رياض الصالحين للنووي

شرح رياض الصالحين- باب تعظيم حرمات المسلمين 11

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم واغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين. امين. نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين - 00:00:00ضَ

في باب تعظيم حرمات المسلمين وبيان حقوقهم والشفقة عليهم ورحمتهم. وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلم واخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله. كل المسلم على المسلم حرام عرضه وماله - 00:00:20ضَ

ودمه التقوى ها هنا بحسب امرئ من الشر ان يحتقر اخاه المسلم. رواه الترمذي وقال حديث حسن. بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال المسلم اخو المسلم لا يخونه - 00:00:40ضَ

ولا يكذبه ولا يخذله. ولا يخذله كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه التقوى ها هنا. وتقدم الكلام على اول هذا الحديث وتوقف بنا الكلام على قول النبي صلى الله عليه وسلم التقوى ها هنا - 00:01:00ضَ

اي ان القلب هو محل التقوى. فليست فليس اللسان ولا الجوارح محلا للتقوى بل هي تابعة للقلب اذا صلح القلب صلحت الجوارح وصلح اللسان واذا فسدت فسدت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله - 00:01:20ضَ

الا وهي القلب. واعلم ان زيغ القلب وانحرافه وميله عما يرظي الله عز وجل عما يسقط الله عما لا يرضي الله تعالى لا يكون الا بسبب من الانسان نفسه. فزيغ القلب لا - 00:01:50ضَ

الا بسبب من الانسان نفسه. كما قال عز وجل فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم. فاذا علم الله تعالى من العبد ارادة الشر وعدم ارادة الخير فان قلبه يكون زائغا. فاذا كان قلبه جبارا قاسيا - 00:02:10ضَ

لا يخضع ولا يلين ولا يذل لاوامر الله. واوامر رسوله صلى الله عليه وسلم. فانه يزيغ ومتى علم الله تعالى من العبد حسن النية وسلامة الطوية وارادة الخير فانه ييسر له ذلك فاما - 00:02:30ضَ

اما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. وقوله عليه الصلاة والسلام التقوى ها هنا. التقوى هي اتخاذ وقاية من عذاب الله عز وجل. بفعل اوامره واجتناب نواهيه. وذلك بان تعمل بطاعة الله - 00:02:50ضَ

على نور من الله ترجو ثواب الله. وان تترك ما نهى الله على نور من الله تخشى عقاب الله. فلا يفقدك حيث امرك ولا يجدك حيث نهاك. يقول النبي عليه الصلاة والسلام التقوى ها هنا بحسب امرئ من - 00:03:10ضَ

ان يحقر اخاه المسلم اي انه لو اي ان احتقار الانسان لاخوانه المسلمين كاف في فلو لم يكن عليه من الشر الا ان يحتقر اخوانه المسلمين لكان لكان هذا كافيا وهذا - 00:03:30ضَ

تحذير عظيم من الرسول صلى الله عليه وسلم ان يحتقر الانسان اخوانه المسلمين لان هذا من الكبر كما قال عليه الصلاة والسلام الكبر بطر الحق وغمط الناس. والاحتقار بمعنى الاستصغار والازدراء - 00:03:50ضَ

ان ينتقص حقوق الاخرين. والاحتقار يكون بالقلب ويكون بالقول ويكون اما الاحتقار بالقلب فالا يكون لاخيك المسلم ميزان في قلبك هو والكافر على حد سواء كأنه دابة من الدواب او كأنه خشاش من خشاش الارظ. والواجب والواجب على كل مسلم ان يكون في - 00:04:10ضَ

قلبه ان يكون في قلبه تعظيم واحترام لاخوانه المسلمين بقدر ما عندهم من الاسلام ومن الايمان ويكون الاحتقار بالقلب ويكون الاحتقار بالقول. وذلك بالسب والشتم امام الناس. كان يقول انت غبي انت لا تفهم انت لا خير فيك. وما اشبه ذلك من الالفاظ. ويكون الاحتقار بالفعل بان تتقدم - 00:04:40ضَ

عليه وهو احق بالتقدم منك او تعلو عليه في موضع هو احق بالعلو منك في هذا الموضع هذا من افتقاري اخوانك المسلمين. ومن ذلك ان يسلم عليك اخوك المسلم ولا ترد عليه السلام. وبعض الناس - 00:05:10ضَ

