شرح كتاب رياض الصالحين

شرح رياض الصالحين ١٢٤ - فضيلة الشيخ خالد إسماعيل

خالد اسماعيل

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. ايها الاخوة الاخوات نواصل قراءتنا من كتاب رياض الصالحين - 00:00:00ضَ

للامام النووي رحمه الله تعالى يقول في باب الامر باداء الامانة قال الله تعالى ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها وقال الله تعالى انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان - 00:00:14ضَ

انه كان ظلوما جهولا عقد النووي رحمه الله تعالى هذا الباب باب الامر باداء الامانة بعد ان انتهى من ابواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فهذا يشعر بان من اعظم الامانات - 00:00:40ضَ

الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من اعظم الامانات دين الله تعالى. هذا الدين امانة في اعناقنا فلا بد ان ندعو الى ربنا وان نأمر بالمعروف وان ننهى عن المنكر وذكر في هذا الباب هاتين الايتين قال الله تعالى ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها - 00:00:59ضَ

والامانة في الدين تشمل الدين كله وتشمل الامانات التي بينك وبين الله والامانات التي بينك وبين عباد الله الدين امانة الصلاة امانة هل تؤديها كما شرع الله هل تحافظ على اركانها؟ هل تحافظ على خشوعها؟ هذا امانة عندك - 00:01:25ضَ

هل تحافظ على وضوئها من الناس ممكن يتوضأ ولو يسبغ الوضوء يعني لا يوصل الماء الى جميع اجزاء العضو الذي يغسله فيكون وضوءه باطلا فتبطل صلاته ويتهاون في هذا. هذه امانة عندك طهارتك امانة عندك - 00:01:56ضَ

والزكاة والصيام والحج امانات. وهكذا سائر اوامر الله تعالى. بر الوالدين. والدان امانة عندك. زوجتك امانة زوجك امانة عندك اولادك امانة استأمنك الله تعالى عليهم وظيفتك امانة هذا فيما يتعلق بحقوق العباد - 00:02:19ضَ

انت مؤتمن على ذي الوظيفة. قبلت ان تعمل في هذه الوظيفة في هذا المكان فيجب عليك ان تؤدي الامانة والمسؤولية اه المال الذي عندك امانة واذا استأمنك انسان على وديعة او امانة فيجب عليك ان ترد الامانة اليه. كما استلمتها منه - 00:02:40ضَ

وهكذا سائر العهود والحقوق امانات الانسان بينه وبين فلان عقد شركة او اي عقد هذا امانة فلا بد للمسلم ان يكون امينا والامانة تأمل في لفظها مأخوذ من الامن الذي هو اصل كلمة الايمان ايضا - 00:03:04ضَ

ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لا ايمان لمن لا امانة له فاداء الامانة علامة الايمان والخيانة علامة النفاق الذي يؤدي الامانة هذا يكون في قلبه ايمان الايمان بالله ومراقبة لله فيؤدي الامانة - 00:03:26ضَ

واذا ادى المسلم الامانة كان امينا انتشرت بين الناس طمأنينة وكان بينهم ثقة هكذا يتعايشون فيما بينهم بحب واخوة وسلام وتزول كثير من المشاكل والخلافات والنزاعات بين الناس ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها فهذا يشمل كل الامانات التي تقدمت معنا وغيرها - 00:03:48ضَ

ثم بين عظم شأن الامانة قال الله تعالى انا عرضنا الامانة والمقصود بالامانة هنا الدين. الاوامر والنواهي. انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال. فابين يحملنها واشفقن منها يعني هذه المخلوقات العظيمة - 00:04:19ضَ

ابت ان تتحمل امانة هذا الدين واشفقن منها لانه من وراء هذه الامانة حساب وعذاب وجزاء وجنة ونار واشفقنا منها قال وحملها الانسان. حملها الانسان. وهذا تكليف عظيم وتشريف للانسان. وتكريم له ان - 00:04:45ضَ

