باحث

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد. فنبدأ اليوم باذن الله تعالى - 00:00:05ضَ

في كتاب مبارك عظيم من كتب الحديث جعل الله تعالى القبول لهذا الكتاب الا وهو رياض الصالحين الامام النووي رحمه الله تعالى هذا الامام هو يحيى ابن شرف ابن مري - 00:00:22ضَ

النووي نسبة الى نوى وهي اه قرية تبعد عن دمشق اه سبعين كيلو تقريبا اه الامام النووي رحمه الله تعالى حبب الله تعالى اليه العلم منذ صغره اه اه كان - 00:00:42ضَ

مشغوفا بحفظ القرآن الكريم حفظ القرآن الكريم ولما يبلغ وكان الصبيان يجرونه معهم ليلعب ويبكي ويترك اللعب ويقبل على تلاوة القرآن وقراءة الحديث. وهكذا بدأ طلب العلم منذ صغره كان يقرأ - 00:01:06ضَ

كل يوم اثني عشر درسا شرحا وتعليقا وحفظا ذكروا في سيرته انه كان يقرأ درسين في الوسيط في الفقه ودرسا في المهذب ودرسا في الجمع بين الصحيحين ودرسا في صحيح مسلم ودرسا في - 00:01:34ضَ

جمع لابن جني في اللغة درسا في اصلاح المنطق ودرسا في التصريف ودرسا في اصول الفقه ودرسا في اسماء الرجال ودرسا في اصول الدين. هذا كله في يوم واحد من علو همته - 00:01:53ضَ

ويحرص على التدقيق في هذه الدروس شرحا وتعليقا وظبطا وجعل الامام النووي رحمه الله تعالى تحصيله لطلب العلم تأليفا وكان اه يضبط ما يطلبه ويشرحه ويقرأه فيكون مؤلفا في نفس الوقت - 00:02:09ضَ

ولهذا بارك الله تعالى له في عمره آآ له مؤلفات كثيرة ومحققة وجعل الله تعالى لها القبول اه اكثر من خمسين مؤلفا اه بعظها معتمد في الفقه وفي الحديث كشرح مسلم - 00:02:32ضَ

والاذكار الاربعون النووية التي بارك الله تعالى فيها. اه في الفقه مثلا منهاج الطالبين الذي هو عمدة الشافعية في الفقه وروضة الطالبين كذلك والمجموع شرح المهذب. وهكذا كتب نافعة لهذا الامام المبارك - 00:02:54ضَ

هذا الامام توفي آآ سنة آآ ست وسبعين وست مئة للهجرة يعني تقريبا عاش خمس واربعين سنة لكن تأمل كيف بارك الله تعالى له في آآ علمه وعمره ولم يتزوج وآآ - 00:03:14ضَ

كان يلقب بمحيي الدين ومع ذلك ان يكره هذا اللقب تواضعا منه ويقول لا اجعل في حل من لقبني محيي الدين. لكن حقا احيا الله تعالى به آآ الدين بما - 00:03:34ضَ

تركه من علم نافع وكان من هذا هذا الكتاب المبارك رياض الصالحين. الذي لا يكاد يخلو منه بيت مسلم. فجزاه الله تعالى عنا وعن المسلمين خير الجزاء ونقرأ اليوم مقدمة هذا الكتاب يقول بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الواحد القهار العزيز الغفار مكور - 00:03:50ضَ

على النهار تذكرة لاولي القلوب والابصار وتبصرة لذوي الالباب والاعتبار. الذي ايقظ من خلقه من اصطفاه فزاه في هذه الدار وشغلهم بمراقبته وادامة الافكار. وملازمة الاتعاظ والادكار. وفقهم للدأب في طاعته والتأهب - 00:04:12ضَ

