التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا لوالديه والمشايخ ولجميع المسلمين. امين. نقل شيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى. في كتابه رياض الصالحين في باب تعظيم - 00:00:00ضَ
حرمات المسلمين وبيان حقوقهم والشفقة عليهم ورحمتهم. وعن عائشة رضي الله عنها قالت ان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدع وهو يحب ان يعمل به خشية ان يعمل به الناس في فرض عليهم متفق عليه. وعنها رضي الله عنها قالت نهاهم النبي - 00:00:20ضَ
صلى الله عليه وسلم عن الوصال رحمة لهم. فقالوا انك تواصل. قال اني لست كهيئتكم اني يطعمني اني يطعمني ربي ويسقيني متفق عليه. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن عائشة رضي الله عنها قالت ان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدع - 00:00:40ضَ
العمل قولها ان كان ان هنا مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن محذوف. يعني انه اي الشأن وجملة لا يدع هذه خبر قوله قولها رضي الله عنها ان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدع العمل وهو يحب ان - 00:01:00ضَ
يعمل يعني يدع العمل الصالح وهو يحب ان يعمله خشية ان يعمل به الناس فيفترض عليهم كان عليه الصلاة والسلام يدع العمل خوفا من ان الناس يعمل هذا العمل ثم يفرضه الله عز وجل عليهم. ففي هذا الحديث - 00:01:20ضَ
دليل على فوائد منها اولا شفقة النبي صلى الله عليه وسلم ورأفته ورحمته بامته عليه الصلاة والسلام. وقد وصفه الله تعالى بذلك في قوله لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين - 00:01:40ضَ
الرحيم. ومنها ايضا ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يدع العمل وهو يحب ان يعمله. خشية ان يفترض على الامة ومن ذلك انه عليه الصلاة والسلام كان يصلي الليل اعني قيام رمضان في المسجد. فصلى بصلاته اناس في - 00:02:00ضَ
الليلة الاولى وفي الليلة الثانية. فلما كان الليلة فلما كان في الليلة الثالثة او الرابعة ترك ذلك. فلما كان في صباح خرج عليهم وقال اني اني قد رأيت صنيعكم واني لم ادع ذلك الا خشية - 00:02:23ضَ
ان ان تفترض عليكم يعني قيام الليل. ومنها ايضا ان الرسول صلى الله عليه وسلم ترك امر امته السواك خشية ان يفترظ عليهم. فقال عليه الصلاة والسلام لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك. فترك فترك - 00:02:43ضَ
الامر به خوفا من الاشقاق عليهم. وان يفرضه الله عز وجل عليهم. مع انه اعني اعني السواك كان واجبا على الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا من خصائصه. ومنها ايضا ان الرسول صلى الله عليه وسلم اخر صلاة العشاء حتى - 00:03:03ضَ
اذا ذهب عامة الليل فقال عليه الصلاة والسلام لاصحابه انه لوقتها يعني المختار والافضل لولا ان اشق على امتي ومن فوائد هذا الحديث ان فيه شاهدا ودليلا للقاعدة المعروفة ان درء المفاسد اولى من جلب المصالح - 00:03:23ضَ
فالنبي صلى الله عليه وسلم ترك العمل الصالح مع انه مصلحة خوفا من المفسدة وهو ان يفترض عليهم اما الحديث الثاني فهو حديث عائشة رضي الله عنها فيما يتعلق بالوصال وذلك ان الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن - 00:03:43ضَ
قال والوصال مصدر وصل يصل وصلا. وهو شرعا اعني الوصال ان يصل صوم يوم بيوم من غيره عيد فطر ان يصل صوم يوم بيوم من غير فطر. نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الوصال. فقال الصحابة - 00:04:03ضَ
