رياض الصالحين للنووي

شرح رياض الصالحين - باب بر الوالدين وصلة الأرحام 16

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه من مشايخنا ولجميع المسلمين. امين. لقد الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين - 00:00:04ضَ

في باب بر الوالدين وصلة الارحام عن عبد الله بن عن عبدالله عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه سلم جهارا غير سر يقول ان ال ابي فلان ليسوا باوليائي. انما وليي الله وصالح المؤمنين. ولكن - 00:00:24ضَ

رحم ساقولها ببلالها متفق عليه لفظ للبخاري بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله تعالى وعن عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم - 00:00:44ضَ

جهارا اي انه جهر بهذا القول واظهره واشاعه واذاعه غير سر هذا توكيل بقوله جهارا يقول ان ال بني فلان ليسوا لي باولياء. وانما لم يعينهم سترا وقوله ليسوا لي باولياء الولي هو الذي يتولى امر الانسان بحفظه ورعايته والعناية به - 00:01:00ضَ

وليس الولي هو النصير. بل النصير هو الذي يدفع عن الانسان الشر ولهذا قال الله عز وجل ما لك من الله من ولي ولا نصير. ولو قلنا ان الولي هو النصير لكان معنى الاية ما لك من الله - 00:01:31ضَ

من نصير ولا نصير. والاصل بالكلام ان يكون تأسيسا لا توكيدا وقوله ان ال بني فلان ليسوا لي باولياء المراد بذلك من لم يسلم منهم. وذلك بكفرهم لانهم اعداء لله عز وجل - 00:01:47ضَ

وقد قال الله تعالى من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فان الله عدو للكافرين وقال عز وجل لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا اباءهم الاية - 00:02:08ضَ

انما ولي الله وصالح المؤمنين. فالله عز وجل هو الذي يتولى ويتولى امر الانسان وقوله وصالح المؤمنين الصالح من عباد الله تعالى هو القائم بحقوق الله وحقوق عباده فكل من قام بحقوق الله وحقوق عباده فهو صالح. وقوله انما ولي الله وصالح المؤمنين. هذا كقوله - 00:02:28ضَ

عز وجل وان تظاهرا عليه فان الله هو مولاه. وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير وقال عز وجل انما وليكم الله ورسوله. والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم رافعون. ومن يتولى الله - 00:02:59ضَ

الله ورسوله والذين امنوا فان حزب الله هم الغالبون. قال لكن هذا استدراك من الرسول صلى الله عليه وسلم الا يظن ظان انهم لما لم يكونوا اولياء اولياء لله اولياء له انه يعاديهم قال لكن ان لهم رحم - 00:03:19ضَ

املها ببلالها. والبلال والبلال هو ما يبل به الحلق من الماء. فشبه النبي صلى الله عليه وسلم هنا في هذا الحديث شبه صلة الرحم بالماء الذي تطفئ به الحرارة. فكما ان الحرارة تطفأ بالماء فكذلك القطيعة تزول - 00:03:39ضَ

بالصلة ففي هذا الحديث دليل على فوائد منها اولا معاداة اعداء الله عز وجل. والبراءة منهم لان الرسول صلى الله عليه وسلم تبرأ منهم وقال انهم ليسوا لي باولياء والبراءة نوعان. براءة من عمل وبراءة من عامل. فاما البراءة من العمل فيجب على كل مؤمن - 00:04:02ضَ

ان يتبرأ من كل عمل محرم. سواء كان كفرا ام شركا ام فسقا. ومعنى البراءة من العمل المحرم اولا الا يفعله. وثانيا الا يقره وثالثا الا يرضى به. قال الله - 00:04:31ضَ

قال قد كانت قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه. اذ قالوا لقومهم انا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم الاية وقال عز وجل واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني فانه سيهدين - 00:04:51ضَ

والنوع الثاني من البراءة براءة من العامل. فان كان عمله كفرا وجبت البراءة منه بكل حال في الاية السابقة في براءة في تبرؤ ابراهيم عليه الصلاة والسلام. واما اذا كان عمله فسقا وليس كفرا - 00:05:14ضَ

انه يتبرأ منه من وجه ويوالى من وجه. فيوالى لما عنده من الايمان ويعادى ويتبرأ منه لما عنده من الكفر والعصمة ولهذا قال الله عز وجل في الطائفتين المقتتلتين وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما. فان بغت احداهما - 00:05:34ضَ

وما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله. فان فائت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين ثم قال انما المؤمنون اخوة. مع ان النبي صلى الله عليه وسلم قال سباب المسلم فسوق وقتاله كفر. فلم - 00:05:55ضَ

يرتفع او او لم يكن القتال سببا في زوال الاخوة الايمانية بين الطائفتين مقتتلتين ومن فوائد هذا الحديث ايضا موالاة المؤمنين. بقوله انما وليي الله وصالح المؤمنين والموالاة والمعاداة على اقسام ثلاثة - 00:06:15ضَ

القسم الاول الموالاة المطلقة. وهذه انما تكون للمؤمن الذي لم يتلبس بمعصية. فيوالى ويحب ويود للاخوة الايمانية ولما عنده من الايمان. والقسم الثاني معاداة مطلقة. لاعداء بالله واعداء رسوله. كما قال عز وجل من كان عدوا لله وملائكته وكتبه ورسل من كان عدوا لله وملائكته ورسله - 00:06:43ضَ

وجبريل وميكال فان الله عدو للكافرين وقال عز وجل لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله. فيجب على كل مؤمن ان يعاديهم والا يواليهم. ولا يمنع ذلك من ان يحسن اليهم لان هناك فرقا بين الموالاة - 00:07:13ضَ

والمودة والمحبة وبين الاحسان. ولهذا قال الله تعالى لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين. انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين - 00:07:38ضَ

واخرجوكم من دياركم وظاهروا على اخراجكم ان تولوهم ومن يتولهم فاولئك هم الظالمون. القسم الثالث الموالاة والمعاداة من وجه دون وجه. يعني غير المطلقة. وذلك في حق الفاسق الملي. فيوالى بما - 00:07:58ضَ

من الاسلام والايمان ويعادى لما عنده من الكفر والعصيان. فالفاسق لا يوالى مطلقا ولا يعادى مطلقا وانما يوالى ويحب ويود ويعان بما عنده من الاسلام وخصال الايمان ولكنه يعادى يعني - 00:08:18ضَ

لا توده بقلبك دماء عنده من الكفر والعصيان. ومن فوائد هذا الحديث ايضا ان المعاداة وعدم الموالاة لا تمنعوا صلة الرحم. فكون الانسان لا يوالي اقاربه. هذا لا يمنع ان يصلهم - 00:08:38ضَ

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لهم رحم اظلها ببلالها او ببلالها وجهان ولهذا قال الله تعالى في الوالدين وان جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما - 00:08:57ضَ

صاحبهما في الدنيا معروفا. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد - 00:09:16ضَ