد بفقه قواعدها وهذا اه من اخص طرق التقييد والتبسيل للشريعة. نعم - 00:14:33
احسن الله اليك. وقوله لا تحل المسألة الا لذي غرم مفظع او دم او فقر مدقع. فضلا عن كون الفعل لا تزال هي يدل على الاستمرار لا تزال يدل على ان هذا صار حالا له قد اقام عليها - 00:14:54
وهذا في الغالب المطلق لا يكون الا عن تقصير لان الاقامة آآ على تلك الحال من المسألة مع ان الانسان تتقلب حاله ومن اقام على المسألة فهذا في الغالب مظنة - 00:15:12
التقصير وان كان لا يستلزم التقصير على كل تقدير نعم احسن الله اليك. وفيه ايضا لان يأخذ احدكم احدكم حبله فيذهب فيذهب فيحتطب خير له من ان يسأل الناس اعطوه او منعوه وقال ما ما اتاك من هذا المال وانت غير غير سائل ولا مشرف فخذه - 00:15:27
وما لا فلا تتبعه نفسك فكره اخذه من سؤال اللسان واستشراف القلب. وقال في الحديث الصحيح من يستغني يغنه الله ومن يستعفف يعفه يعفه الله ومن يتصبر يصبره الله. نعم هذا كلها احاديث صحيحة - 00:15:56
الحديث ما اتاك من هذا المال وكذلك ما ذكره المصنف نعم بعده وما اعطي احد عطاء خيرا واوسع من الصبر واوصى خواص اصحابه الا يسألوا الناس شيئا. وفي المسند ان ابا بكر كان يسقط السوط من يده فلا يقول لاحد ناولني اياه - 00:16:15
ويقول ان خليلي امرني الا اسأل الناس شيئا. وفي صحيح مسلم وغيره عن عوف بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم بايعه في طائفة واسر اليهم كلمة خفية الا تسألوا الناس شيئا. وكان بعض اولئك النفر النفر - 00:16:37
يسقط الصوت من يد احدهم ولا يقول لاحد المسألة فهو افضل كلما اتقيت المسألة فهو افضل لكن ايضا لا يكون للانسان من ترك المسألة فيما جرت العادة بالتعاون فيه. وهناك مسائل على خلاف العادة وهناك مسائل على وفق - 00:16:57
والعادة محكمة لان البعض قد يغلق على نفسه او يشق على نفسه بما لا يعد من المسألة المذمومة. هذا مسألة فيها اعتدال وتوسط على كل حال. وما لاقى بعض السلف من الحالة الخاصة هذا لا يلزم ان يكون منهجا عاما لكل احد - 00:17:19
نعم والا لو اتخذ منهجا مطردا لضاقت على الناس بعض الامور التي هم محتاجون اليها او من وراءهم ومن يعولونهم محتاجون اليها نعم احسن الله اليك. قال وقد دلت النصوص على ان الامر بمسألة الخالق والنهي عن مسألة المخلوق في غير موضع كقوله تعالى - 00:17:43
وقد دلت النصوص على الامر بمسألة الخالق والنهي عن مسألة المخلوق في غير موضع كقوله تعالى فاذا فرغت من هذا المقام مسألة الخالق وسنة المخلوق هذه مقامات وهناك مقامات من المسألة لا تصح الا لله - 00:18:08
وهناك مقامات يسأل الله سبحانه وتعالى ما يليق به وقد يوصل للمخلوق ما هو بيده لا يكون مما يختص بالخالق المخلوق لا يسهل الرزق لانه الله وحده هو الرزاق لكن قد يسأل مخلوق مخلوقا اخر ان يعطيه مالا معينا او - 00:18:26
درهما معينا او او عقارا معينا او طعاما معينا فهذا من مقدوره لكن ان يسأله رزقا سواء كان حيا او ميتا فهذا مما لا يليق الا بالله وبالله التوفيق - 00:18:48