رياض الصالحين للنووي

شرح رياض الصالحين - باب بر الوالدين وصلة الأرحام 1

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديهم ومشايخهم ولجميع المسلمين. امين. قال الشيخ الحافظ النبوي رحمه الله تعالى - 00:00:04ضَ

رياض الصالحين باب بر الوالدين وصلة الارحام قال الله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب صاحب الجمل وابن السبيل وما ملكت ايمانكم. وقال تعالى واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام. وقال تعالى والذين يصلون - 00:00:23ضَ

ما امر الله بهم ان يوصلوا. الاية بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى باب بر الوالدين وصلة باب بر الوالدين وصلة الارحام البر هو كثرة الخير والعطاء والصلة - 00:00:48ضَ

هي عدم القطيعة فالبر يكون للوالدين والصلة تكون للاقارب الوالدان يجب على المرء ان يبر بهما في جميع وجوه البر والخير والاحسان سواء كان ماليا بدنيا ام ما يتعلق بالجاه - 00:01:07ضَ

واما الرحم والاقارب فالواجب عدم قطيعتهم وان يحسن اليهم بالمال والجاه والبدن لكن البر امر زائد على الصلة وذلك لعظم حق الوالدين ثم ساق المؤلف رحمه الله الايات في هذا الباب - 00:01:29ضَ

الاية الاولى قول الله عز وجل واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وقد تقدم الكلام على هذه الاية في الباب السابق والشاهد منها قوله عز وجل وبالوالدين احسانا اي احسانا بالوالدين - 00:01:52ضَ

واطلق سبحانه وتعالى الاحسان هنا فيشمل جميع وجوه الاحسان وجميع انواع الاحسان سواء كان احسانا بالبدن ام احسانا بالمال؟ ام احسانا بالجاه واما الاية الثانية وهي قول الله عز وجل واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام - 00:02:11ضَ

فاول الاية يقول الله عز وجل يا ايها الناس اتقوا ربكم يا ايها الناس المراد بالناس هنا عموم البشر وسموا اناسا لانه يأنس بعضهم ببعض وقوله الناس الاصلها اناس لكن حذفت الهمزة تخفيفا - 00:02:35ضَ

يا ايها الناس اتقوا ربكم اي اتخذوا وقاية من عذابه امتثال امره واجتناب نهيه والرب هو الخالق المالك المدبر. اي اتقوا خالقكم ورازقكم ومالككم ومدبركم وهو سبحانه وتعالى اتقوا ربكم الذي خلقكم. يعني اوجدكم فهو سبحانه وتعالى هو الذي اوجدكم من العدم - 00:02:57ضَ

وامدكم بالنعم وهيء لكم العقل والفهم. فاتقوه حق التقوى الذي خلقكم من نفس واحدة وهي نفس ادم عليه الصلاة والسلام ابو البشر وخلق منها زوجها يعني وخلق من هذه النفس - 00:03:27ضَ

زوجها وهي حواء عليها السلام اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء وبث منهما يعني من هذين النفسين من ادم وحواء اخرج وآآ - 00:03:48ضَ

نشر وفرق رجالا كثيرا ونساء رجالا جمع رجل والرجل هو الذكر البالغ ونساء المراد بالنساء الاناث البالغات رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله كرر الامر سبحانه وتعالى بتقواه تنويها وتوكيدا على وجوب - 00:04:09ضَ

والله عز وجل واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام يتساءلون به ان يسألوا بعضكم بعضا به تذكيرا بعظمته وجلاله. فيقول اسألك بالله كذا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من سأل بالله فاعطوه - 00:04:33ضَ

وقول والارحام فيها قراءتان سبعيتان الارحام بالنصب عطفا على لفظ الجلالة. اي اتقوا الله واتقوا الارحام. فلا تقطعوها بل صلوها والقراءة الثانية بالجر والارحام عطفا على الظمير في قوله به - 00:04:53ضَ

اي تساءلون بالله وتتساءلون بالارحام. وقد كان اهل الجاهلية يتساءلون بالرحم فيقولوا اسألك الله والرحم او انشدك او انشدك الله والرحم يتساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا. ان الله كان عليكم رقيبا اي مطلعا شاهدا على - 00:05:17ضَ

اعمالكم واحوالكم وقوله ان الله كان عليكم رقيبا. هو سبحانه وتعالى لم يزل ولا يزال رقيبا على عباده فكان هنا مسلوبة الدلالة على الزمن وانما يراد بها اتصاف اسمها بخبرها - 00:05:42ضَ

الا تدل على انه كان فيما مضى بل هو سبحانه وتعالى كان وما زال ولا يزال رقيبا بعباده اي مطلع عن شاهدا على اعمالهم وعلى احوالهم. فبهذه الاية الكريمة دليل على فوائد منها وجوب تقوى الله عز وجل - 00:06:04ضَ

ومنها ايضا كمال قدرة الله عز وجل حيث اخرج هؤلاء البشر من هذه النفس من نفس ادم آآ ابي البشر عليه الصلاة والسلام وفيه ايضا دليل على جواز السؤال بالله تعالى. بقوله تساءلون به اي يسأل بعضكم بعضا - 00:06:24ضَ

فيقول اسألك بالله وقال بعض العلماء ان معنى تساءلون به اي تتعاقدون به وتتعاهدون به فتعقدون وتتعاهدون بالله عز وجل والعاقل والمعاهد يسأل الاخر حقه. فمثلا البائع يسأل المشتري البائع يسأل المشتري الثمن والمشتري يسأل البائع السلعة. ولكن المعنى الاول اظهر - 00:06:46ضَ

وفي هذه الاية الكريمة ايضا دليل على جواز التساؤل بالارحام على القراءة الجر بقوله تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا ومعنا السؤال بالارحام الالتماس والاستعطاف بالرحم وليس حلفا يعني لا لا لا يحلف الانسان بالرحم ويقول والرحم لافعلن كذا وانما المراد التساؤل بالارحام انه - 00:07:15ضَ

يستعطف رحمه ويلتمس من رحمه بما بينهما من من قرابة. وهذا القول اعني جواز التساؤل بالارحام وانه ليس هو اختيار شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ومنها ايضا وجوب صلة الرحم وتحريم قطيعتهم. بقوله واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام. اي اتقوا - 00:07:46ضَ

الله واتقوا الارحام وهذا على قراءة النص وفيه ايضا دليل على وجوب على وجوب مراقبة الله عز وجل وذلك ان الانسان اذا علم ان الله تعالى مطلع عليه وشاهد وانه رقيب عليه ما يلفظ من قول - 00:08:14ضَ

الا لديه رقيب عتيد جعل هذا هذه الرقابة من الله عز وجل جعلها سببا لان يحذر من سخطه وعقابه لانه سبحانه وتعالى مطلع عليه وشاهد على اعماله وعلى احواله. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد - 00:08:36ضَ