رياض الصالحين للنووي

شرح رياض الصالحين ( باب تعظيم حرمات المسلمين ) 5

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا شيخنا ولوالديه والمشايخ ولجميع المسلمين امين. نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في باب تعظيم - 00:00:00ضَ

حرمات المسلمين وبيان حقوقهم والشفقة عليهم ورحمتهم. وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا صلى احدكم للناس فليخفف فان فيهم الضعيف والسقيم والكبير. واذا صلى احدكم لنفسه فليطول ما شاء. متفق عليه وفي وفي - 00:00:20ضَ

في رواية وذا الحاجة. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا ام احدكم الناس فليخفف اذا ام يعني صار اماما اذا ام احدكم الناس فليخفف يعني فليخفف - 00:00:40ضَ

الصلاة ثم ذكر رحمه ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم علة ذلك فقال فان من ورائه وفي رواية فان خلفه الصغير الذي لا يتحمل الاطالة والكبير الذي لا يطيقها. وذا الحاجة يعني - 00:01:00ضَ

الحاجة اي الغرض واذا صلى وحده فليطول ما شاء. ففي هذا الحديث فوائد منها اولا مشروعية صلاة الجماعة. وهذه المشروعية على سبيل الوجوب. فقد دلت الادلة من الكتاب والسنة على وجوب صلاة الجماعة. قال الله تعالى واذا - 00:01:20ضَ

وكنت فيهم فاقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك. الاية فاذا اوجب الله تعالى الجماعة في حال الخوف ففي حال الامن من باب اولى. ولما استأذن رجل اعمى من النبي صلى الله عليه وسلم عن التخلف عن صلاة الجماعة - 00:01:43ضَ

قال له عليه الصلاة والسلام لما ولى هل تسمع النداء؟ قال نعم. قال فاجب. وقال عليه الصلاة والسلام لقد هممت ان امر بالصلاة ثم امر رجلا فيؤم الناس. ثم اخالف الى قوم لا يشهدون الصلاة. فاحرق عليهم بيوتهم - 00:02:03ضَ

في النار ومن فوائد هذا الحديث ايضا وجوب مراعاة المأمومين ان الامام يجب عليه ان يراعي من خلفه من المأمومين فيخفف الصلاة. لقوله فليخفف وهذا الامر للوجوب. والتخفيف المطلوب نوعان النوع الاول تخفيف لازم. بحيث تكون صلاته بحيث تكون صلاته خفيفة - 00:02:23ضَ

كصلاة النبي صلى الله عليه وسلم. فان صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت خفيفة. قال انس بن مالك رضي الله عنه ما خلف امام قط اخف صلاة ولا اتم صلاة من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال رضي الله عنه اعني انس - 00:02:53ضَ

قال ما صليت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة اشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاة هذا الفتى يعني عمر ابن عبد العزيز رحمه الله قالوا فحزرنا ركوعه وسجوده فكان نحوا من عشر تسبيحات. النوع الثاني من - 00:03:13ضَ

التخفيف تخفيف عارض وطارئ. بمعنى انه اذا حصل ما يوجب التخفيف فان الامام يخفف فلو كانوا يصلون في عراء ثم نزل المطر فالمشروع ان يخفف. ولو كانوا يصلون داخل المسجد ثم انطفأت الكهرباء - 00:03:33ضَ

واحسوا بحر فان الامام يخفف. وكذلك ايضا اذا سمع بكاء الصبي. قال النبي صلى الله عليه وسلم اني سأدخل في الصلاة فاريد ان اطيلها فاسمع فاسمع بكاء الصبي فاخفف صلاتي مخافة ان تفتتن - 00:03:53ضَ

امه هذا هو التخفيف الذي ورد به الشرع تخفيف اللازم ان يصلي كصلاة النبي صلى الله عليه وسلم وتخفيف عار وطارق اي اذا وجد ما يوجب التخفيف فانه يخفف. وفيه ايضا دليل على حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم - 00:04:13ضَ