اذا سلم عليه لا يرد في المرة الاولى ولا المرة الثانية. بل ربما تكرر عليه السلام مرات عديدة ولا يرد الا في اخر مرة وكأنه يمن عليك برده للسلام عليك. وهذا في الواقع من - 00:05:30ضَ

اخوانه المسلمين. ففي هذا الحديث دليل على فوائد منها اولا التحذير من هذه الخصال. وهي انا والخذلان والكذب. ومنها ايضا انه يجب على الانسان ان يكون صادقا. مع ومع اخوانه بقول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. فلا يخبر اخوانه مسلمين - 00:05:50ضَ

ولا غير المسلمين الا بما كان حقا مطابقا للواقع. وان يجتنب الكذب لان الكذب كله شر لا خير فيه. ومنها ايضا من فوائد هذا الحديث وجوب العناية بالقلب. وان يعتني الانسان - 00:06:20ضَ

صلاح قلبه واستقامته على امر الله. واعظم ما يصلح القلب وينير القلب ويجعل قلبا مستقيما على امر الله واتباع شرعه. الاكثار من تلاوة كتاب الله عز وجل بالتدبر والتعقل والتفاسير - 00:06:40ضَ

لان القرآن الكريم اعظم سبب للين القلب وخشوعه وخضوعه لله تبارك وتعالى تعالى ولهذا قال الله تعالى يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين - 00:07:00ضَ

وقال عز وجل لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ولهذا قال ابن عبد القوي رحمه الله في منظومته قال فحافظ على درس القرآن فانه يلين قلبه - 00:07:20ضَ

تنقاسيا مثل جلمدي. وفي هذا الحديث ايضا دليل على مسألة وهي ما يسمى عند الفقهاء رحمهم الله الله بمسألة الظفر ومسألة الظفر ان يكون لك حق على الانس ان يكون لك حق عند غيرك. مما - 00:07:40ضَ

او غيره. ثم يجحد هذا الحق. وتظفر في يوم من الايام بشيء من ما له. فهل يجوز لك ان تأخذ ذلك او لا؟ مثاله لو انك اقرظت شخصا مثلا الف ريال. ثم طالبته ثم انك طلبته بهذا المال. ولكنه - 00:08:00ضَ

هذا المال وقال لم تعطني شيئا ولم اخذ منك شيئا. وفي يوم من الايام تمكنت من ان تأخذ شيئا من ماله فهل يجوز لك ان تأخذ شيئا من ماله؟ عوضا عن هذا الذي جحدك او لا؟ اختلف العلماء رحمهم الله في هذه المسألة - 00:08:20ضَ

على ثلاثة اقوال واصح الاقوال انه يجوز الاخذ بشرطين. الشرط الاول ان يكون سبب الحق ظاهرا فاذا كان سبب الحق ظاهرا بحيث ان الاخذ لا ينسب الى الخيانة فانه يجوز الاخذ في هذه الحال كاخذ - 00:08:40ضَ

من مال زوجها اذا قصر عليها في النفقة لان لان الرسول صلى الله عليه وسلم قال لهن امرأة ابي سفيان خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف. فهي اذا اخذت من ما له بغير علمه لانه قصر عليها في الانفاق - 00:09:00ضَ

فلا ينسب اخذها الى الجحد. لان سبب الاخذ هنا ظاهر. والشرط الثاني ان يجد عين ما له فاذا وجد عين ما له فانه يجوز له ان يأخذه في هذه الحال لقول النبي صلى الله عليه وسلم من وجد ماله - 00:09:20ضَ

عند رجل قد افلس فهو احق به. فلو فرض مثلا انه استعار منك هاتفا جوالا وطالبته به ولكنه جحد وفي يوم من الايام تمكنت من ان تأخذ هذا الهاتف وهذا الجوال بعينه فيجوز لك ان ان تأخذه - 00:09:40ضَ

لانك حينئذ تأخذ عين مالك. اما ما سوى ذلك فانه لا يجوز الاخذ حتى لو قدر انه خانك في جحده ما اعطيته لقول النبي صلى الله عليه وسلم ادي الامانة الى من ائتمنك ولا تخم من خانك. وقال عليه - 00:10:00ضَ

الصلاة والسلام المسلم اخو المسلم لا يخونه. فليس من صفات المسلم ان يخون اخوانه المسلمين حتى لو قدر انه حصل منهم خيانة. بل الواجب عليه ان يعاملهم بالامانة والصدق. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله - 00:10:20ضَ

قال نبينا محمد - 00:10:40ضَ