رياض الصالحين للنووي

شرح رياض الصالحين- باب تعظيم حرمات المسلمين 9

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخنا ولجميع المسلمين. امين. نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في - 00:00:00ضَ

من باب تعظيم حرمات المسلمين وبيان حقوقهم والشفقة عليهم ورحمتهم. وعن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المسلم واخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه. من كان في حاجة اخيه كان الله في حاجته. ومن فرج عن مسلم كربة منه. ومن - 00:00:20ضَ

فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة. ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة. متفق عليه بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال المسلم اخو المسلم - 00:00:40ضَ

المسلم هو الذي يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واتى بمقتضى هاتين الشهادتين فلا بد في وصف الاسلام من هذه الامور الثلاثة ان يأتي بشهادة ان لا اله الا الله وبشهادة ان - 00:01:00ضَ

ان محمدا رسول الله وان يعمل بمقتضى هاتين الشهادتين. قوله المسلم اخو المسلم. المراد بالاخوة هنا الاخوة الدينية. فهي اخوة الدين لا اخوة النسب. والاخ هو المشارك لغيره في اصل. هذا - 00:01:20ضَ

لهو الاصل في معنى الاخ. فالمؤمنون اخوة لانهم يتشاركون في اصل الايمان. يقول المسلم اخو المسلم لا يظلم يعني لا يظلمه لا في دم ولا في مال ولا في عرض. فلا يعتدي عليه في بدنه ولا يعتدي عليه في ماله - 00:01:40ضَ

ولا يعتدي عليه في عرضه ولا يسلمه يعني لا يسلمه الى عدو يظلمه. ومن ذلك ان الى نفسه الامارة بالسوء او الى وسوسة الشيطان. لان الشيطان عدو كما قال عز وجل ان الشيطان لكم عدو - 00:02:00ضَ

فاتخذوه عدوا. فاذا رأى من اخيه اقبالا على الشر ورغبة في مخالفة امر الله. فانه يعظه ويزجره وينهاه. وهذا من مقتضى الاخوة الايمانية. ثم قال عليه الصلاة والسلام من كان - 00:02:20ضَ

انا في حاجة اخيه كان الله في حاجته. من كان في حاجة اخيه اي حالا او مآلا يعني مستقبلا. وذلك بان يحتاج منك ان ان يحتاج اخوك الى شيء فتعينه سواء اعنته ببدنك ام اعنته بمالك - 00:02:40ضَ

ام اعنته بجاهك ام غير ذلك؟ كان الله في حاجته. ومن كان الله تعالى في حاجته تيسرت له الامور وسهل الله عز وجل له طرق الخير واعانه على كل حاجة من حوائجه جزاء وفاقا - 00:03:00ضَ

ثم قال عليه الصلاة والسلام ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله بها عنه كربة من كرب يوم القيامة فرج عن مسلم التفريج بمعنى التنفيس. ففرج بمعنى نفس وازال وكشف. والكربة - 00:03:20ضَ

هي الشدة العظيمة التي تلحق الانسان بحيث يصيبه الهم والغم والكرب. وتنفيس الكربة له طرق منها اولا ان يعينه على تنفيس هذه القربة ببدنه اذا كانت مما يحتاج الى اعانة بدنية. ثانيا من تنفيس الكربة ان يبذل له من المال ما يحصل به تنفيس هذه الكربة. كما - 00:03:40ضَ

لو كان عليه دين لا يستطيع قضاءه او نحو ذلك فانه يعينه بماله بما يحصل له تنفيس ثالثا يحصل تنفيس الكربة ايضا بالجاه وذلك بان يبذل جاهه وشفاعته حتى تنفرج - 00:04:10ضَ

جاء عنه هذه القربة رابعا بالكلام بان يصبره ويسلي ويفتح ويفتح له بان يصبره ويفتح له باب الامل في المستقبل. وربما كان الكلام مع صاحب الكربة. وآآ تسليته كان اعظم عنده وقعا من الاف الدراهم التي يبذلها اليه. خامسا من تنفيس الكربة الدعاء له - 00:04:30ضَ

ان يدعو له بظهر الغيب ان يفرج الله همه وان ينفس كربه. ثم قال عليه الصلاة وقوله من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عز وجل عنها عنه بها كربة من كرب يوم القيامة. ولم يقل فرج الله عنه في - 00:05:00ضَ

