التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين. امين نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى - 00:00:04ضَ
رياض الصالحين في باب بر الوالدين وصلة الارحام قال تعالى قضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا. اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما - 00:00:22ضَ
وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة. وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا. وقال تعالى الانسان بوالديه حملته امه وهنا على وهن. وفي الصالوف عامين ان اشكر لي ولوالديك - 00:00:39ضَ
بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى في سياق الاعياد في باب بر الوالدين وصلة الارحام وقال الله تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه قضى بمعنى اوجب ووصى والزم - 00:00:56ضَ
وقوله وقضى القضاء هنا قضاء شرعي ديني وذلك لان قضاء الله عز وجل نوعان قضاء قدري كوني وقضاء شرعي ديني والفرق بينهما ان القضاء القدري الكوني لابد من وقوعه. هذا اولا وثانيا انه يكون - 00:01:13ضَ
فيما يحبه الله وما لا يحبه قال الله عز وجل وقضينا الى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين ولتعلنن علوا كبيرا والله عز وجل لا يحب الفساد ولا يشرع الفساد ولكنه قضى به كونا - 00:01:38ضَ
هو اعني القضاء الكوني وبمعنى الارادة الكونية واما القضاء الشرعي الديني فلا يكون الا فيما يحبه الله تعالى. فالله عز وجل لا يشفع لعباده الا ما يحبه وثانيا انه لا يلزم منه وقوع المقضي. لانه قد تحصل المخالفة. والله عز وجل قد قضى على عباده - 00:01:58ضَ
الا يعبدوا الا اياه. ومن الناس من تمرد عن ذلك وعصى الله تعالى بل عبد غيره سبحانه وتعالى قال وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. اي الا تدع اي اي الا تتذللوا الاله سبحانه وتعالى - 00:02:25ضَ
والعبادة هي التذلل للمعبود حبا وتعظيما. فبالحب يكون الطلب وبالتعظيم يكون الهرب وقول الا تعبدوا الا اياه. الا تعبدوا هذا معنى لا اله الا اياه هذا معنى الا الله. فقد تضمن او تضمنت هذه الجملة معنى كلمة التوحيد لا اله الا الله - 00:02:46ضَ
الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا. يعني وقضى الوالدين احسانا يعني ان تحسنوا الى الوالدين وهذا شامل لجميع انواع البر والاحسان. سواء كان بدنيا ام قوليا ام فعليا ام ام ما يتعلق بالجاه ومن ذلك الاجلال والاحترام والتقدير - 00:03:12ضَ
جميع الاحسان وجميع وجوه الاحسان ثابتة للوالدين التي ثابتة في حق الوالدين وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما انما خص الله عز وجل حال الكبر او الامر بالاحسان الى الوالدين في حال الكبر بسببين. السبب الاول ان - 00:03:38ضَ
الوالدين في حال الكبر في حاجة الى الاحسان والبر اليهما اكثر مما مضى وثانيا ان الولد يحتاج الى ان يجاهد نفسه في بره بوالديه. لانه قد يحصل منه التبرم تسخط مما يصدر منهما حال كبرهما. فلهذا نص الله تعالى على هذه الحال اعني حال الكبر. اولا لحاجة الوالدين - 00:04:06ضَ
الى البر والاحسان اكثر مما مضى وثانيا ان الولد ايضا يحتاج الى مجاهدة نفسه في القيام بهذا الواجب وفي قوله عز وجل اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما اشارة الى ان الغالب الا يبقى الوالدان - 00:04:33ضَ
جميعا حال الكبر فاما ان يموت جميعا واما ان يبقى احدهما واما ان يبقى واحد منهما. ولهذا قدم سبحانه وتعالى فقال اما ان اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما. فالغالب الا يبقيان وان بقيا فالغالب ان احدهما هو الذي يبقى - 00:04:54ضَ