رضي الله عنهم انك تواصل وهذا ليس اعتراضا منهم على الحكم الشرعي وانما اراد بذلك التأسي به والاقتداء. يعني انت اسوتنا وقدوتنا وامامنا ونحن نتأسى بك في قال فانت تواصل ونحن ايضا نتأسى بك فنواصل. فقال عليه الصلاة والسلام اني لست كهيئتكم. يعني لست كصفة - 00:04:23ضَ
اني ابيت عند ربي يطعمني ويسقيني. وقد اختلف العلماء رحمهم الله في هذا الطعام والشراب في قوله يطعمني ويسقيني. فقال بعض العلماء ان المراد بذلك طعام الجنة وشراب الجنة. وان الرسول عليه الصلاة والسلام يطعم - 00:04:53ضَ
من الله عز وجل من يطعمه الله عز وجل من طعام الجنة ويسقيه من شراب الجنة. وبنوا على ذلك ان عام الجنة وشرابها لا يفطر الصائم. وهذا القول فيه نظر وذلك لان طعام الجنة وشرابها - 00:05:13ضَ
لا يكون الا بعد دخولها. ولهذا في حديث الخسوف لما تقدم النبي صلى الله لما رأى الجنة فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم ليأخذ ليأخذ قطفا منها امتنع عليه الصلاة والسلام. وقال لو اخذت منها او اخذت منه لاكلت - 00:05:33ضَ
منه ما بقيت الدنيا وقيل ان المراد بالطعام والشراب هنا المراد به الطعام الحسي الطعام معنوي والشراب المعنوي فالمراد به طعام معنوي وشراب معنوي وذلك فيما يقوم فيما في قلبه عليه الصلاة والسلام من ذكر الله والانس بمناجاته والتفكر في الائه. وهذا يشغل القلب - 00:05:53ضَ
فالقلب اذا انشغل بذكر الله وبدعائه ومناجاته والانس به انشغل عن كثير من الامور. ومن هذا قول الشاعر لها احاديث من ذكراك تشغلها عن الشراب وتلهيها عن الزاد. ومنها ايضا من فوائد هذا الحديث - 00:06:23ضَ
النهي عن الوصال. لان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الوصال. ولهذا لما نهاهم عن الوصال واصل بهم يوما ثم يوما وقال عليه الصلاة والسلام لو تأخر الهلال لزدتكم كالمنكل لهم. ومن ثم - 00:06:43ضَ
اختلف العلماء رحمهم الله في حكم الوصال. فجمهور العلماء على ان الوصال محرم. لان الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عنه والاصل في النهي التحريم. ولان الرسول صلى الله عليه وسلم عاقب الصحابة رضي الله عنهم. ولهذا قال كالمنكر لهم - 00:07:03ضَ
ولا عقوبة الا على فعل محرم. ومنهم من قال من العلماء من قال ان الوصال مباح. وانه جائز واستدلوا بفعل بعض الصحابة رضي الله عنهم كعبد الله ابن الزبير فانه كان يواصل رضي الله عنه كان يواصل خمسة - 00:07:23ضَ
عشر يوما لا يفطر فيها. والقول الثالث وهو مذهب الامام احمد رحمه الله جواز الوصال الى السحر. لقول النبي صلى الله الله عليه وسلم فايكم اراد ان يواصل فليواصل الى السحر. وهذا القول هو اعدل الاقوال وبه تجتمع الادلة - 00:07:43ضَ
وهو اختيار ابن القيم رحمه الله. ومن فوائد هذا الحديث ايضا ان الاصل في افعال النبي صلى الله عليه وسلم التأسي به والاقتداء به عليه الصلاة والسلام لان الصحابة رضي الله عنهم تأسوا به واقتدوا به فواصلوا. وهذا داخل في عموم - 00:08:03ضَ
قول الله عز وجل لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. قال اهل العلم التأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم ان تفعل كما فعل لانه فعل. هذا معنى التأسي. ان تفعل كما فعل يعني على الصفة - 00:08:23ضَ
لانه فعل يعني تستحضر حينما تتأسى به انك تقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم لتحقق المتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد - 00:08:43ضَ