التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين - 00:00:03ضَ
في باب تحريم العقوق وقطيعة الرحم وعن ابي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا انبئكم اكبر الكبائر ثلاثة. قلنا بلى يا رسول الله. قال الاشراك بالله وعقوق الوالدين. وكان متكئا - 00:00:23ضَ
فجلس فقال الا وقول الزور وشهادة الزور. فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت متفق عليه بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله تعالى وعن ابي بكرة بن الحارث رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:00:48ضَ
قل الا انبئكم باكبر الكبائر. قول الا انبئكم الا اداة استفتاح وتنبيه. انبئكم اي اخبركم باكبر الكبائر والكبائر هي الذنوب العظام كما سيأتي الاشراك بالله. وهذا اكبر الكبائر باعتبار حق الله تعالى. وذلك لان الكبائر من - 00:01:10ضَ
ما يتعلق بحق الله ومنها ما يتعلق بحق عباد الله. فاعظم الكبائر واكبر الكبائر فيما يتعلق بحق لا والاشراك به سبحانه وتعالى. بان حق الله عظيم فهو الذي اوجدك من العدم. وامدك بالنعم - 00:01:38ضَ
وهيأ لك العقل والفهم فحقه عليك ان تعبده ولا تشرك به شيئا. وقوله الاشراك الله يشمل الشرك الاكبر والشرك الاصغر. الشرك الاكبر ان يصرف نوعا من انواع العبادة لغير الله كدعاء غير الله او الاستغاثة بغير الله او النذر او الذبح لغير الله. كل هذا من الشرك الاكبر - 00:01:58ضَ
والذنب الذي لا يغفر. ويشمل ايضا الشرك الاصغر. وهو كل ما اطلق الشارع عليه اسم الشرك. الا انه لا يخرج من الملة كيسير الرياء والحلف بغير الله. قال وعقوق الوالدين - 00:02:28ضَ
اي قطع ما يجب لهما من البر والاحسان. وهذا اعظم الكبائر او اكبر الكبائر باعتبار عقوق وكان متكئا عليه الصلاة والسلام فجلس تعظيما وتنبيها قال الا وقول الزمر وشهادة الزور والزور من الازورار وهو كل قول مائل عن الحق فيشمل كل قول محرم - 00:02:48ضَ
لكن المراد به هنا في قوله قول الزور اي قول شهادة الزور. وشهادة الزور لها صورتان. الصورة الاولى ان يشهد الانسان بما لا يعلم اثباتا او نفيا. كان يقول اشهد ان هذا العقار لفلان او - 00:03:18ضَ
اشهد ان فلانا باع على فلان وهو لا يعلم اثباتا ولا نفيا. والصورة الثانية ان يشهد بما يعلم ان الحق على خلاف فيعلم مثلا ان هذا العقار لزيد فيشهد به لعمرو. او يعلم ان فلانا باع على فلان كذا فيشهد بخلافه - 00:03:38ضَ
وهذا اعظم من الاول. وذلك ان الشاهد لا يخلو من اربع حالات الحالة الاولى ان يشهد بما علم. وهذا هو الواجب. قال الله تعالى وما شهدنا الا بما علمنا واجب على الانسان الا يشهد الا بما علم يقينا. والحال الثاني ان يشهد بما لا يعلم. وهذا من شهادة الزور - 00:03:58ضَ
والحال الثالث ان يشهد بما يعلم ان الحق بخلافه. وهذا اعظم. والحال الرابع ان يشهد بمجرد الظن. يعني يقول اشهد او اشهد شهادة ظن اظن ان هذا العقار لفلان او اظن ان كذا وكذا فلا يجوز ان يشهد - 00:04:27ضَ
اذا بالظن الا اذا اخبر القاظي بذلك وان شهادته عن ظن وليست عن يقين. وحينئذ تكون شهادته قرينة ولا يجوز للقاضي ان يحكم بها لان القاضي لا يجوز له ان يحكم الا بشهادة متيقنة - 00:04:47ضَ
وكان متكئا فجلس فقال الا وقول الزور وشهادة الزور. وانما كرر ذلك تعظيما هذه الشهادة ولما يترتب عليها من الاضرار. ففي هذا الحديث دليل على فوائد منها اولا شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على - 00:05:07ضَ
وحرصه عليه الصلاة والسلام على تحذيرهم مما يضرهم في امور دينهم ودنياهم. ومنها ايضا ذنوب منها كبائر ومنها صغائر. والفرق بين الكبائر والصغائر من جهة المعنى ومن جهة الحكم اما من جهة المعنى فان الكبيرة كل ذنب رتب الشارع عليه عقوبة خاصة - 00:05:27ضَ
سواء كانت الدنيا ام في الاخرة من لعن او غضب او نفي لايمان او حد او وعيد او ما اشبه ذلك ولهذا قال ابن عبد القوي رحمه الله في منظومته فما فيه حد في الدنا او توعد باخرى فسم كبرى على - 00:05:57ضَ
احمدي وزاد حفيد المجد اوجى وعيده بنفي لايمان ولعن لمبعد. وقد قيل صغرى غيبة ونميمة وكلتاهما كبرى على نص احمد اما الصغائر فهي الذنوب التي نهى الشارع عنها وحرمها ولكن لم يرتب عليها عقوبة خاصة وانما تدخل في - 00:06:17ضَ
الوعيد العام. اما من جهة الحكم فالفرق بين الكبائر والصغائر من وجهين. الوجه الاول ان غائر تقع مكفرة بالاعمال الصالحة. قال الله تعالى ان الحسنات يذهبن السيئات. وقال عز عز وجل ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما. وقال تعالى الذين - 00:06:41ضَ
يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم. ان ربك واسع المغفرة. واما الكبائر فلا تكفر الا بالتوبة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات لما - 00:07:11ضَ
ما بينهن اذا اجتنبت الكبائر. الفرق الثاني من الفروق بين الكبائر والصغائر من جهة الحكم. ان الكبيرة يخرج الانسان بمجرد فعلها من وصف العدالة. فبمجرد ان يفعل كبيرة من الكبائر يخرج - 00:07:31ضَ
عن وصف العدالة ولو فعلها مرة ما لم يتب منها. واما الصغائر فانها لا تخرجه عن وصف العدالة الا بالاصرار عليها. ومن فوائد هذا الحديث ايضا تعظيم شأن الاشراك بالله تعالى وانه من اكبر الكبائر - 00:07:51ضَ
وذلك لعظم حق الله تعالى فان الواجب على العبد ان يقوم بالحق الذي اوجبه عليه عز وجل وهو عبادة وطاعته كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ومنها ايضا تحريم عقوق الوالدين - 00:08:11ضَ
اي قطع ما يجب لهما من البر والاحسان والصلة. وضابط ذلك اعني ضابط العقوق ان يفعل ما يحصل به التأذي للوالدين. فكل عمل يحصل به التأذي للوالدين سواء كان قولا ام فعلا فانه من العقوق. ومنها ايضا بيان عظم شهادة الزور. وانها من كبائر الذنوب - 00:08:31ضَ
ومن شهادة الزور ان يزكي الانسان شخصا لا يعرف حاله. فكون الانسان يكتب تزكية لشخص وهو لا يعرف هذا داخل في شهادة الزور لانه شهد بما لا يعلم. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله - 00:09:01ضَ
الله على نبينا محمد - 00:09:21ضَ