رياض الصالحين للنووي

شرح رياض الصالحين - باب بر الوالدين وصلة الأرحام 6

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا شيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين. نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في باب بر الوالدين - 00:00:04ضَ

صلة الارحام عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجزي ولد والدا الا ان يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه رواه مسلم وعنه رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله - 00:00:24ضَ

واليوم الاخر فليصل رحمه. ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت. متفق عليه بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يجزي ولا - 00:00:46ضَ

والدا الا ان يجده الا ان يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه. قوله لا يجزي يعني لا اي لا يكافئه على صنيعه وجميله ومعروفه من تربيته والعناية به. لا يجزي ولد والدا الا - 00:01:04ضَ

ان يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه. وقوله فيعتقه وقوله فيشتريه فيعتقه الفاهون للسببية اي فيعتق بسبب شرائه. ولا يحتاج ان يقول اعتقتك او حررتك. بل يعتق عليه بمجرد الشراء ولهذا قال اهل العلم رحمهم الله ان الانسان اذا ملك ذا رحم محرم منه بنسب فانه يعتق عليه - 00:01:24ضَ

مجرد شرائه فلو ملك اباه او ملك امه او ملك عمته او او عمه او خالته او خالة فانه يعتق عليه بمجرد الشراء في هذا الحديث دليل على فوائد منها اولا عظم حق الوالد. وان الانسان لا يمكن ان يكافئه على صنيع - 00:01:54ضَ

وعلى معروفه الا بما ذكر من انه يجد ان يجده مملوكا فيعتقه. ومنها ايضا فضيلة العتق وتشوف الشارع له. وقد جعل الشارع للعتق اسبابا شرعية اسبابا كونية اختيارية وقهرية. فالاسباب الشرعية هي الكفارات بل جعله من اول خصال الكفارات - 00:02:18ضَ

والاسباب القدرية انه اذا اعتق جزءا من عبده فانه يعتق عليه. والعتق له اربعة اسباب او يحصل العتق بامور اربعة. الاول القول وهو صريح وكناية والثاني الملك فاذا ملك ذا رحم محرم منه اعتق عليه. والثالث السرايا بمعنى انه - 00:02:48ضَ

اذا اعتق جزءا من عبده سرى العتق الى بقيته. والخامس هو الرابع التمثيل. فاذا مثل بعبده يعني انقطع عضوا من اعضائه فانه يعتق عليه. اما الحديث الثاني حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:03:18ضَ

من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه. تقدم ان الشارع او ان النصوص الشرعية كثيرا ما يقرن فيها بين الايمان بالله والايمان باليوم الاخر. لان الايمان بالله باعث على العمل. والايمان باليوم الاخر - 00:03:38ضَ

مانع من المخالفات. فهنا دافع ومانع. فالدافع هو الايمان بالله. فالانسان يعمل العمل الصالح محبة لله عز وجل ورغبة في ثوابه. وهنا مانع وهو الايمان باليوم الاخر. لان الانسان اذا علم ان هناك - 00:03:58ضَ

وجزاء وحسابا فان هذا يمنعه ويرجعه عن مخالفة امر الله. قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه. والضيف هو النازل طلبا للقرى والضيافة. والواجب في الظيافة الواجب يوم وليلة والمستحب الى ثلاثة ايام وما زاد على ذلك فهو راجع الى الى الانسان نفسه. فان - 00:04:18ضَ

جاء استضافه وان شاء منعه. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه له جائزة قالوا وما جائزته يا رسول الله؟ قال يومه وليلته ولا يحل له ان ان يقعد حتى يؤثما - 00:04:48ضَ

وثم قال عليه الصلاة والسلام ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليصل رحمه. الرحم هم القرابة وهم كل من كان بينك وبينهم ولادة سواء كانت هذه الولادة قريبة ام بعيدة. والرحم الذي تجب صلته - 00:05:08ضَ

هم هم من يجتمعون بك في الجد الرابع. هؤلاء هم الذين تجب صلتهم. ثم ان الصلة ايضا مراتب. فالقريب احب بالصلة من البعيد وصلة الرحم هي عدم قطعهم. يعني ان لا الا تقطع ما بينك وبينهم من الوصل. بل تحسن اليهم - 00:05:28ضَ

بالزيارة والهدية والانفاق اذا كان الانفاق واجبا. وكذلك ايضا تظهر لهم اللين والبشاشة بما جرى العرف وذلك لان صلة الرحم لم يرد لها تحديد في الشرع فيرجع فيها الى اه ما تعرف عليه الناس - 00:05:51ضَ

قال ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت. فليقل خيرا يعني قولا فيه خير. سواء كان الخير في الكلام في ذاته ام باعتبار مآله؟ لان الكلام نوعان او او الخير في الكلام - 00:06:11ضَ

نوعين خير في ذاته وهو ما اشتمل على ذكر الله. وخير لغيره وهو الكلام المباح. اذا قصد به الانسان ان السرور على اخوانه. فمن كان من يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا يعني خيرا في ذاته او لغيره - 00:06:31ضَ

حاول يصمت اي لا يتكلم بان الانسان اما ان يتكلم بخير واما ان يتكلم بشر واما ان يتكلم بكلام لا خير فيه ولا شر. فالمطلوب من الانسان ان يتكلم بما هو خير اما في ذاته واما في غيره - 00:06:51ضَ

وان يجتنب ما هو شر. وان يجتنب ايضا اللغو الذي ليس فيه فائدة. ففي هذا الحديث دليل على فوائد منها اولا مشروعية اكرام الضيف ومنها ايضا مشروعية صلة الرحم وذلك بان لا يقطعهم الانسان - 00:07:11ضَ

ولو قدر انهم قاطعوك وهجروك فانك تصلهم. ولهذا جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان لي قرابة اصلهم ويقطعونني واحسن اليهم ويسيئون الي واحلم عليهم ويجهلون علي - 00:07:31ضَ

فقال عليه الصلاة والسلام ان كنت كما قلت يعني من صلتهم والاحسان اليهم ان كنت كما قلت فكأنما المن يعني الرماد الحار. فعلى الانسان ان يحرص على صلة رحمه وهي اعني الصلة تختلف بحسب - 00:07:51ضَ

القرب والبعد فالعم المباشر اعني اعني عمك المباشر ليس كعم ابيك وليس كعم جدك وابن العم باشر ليس كابن عم ابيك او عم جدك فتصلهم بما تعارف عليه الناس اما بزيارتهم واما بالاتصال بهم - 00:08:11ضَ

هاتفيا ونحو ذلك. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد - 00:08:31ضَ