رياض الصالحين للنووي

شرح رياض الصالحين ( باب تعظيم حرمات المسلمين ) 2

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولوالديه من مشايخه ولجميع المسلمين. امين. لقد الشيخ الحاكم النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في باب تعظيم - 00:00:00ضَ

المسلمين وقال تعالى من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا. ومن احياها فكأنما احيا جميعا ونبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا - 00:00:20ضَ

متفق عليه. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى في باب تعظيم حرمات المسلمين. وقال الله تعالى انه من قاتل نفسا بغير نفس. هذه الاية ذكرها الله عز وجل بعد ذكره لقصة ابني ادم. حينما قتل احدهما الاخر - 00:00:40ضَ

حسدا قال الله تعالى بعد ذلك من اجل ذلك يعني من اجل ما حصل من ابن ادم من قتله لاخيه من اجل ذلك فكتبنا على بني اسرائيل كتبنا يعني كتابة شرعية. وقوله على بني اسرائيل انما خص الله عز وجل بني اسرائيل - 00:01:00ضَ

لكثرة القتل فيهم. فهم يقتلون الانبياء بغير حق. ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس. فمن دون ذلك من باب اولى انه من قتل نفسا بغير نفس. يعني كتبنا عليهم انه من قتل نفسا بغير نفس اي بغير حق - 00:01:20ضَ

بان يقتله من غير ان يكون قصاصا بل قتله بغير حق انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض والفساد في الارض نوعان فساد حسي بتخريب الارض وتهديم الابنية ونحو ذلك. والنوع - 00:01:40ضَ

فساد معنوي وذلك بنشر الافكار المضللة والمذاهب الهدامة. ومن هذا ايضا نشر المسكرات مخدرات وترويجها بين المسلمين. فكأنما قتل الناس جميعا. فكأنما قتل الناس جميعا يعني ان من قتل اقسم بغير حق كانه قتل الناس جميعا من حيث حرمة الدماء. ومن حيث استحلال هذه النفس - 00:02:00ضَ

ومن حيث ان هذا القتل موجب لغضب الله. ومن حيث انه لا فرق عند الله عز وجل بين نفس ونفس. فما دام ان هذه النفس انها معصومة فلا فرق عند الله عز وجل بين نفس ونفس. قال ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا - 00:02:30ضَ

يعني من احيا نفسا يعني انقذها من هلاك. اما بان منع منع شخصا من محاولة قتلها او انقذها من غرق او انقذها من حريق او نحو ذلك فكأنما احيا الناس جميعا يعني باعتبار الجنس وباعتبار - 00:02:50ضَ

ان حرمة النفس عند الله عز وجل واحدة. ففي هذا ففي هذه الاية الكريمة دليل على فوائد منها بيان عظم قتل النفس بغير حق. لقوله انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض. ومنها ايضا جواز قتل - 00:03:10ضَ

النفس بالنفس بمفهوم قوله بغير حق. وقد دل على ذلك قول الله عز وجل وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس والعين بالعين الاية. وقال عز وجل يا ايها الذين امنوا كتب عليكم القصاص في القتلى. ومن فوائد هذا هذه الاية - 00:03:30ضَ

الكريمة ايضا تعظيم الفساد في الارض وانه موجب للقتل. اذا رأى الامام او الحاكم ان يقتل هذا المفسد الذي يفسد في الارض فسادا حسيا او فسادا معنويا فله ذلك. ولهذا قال الله تعالى انما - 00:03:50ضَ

جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او وينفوا من الارض. وفي هذا ايضا في هذه الاية دليل على كثرة القتل في بني اسرائيل. لان الله عز - 00:04:10ضَ

عز وجل خصهم بذلك لكثرة قتلهم للانبياء بغير حق. ولمن يأمر بالقسط من الناس. اما الحديث وحديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا - 00:04:30ضَ

ثبت النبي صلى الله عليه وسلم بين اصابعه. هذا وصف لحال المؤمنين بعضهم مع بعض. وان المؤمن للمؤمن كالبنيان فالبنيان يتكون من اساسات ومن حيطان ومن اسقف ومن ابواب. لا يستغني فرد من هذه الافراد - 00:04:50ضَ

عن الاخر ولهذا لو سقط فرد من هذه الافراد لتهاوى البنيان ولتهدم فكذلك المؤمن لاخيه المؤمن تشد من ازره ويعبده. ثم ان التعاون بين المؤمنين تارة يكون في امور دينهم وتارة - 00:05:10ضَ