قرنه الحكم بالعلة لقوله اذا ام احدكم الناس فليخفف فان خلفه. وهذا علة للحكم وتعليل الاحكام الشرعية فيه فوائد متعددة. منها اولا بيان سمو هذه وان احكامها معللة. ومنها ايضا طمأنينة المكلف. لان المكلف اذا علم العلة وعرف العلة - 00:04:33ضَ

ازداد طمأنينة للحكم. ومنها ايضا التنشيط على الامتثال. لان معرفة الحكمة والعلة مما نشط المكلف على الامتثال. ومنها ايضا امكان القياس اذا كانت العلة متعدية. فاذا كانت العلة متعدية فانه يمكن القياس حينئذ كقوله عز وجل قل لا اجد فيما اوحي الي محرما على طاعم يطعمه - 00:05:03ضَ

الا ان يكون ميتة او دما مسبوحا او لحم خنزير فانه رجس. فعلل عز وجل ذلك بانه رجز. اذا كل رجز يعني كل نجس فانه يكون محرما. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يتناجى اثنان دون الثالث من اجل ان - 00:05:33ضَ

ان ذلك يحزنه. فعلل النهي عن التناجي بانه سبب لادخال الحزن. وعلى هذا فكل ما يكون في فكل ما يكون سببا لادخال الحزن على المسلم فانه ممنوع. ومن فوائد تعليل الاحكام ايضا وهي الفائدة - 00:05:53ضَ

الخامسة اه ان الحكم يوجد عند وجود علته وينتفي عند انتفائها. وهذا ما يعرف عند اهل بقولهم الحكم يدور مع علته وجودا وعدما. ومن فوائد تعليل الاحكام ايضا ظهور مقتدى اسم حكيم - 00:06:13ضَ

الله تعالى فانه سبحانه وتعالى حكيم في خلقه وقدره. حكيم في شرعه ان ربك حكيم عليم فانه عز وجل لا يشرع الشرائع الا لحكمة. علمها من علمها وجهلها من جهلها. وليس جهلنا بشيء - 00:06:33ضَ

من حكم ما شرعه الله تعالى دليل على انه لا حكمة فيها. بل هو دليل على نقص علمنا وقصور فهمنا الا فكل الشرائع التي يشرعها الله عز وجل فانها لحكمة عظيمة بالغة. ومنها ايضا من فوائد هذا الحديث - 00:06:53ضَ

ان الانسان اذا صلى وحده فانه يطول ما شاء ويخفف ما شاء. لكن مراعاة السنة في ذلك فاولى اعني انه يحرص على تطبيق السنة قدر الامكان. ومن فوائد هذا الحديث ايضا ان ظاهره - 00:07:13ضَ

التخلف عن صلاة الجماعة. لقوله واذا صلى وحده ولكن هذا الظاهر غير مراد. والمراد اذا صلى وحده بعذر شرعي كمرض او حضرت الصلاة وليس عنده جماعة فانه حينئذ يصلي وحده. وفيه ايضا دليل - 00:07:33ضَ

يعني في هذا الحديث دليل على جواز صلاة ذي الحاجة. يعني صاحب الغرض وهذا مقيد بما اذا لم يشغل هذه ان لم تشغل هذه الحاجة وهذا الغرض قلبه بحيث لا يعقل شيئا من صلاته. فاذا كان يعقل شيئا من صلاته - 00:07:53ضَ

فان صلاته تصح. واما اذا لم يعقل شيئا منها بمعنى انه لا يدري كم صلى اثلاثا ام اربعا لا يدري هل سبح الركوع او لم يسبح او هل قرأ التشهد ام لم يقرأ التشهد فمثل ذلك الذي انشغل قلبه انشغالا تاما عن صلاته لا تصح - 00:08:13ضَ

وصلاته بل يلزمه ان يفعلها اذا زال هذا الشاغل وهذا العذر الذي اشغل قلبه. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد - 00:08:33ضَ