التفريغ
الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه مشايخه ولجميع المسلمين امين. نقل الشيخ الحاكم النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين في باب النهي عن البدع ومحدثات الامور - 00:00:00ضَ
وعن جابر رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه ننذر جيش يقول صبحكم ومساكم. ويقول بعثت انا انا والساعة كهاتين. ويقرن بين اصبعيه السبابة والوسطى - 00:00:20ضَ
اما بعد فان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور وشر الامور محدثاتها وكل بدعة ضلالة. ثم يقول انا اولى بكل مؤمن من نفسه من ترك مالا في فلاهله. ومن ترك دينا او - 00:00:40ضَ
ضياعا فإلي وعلي. رواه مسلم. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن جابر ابن عبد الله. رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه سلم اذا خطب احمرت عيناه. قوله كان اذا خطب اي اذا شرع في الخطبة وتلبس بها - 00:01:00ضَ
وذلك ان الشرط الداخل على الفعل يرد في النصوص الشرعية على ثلاثة اوجه. الوجه الاول ان يكون المراد بالشرط الداخل على الفعل ارادة الفعل مع قرب وقوعه. كقوله عز وجل يا ايها - 00:01:20ضَ
الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم الاية. اذا قمتم اي اردتم القيام. وكقوله عز وجل فاذا قرأت القرآن اي اردت ان تقرأ. الوجه الثاني ان يكون المراد بالشرط الداخل على الفعل الشروع في - 00:01:40ضَ
والتلبس كهذا الحديث كان اذا خطب يعني اذا شرع في الخطبة لا ان ذلك يكون قبلها او بعدها الوجه الثالث ان يكون المراد بالشرط الداخل على الفعل انقضاء الفعل والفراغ منه. كقوله عز وجل فاذا قضيتم مناسككم - 00:02:00ضَ
يعني فرغتم وكقول النبي صلى الله عليه وسلم في شارب الخمر اذا شرب فاجلدوه. ليس المراد اذا اراد ان ان يشرب وانما مراد اذا تحقق شربه وذلك لا يكون الا بعد فراغه. وقوله كان اذا خطب هذا عام - 00:02:20ضَ
تشمل الخطب الراتبة كالجمعة والعيدين والاستسقاء والخطب العارضة كخطبة الكسوف وخطب المواعظ عند وجود اسبابها. كان اذا خطب احمرت عيناه من شدة انفعاله وحماسه وغضبه وعلى صوته اي ارتفع صوته عليه الصلاة والسلام. واشتد غضبه يعني انفعاله وحماسه - 00:02:40ضَ
انفعاله وحماسه واشتد غضبه حتى كأنه منظر جيش. يعني حتى ان حاله كان انه منذر جيش والجيش هو من القوم من اربعمائة فصاعدا. يقول صبحكم صبحكم اي اتاكم صباحا او اتاكم مساء. يعني ان الرسول عليه الصلاة والسلام في حال خطبته كانه منذر - 00:03:10ضَ
للجيش من العدو الذي يأتيهم صباحا ويأتيهم مساء. ويقول عليه الصلاة والسلام بعثت انا والساعة كهاتين يعني ان مبعثه عليه الصلاة والسلام من علامات الساعة وقرب قيام الساعة. ولهذا كان كانت بعثة - 00:03:40ضَ
الرسول صلى الله عليه وسلم من علامات الساعة الصغرى ثم يقول عليه الصلاة والسلام اما بعد وهذه الكلمات يؤتى بها للدخول في صلب الموضوع. وما يريد ان يتكلم الانسان عليه. وليست كما قيل انها - 00:04:00ضَ
انه يؤتى بها للانتقال من اسلوب الى اخر. لان الانسان حال كلامه ينتقل من اسلوب الى اخر. ومع ذلك لا يأتي في قوله اما بعد. اما بعد فان خير الحديث كتاب الله. والخير في الاصل هو اعلى الحالين من كل شيء - 00:04:20ضَ
وقوله فان خير الحديث كتاب الله عز وجل. وهذه الخيرية من وجوه متعددة هو خير من جهة اخباره. فاخباره غاية في الصدق. ومن اصدق من الله قيلا. وهو خير من جهة احكامه. فاحكامه غاية في العدل. ومن احسن من الله حكما بقوم يوقنون. وقال عز - 00:04:40ضَ
وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا. وهو ايضا خير الحديث من جهة تأثيره على القلب. وصلاح القلب فانه لا شيء اعظم من هذا القرآن الكريم. ولهذا قال الله عز وجل يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم. وشفاء - 00:05:10ضَ
لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين. وقال عز وجل قل فاتوا بكتاب من عند الله هو اهدى منهما ان كنتم صادقين. ولهذا كان هذا القرآن العظيم هو اعظم اية اوتيها النبي صلى الله عليه وسلم - 00:05:30ضَ
قال الله عز وجل مخاطبا كفار قريش او لم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم. وهو ايضا خير من جهة بلاغته واسلوب حديثه فهو غاية في البلاغة وغاية في الفصاحة. ولهذا اعجز - 00:05:50ضَ
فصحاء العرب فالقرآن كله خير وكله بركة فهو مبارك من جهة ثوابت تلاوته من قرأ حرفا من كتاب الله فله بكل حرف حسنة والحسنة بعشر امثالها لا اقول الف لام ميم حرف ولكن - 00:06:10ضَ
الف حرف ولام حرف وميم حرف. وهو وهو مبارك ايضا من جهة تأثيره. سواء كان هذا التأثير نصا ام عاما اما الخاص فان القرآن الكريم له اثر عظيم على القلب على صلاحه وعلى لينه - 00:06:30ضَ
وعلى استقامته. وكذلك ايضا اذا كان عاما فان الامة الاسلامية لما كانت متمسكة بكتاب الله عز وجل وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فتحوا مشارق الارض ومغاربها. المسلمون انما فتحوا مشارق الارض ومغاربها - 00:06:50ضَ
بالدعوة الى الله عز وجل وذلك بتمسكهم بهذا الكتاب. هم لم يفتحوا هذه البلدان لكثرة عددهم. ولقوة لكثرة عدتهم ولكثرة عددهم. بل فتحوا هذه البلدان بالدعوة الى الله. وبتمسكهم بكتاب الله عز وجل وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. قال ابن القيم رحمه الله عن ذلك والله ما فتحوا البلاد - 00:07:10ضَ
بكثرة ان واعداهم بلا حسبان. ايضا هو مبارك من جهة اثاره. فمن تمسك به نجا ومن خالفه وقع في الهلاك والردا. فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة - 00:07:40ضَ
ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى. قال رب لما عشرتني اعمى وقد كنت بصيرا. قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى. اسأل الله عز وجل ان يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء احزاننا - 00:08:00ضَ
وذهاب همومنا وغمومنا انه جواد كريم وصلى الله على نبينا محمد - 00:08:20ضَ