اما الام واما الاب مما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف يعني في هذه الحال وقول اف اسم فعل مضارع بمعنى اتضجر اي لا تتضجر ولا تتأفف في حال كبرهما مما - 00:05:16ضَ
قد يحصل منهما من التصرفات ومن الافعال. ولا تنهرهما يعني لا تزجرهما. وقل لهما قولا كريما يعني قولا كريما اي طيبا في ذاته وفيما يشتمل عليه من العبارات والكلمات فيختار احسن - 00:05:38ضَ
العبارات والكلمات واذا كان الانسان مأمورا ان يخاطب الناس باحسن الكلام وقولوا للناس حسنا فالوالدان بذلك وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة. اخفض لهما اي تذلل لهما في حال - 00:05:58ضَ
رحمة بهما ورأفة بهما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقولوا من الرحمة يعني بسبب الرحمة. وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا. يعني ادع له بالرحمة كما ربياني صغيرا. الكاف هنا للتعليم يعني لاجل تربيتهما لك في حال الصغر - 00:06:19ضَ
وفي هذه الاية الكريمة دليل على فوائد منها اولا وجوب عبادة الله عز وجل بقوله وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه ومنها ايضا تحريم الاشراك به سبحانه وتعالى. سواء كان شركا اكبر ام كان شركا اصغر - 00:06:44ضَ
ومنها ايضا وجوب الاحسان الى الوالدين بجميع انواع البر والاحسان لان الله عز وجل جعل حقهما بعد حقه عز وجل فاذا قال قائل ذكر الله عز وجل في هذه الاية حقه سبحانه وتعالى وحق الوالدين فاين حق الرسول صلى الله - 00:07:03ضَ
الله عليه وسلم فالجواب عنا حق ان حق الله تعالى متظمن لحق رسوله صلى الله عليه وسلم لان عبادة لا تكون مقبولة مرضية عند الله الا بالاخلاص له سبحانه وتعالى وبالمتابعة - 00:07:27ضَ
صلى الله عليه وسلم فالاخلاص والمتابعة هما شرط قبول العبادة وفيه ايضا دليل على تأكد الاحسان الى الوالدين في حال الكبر نظرا لحاجتهما الى الرعاية والعناية اكثر مما مضى وبه ايضا كما تقدم الاشارة الى ان الغالب الا يبقى الوالدان حال الكبر جميعا فاما ان يموت - 00:07:47ضَ
جميعا واما ان يبقى احدهما. ومنها ايضا من فوائده تحريم التسخط والانتهار للوالدين لان الله عز وجل اذا نهى عن التأفيف ان يقول لهما اف فما فوق ذلك من باب اولى. وفيه ايضا دليل على وجوب التواضع والخضوع والذل للوالدين - 00:08:16ضَ
احتراما لهما وتقديرا لهما لما قاما به من التربية. ومن ذلك ما ذكره الله تعالى ان يدعو الله عز وجل لهما بان يقول ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا. وفي الاية ايضا اشارة الى ان الدعاء للوالدين - 00:08:42ضَ
حري بالقبول والاجابة من الله. وان وان الولد اذا دعا لوالديه فان دعاءه حري بالاجابة والقبول لان الله عز وجل امر بذلك ونظيره قول النبي صلى الله عليه وسلم اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية او علم - 00:09:03ضَ
ينتفع به او ولد صالح يدعو له وهذا الحديث ايضا يدل على ان دعاء الوالد لولده دليل على صلاحه. فالانسان الذي يدعو لوالديه هذا دليل على صلاحه واستقامته. لان الرسول عليه الصلاة والسلام قال اولد صالح يدعو له. فدعاؤك لوالديك - 00:09:26ضَ
دليل على صلاحك وسبب لاستقامتك على امر الله. ومنها ايضا ان الجزاء من جنس العمل وان الواجب على الولد ان يحسن لوالديه وان يدعو له وان يدعو لهما بسبب ما قام به من مصالحه وتربيته في حال صغره - 00:09:50ضَ
بقوله وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد على اله وصحبه اجمعين - 00:10:10ضَ