قام بحمل هذه الامانة العظيمة التي حمله الله تعالى اياها لكن ذكر الله تعالى طبع الانسان قال انه كان ظلوما جهولا. كثير الظلم لنفسه ولغيره. وكثير الجهل. فعل ان يزكي نفسه من هذه الصفات حتى يتحمل هذه الامانة - 00:05:10ضَ

ثم ذكر بعض الاحاديث قال عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اية المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان. متفق عليه وفي رواية وان صام وصلى وزعم ان - 00:05:30ضَ

انه مسلم فيكشف النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن علامات النفاق والنفاق نوعان هناك نفاق اكبر يعني نفاق يخرج عن الاسلام وهو ان يظهر الانسان الاسلام ويبطن الكفر في قلبه - 00:05:50ضَ

فهذا والعياذ بالله من المنافقين الذين هم في الدرك الاسفل من النار يكون خالدا في نار جهنم وهناك النوع الثاني النفاق العملي. يعني مسلم لكن بسبب ضعف ايمانه وامانته يقع في بعض صفات المنافقين. كما قال الله تعالى مثلا واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى - 00:06:09ضَ

الان للاسف كم من المسلمين ما يقوم الى الصلاة الا وكسلان يقام لصلاة الفجر يا فلان قم صل الفجر سيغلبه النوم ويقوم وهو كسلان لو كان في قلبه ايمان حب لله لطار من فراشه الى المسجد. لكن ضعف الايمان - 00:06:35ضَ

وهكذا في هذا الحديث قال اية المنافق ثلاث اذا حدث كذب اذا حدث كذب لان الكذب اظهار شيء وابطال شيء اخر فيحدث بحديث غير واقعي غير صحيح في الواقع وهو يبطن - 00:06:58ضَ

الكذب ويزيف الحقائق هذا كما ترى مثل اه صفة المنافق الذي يظهر شيئا ويبطن شيئا واذا وعد اخلف وهنا قال العلماء هذا انما يكون محرما اذا نوى وبيت في قلبه - 00:07:23ضَ

خلاف الوعد اما اذا حصل خلاف الوعد بسبب عذر او صعب عليه ذلك فلا بأس ان يخلف ويعتذر هذا لا يدخل في هذا الحديث لان هذا قد يحصل للانسان لكن ان يعد فلان يقول انا سأفعل لك كذا وسأعطيك كذا او يعده بوعد ثم هو في قلبه يبيت ان يخدعه وان لا - 00:07:46ضَ

بوعده فهذا من علامات النفاق. لانه يظهر شيئا ويبطن شيئا اخر قال واذ واذا اؤتمن خان يعطيه امانة فيخون الامانة يعطيه مبلغا من المال او يقول له احفظ هذه الاوراق المهمة عندك او - 00:08:09ضَ

هكذا فيخون الامانة بعد ذلك يأتي طالب بماله يقول لا ما لك عندي. يجحد خاصة اذا ما كان هناك اثبات بينهما قال واذا اؤتمن خان هذا حديث فيه التحذير من هذه - 00:08:25ضَ

الصفات الشنيعة ثم ذكر حديثا عظيما في رفع الامانة من القلوب قال وعن حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين قد رأيت احدهما وانا - 00:08:45ضَ

انتظر الاخر حدثنا ان الامانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة طبعا قول النبي صلى الله عليه وسلم ان الامانة نزلت في جذر قلوب الرجال يعني الايمان - 00:09:03ضَ

الامانة هنا الدين والايمان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا ايمان لمن لا امانة له. ولهذا قال ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة يعني لما - 00:09:27ضَ

ازدادوا علما بالدين ازدادوا ايمانا على ايمانهم وامانة على امانتهم فهناك قلوب طيبة فيها خوف من الله فيها امانة فيها رعاية للعهد فعندما تقبل هذه القلوب على العلم على تعلم القرآن والسنة تزداد ايمانا - 00:09:42ضَ

على ايمانها وتزداد امانة هذا الحديث الاول قال ثم حدثنا عن رفع الامانة فقال ينام الرجل النومة فتقبض الامانة من قلبه قد يتعجب واحد يقول كيف يعني واحد ينام ثم يقوم وما في قلبه ايمان ولا امانة - 00:10:07ضَ

