رياض الصالحين للنووي

شرح رياض الصالحين - باب بر الوالدين وصلة الأرحام 7

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين. امين الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى - 00:00:04ضَ

رياض الصالحين في باب بر الوالدين وصلة الارحام عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى خلق الخلق حتى اذا فرغ منهم قامت الرحم فقال - 00:00:22ضَ

هذا مقام مقام الاعي وقالت هذا مقام مقام العائد من القطيعة. قال نعم. اما ترضين ان اصل من وصلك واقطع من قطعك؟ قالت بلى. قال فذلك ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:00:36ضَ

اقرأوا ان شئتم فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم اولئك الذين لعنهم الله فاصمهم واعمى ابصارهم. متفق وفي رواية للبخاري وقال الله تعالى من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته - 00:00:53ضَ

بسم الله الرحمن الرحيم من قال رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله تعالى خلق الخلق اي اوجدهم من العدم - 00:01:11ضَ

فلما فرغ من خلقهم يعني اكمل خلق اكمل خلقهم واتم والمراد بذلك الخلق الذي خلقه وفرغ من الخلق الذي خلقه لا انه فرغ من الخلق مطلقا فانه وتعالى لم يزل ولا يزال خلاقا. المراد بقوله وفرغ هنا اي من الخلق الذي خلقه. لا من - 00:01:24ضَ

من اصلي فعل الخلق الذي هو صفته والتي لا يزال ولم يزل متصفا بها سبحانه وتعالى قامت الرحم فقالت هذا مقام العائد بك من القطيعة قوله قامت الرحم الرحم معنى من المعاني - 00:01:51ضَ

والله تعالى قادر على ان يجعل المعاني والجامدات تنطق وتتكلم وهذا من الامور الغيبية والواجب علينا في امور الغيب ان نصدق وان نؤمن ونرضى ونسلم ولا يجوز لنا ان نقول كيف ولم؟ لان عقولنا القاصرة الله عز وجل هو الذي خلقها. ونحن لا نحيط - 00:02:14ضَ

بقدرة الله تبارك وتعالى. فعلينا في امور الغيب ان نرظى وان نسلم وان لا نعارض ذلك في عقولنا القاصرة عن ادراك حكمة الله تعالى وافعاله وصفاته الرحم فقالت هذا مقام العائد بك من القطيعة. العائد اي المستجير - 00:02:42ضَ

الملتجئ المعتصم اي ان الرحم التجأت الى الله واعتصمت به من القطيعة. فقال الله عز وجل مخاطبا قال لها اما ترضين ان اصل من وصلك وان اقطع من قطعك من قطعك؟ قالت بلى يعني رضيت بذلك - 00:03:08ضَ

ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم فاقرأوا ان شئتم قول الله عز وجل فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض قوله فهل عسيتم عسى من افعال المقاربة وهي من الله عز وجل واجبة اي انها متحققة. ولهذا - 00:03:28ضَ

عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال عسى من الله واجبا. واستثنى بعضهم قوله تبارك وتعالى عسى ربه ان طلقكن ان يبدله ازواجا خيرا منكن هل عزيتم ان توليتم يعني اعرضتم عن دين الله وعن شريعة الله وعن طاعته؟ ان تفسدوا في الارض - 00:03:48ضَ

فسادا حسيا وفسادا معنويا. وتقطعوا ارحامكم. وقول وتقطعوا ارحامكم من باب عطف اوصي على العام بان تقطيع الارحام داخل في الفساد قال اولئك اي المشار اليهم من تقدم الذين تولوا وافسدوا في الارض وقطعوا ارحامهم اولئك الذين - 00:04:13ضَ

حين لعنهم الله اي طردهم وابعدهم عن رحمته فاصمهم عن سماع الحق وعن الانتفاع به واعمى ابصارهم عن رؤية الحق والاهتداء به ففي هذا الحديث دليل على فوائد منها. اولا بيان قدرة الله عز وجل. حيث انه يجعل من - 00:04:39ضَ

المعاني والجامدات امورا انه يجعل المعاني والجمادات تتكلم وتنطق ومنها ايضا بيان عظم شأن الرحم. وان من وصلها وصله الله. ومن قطعها قطعه الله ومنها وجوب صلة الرحم وهم القرابة. فيصلهم ويحسن اليهم بما جرى به العرف - 00:05:03ضَ

ومن فوائد هذه ومن فوائد هذا الحديث ايضا استدلال النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن واستدلاله بالقرآن ليس لان كلامه ليس حجة وانما من باب زيادة الحجة. فالنبي صلى الله عليه - 00:05:31ضَ

حينما يتكلم مع الصحابة او يتكلم كلاما عاما ثم يستدل بالقرآن استدلاله بالقرآن انما هو لزيادة الحجة والدليل وليس لان كلامه ليس حجة بل كلامه حجة. فما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هو كما - 00:05:50ضَ

في القرآن بان الله عز وجل يقول من يطع الرسول فقد اطاع الله. فما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم ما فعله فهو حجة لان الله عز وجل امرنا بطاعته. والانقياد لامره والاهتداء بهديه. كما قال عز وجل - 00:06:10ضَ

قد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. ومن فوائده ايضا انه لا يلزم من استدل باية من القرآن ان لان النبي صلى الله عليه وسلم قال فاقرؤوا ان شئتم فهل عسيتم ان توليتم ولم يقل اعوذ بالله من الشيطان الرجيم - 00:06:30ضَ

فهل عسيتم ان توليتم ففرق بين القارئ وبين المستجل. فالذي يستدل لا يلزم ان يستعيذ. واما القارئ فانه يشرع له ان يستعيذ لقول الله عز وجل فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم. ومنها ايضا - 00:06:50ضَ

ان قطيعة الرحم من الفساد في الارض بقوله ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم ومنها ايضا ان الاعراب عن طاعة الله وعن شرعه وعن دينه مؤذن بالفساد. يعني انه سبب للفساد في الارض. لقوله ان تفسدوا في الارض - 00:07:10ضَ

وتقطعوا ارحامكم. وبقدر ما يكون عند الانسان من الاعراض بقدر ما يكون عنده من الافساد في الارض والتولي عن طاعة الله عز وجل. وفيه ايضا دليل على التحذير من قطيعة الرحم وانها سبب للعنة الله تبارك وتعالى. لقوله اولئك الذين لعنهم - 00:07:30ضَ

الله فاصمهم واعمى ابصارهم. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد - 00:07:57ضَ