رياض الصالحين للنووي

شرح رياض الصالحين - باب بر الوالدين وصلة الأرحام 9

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه امين. لقد الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى. رياض الصالحين في باب بر الوالدين وصلة الارحام - 00:00:04ضَ

عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا قال يا رسول الله ان لي قرابة اصلهم ويقطعوني واحسن اليهم ويسيئون الي واحلم عنهم ويجهلون علي. فقال لان كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل. ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك - 00:00:24ضَ

رواه مسلم. وعن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من احب ان يبسط له في رزقه ونسأ له في اثره متفق عليه بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة - 00:00:44ضَ

رضي الله عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان لي قرابة يعني رحما ونسبا والقرابة هي الاتصال بين انسانين بولادة سواء كانت قريبة ام بعيدة. ان لي قرابة اصلهم - 00:01:02ضَ

بالزيارات والمودة والمحبة اصلهم ويقطعونني بالهجران واحسن اليهم بانواع البر والاحسان ويسيئون اليه اساءة قولية وفعلية. واحلم عليهم ويجهلون علي احلم عليهم الحلم هو الاناة والعقل وهو عدم المعاجلة بالعقوبة. يعني ان الانسان لا يعاجل المخطئ في العقوبة. هذا هو الحلم - 00:01:22ضَ

ولهذا قال ابن القيم رحمه الله في النونية باسم الحليم لله عز وجل قال وهو الحليم فلا يعاجل عبده بعقوبة ليتوب من عصياني. واحلم عليهم ويجهلون علي. المراد بالجهل هنا السفه من الكلمات النابية - 00:01:55ضَ

نحو ذلك ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لئن كنت كما قلت يعني من الوصل والاحسان والحلم لان كنت كما قلت - 00:02:15ضَ

فكأنما تسفهم الملء يعني تسقيهم وتطعمهم المل. وهو وهو الرماد الحار. فشبه النبي صلى الله عليه وسلم اساءتهم له وعدم مقابلتهم له بالاحسان شبه ذلك بالذي يأكل الرماد الحار ووجه الشبه ان انهم ينالهم بذلك الاثم والعقوبة كما ينال الالم الذي - 00:02:37ضَ

الذي يسقى او يطعم الرماد الحار. ولا يزال عليك من الله ظهير. لا يزال من افعال الاستمرار يعني ان المعونة من الله عز وجل تكون مصاحبة لك. ولهذا قال ولا يزال معك من الله ظهير - 00:03:08ضَ

اي معين عليهم ما دمت على ذلك اي مدة دوامك على ذلك. فان الله عز وجل يعينك وينصرك ويصبرك ويعينك على الاحسان اليهم والقيام بصلتهم ويمدك بالصبر على ما يحصل منهم من قطيعة وهجران. ففي هذا الحديث دليل على مشروعية صلة الرحم. وان الانسان - 00:03:28ضَ

يصل رحمه حتى لو لم يقابله بالصلة وقاطعوه. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس الواصل مكافئ وفيه ايضا من الفوائد ان ان الله عز وجل اذا علم من العبد حسن النية وسلامة الطوية وارادة - 00:03:57ضَ

الخيل فانه يعينه على ذلك. ولهذا قال لان كنت كما قلت ولهذا قال ولا يزال معك من الله فمتى علم الله تعالى من العبد ارادة الخير فانه ييسر له الخير ويعينه عليه. قال الله عز وجل - 00:04:18ضَ

ما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى اما الحديث الثاني حديث انس ابن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من احب ان يبسط لهم في رزقه - 00:04:38ضَ

قول من احب وفي رواية من سره يعني افرحه من احب ان يبسط له في رزقه اي يبسط اي يوسع ويكثر وهذا البسط بسط حسي وبسط معنوي. اما البسط الحسي فبكثرة المال - 00:04:54ضَ

واما البسط المعنوي فبانزال البركة. وان الله تعالى يقنعه بما رزقه. فيكون في قلبه قناعة برزق الله عز وجل. وهذا الرزق ايضا شامل برزق البدن. وما يقوم به البدن من طعام وشراب - 00:05:14ضَ

وشامل ايضا لرزق الدين من الايمان والعلم والعمل الصالح. من احب ان يبسط له في رزقه وان ينسأ له في اثره ان ينسأ ان يؤخر. ومنه قول الله تعالى انما النسيء زيادة في الكفر. وان سأل - 00:05:34ضَ

