رياض الصالحين للنووي

شرح رياض الصالحين- باب تعظيم حرمات المسلمين 10

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا او لشيخنا ولوالديه من مشايخه ولجميع المسلمين. امين. لقد الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في باب - 00:00:00ضَ

تعظيم حرمات المسلمين وبيان حقوقهم الشفقة عليهم ورحمتهم. وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلم واخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله. كل المسلم على المسلم حرام. عرضه وماله ودمه. التقوى ها هنا - 00:00:20ضَ

بحسب امرئ من الشر ان يحتقر اخاه المسلم. رواه الترمذي وقال حديث حسن. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال المسلم اخو المسلم. سبق ان المسلم هو الذي يشهد ان لا اله الا الله - 00:00:40ضَ

الله وان محمدا رسول الله واتى بمقتضى هاتين الشهادتين. ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم مقتضيات الاخوة الاسلامية. قال المسلم اخو المسلم لا يخون بل المسلم واخو المسلم لا يظلمه وقد - 00:01:00ضَ

سبق انه ان قوله لا يظلمه اي في دم او مال او عرظ. ولا يخونه والخيانة هي الغدر في موضع الائتمان اذا ائتمنه على شيء غدر به سواء كان ذلك في مال ام في عرض ام في سر - 00:01:20ضَ

حتى لو قدر ان اخاك قد خانك فلا تخن. لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ادي الامانة الى من ائتمنك ولا تخن من خانك. وذلك لان الخيانة وصف ذم مطلقا. ولهذا اثبت الله - 00:01:40ضَ

عز وجل لنفسه المكر في مقابل من يمكر به. واثبت الخداع في في مقابل من يخادعه لم يثبت الخيانة. فقال الله عز وجل يخادعون الله وهو خادعهم. وقال تعالى ويمكرون ويمكر الله والله خير - 00:02:00ضَ

اما في الخيانة فقال عز وجل ذلك بانهم خانوا الله من قبل فامكن منهم ولم يقل فخانهم وبهذا نعلم خطأ ما يتداول على بعض السنة بعض الناس من قولهم خان الله من يخون - 00:02:20ضَ

فان هذه العبارة من كرة ولا يجوز اقرارها ولا يجوز قولها. لان فيها اثبات آآ الخيانة لله عز وجل وقد نفاها عن نفسه سبحانه وتعالى بل هي صفة ذم مطلقا. قال المسلم اخو المسلم لا يخونه ولا - 00:02:40ضَ

تكذيبه اي لا يخبره بالكذب. بل يكون صادقا في حديثه معه. سواء كان هذا الكذب فيما يتعلق بالاقوال ام فيما يتعلق بالافعال كالغش والخيانة والتدليس. وفي رواية ولا يكذبه. اي اذا اخبره - 00:03:00ضَ

اخوك اخوك المسلم بخبر فلا تكذبه ولا تقل انت كاذب الا اذا تيقنت ذلك. والكذب هو الاخبار بخلاف الواقع وهو من الصفات المذمومة. لان الله عز وجل امر المؤمنين بان يكونوا صادقين. فقال عز وجل - 00:03:20ضَ

كلا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الصدق يهدي الى البر وان البر يهديه الى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق. حتى يكتب عند الله صديقا. وان الكذب يهدي الى الفجور - 00:03:40ضَ

وان الفجور يهدي الى النار. ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا. فالواجب اجتناب كذب والحذر منه والكذب كله شر لا خير فيه. واما تقسيم بعض الناس الكذب الى كذب - 00:04:00ضَ

ابيض وكذب اسود. وان الكذب الاسود ما تضمن اكلا للمال بالباطل. او تضمن ظررا وان الكذب الابيض ما لا يتضمن ذلك فهذا تقسيم باطل لا اصل له. فالكذب كله شر ولا خير فيه. وكله باطل - 00:04:20ضَ

واعظم الكذب الكذب على الله عز وجل وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك فيما يتعلق بالاحكام الشرعية قال الله تعالى ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب - 00:04:40ضَ

ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون. وقال النبي صلى الله عليه وسلم من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار وكذلك ايضا الكذب على اهل العلم بان ينسب اليهم اقوالا لم يقولوها. وذلك لان اهل العلم - 00:05:00ضَ

يتكلمون بشريعة الله فينسب اليهم مما يتعلق بشريعة الله ويتقول عليهم مما لم ينطقوا به ولا يتكلم به. ثم قال عليه الصلاة والسلام ولا يخذله. والخذلان هو ترك النصرة في موضع يحتاج فيه - 00:05:20ضَ

الى نصرة. قال النبي صلى الله عليه وسلم انصر اخاك ظالما او مظلوما. فمن حق اخيك المسلم ان تنصره والا تخذله في موضع يحتاج فيه الى من ينصره. ومن اعظم الخذلان الخذلان فيما يتعلق بامور الدين - 00:05:40ضَ

بان يقول قولا حقا او يشهد بحق ثم تكذبون. او ان يقول قولا راجحا من اقوال اهل العلم وقد دل عليه وقد دلت عليه نصوص الكتاب والسنة ثم تحاول ان تخذله بان تقول له ما دليلك على ذلك؟ ما كذا ما كذا - 00:06:00ضَ

مما فيه مجادلة ومماراة بالباطل. فالواجب على المسلمين ان يكونوا فالواجب على المسلمين ان ينصر بعضهم بعضا والا يخذل بعضهم بعضا. ثم قال عليه الصلاة والسلام كل المسلم على المسلم حرام - 00:06:20ضَ

دمه وماله وعرضه. قوله عليه الصلاة والسلام كل المسلم على المسلم حرام يحتمل ان هذه الكلية كلية اجناس اي من عموم الاجناس. فكل مسلم حرام على كل مسلم. سواء كان قريبا ام بعيد - 00:06:40ضَ

اذا عربيا ام عجميا؟ ويحتمل ان هذه الكلية كلية اجزاء. اي ان المسلم كله حرام دمه وماله وعرضه فهي فهي كلية اجزاء ثم فسر هذه الاجزاء رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:07:00ضَ

من قال دمه وماله وعرضه. وعلى كلا الاحتمالين فالمعنى صحيح. فالمسلم دمه محرم وماله محرم وعرضه محرم. لا يجوز ان يعتدى على دمه بسفك في النفس او فيما دونها. ولا يجوز ان يعتد - 00:07:20ضَ

لا على عرضه بقذف بزنا او لواط او سب او شتم. وهو ايضا حرام فيما يتعلق بماله. لا يجوز ان يعتد على ما له بسرقة او غصب او غش او غير ذلك. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل مال امرئ - 00:07:40ضَ

الا عن طيب نفس منه. بل قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل ومن اكل المال بالباطل ان ان يأخذه بغير حقه الشرعي ومن غير طريقه الشرعي. وذلك بان - 00:08:00ضَ

يعقد هذا المال اما عن طريق ربا واما عن طريق غش واما عن طريق تدليس واما عن طريق نتش او غير ذلك من معاملات المحرمة وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين - 00:08:20ضَ

ان شاء الله الكلام على بقية هذا الحديث في الدرس القادم ان شاء الله - 00:08:40ضَ