التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين أمين لقد الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين - 00:00:00ضَ
قال رحمه الله باب تعظيم حرمات المسلمين وبيان حقوقهم والشفقة عليهم ورحمتهم. قال الله تعالى ذلك ومن يعظم محرومات الله فهو خير له عند ربه. وقال تعالى ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب. وقال تعالى - 00:00:20ضَ
خذ جناحك للمؤمنين. وقال تعالى من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا. ومن احياها انما احيا الناس جميعا. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى باب بيان باب تعظيم حرمات المسلمين - 00:00:40ضَ
وبيان حقوقهم والشفقة عليهم ورحمتهم. قوله رحمه الله باب بيان باب تعظيم حرمات المسلمين الحرمات جمع حرمة. وهي كل ما لا يحل انتهاكه. وبيان حقوقهم يعني بيان من حقوق المسلمين بعضهم على بعض. فان للمسلمين بعضهم على بعض حقوقا. منها قول النبي صلى الله عليه وسلم - 00:01:00ضَ
حق المسلم على المسلم ست اذا لقيته فسلم عليه واذا دعاك فاجب الحديث. ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم المسلم المسلم لا يظلمه ولا يكذبه ولا يخذله. فالمسلمون لبعضهم على بعض حقوق متعددة - 00:01:30ضَ
وقوله رحمه الله والشفقة عليهم الشفقة هي رقة القلب وذلك بان يرق قلبه باخوانه المسلمين وان يعطف عليهم وان يحنوا عليهم ويرحمهم. ثم ذكر رحمه الله الايات في هذا الباب الاية الاولى قول الله عز وجل - 00:01:50ضَ
كذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه. ذلك ومن يعظم حرمات الله وهذا شامل جميع ما حرمه الله وجعله محترما من الازمنة والامكنة والاحوال والاشخاص ما حرمه الله عز وجل وجعله محترما من الامكنة كالحرمين الشريفين. فان حرم مكة معظم وحرم المدينة - 00:02:10ضَ
معظم وكذلك المساجد فانها بيوت الله يجب احترامها ويجب تعظيمها. ثانيا ما حرمه الله عز وجل وجعله محترما من الازمنة كالاشهر الحرم. كما قال عز وجل منها اربعة حرم. ذلك الدين القيم فلا تظلم - 00:02:40ضَ
فيهن انفسكم فمن تعظيمها ان لا يظلم الانسان نفسه. اما بترك واجب او بفعل محرم وكذلك ايضا شهر رمظان. ثالثا ما عظمه الله عز وجل من الاحوال كحال الاحرام. فان المحرم مأمور - 00:03:00ضَ
بان يجتنب محظورات الاحرام فاجتنابها من تعظيم الله عز وجل. وكذلك الصائم مأمور باجتناب المفطرات فتشنابوها من تعظيم الله تعالى. رابعا ما عظمه الله تعالى من الاشخاص. فان الواجب على الانسان ان يعظم اخوانه - 00:03:20ضَ
المسلمين وكذلك ايضا ان يعظم ما عظمه الله من عدم الاعتداء على الانفس المعصومة. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة. ثم قال عز وجل ذلك ومن يعظم حرمات - 00:03:40ضَ
فهو خير له عند ربه. اي فتعظيمه لحرمات الله هو خير له عند ربه. وهذا الخير شامل في خيري الدنيا والاخرة. فهو خير لهم في الدنيا وخير لهم في الاخرة. بما اعده الله عز وجل له من الاجر العظيم. والثواب - 00:04:00ضَ
وفي اضافة المعظم الى الله عز وجل في قوله فهو خير له عند ربه تشريف له ان كونه يعظم حرمات الله شرف له ان ينتسب الى الله عز وجل والى ربوبيته. ففي هذه الاية الكريمة دليل - 00:04:20ضَ
كن على وجوب تعظيم حرمات الله تعالى. فما عظمه الله تعالى فما عظمه الله تعالى يجب تعظيمه فتعظيم الواجبات بفعلها. والمبادرة اليها وتعظيم المحرمات باجتنابها والبعد عنها وفيه ايضا بيان الثواب العظيم والخير الكثير لمن عظم حرمات الله تعالى فهو خير له عند ربه - 00:04:40ضَ
اما الاية الثانية وهي قوله عز وجل ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب وشعائر الله جمع شعيرة وهي اعلام الدين الظاهرة. اعلام الدين الظاهرة كالاذان والصلاة والحج - 00:05:10ضَ
والهدي والاضحية. فكل فكل اعلام الدين الظاهرة التي تظهر وتبرز للناس هي من شعائر الله. قال ومن يعظم شعائر الله وتعظيم شعائر الله باحترامها والاتيان بها على وفق الشريعة مخلصا - 00:05:30ضَ
لله متبعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. قال فانها يعني هذه الشعائر من تقوى القلوب. اي ان تعظيم شعائر الله من تقوى القلوب اي دليل قاطع. وبرهان ساطع على وجود التقوى في هذا القلب. لان القلب اذا اتقى - 00:05:50ضَ
عظم حرمات الله وعظم شعائر الله عز وجل. وهذا دليل على وجوب العناية بالقلب. لان القلب عليه مدار الصلاح والفساد. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله - 00:06:10ضَ
واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. وكذلك ايضا قال النبي صلى الله عليه وسلم التقوى فهنا فعلى الانسان ان يعتني بصلاح قلبه. لان صلاح القلب هو الذي عليه المدار. وفي هذه الاية - 00:06:30ضَ
دليل على وجوب تعظيم شعائر الله عز وجل واحترام واحترامها. اما الاية الثالثة فهي قول الله عز وجل مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم واخفض جناحك للمؤمنين. اخفض جناحك اي للمؤمنين - 00:06:50ضَ
بالمقال والفعال. وذلك بان يلين الانسان باخوانه المؤمنين. وان يتطامن لهم وان يتواضع لهم لو كان رفيعا في منزلته عاليا في قدره فان من تعظيم الله عز وجل واحترام اخوانه المؤمنين - 00:07:10ضَ
ان يلينا لهم في في الجانب وان يتطامن لهم. وما تواضع احد لله الا رفعه الله عز وجل فلا تظن انك اذا لنت بمقالك وفعالك لاخوانك المؤمنين ان هذا ذل لك او اهانة بل هو - 00:07:30ضَ
مما يرفعك الله عز وجل به الدرجات في الدنيا والاخرة. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد - 00:07:50ضَ