من يكونوا في امور دنياهم. فالتعاون فيما يتعلق امور الدين. القيام بالواجبات الكفائية. وذلك لان الشرعية على نوعين نوع يكون مطلوبا من كل مكلف بعينه. وهو فرض العين. ونوع يكون مطلوبا - 00:05:30ضَ

على الكفاية وهو ما قصد منه ان ايجاد الفعل بقطع النظر عن الفاعل. فاذا قام به من يكفي فقيامه بذلك من التعاون. ولهذا قال الله عز وجل ولتكن منكم امة يدعون الى الخير. ويأمرون - 00:05:50ضَ

وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون. وقال عز وجل فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون. وكذلك ايضا التعاون فيما بين المؤمنين في امور دنياهم - 00:06:10ضَ

وما يتعلق بمصالحهم فهذا يعلم وهذا يتعلم وهذا صانع وهذا نجار وهذا مزارع وهذا طبيب وهذا مهندس لان المسلمين بحاجة الى كل هذه الصنائع حتى يستغنوا بها عن غيرهم فهذا فهذا الحديث يوجب للمؤمنين ان يكونوا فيما ان تسود فيما بينهم المحبة والمودة - 00:06:30ضَ

في عام لان هذا ادعى الى تحقيق هذا الاصل وهو التعاون فيما بينهم على البر والتقوى. ففي هذا الحديث حث من النبي صلى الله عليه وسلم للمؤمنين فيما بينهم وبعضهم لبعض ان يكونوا متحابين متآلفين متعاونين - 00:07:00ضَ

ففيما بينهم حتى يحققوا هذا الاصل العظيم الذي تتحقق به مصالح الدين ومصالح الدنيا. وفي قوله وفي تشبيك النبي صلى الله عليه وسلم بين اصابعه تمثيل لما يكون المؤمن مع اخيه المؤمن ولهذا شب - 00:07:20ضَ

بكى النبي صلى الله عليه وسلم بين اصابعه. وهذا دليل على جواز التشبيك بين الاصابع في المسجد وفي غير المسجد ثم اعلم ان التشبيك بين الاصابع لا يخلو من اربع حالات. الحال الاولى ان يكون التشبيك بين الاصلين - 00:07:40ضَ

لقاصد المسجد او لمنتظر الصلاة. فهذا مكروه يعني يكره لمن قصد المسجد ان يشبك بين اصابعه ويكره ايضا بمن كان منتظرا للصلاة ان يشبك بين اصابعه. لحديث كعب بن عجرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:08:00ضَ

قال اذا توضأ احدكم فاحسن الوضوء ثم خرج عامدا الى المسجد فلا يشبك بين اصابعه فانه في صلاة الحالة الثانية ان يكون التشبيك بين الاصابع في الصلاة فهذا اشد كراهية لانه اذا كان يكره - 00:08:20ضَ

في الصلاة فمن كان في صلاة فهو من باب اولى. ولقول ابن عمر رضي الله عنهما في الذي يشبك بين اصابعه في الصلاة تلك المغضوب عليهم. الحال الثالثة ان يكون التشبيك بين الاصابع بعد الفراغ من الصلاة. وانقضائها - 00:08:40ضَ

فان كان منتظرا لاخرى فحكمه كالاول كما لو قدر انه صلى صلاة المغرب وجلس في المسجد ينتظر صلاة العشاء فانه يكره له ان يشبك بين اصابعه لانه منتظر للصلاة. ولا يزال احدكم في صلاة ما انتظر الصلاة. واما - 00:09:00ضَ

فاذا كان يريد الخروج من المسجد بعد فراغه من الصلاة فلا حرج. الحال الرابع ان يكون التشبيك بين الاصابع فيما سواه وهذه الاحوال الثلاث يعني لا منتظرا للصلاة ولا في صلاة ولا ولا بعد الفراغ منها فالاصل جواز ذلك. ولهذا شبك النبي - 00:09:20ضَ

صلى الله عليه وسلم هنا بين اصابعه. وكذلك ايضا في قصة ذي اليدين حينما سهى النبي صلى الله عليه وسلم في احدى اتى العشي وسلم من ركعتين فعمد عليه الصلاة والسلام الى خشبة في مقدم المسجد. فاتكأ عليها وشبك - 00:09:40ضَ

بين اصابعه وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد - 00:10:00ضَ