رياض الصالحين للنووي

شرح رياض الصالحين - باب تحريم العقوق وقطيعة الرحم 3

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين. في باب تحريم العقوق وقطيعة الرحم - 00:00:04ضَ

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الكبائر الاشراك وعقوق الوالدين وقتل النفس واليمين الغموس. رواه البخاري. اليمين الغموس التي يحذفها - 00:00:32ضَ

كاذبا عامدا سمي غموسا لانها تغمس الحارث في الاثم. وعنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من الكبائر شتم الرجل والديه قالوا يا رسول الله وهل يشتم الرجل والديه؟ قال نعم يسب ابا الرجل فيسب - 00:00:52ضَ

اباه ويسب امه فيسب امه متفق عليه. وفي رواية ان من اكبر الكبائر ان يلعن الرجل والديه. قيل يا رسول الله كيف يلعن الرجل والديه؟ قال يسب ابا الرجل فيسب اباه ويسب امه فيسب امه - 00:01:12ضَ

بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن عبد الله بن عمرو بن العاص. رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الكبائر يعني من الكبائر. الاشراك بالله وعقوق الوالدين. وسبق الكلام على هاتين الجملتين من حديث - 00:01:32ضَ

السابق قال وقتل النفس اي النفس التي حرم الله تعالى قتلها. والقتل هو ازهاق النفس مباشرة او تسببا. والمراد بقتل النفس هنا النفس المعصومة. والانفس المعصومة اربعة انواع المسلم والذمي والمعاهد والمستأمن. هذه هي الانفس المعصومة التي لا يجوز - 00:01:52ضَ

قتلها وانما يجوز القتل كما بين النبي صلى الله عليه وسلم في قوله لا يحل دم امرئ مسلم يشهد ان لا لا اله الا الله وان محمدا رسول الله الا باحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه - 00:02:22ضَ

المفارق للجماعة. واما اذا كانت النفس معصومة فانه لا يجوز قتلها. ولهذا قال الله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها. قال واليمين الغموس اليمين الغموس هي التي تغمس - 00:02:42ضَ

صاحبها في الاثم ثم تغمسه في النار. سميت بذلك لانها تغمس صاحبها في الاثم ثم تغمسه في النار واليمين الغموس هي اليمين التي يقتطع بها مال امرئ مسلم. فهي اليمين التي يحلف كاذبا يقتطع بها - 00:03:02ضَ

مال امرئ مسلم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من حلف على يمين هو فيها فاجر يقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان. وذلك بان يدعي ما ليس له او ينكر ما وجب عليه ويحرص على ذلك - 00:03:22ضَ

فيحلف مثلا ان هذا الشيء له وهو ليس له. او ينكر ما وجب عليه من قرض او ثمن مبيع او نحو ذلك ليقتطع به ما لم فهذا هو اليمين الغموس. ففي هذا الحديث دليل على التحذير من هذه الامور - 00:03:42ضَ

المذكورة في الحديث وانها من كبائر الذنوب والشاهد منها قوله وعقوق الوالدين. اما الحديث الثاني حديث عبد الله عمرو بن العاص ايضا رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من الكبائر شتم الرجل والديه. قول من الكبائر - 00:04:02ضَ

وهذا يدل على ان هذا ليس حصرا للكبائر. بل هو بل هو بعض منها. وقوله شتم الرجل والديه. وفي رواية لعن الرجل والديه. ورواية الشتم اعم من رواية اللعن ولعن الرجل او شتم الرجل الرجل لوالديه له صورتان. الصورة الاولى ان يكون اللعن - 00:04:22ضَ

او الشتم مباشرة بان يقول والعياذ بالله لابيه لعنك الله او يقول لامه لعنك الله او يسوء بالتقبيح ونحو ذلك بان يقول لابيه او امه يا قبيح يا ظالم يا لئيم ونحو ذلك من - 00:04:52ضَ