لدار القرار والحذر مما يسخطه ويوجب دار البوار والمحافظة على ذلك مع تغاير الاحوال والاطوار احمده ابلغ حمد وازكاه واشمله وانماه واشمله وانماه واشهد ان لا اله الا الله البر الكريم الرؤوف الرحيم. واشهد ان محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله - 00:04:34ضَ

الهادي الى صراط مستقيم. والداعي الى دين قويم. صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين. وال كل وسائر الصالحين. اما بعد وقد قال الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ما اريد منهم من رزق وما اريد - 00:05:00ضَ

ان يطعمون. تأمل كيف صدر الامام النووي رحمه الله تعالى بعد الافتتاح بالثناء على الله وحمده والصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم. صدر مقدمة الكتاب بهذه الاية هذا منطلقه في تأليف هذا الكتاب. تحقيق العبودية لله. تحقيق الغاية التي خلقنا لاجلها - 00:05:24ضَ

وهذا يدلك على عظيم اخلاصه وهذا هو سر بركة هذا الكتاب. آآ كأن المؤلف ما ما قصد من هذا الكتاب الا تقام عبودية الله تعالى في القلوب في الابدان في الاعمال - 00:05:50ضَ

في الحياة في واقع الناس وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. قالوا وهذا تصريح بانهم خلقوا للعبادة قال فحق عليهم الاعتناء بما خلقوا له. والاعراض عن حظوظ الدنيا بالزهادة. فانها دار - 00:06:10ضَ

فهد لا محل اخلاد. ومركب عبور لا منزل حبور. ومشرع فصام لا موطن دوام فلهذا كان الايقاظ من اهلها هم العباد واعقل الناس فيها هم الزهاد. وهذا كما قال الامام الشافعي رحمه الله تعالى لو وصى آآ انسان ان تصرف امواله - 00:06:30ضَ

العقلاء قال لا كان تنفيذ هذه الوصية بان تصرف الاموال للزهاد لانهم اعقل الناس هذه الدنيا هذه الدنيا كما وصفها هنا قال دار نفاد. يعني تنتهي لا محل اخلاد الخلود في الجنة نعيم المقيم. ومركب عبور لا ننزل حبور. من؟ مركب عبور. يا معبر الى - 00:06:58ضَ

الاخرة لا منزل حبور. يعني ليست منزل الفرح الدائم والسعادة. قالوا مشرع فصام يعني تنقطع باهلها يموت الانسان في اي لحظة لا موطن دوام قال فلهذا كان الايقاظ من اهلها هم العباد. واعقل الناس فيها هم الزهاد. قال الله تعالى انما مثل الحياة الدنيا - 00:07:29ضَ

ما ان انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض مما يأكل الناس والانعام حتى اذا اخذت الارض زخرفها وازينت وظن اهلها انهم قادرون عليها اتاها امرنا ليلا او نهارا فجعلناها حصيدا كان لم تغن بالامس. كذلك نفسر الايات لقوم يتفكرون - 00:07:55ضَ

والايات في هذا المعنى كثيرة. ولقد احسن القائل ان لله عبادا فطنا. طلقوا الدنيا وخافوا الفتن. نظروا فيها فلما علموا انها ليست بحي وطنا جعلوها لجة واتخذوا صالح الاعمال فيها سفنا. فاذا كان - 00:08:15ضَ

حالها ما وصفته وحالنا وما خلقنا له ما قدمته فحق على المكلف ان يذهب بنفسه مذهب الاخيار ويسلك مسلك اولي والابصار ويتأهب لما اشرت اليه ويهتم بما نبهت عليه واصوب طريق له في ذلك وارشد ما - 00:08:35ضَ

اسلكه من المسالك التأدب بما صح عن نبينا سيد الاولين والاخرين واكرم السابقين واللاحقين صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين. ما اجمل هذه المقدمة التي جمعت الدين جمعت الاخلاص - 00:08:55ضَ

