رياض الصالحين للنووي

شرح رياض الصالحين - باب تحريم العقوق وقطيعة الرحم 6

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين من كلام رسول الله صلى الله - 00:00:04ضَ

عليه وسلم سيد المرسلين. في باب تحريم العقوق وقطيعة الرحم. وعن ابي موسى المغيرة ابن شعبة رضي الله عنه. عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله حرم عليكم عقوق الامهات ومنعا وهات ووأد البنات وكره - 00:00:24ضَ

قيل وقال وكثرة السؤال واضاعة المال. متفق عليه. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى عن المغيرة ابن شعبة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله حرم عليكم عقوق الامهات - 00:00:44ضَ

ووعد البنات ومنعا وهات. وقد تقدم الكلام على هذه الجمل الثلاث. ثم قال عليه الصلاة والسلام وكره لكم قيل وقال قوله وكره لكم هي بمعنى حرم عليكم لان الكراهة في - 00:01:04ضَ

الشارع في نصوص الكتاب والسنة يراد بها المحرم. ولهذا لما ذكر الله عز وجل المحرمات في سورة الاسراء قال كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها. فما كرهه الله عز وجل فانه - 00:01:24ضَ

محرم قوله كره لكم قيل وقال اي كثرة القيل والقال. ويدخل في ذلك اعني كثرة القيل والقال اولا كثرة الخوظ في احوال الناس وفي اقوالهم. قيل كذا وقيل كذا وقال فلان كذا ونحو ذلك - 00:01:44ضَ

وثانيا مما يدخل في القيل والقال نقل الكلام من غير تثبت. يقولون كذا او يقال كذا وهو لم يتثبت في النقل وثالثا مما يدخل في القيل والقال ما سلكه او ما يسلكه اهل الكلام في اثبات اسماء الله عز وجل وصفاته من - 00:02:04ضَ

جدل المبني على العقل مع الاعراض عن نصوص الكتاب والسنة. الذي يؤدي الى الشكوك والاوهام ولهذا كان اكثر الناس شكا عند الموت هم اهل الكلام حتى قال احد رؤسائهم وهو الرازي قال - 00:02:25ضَ

نهاية اقدام العقول عقال. واكثر سعي العالمين ضلال وارواحنا في وحشة من جسومنا وغاية دنيانا اذى ووبال ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى ان جمعنا فيه قيل وقالوا ثم قال عليه الصلاة - 00:02:45ضَ

والسلام وكثرة السؤال. يعني وكره لكم كثرة السؤال. والسؤال نوعان. سؤال سجداء يطلب الانسان فيه المال من الناس. والنوع الثاني من السؤال سؤال استعلام واستخبار يطلب به العلم بالشيء. اما الاول وهو الاستجداء وهو سؤال الناس المال. فلا ينبغي للانسان ان يسأل الناس - 00:03:05ضَ

الا عند الضرورة. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم لانه لما دفق ماء وجهه في الدنيا عوقب انه يسلب هذه النعمة يوم القيامة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:35ضَ

من سأل الناس اموالهم تكثرا فانما يسأل جمرا فليستقل او ليستكثر. وفي حديث قبيصة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان المسألة لا تحل الا لاحد ثلاثة. رجل تحمل حمالة - 00:03:59ضَ

حلت له المسألة ورجل اصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة. ورجل اصابته فاقة حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجامة من قومه لقد اصابت فلانا فاقة. وما سواهن يا قبيصة فهو سحت يأكله صاحبه سحتا. واخبر - 00:04:19ضَ

النبي صلى الله عليه وسلم انه ما فتح انسان على نفسه باب مسألة الا فتح الله عز وجل عليه باب فقر واما الثاني وهو سؤال الاستخبار وسؤال الاستعلام فهو يشمل امرين الاول سؤال - 00:04:41ضَ

والمراد بذلك اعني النهي عن كثرة سؤال العلم. اذا كان المقصود منه التعنت. واظهار عجز المسؤول او ان يصيبه بالسآمة والملل فاذا كان يقصد بسؤاله للعالم او لطالب العلم يقصد - 00:05:01ضَ

له او يقصد اظهار عجزه او ان يصيبه بالسآمة والملل فان هذا محرم. واما سؤال السؤال عن احوال الناس فهو محمول على ان يسأل عن امور لا تعنيه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من حسن اسلام المرء - 00:05:21ضَ

تركه ما لا يعنيه. ثم قال عليه الصلاة والسلام واضاعة المال. يعني وكره لكم اضاعة المال. وهذا اعني اضاعة المال يشمل امرين. الامر الاول صرف المال في وجه غير مشروع. بان يصفه في المحرم او - 00:05:41ضَ

وفي امر لا فائدة منه لا دينية ولا دنيوية. وثانيا مما يدخل في في اضاعة المال ترك حفظه بحيث انه لا يعتني بحفظ هذا المال حتى يتلف او يظيع او ان يكون عرظة للسراء او ان يسلط على هذا المال - 00:06:01ضَ

السفهاء والصبيان حتى يتلفوه. فان هذا من اضاعة المال واعلم ان انفاق المال يقع على اوجه. الوجه الاول ان ينفق المال في امر واجب كالزكاة والنفقة الواجبة فهذا واجب. والثاني ان ينفق المال في امر مستحب. كالصدقة وطرق الخير. فهذا مأمور - 00:06:21ضَ

ومستحب. والثالث ان ينفقه في امر مباح شرعا. فهذا مباح. والرابع ان ينفقه في امر محرم محرم فهذا محرم وهو من التبذير. ولهذا قال تعالى ولا تبذر تبذيرا ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين - 00:06:48ضَ

والخامس ان ينفقه في امر مباح زائدا عما يحتاجه. يعني زائدا عن الحاجة فهذا هو السرف قال الله تعالى وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين. وبهذا نعلم الفرق بين الاسراف - 00:07:08ضَ

وبين التبذير. فالتبذير هو بذل المال في المحرم. واما الاسراف فهو بذله في المباح زائدا حاجة ففي هذا الحديث دليل على مسائل منها اولا ان التحليل والتحريم الى الله عز وجل. ولهذا - 00:07:28ضَ

قال عز وجل ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب وقال النبي صلى الله عليه وسلم من قال في في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار. وقال عليه الصلاة والسلام من كذب علي - 00:07:48ضَ

هي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. فلا يجوز الانسان ان يخوض في شريعة الله وان يتكلم فيها بتحليل او الا الا ان يكون مستندا الى نص شرعي من كتاب الله عز وجل او مما صح من سنة رسول - 00:08:08ضَ

صلى الله عليه وسلم وفيه ايضا النهي عن هذه الامور التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم وهي ان الله حرم عليكم عقوق الامهات ووأد البنات ومنعا وعاد الى اخر ما جاء في الحديث. وفيه ايضا دليل على كمال الشريعة الاسلامية - 00:08:28ضَ

ورعايتها للحقوق الخاصة والحقوق العامة. ومن ذلك ما يتعلق بالوالدين من تحريم عقوقهما وقطع ما يجب لهما من البر والاحسان والصلة. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد - 00:08:48ضَ