القبيحة والصورة الثانية من صور شتم الرجل والديه ان يتسبب في ذلك. وقد بينه النبي صلى الله الله عليه وسلم بقوله يسب ابا الرجل فيسب اباه ويسب امه فيسب امه فيقول مثلا لشخص لعنك الله - 00:05:12ضَ

فيقول مثلا لشخص لعن الله اباك فيلعن اباك ثم المسبوب يلعن ابا الساب فيكون قد تسبب في سب ابيه وفي لعن ابيه. وقوله سب الرجل والديه او لعن الرجل لوالديه - 00:05:32ضَ

ذكر الرجل هنا من باب التغريب. والا فالمرأة كذلك. وفي قوله عليه الصلاة والسلام يسب ابا الرجل فيسب ابى ويسب امه فيسب امه. هذا تفسير لما تقدم من لعن الرجل لوالديه وسب الرجل - 00:05:50ضَ

الوالدين وهذا من الرسول صلى الله عليه وسلم اعني قوله يسب ابا الرجل فيسب اباه ليس اقرارا لهذا الحب الحكم الشرعي وانما هو بيان للواقع. وعلى هذا فلا يجوز للمسبوب ان يسب ابا الساب. فلو ان شخص - 00:06:10ضَ

قد لعن اباك او سب اباك فلا يجوز له ان تقابله بالمثل لقول الله عز وجل ولا تزر مؤازرة وزر اخرى ففي هذا الحديث دليل على مسائل منها اولا ان الكبائر ليست محصورة في عدد معين. ومنها ايضا - 00:06:30ضَ

بيان عظم حق الوالدين. حيث كان سب الوالدين ولعنهما من كبائر الذنوب. وفيه ايضا دليل على ان الوسائل لها احكام المقاصد. فما كان وسيلة الى محرم فانه يكون محرما. وما كان وسيلة - 00:06:50ضَ

الى واجب او مستحب فانه يكون مطلوبا. ومنها ايضا سد الذرائع. فكل ذريعة توصل الى محرم فانها تمنع. ولهذا قال الله عز وجل ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم - 00:07:10ضَ

سبوا الهة المشركين امر مظلوم. لكن اذا كان يفضي الى سب الله عز وجل فانه ينهى عنه وفي هذا الحديث ايضا دليل على ان المتسبب كالمباشر. بقوله يسب ابا الرجل فيسب ابا - 00:07:30ضَ

ها ويسب امه فيسب امه. وهذا اعني كون المتسبب كالمباشر فيما اذا انفرد المتسبب. واما اذا اجتمع المتسبب والمباشر فان الظمان يكون على المباشر. الا في مسألتين. المسألة الاولى اذا كانت المباشرة مبنية على السبب فان الظمان هنا يكون على المتسبب - 00:07:50ضَ

فلو شهد رجلان على شخص بانه قتل او انه سرق فطبق الحاكم الشرعي الحج عليهما ثم تبين فيما بعد ان ان شهادتهما خطأ فحينئذ لا يكون على هذا الحاكم الذي حكم او على هذا الذي - 00:08:20ضَ

لا يكون عليه الضمان وانما الضمان يكون على المتسبب. ولذلك لما شهد رجلان عند علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ان رجلا سرق فقطع يداه ثم اتيا من الغد وقالا اخطأنا السارق يعني ليس هذا هو السارق - 00:08:42ضَ

قال رضي الله عنه لو علمت انكما تعمدتما لقطعتكما والمسألة الثانية مما يستثنى من اجتماع المتسبب والمباشر اذا كان المباشر لا يمكن تضمينه فان ومعنا في هذه الحال يكون على المتسبب. فلو ان شخصا اعطى صبيا سلاحا فرمى به شخصا - 00:09:02ضَ

فقتله فان الظمان يكون على المتسبب الذي اعطى هذا الصبي السلاح لانه سلطه على ذلك. ولو القى شخصا في زبية اسد فالتهمه الاسد فان الظمان يكون على المتسبب لان المباشر هنا الصبي والاسد - 00:09:29ضَ

لا يمكن تظمينه. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد - 00:09:49ضَ