تحقيق العبادة وجمعت الى ذلك طريقة تحقيق العبادة بالتأدب بما صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم باتباع السنة الاخلاص والمتابعة. فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. قالوا وقد قال الله تعالى - 00:09:19ضَ

قال وتعاونوا على البر والتقوى وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه وانه قال من دل على خير فله آآ اجر - 00:09:44ضَ

فاعله وانه قال من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من تبعه لا ينقص ذلك من اجورهم شيئا. وانه قال لعلي رضي الله عنه فوالله لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم - 00:09:57ضَ

فهذا مقصوده ان يعين الناس يعين اخوانه على اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وتحقيق العبودية لله. قال فرأيت ان اجمع مختصرا من الاحاديث الصحيحة مشتملا على ما يكون طريقا لصاحبه الى الاخرة. ومحصلا لادابه الباطنة والظاهرة. جامعا للترغيب والترهيب - 00:10:14ضَ

انواع اداب السالكين من احاديث الزهد ورياضات النفوس وتهذيب الاخلاق وطهارات القلوب وعلاجها وصيانة جوارح وازالات اعوجاجها وغير ذلك من مقاصد العارفين. فهذا موضوع كتاب رياض الصالحين. لذلك كان من اجمع كتب السنة - 00:10:40ضَ

مع حسن تأليفه وترتيبه واختصاره. فجعل الله تعالى فيه البركة العظيمة. قال والتزم فيه ان لا اذكر الا حديثا صحيحا. من الواضحات. طبعا هذا على اصطلاح المتقدمين. اذا قالوا الحديث الصحيح يعني يشمل - 00:11:00ضَ

الصحيح والحسن يعني المقبول عموما. قال مضافا الى الكتب الصحيحة المشهورات. وهو يقصد الغالب الكتب الستة وان كان في بعضها الصحيح والظعيف لكن لا يكون ظعفه شديدا ولا يكون من الاحاديث المستنكرة - 00:11:20ضَ

بل اه هو مما يستشهد به خاصة في فضائل الاعمال. قال مضافا الى اه الكتب الصحيحة المشهورات تصدر الابواب من القرآن العزيز بايات كريمات. واوشح آآ ما يحتاج الى ظبط او شرح معنى خفي بنفائه - 00:11:39ضَ

ليس من التنبيهات. واذا قلت في اخر حديث متفق عليه فمعناه رواه البخاري ومسلم كما هو مشهور عند اهل الحديث. اذا قالوا متفق عليه يعني رواه البخاري ومسلم. قال وارجو ان تم هذا الكتاب ان يكون سائقا للمعتني به الى الخيرات. حاجزا له عن - 00:11:59ضَ

عن انواع القبائح والمهلكات وانا سائل اخا انتفع بشيء منه ان يدعو لي ولوالدي ومشايخي وسائر لاحبابنا والمسلمين اجمعين. وعلى الله الكريم اعتمادي واليه تفويضي واستنادي. وحسبي الله ونعم الوكيل ولا حول - 00:12:19ضَ

لا قوة الا بالله العزيز الحكيم. ونحن من حتى ندعو لهذا الامام ولكن هذا من بركة هذا الكتاب وبركة على صاحبه ومن دعا لاخيه فيقول الملك ولك بمثله فنسأل الله تعالى ان يغفر - 00:12:39ضَ

ويرحمه ويرفع في درجاته وان يجزيه عنا خير الجزاء وعن المسلمين اجمعين ان يغفر له ولوالديه ولمشايخه واحبابه والمسلمين اجمعين. نسأل الله تعالى ان يغفر لنا ويرحمنا وان يجمعنا بالامام النووي ائمة - 00:12:59ضَ

المسلمين وبالصالحين وبالنبيين والصحابة اجمعين. وبنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ان شاء الله اه نبدأ باول باب باب الاخلاص في المجلس القادم باذن الله نسأل الله تعالى ان يغفر لنا ويرحمنا - 00:13:19ضَ

والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:13:39ضَ