رياض الصالحين للنووي

شرح رياض الصالحين - باب تحريم العقوق وقطيعة الرحم 1

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد - 00:00:03ضَ

في باب تحريم العقوق وقطيعة الرحم. قال الله تعالى فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض الارض وتقطع ارحامكم اولئك الذين لعنهم الله فاصمهم واعمى ابصارهم. وقال تعالى والذين ينقدون - 00:00:23ضَ

عهد الله من بعد ميثاقه. ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون في الارض اولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار وقال تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا. اما يبلغن عندك الكبر احدهما - 00:00:43ضَ

ما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما. واخفض لهما جناح الذل من رحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا. بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله تعالى باب تحريم العقوق - 00:01:03ضَ

وقطيعة الرحم لما ذكر المؤلف رحمه الله في الباب السابق ذكر وجوب بر الوالدين. وصلة الارحام ذكر في هذا الباب ضد ذلك وهو العقوق والقطيعة. فالعقوق يكون للوالدين. والقطيعة تكون للاقارب غير الوالدين - 00:01:23ضَ

والعقوق من العقد وهو القطع. وضابط العقوق اعني عقوق الوالدين. ان يفعل ما يحصل به الاذى للوالدين. فكل فعل يحصل به التأذي للوالدين فانه من العقوق. واما قطيعة الرحم فهو هجرهم وعدم صلتهم والاحسان اليهم. ثم ذكر المؤلف رحمه الله الايات في هذه الباب الاية الاولى قول الله - 00:01:46ضَ

عز وجل فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم. قالوا فهل عسيتم عسى ان افعال المقاربة وعسى من الله واجبة. اي ان مدخولها متحقق يقينا. قال بعضهم الا قول الله تعالى - 00:02:16ضَ

عسى ربه ان طلقكن ان يبدله ازواجا خير منكن. فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض اي اذا اعرظتم عن امر الله عز وجل وعن شريعته وقع منكم الفساد في الارظ ومن الفساد في - 00:02:36ضَ

الارض قطيعة الرحم. ولهذا قال ان تفسدوا في الارض فسادا حسيا وفسادا معنويا. فالفساد الحسي يكون بتخريب الديار وقتل الانفس. والفساد المعنوي يكون بالكفر والفسوق والفساد المعنوي طريق الى الفساد الحسي. لان الكفر والفسوق والعصيان سبب لخراب الديار ودمارها - 00:02:56ضَ

ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم. وهذا من باب عطف الخاص على العام بان قطيعة الرحم من الفساد في الارض قال اولئك الذين لعنهم الله. اشار اليهم باشارة البعيد تحقيرا لشأنهم. اولئك الذين لعنهم الله اي طرد - 00:03:26ضَ

لهم وابعدهم عن رحمته. فاصمهم اي اصم اذانهم عن سماع الحق. فلا يسمعون فلا يسمعون الحق سماع سماعا ينتفعون به. واعمى ابصارهم المراد بالابصار هنا البصائر. اي اعمى بصائرهم عن الاهتداء للحق فيرون الحق باطلا والباطل حقا. فذكر عز وجل عقوبتين عقوبة - 00:03:48ضَ

دنيوية وعقوبة اخروية. اما العقوبة الدنيوية فهي قوله اصمهم يعني اصم اذانهم عن سماع الحق والانتفاع به واعمى بصائرهم عن الاهتداء. واما العقوبة الاخروية فهي اللعن والطرد والابعاد عن رحمة - 00:04:18ضَ

فهذه الاية تدل على فوائد منها تعظيم شأن الرحم. وان قطيعة الرحم من الفساد في الارض ومنها ايضا ان ان الاعراض عن شريعة الله والتولي عن امر الله سبب للوقوع في الفساد في الارض - 00:04:38ضَ

كل من اعرض عن شريعة الله وقع منه الفساد الحسي والفساد المعنوي. واما الاية الثانية وهي قوله تعالى الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه. ذكر الله هذه الاية او ذكر فيها صفات الكافرين. فانه لما ذكر في اول - 00:04:59ضَ

