التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولوالديه من مشايخه ولجميع المسلمين امين. نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في باب تعظيم - 00:00:00ضَ
المسلمين وبيان حقوقهم والشفقة عليهم ورحمتهم. قال رحمه الله عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قبل النبي صلى الله عليه وسلم حسن ابن علي رضي الله عنهما وعنده الاقرع ابن حابس فقال الاقرع ان لي عشرة من الولد ما قبلت منهم احدا. فنظر اليه رسول - 00:00:20ضَ
الله صلى الله عليه وسلم فقال من لا يرحم لا يرحم متفق عليه وعن عائشة رضي الله عنها قالت قدم ناس من الاعراب على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقالوا اتقبلون صبيانكم؟ فقالوا نعم. قالوا لكنا والله ما نقبل. فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، - 00:00:40ضَ
اواملك ان كان الله نزع منكم الرحمة؟ متفق عليه. وعن جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لا ارحم الناس لا يرحمه الله. متفق عليه - 00:01:00ضَ
بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قبل الحسن بن علي وهو وصبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته. وهو ابن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم. قبل الحسن - 00:01:14ضَ
رضي الله عنهما وعن ابيه وكان عنده الاقرع بن حابس وهو من سادات بني تميم. فقال الاقرب ان لي عشرة من الولد ما قبلت واحدا منهم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم من لا يرحم - 00:01:34ضَ
لا يرحم يعني من لا يرحم عباد الله لا يرحمه الله. فهذا الحديث فيه فوائد منها الحث على الرحمة. ولا سيما بالنسبة للصبيان فان رحمة الصبيان سبب لتنزل رحمة الله عز وجل على من رحمهم. وفيه ايضا دليل على - 00:01:54ضَ
مشروعية تقبيل الصبيان. وتقبيل الصبيان فيه فوائد متعددة. منها اولا الاقتداء بالرسول صلى الله الله عليه وسلم فقد كان عليه الصلاة والسلام يقبل الصبيان. وثانيا ان تقبيل الصبيان سبب لاستجلاب - 00:02:14ضَ
من رحمة الله عز وجل. وثالثا ان تقبيل الصبيان ايضا سبب لرقة القلب وصفائه وحنوه وشفقته فمن اراد ان يرق قلبه وان يحنو قلبه وان يشفق على عباد الله فليقبل الصبيان. والمشروع في - 00:02:34ضَ
تقبيل الصبيان ان يعدل الانسان بينهم. ولهذا جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم كان عنده رجل من من الاعراب فقبل ابنا له. فلما جاءت ابنته اجلسها ولم يقبلها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:02:54ضَ
لا عدلت يعني لم تعدل انك تقبل الذكر وتدع الانثى. قال الامام احمد رحمه الله كان السلف الله يعدلون بين اولادهم في القبل. يعني حتى في القبل يعدلون بينهم لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم اتقوا الله - 00:03:14ضَ
واعدلوا بين اولادكم فالواجب على الانسان ان يعدل بين اولاده في جميع امورهم من مطعم ومسكن قبلة وغير ذلك. اما الحديث الثاني حديث عائشة رضي الله عنها ان اناسا قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم من الاعراب - 00:03:34ضَ
اعراب جمع اعرابي وهو ساكن البادية. فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا اوتقبلون صبيانكم هذا السؤال للاستفهام التعجب والانكار. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اواملك ان نزع الله عز - 00:03:54ضَ
وجل الرحمة من قلوبكم. لانهم قالوا انا لا نقبل صبياننا وانتم تقبلون صبيانكم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اواملك ان نزع الله عز وجل الرحمة من قلوبكم. يعني ان الله عز وجل اذا نزع الرحمة من قلوبكم فلا املك - 00:04:14ضَ
ان اضعها في قلوبكم فما نزعه الله لا يمكن لاحد ان يضعه. فهذا الحديث ايضا فيه دليل على مشروعية الرحمة بعباد الله ولا سيما الصبيان. وفي تقبيلهم سبب لاستجاب رحمة الله عز وجل. ومنها ايضا ان ما - 00:04:34ضَ
نزعه الله عز وجل فلا احد يستطيع ان يضعه. من ما رفعه الله لا يستطيع احد ان يضعه. وما وما وضعه الله لا يستطيع احد ان ينزعه. اما الحديث الثالث حديث جرير ابن عبد الله البجلي رضي الله عنه ان النبي - 00:04:54ضَ
صلى الله عليه وسلم قال من لا يرحم الناس لا يرحمه الله. من لا يرحم الناس انما خص النبي صلى الله عليه وسلم الناس يعني بني ادم عناية بهم واهتماما بهم. والا فان الرحمة تشمل جميع المخلوقات من الدواب والبهائم - 00:05:14ضَ
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في كل كبد رطبة اجر. فرحمة البهائم فيها اجر وفيها ثواب. وقوله عليه الصلاة من لا يرحم الناس المراد بالناس هنا من يستحقون الرحمة من المسلمين ومن المعصومين من اهل الذمة - 00:05:34ضَ
واما المنافقون والكفار المحاربون لاهل الاسلام فالمشروع في حقهم الغلظة والشدة ولهذا وصف الله عز وجل نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم واصحابه انهم اشداء على الكفار رحماء بينهم وقال تعالى يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم. وقال عز وجل ولا يطأون موطئا يغيظ الكفار - 00:05:54ضَ
ولا ينالون من عدو ليلا الا كتب لهم به عمل صالح. وفيه ايضا دليل على اثبات صفة الرحمة لله عز وجل وهي مأخوذة من اسم الله عز وجل الرحيم. والله عز وجل رحمن رحيم. فالرحمن ذو الرحمة - 00:06:24ضَ
الواسعة والرحيم ذو الرحمة الواصلة. يعني الذي يوصل رحمته الى من شاء من عباده. فهذا الحديث ايضا على ان رحمة الانسان بعباد الله سبب لاستجلاب رحمة الله عز وجل فانت - 00:06:44ضَ
سيدة رحمت عباد الله واشفقت عليهم وحنوت عليهم فان ذلك يكون سببا لحصول رحمة الله عز وجل لك وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد - 00:07:04ضَ