لا ليس المقصود النوم هنا النوم الطبيعي لا المقصود بالنوم هنا كناية عن الغفلة. لان النائم غافل عن ما يحصل حوله فينام الرجل النوم هذا ما يمكن ان يكون المراد به النوم المعروف. لذلك قال العلماء هنا المقصود هنا كناية عن الغفلة - 00:10:35ضَ

فالمقصود هنا الغفلة المذمومة ان يكون الانسان غافلا عن القرآن والسنة والايمان والصلاة والدين ومنغمسا في المعاصي والشهوات هذا معناه ينام الرجل النوم يعني يغفل هكذا يقبل على المعاصي قال فتقبض الامانة من قلبه يعني يضعف ايمانه. فتقبض الامانة من قلبه ما يكون في قلبه امانة - 00:11:00ضَ

قال في ظل اثرها مثل الوقت والوقت والاثر اليسير يعني مثل تغير يعني اللون قليلا اذا رفعت الامانة قال فيظل اثرها مثل الوقت يعني يكون في قلبه شيء من الظلمة - 00:11:28ضَ

لان اذا رفع الايمان والنور كان في قلبه اثر سيء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا اذنب العبد ذنبا نكت في قلبه نكتة سوداء فاذا تاب ونزع واستغفر صقل قلبه. واذا عاد زادت يعني هذه النقاط - 00:11:51ضَ

وكذلك اذا رفعت الامانة كان في قلبه اثر للظلمة والسواد الذي في قلبه مثل الوقت لان هذا اول رفع لها ثم ينام النوم يعني يستمر ويصر على معاصيه وشهواته وذنوبه ويغفل - 00:12:10ضَ

قال فتقبض الامانة من قلبه. يعني يزداد رفع الايمان من قلبه ورفع الامانة وارتفاعها من قلبه. قال فيظل اثرها مثل اثر المجل. كجمر دحرجت على رجلك فنفط فتراه منتبرا. ليس فيه شيء ثم اخذ حصاة فدحرجها - 00:12:33ضَ

رجله قال هنا سيظل اثرها مثل اثر المجل. المجل قال النووي رحمه الله تعالى هو تنفض في اليد ونحوها من اثر العمل. يعني انت اذا حملت اثقالا مثلا تنتفخ يدك - 00:12:58ضَ

يكون فيها شيء من الانتفاخ، هذا معنى المجل قال كجمر دحرجته على رجلك فنفط اذا سقطت جمرة من نار على رجلك هكذا ينتفخ مكان الحريق ربما يكون فيه شيء من الماء السائل والمد - 00:13:21ضَ

قال فنفط يعني هكذا يكون اه فيه شيء من الماء ويكون منتفخا قال فتراه منتبرة منتبرة مرتفعة قال ثم اخذ حصاة فدحرجها على رجله يعني هذا ايضا تشبيه بما يكون في آآ القلب مثلا من اثر رفع الايمان والامانة - 00:13:45ضَ

فتستحكم الظلمة او يستحكم يعني المرض في القلب مثل يعني الجرح الذي فيه مد وفي قيح هكذا يشبه النبي صلى الله عليه وسلم يعني القلب اذا رفع منه الايمان فكانت فيه امراض المعاصي - 00:14:14ضَ

والشهوات والاهواء مثل يعني هذه هذا الجرح الذي يكون فيه يعني انتفاخ او اذا احترقوا يكون في انتفاخ ويكون في ماء ومد. وهكذا ينتفخ هكذا يكون القلب والعياذ بالله يعني مثل فيه هذه - 00:14:33ضَ

الحرقة التي فيها يعني السوائل السيئة الرديئة مثل الشهوات والاهواء اه الرياء والعجب والكبرياء والحقد والحسد وامراض القلوب. قال فيصبح الناس يتبايعون فلا يكاد احد يؤدي الامانة حتى يقال ان في بني فلان رجلا امينا - 00:14:53ضَ