الايات صفات المؤمنين افمن يعلم ان ما انزل اليك من ربك الحق كمن هو اعمى انما يتذكر اولو الالباب الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق. لما ذكر صفات المؤمنين وما لهم من العاقبة الحسنة ذكر صفات الكافرين - 00:05:19ضَ

وما لهم من العاقبة السيئة جمعا بين الوعد والوعيد والترغيب والترهيب. كما هو طريق القرآن فان انه اذا ذكر الخير ذكر الشر واذا ذكر الجنة ذكر النار ليكون الانسان في سيره الى الله عز وجل سائرا اليه - 00:05:39ضَ

من الخوف وبين الرجاء. قال والذين ينقضون عهد الله ونقض العهد اي نكثه وحله وعدم ابرامه. وعهد الله عز وجل هو ما عهد به الى عباده. وما عاهده عليه وهو - 00:05:59ضَ

سبحانه وتعالى وعبادته. قال الله تعالى الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو ام مبين وان اعبدوني هذا صراط مستقيم. وقال عز وجل مبينا ايضا هذا العهد. ولقد اخذ الله ميثاق بني اسرائيل - 00:06:19ضَ

الى وضعتنا منهم اثني عشر نقيبا. وقال الله اني معكم لان اقمتم الصلاة واتيتم الزكاة وامنتم برسلي وعزرتم واقرظتم الله قرضا حسنا لاكفرن عنكم سيئاتكم ولادخلنكم جنات تجري من تحتها الانهار - 00:06:39ضَ

من كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل. فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم. ثم قال عز وجل من بعد ميثاقه يعني من بعد ان عاهدوا الله عز وجل ووعدوه بعدم نقضه. وهذا اقبح في شناعة فعلهم. والذين ينقضون - 00:06:59ضَ

عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما امر الله به ان يوصل. يعني يقطعون ما امر الله تعالى بوصله من حقوقه وحقوق عباده. فقطعوا ما تجب صلته من حقوق الله بالكفر والفسوق والمعاصي. وقطعوا ما تجب - 00:07:19ضَ

من حقوق عباد الله بعدم اداء حقوقهم. ومن ذلك قطيعة الرحم. ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون في الارض اي فسادا حسيا وفسادا معنويا. والفساد المعنوي طريق الى الفساد الحسي - 00:07:39ضَ

فالفساد المعنوي يكون بالكفر والفسوق والعصيان وهو طريق الى الفساد الحسي بتخريب الديار حلول الكوارث وقتل الانفس ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون في الارض اولئك لهم اللعنة. اي انهم قد استحقوا لعنة الله عز - 00:07:59ضَ

وجل واللعن هو الطرد والابعاد عن رحمته. اولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار. وهذا من باب اضافة الموصوف كصفته ولهم سوء الدار يعني الدار السيئة وهي النار وبئس المصير وبئس القرار. فهذا فهذه الاية الكريمة تدل - 00:08:22ضَ

على عظم شأن الرحم وعن قطعها وعدم صلتها من الفساد في الارض وانه سبب اللعن. ومنها ايضا وجوب الوفاء بما عاهد الانسان ربه عز وجل عليه. واعظم عهد هو عبادته وطاعته. لان الله تعالى خلق الخلق لهذا الامر العظيم. فقال عز وجل وما خلقت الجن والانس - 00:08:42ضَ

الا ليعبدون. فعهد الله وحق الله الذي اوجبه على عباده هو طاعته والقيام بعبادته. ومنها ايضا من فوائده وجوب القيام بحقوق الله وحقوق عباده. فحقوق الله كما تقدم هي عبادته وطاعته - 00:09:12ضَ

وحقوق العباد ما اوجبها الله تعالى على عباده بعضهم على بعض. ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم حق المسلم على ست اذا لقيته فسلم عليه واذا دعاك فاجبه. الحديث. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد - 00:09:32ضَ