في اثره يعني في اجله. وسمي الاثر اجلا لانه يكون بعد موت الانسان. فيوجد بوجوده يعدم بعدمه فهذا هو معنى قوله عليه الصلاة والسلام وينسأ لهم في اثره اي يمد لهم في عمره - 00:05:54ضَ

هل يصل رحمه وصلة الرحم سبق انها تكون بزيارتهم ومودتهم والانفاق عليهم اذا كانت النفقة واجبة واهداءهم للهداة ونحو ذلك. ففي هذا الحديث دليل على فوائد منها اولا الترغيب في صلة الرحم - 00:06:14ضَ

لان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في هذا الحديث ما يرغب في صلة الرحم. فكل انسان يحب ان يبسط له في رزقه وكل انسان يحب ان ينسأ لهم في اثره فاذا احب ذلك فهناك عمل يسير لا يكلف الانسان شيئا وهو - 00:06:35ضَ

ان يصل رحمه. فذكر عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث ذكر فائدتين من فوائد صلة الرحم. الفائدة الاولى انه سبب لبسط الرزق وتوسيعه وكثرته حسا ومعنى. والفائدة الثانية انه سبب لطول العمر. لقوله - 00:06:55ضَ

سأله في اثره وفائدة ثالثة ان من وصل رحمه وصله الله. ومن قطع رحمه قطعه الله. فمن وصل وصل وصله الله برحمته ولطفه وعفوه. ومن قطع رحمه قطعه الله. وفائدة رابعة من فوائد - 00:07:15ضَ

الرحم انه علامة ودلالة على الايمان بالله واليوم الاخر. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليصل رحمه فهذه اربع فوائد لصلة الرحم. الفائدة الاولى انه سبب لبسط الرزق. والفائدة الثانية انه سبب لطول العمر - 00:07:35ضَ

والفائدة الثالثة انه سبب لان يصله الله تعالى برحمته وعفوه وعطائه وجوده. والفائدة الرابعة انه علامة وامارة على الايمان باليوم الاخر. ومن فوائد هذا الحديث ايضا ان الانسان اذا قصد بعمله الصالح ما رتب عليه من ثواب فان ذلك لا يقدح في اخلاصه - 00:07:58ضَ

فاذا قصد بصلته لرحمه ان يبسط له في رزقه. وان ينسأ له في اثره فان ذلك لا يقدح في اخلاصه. ولذلك الشارع انما رغب في الاعمال الصالحة بذكر ما يترتب عليها من الثواب تنشيطا للمكلف على فعلها - 00:08:28ضَ

وفي مقابل ذلك رهب من الاعمال السيئة بذكر العقوبة لمرتكبها وفاعليها فاذا قال قائل ما الجمع بين قول الله عز وجل اذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون وبين - 00:08:48ضَ

وجاء في هذا الحديث ان صلة الرحم سبب ان ينسأ للانسان في اثره وان يطول عمره فالجواب عنه لا منافاة بين الاية والحديث لان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك اعني صلة الرحم ترغيبا في ذكر طول العمر ترغيبا في صلة الرحم - 00:09:07ضَ

وان الانسان اذا وصل رحمه فانه ينسأ له في اثره. والله تعالى قد قدر في الازل ان الانسان يصل ورحمه وانه بسبب صلة رحمه يطول عمره. وليس معنى ذلك ان الانسان له عمران. عمر اذا وصل - 00:09:32ضَ

وعمر اذا قطع بل العمر واحد وكل مكتوب عند الله عز وجل. وهو نظير ذلك ما لو قلت من اراد الولد فليتزوج. فان النكاح مكتوب والولد مكتوب. اذا يكون قول النبي عليه الصلاة والسلام وينسأ له في - 00:09:52ضَ

نقول قد قد كتب الله عز وجل في اللوح المحفوظ ان هذا الرجل يصل رحمه فتكون موصلته لرحمه سببا في زيادة عمره. وليس المعنى ان له عمرا اذا وصل وعمرا اذا قطع. ثم - 00:10:12ضَ

فان زيادة العمر والاجل امر نسبي بين الناس. فهذا قد يكون واصلا لرحمه ويموت وله خمسون سنة. والاخر قد يكون قاطعا لرحمه ويموت وله ستون سنة. فالامر نسبي بالنسبة لطول - 00:10:32ضَ

العمر وبالنسبة لكثرة الرزق والعطاء من الله. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد - 00:10:51ضَ