الدنيا والاخرة لان كرب يوم القيامة بالنسبة للدنيا لا شيء. ثم قال عليه الصلاة والسلام ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخرة. الستر بمعنى التغطية. اي غطى عيوبه سواء كانت هذه العيوب - 00:05:20ضَ

تعلقوا بدينه او بمروءته او بخلقته او بخلقه والعيوب نوعان. عيوب تتعلق بالخلقة. فسترها محمود بكل حال. فاذا علمت ان في اخيك عيبا فانك تستره سواء كان هذا العيب في بدنه ام كان هذا العيب في سمعه ام كان في بصره ام - 00:05:40ضَ

في اي جزء من اجزاء بدنه فانك تستره ولك اجر في ذلك. ويستر الله عز وجل عليك في الدنيا والاخرة. ومن ذلك اعني من الستر ان تستر عورته اذا رأيتها بادية. فهذا داخل في الحديث. النوع الثاني من انواع الستر - 00:06:06ضَ

ستر العيوب المتعلقة بالخلق والاعمال السيئة. وهذا على اقسام ثلاثة. القسم الاول ان يكون العيب متعلقا بحق الله عز وجل. وصدر من شخص معروف بالصلاح والاستقامة ووقع على سبيل الندرة فهذا تستره. ولو كان زنا او شرب خمر او ما اشبه ذلك. فلا ترفع به - 00:06:26ضَ

الى الجهات المسؤولة بل استر علي. واذا سترت عليه ستر الله عز وجل عليك في الدنيا والاخرة. القسم الثاني من اقسام العيوب متعلقة بالخلق والاعمال السيئة ان يكون العيب حقا لله عز وجل وعملا سيئا ووقع من شخص منهل - 00:06:56ضَ

هامي كين في الذنوب والمعاصي. فهذا لا يستر لان هذا جرثومة يجب ان تجتث من المجتمع. وهذا امثاله هو سبب الفساد في الارض. كما قال عز وجل ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت اي للناس. ليذيقهم بعض - 00:07:16ضَ

والذي عملوا لعلهم يرجعون. القسم الثالث من اقسام العيوب المتعلقة بالخلق ان يكون مما يتعلق بحق الادمي كما لو رأيت شخصا يسرق مالا لاخر او يضربه او يعتدي عليه فانك - 00:07:36ضَ

في هذه الحال تدافع عنه ولا تستر هذا الفاعل. لان حق الادمي يجب ان يوصل اليه. ومن احترام من احترامك لاخوانك المسلمين ان تدافع عن حقوقهم وعن اعراضهم. وذلك بان لا تمكن من اراد ان يعتدي عليهم - 00:07:56ضَ

لا في دم ولا في مال ولا في عرض. فهذا الحديث فيه فوائد منها اولا ان من مقتضى الاخوة الاسلامية الا يظلم الانسان اخوانه المسلمين. والا يسلمهم الى من يظلمهم. وفيه ايضا دليل على الحث على قضاء - 00:08:16ضَ

المسلمين ومن فوائده ايضا ان من قضى حاجة حاجة اخيه المسلم قضى الله عز وجل حاجته وقضاء الله عز وجل خير من قضاء من قضاء الناس. ومنها ايضا الحث على تفريج - 00:08:36ضَ

المسلمين وان من وقع في كربة فان المشروع لاخوانه المسلمين ان يزيلوا عنه هذه الكربة قدر الامكان او يخففوها. ومنها ايضا الحث على ستر عورات المسلمين على التفصيل السابق. اما ما يتعلق بالعيوب - 00:08:56ضَ

بالعيوب بعيوب الخلقة يعني العيوب المتعلقة بخلقة الانسان. فهذه سترها محمود بكل حال. واما العيوب المتعلقة بالخلق والاعمال السيئة فان وقعت من شخص على سبيل الهفوة والندرة فانها تستر وان وقعت من شخص - 00:09:16ضَ

منهمك في الذنوب والمعاصي فانه لا يستر. وان حصلت من وان كانت تتعلق بحق ادمي فانها لا يستر ايضا لان من حق اخوانك المسلمين ان تدافع عن اموالهم وعن اعراضهم. وفق الله الجميع لما يحب - 00:09:36ضَ

وصلى الله على نبينا محمد - 00:09:56ضَ