رياض الصالحين للنووي

شرح رياض الصالحين - باب فضل الحب في الله والحث عليه وإعلام الرجل من يحبه، أنه يحبه 8

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين. لقد الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين - 00:00:00ضَ

في باب فضل الحب في الله تعالى وعن معاذ رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اخذ بيده وقال يا معاذ والله اني لاحبك فقال اوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. حديث - 00:00:20ضَ

صحيح رواه ابو داوود والنسائي باسناد صحيح. عن انس رضي الله عنه ان رجلا كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر رجل فقال يا رسول الله اني لاحب هذا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اعلمته؟ قال لا. قال اعلمه. فلحقه فقال اني احبك في الله. فقال - 00:00:40ضَ

قد احبك الذي احببتني له. رواه ابو داوود. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم اخذ بيده. يعني امسك بيده اناسا له وتأليفا وتوددا. فقال يا معاذ والله اني - 00:01:00ضَ

قيل احبك اقسم عليه الصلاة والسلام وهو الصادق المصدوق بلا قسم توكيدا. فقال والله اني احبك فاوصيك والوصية هي العهد بامر هام. فاوصيك لا تدعن دبر كل صلاة. وقول لا تدعن - 00:01:20ضَ

من الودع وهو الترك. ومنه قول النبي عليه الصلاة والسلام لينتهين اقوام عن ودعهم الجمعات يعني عن تركهم ومنه قول الله عز وجل ما ودعك ربك وما قلى في قراءة سبعية يعني ما تركك لا تدع - 00:01:40ضَ

عنا اي لا تتركن دبر كل صلاة. ودبر كل شيء منه. والمراد بدبر الصلاة هنا ما قبل السلام وقد جاء في رواية للنسائي التصريح بذلك اني اعلمك كلمات اني اعلمك كلمات تقولهن في - 00:02:00ضَ

صلاتك وفي للظرفية وهذا يقتضي ان يكون هذا الدعاء في الصلاة. ولان دعاء الانسان في صلاته هو خير له ومن دعائه خارج الصلاة لانه في الصلاة بين يدي الله عز وجل. قال لا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني - 00:02:20ضَ

على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. اللهم اعني من الاعانة. وهي المساعدة التقوية والنصرة. وقول اعني فعل دعاء. اعني على ذكرك. والذكر هنا الذكر بالقلب وباللسان وبالجوارح. لان ذكر الله عز وجل يكون بالقلب وباللسان وبالجوارح. فذكر الله - 00:02:40ضَ

الله تعالى بالقلب كل تفكر يقرب الى الله تعالى. فالنظر في ايات الله الكونية والشرعية وفي نعمه العامة والخاصة هذا من ذكر الله تعالى بالقلب. وذكر الله تعالى يكون باللسان وهو كل نطق - 00:03:10ضَ

يقرب الى الله من تسبيح وتحميد وتكبير وتهليل الى غير ذلك. وذكر الله ايضا يكون بالجوارح. فكل كل عمل تعمله تتقرب به الى الله فهو من ذكر الله تعالى بالجوارح. فعيادة المرضى واتباع الجنائز وصلة - 00:03:30ضَ

الارحام وبر الوالدين كل هذا من ذكر الله تعالى بالجوارح. لا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك. الشكر هو القيام بطاعة المنعم. وشكر الله تعالى يكون ايضا بالقلب - 00:03:50ضَ

القلب واللسان والجوارح. فشكره بالقلب ان تعتقد اعتقادا جازما ان الله تعالى هو الذي اسدى اليك هذه النعم وهو الذي من بها عليك وساقها اليك. وشكر الله تعالى باللسان يكون بالثناء على الله تعالى - 00:04:10ضَ

والتحدث بهذه النعمة على ليس على وجه الاشر والبطر وانما من باب التحدث بنعم الله كما قال عز وجل واما بنعمة ربك فحدث. وشكر الله تعالى بالجوارح ان تستعمل هذه النعم في - 00:04:30ضَ

الله عز وجل وان تري الله تعالى اثر هذه النعمة عليك. فاذا انعم الله تعالى عليك بنعمة المال فاره اثر هذه النعمة باللباس الجميل الحسن. وايضا تستعمل هذا المال في طاعة الله. وتستعين - 00:04:50ضَ