يعني يقل الامناء. حتى يقال ان في بني فلان رجلا امينا يقول حتى يقال للرجل ما اجلده ما اظرفه يعني ما اجلده! ما اقواه! وما اظرفه يعني اه رجل اه متميز بذكائه وقوته قال ما اظرفه ما اعقله قال وما - 00:15:21ضَ

ما في قلبه مثقال حبة من خردل من ايمان. هنا عبر عن الامانة بالايمان وكما مر معنا يعبر بالايمان عن الامان فيقول حذيفة رضي الله عنه وقد توفي سنة ست وثلاثين للهجرة بعد مقتل عثمان رضي الله عنه بقليل يقول - 00:15:51ضَ

قل ولقد اتى علي زمان وما ابالي ايكم بايعت يعني كان يبايع الناس ويثق في الناس يعلم ان الناس فيهم امانة. ما يبالي قال لان كان مسلما ليردنه علي دينه - 00:16:12ضَ

يعني اذا حصل مثلا آآ خطأ في البيع والشراء او يعني باع لي شيء يعني آآ فاسدا او آآ شيء من حصل شيء بدون يعني قصد آآ فيرده علي دينه حتى اذا قصد هذا مسلم عنده امانة - 00:16:29ضَ

سرعان ما يرجع ويتوب الى الله يعني آآ يرد حقي علي بسبب ما عندي من دين وامانة. قال ولئن كان نصرانيا او يهودي ليرد ليردنه علي ساعيه لان الذي يسعى - 00:16:50ضَ

اه على حقوق اه الناس ويجمع مثلا صدقات والامانات ويقضي بين الناس فيقوم بالامانة ويقيم الامانة على الناس كلهم من يهود او نصارى او مسلمين كما يخاف من ضياع حقه - 00:17:08ضَ

قال واما اليوم فما كنت ابايع منكم الا فلانا وفلانا متفق عليه. هذا متى يقول حذيفة يقول يعني قبل الف واربع مئة سنة تقريبا. وتوفي سنة ستة وثلاثين ما ظنك بزمان - 00:17:26ضَ

اخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بتضييع الامانة تضيع الامانة من علامات الساعة الان كم يحصل من خيانات بين الناس؟ امتلأت المحاكم بالملفات والقضايا كل هذا بسبب ماذا بسبب رفع الامانة من القلوب - 00:17:46ضَ

والله احيانا ما يخطر في بالك ان فلانا يغشك او فلانا يكذب عليك او فلانا يخدعك يأتي مثلا يقول لك انا كذا وانا محتاج وانا كذا ويأتي لك الاوراق كل شيء واذا بك - 00:18:13ضَ

نكتشف بعد ذلك انه يخونك ويخدعك تتعجب او يعقد بينك وبين عقد شراكة والربح كذا والشركة كذا واذا به يعني اذا حصل اموالا كثيرة او يخدعك يزور تهرب وامتلأت المحاكم بالقضايا - 00:18:28ضَ

بسبب ضياع الامانة حتى اصبح الانسان يخاف ان يعامل الناس وان يعقد تجارات مع الناس او شركات مع الناس وان كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم. قليل ما هم - 00:18:48ضَ

ممن عنده ايمان وامانة وعمل صالح وهكذا اذا كانت الخيانات تحصل في الاسر بين الزوج وزوجته. بين الموظف ومسئوله مع العمال الخادم فهنا كيف تقوم حياة الناس كيف سيطمئن الناس في حياتهم؟ في الامانة ظرورية في المجتمع بدون الامانة ما يعيش الناس سلام - 00:19:11ضَ

ولا طمأنينة ولا ثقة ولا رحمة لذلك الان انظر لما ارتفعت الامانة اصبح كل واحد يشح بحقه كل واحد يعني اه يفعل ما يفعل من التدابير والاحتياطات حتى يظمن حقه. من حقي هذا - 00:19:42ضَ

لكن هذا ربما اصبح يعني في تضييق على يعني بعض الناس الله المستعان والى الله المشتكى نسأل الله تعالى ان يجعلنا من عباده الامناء نسأله تعالى ان يغفر لنا ويرحمنا نسأله تعالى ان يغفر لنا - 00:20:03ضَ

والدينا وللمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:20:20ضَ