به على طاعة الله وتصرفه في مرضات الله. انعم الله عليك بنعمة العلم. فار الله تعالى هذه النعمة بان يظهر اثر هذا العلم عليك في عقيدتك في عقيدتك وفي عبادتك وفي منهجك وسلوكك. وار الله عز وجل - 00:05:10ضَ

ان اثر هذا العلم بتعليم الناس ونشر العلم والدفاع عن شريعته. فالمهم ان ان شكر الله تعالى بالجوارح يكون بان يستعمل ما انعم الله تعالى به عليه في طاعة الله. وان ترى اثر هذه النعمة عليه - 00:05:30ضَ

حسن عبادتك يعني واعني على حسن عبادتك. وحسن العبادة نوعان. حسن باطن وحسن ظاهر فالحسن الباطن يكون بالاخلاص لله والتذلل له سبحانه وتعالى. والحسن الظاهر يكون بالمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم. وهذان الامران اعني الاخلاص والمتابعة هما شرط قبول - 00:05:50ضَ

العبادة وقوله عليه الصلاة والسلام وحسن عبادتك لم يقل وكثرة عبادتك لان عبرة بحسن العبادة لا بكثرتها. كما قال عز وجل ليبلوكم ايكم احسن عملا عبرة بحسن العمل لا بكثرته. ففي هذا الحديث دليل على فوائد منها اولا فضيلة معاذ رضي الله - 00:06:20ضَ

الله عنه حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبره بهذا الخبر وهو انه يحبه. وفيه ايضا دليل على جواز الاقسام بدون طلب اذا اريد به التوكيد وكان الامر هاما وفيه ايضا دليل على مشروعية - 00:06:50ضَ

هذا الذكر في كل صلاة سواء كانت فريضة ام نافلة. لقوله ان تقول دبر كل صلاة ودبر كل لشيء منه. وقد ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قاعدة نافعة في هذا الباب. وقال انما - 00:07:10ضَ

علق بدبر الصلاة. فان كان دعاء فانه يكون قبل السلام. وان كان ذكرا فانه يكون بعد السلام فالدعاء كما في هذا الحديث اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. وقد جاء مصرحا - 00:07:30ضَ

كما تقدم في رواية النسائي في في الصلاة. واما اذا كان واما اذا كان ذكرا فانه يقال بعد السلام كما في قراءة اية الكرسي وكما في التسبيح تسبحون وتحمدون وتكبرون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين - 00:07:50ضَ

وفيه ايضا ان هذا الذكر مشروع في صلاة الفريضة والنافلة. لعموم قوله في كل صلاة فهذا شامل بالفرظ والنفل ولان ما ثبت في الفرض ثبت في النفل وما ثبت في النفل ثبت في الفرض الا بدليل. وفيه ايضا دليل على فضيلة - 00:08:10ضَ

هذه الامور وهي ان يعين الله تعالى الانسان على ذكره وعلى شكره وعلى حسن عبادته. وحسن العبادة هنا لا يختص بالصلاة. لان قوله وحسن عبادتك مفرد مضاف يشمل جميع انواع العبادة. اما - 00:08:30ضَ

الحديث الثاني حديث انس ابن مالك رضي الله عنه ان رجلا كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر رجل فقال والله اني لاحبك وهذا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ااعلمت يعني ااخبرته بمحبتك له في الله؟ قال لا. قال قم فاعلمه - 00:08:50ضَ

فلما اعلمه قال احبك الله الذي احببتني له او احببتني فيه. ففي هذا الحديث دليل على ان الانسان اذا احب شخصا لله وفي الله فان من السنة ان يخبره بذلك. واخباره بذلك فيه فائدتان. الفائدة - 00:09:10ضَ

انك اذا اخبرته بمحبتك له ازداد محبة ومودة لك. والفائدة الثانية انه يقبل ومنك ما توجهه اليه من نصيحة وارشاد ومشورة ونحو ذلك. ومنها ايضا ان المشروع لمن اخبر بذلك - 00:09:30ضَ

يعني اخبره شخص انه يحبه ان يجيب بقوله احبك الله الذي احببتني فيه. فها هنا سنتان تتعلق بالمحب وسنة تتعلق بالمحب. وان شئت فقل بالمعلم والمعلم. فالمحب يخبر من يحبه بذلك - 00:09:50ضَ

والمحب اي المعلم ايضا يجيبه بقوله احبك الله الذي احببتني فيه. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله الله على نبينا محمد - 00:10:10ضَ