التفريغ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فنواصل قراءتنا من كتاب رياض الصالحين. للامام النووي رحمه الله تعالى قال في باب الصبر - 00:00:04ضَ
وعن صهيب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان ملك في من قبلكم ويقال انه بعد زمان عيسى عليه الصلاة والسلام وكان له ساحر فلما كبر - 00:00:22ضَ
قال للملك اني قد كبرت فابعث الي غلاما اعلمه السحر كان هذا الملك يشد ملكه عن طريق السحرة فبعث اليه غلاما يعلمه لان العلم في الصغر كالنقش على الحجر سبحان الله تأمل - 00:00:42ضَ
كيف ان هذا الملك اراد من هذا الغلام ان يكون ساحرا فكان داعية الى الله جل وعلا الله جل وعلا اه ابطل كيدا هذا الملك ابادة هذا الطاغوت على يد هذا - 00:01:06ضَ
الطفل الصغير حتى نعلم ان الله غالب على امره سبحانه جل وعلا كما اهلك فرعون جنده هذا الطفل الصغير الذي نشأ في قصر فرعون بموسى عليه الصلاة والسلام قال وكان في طريقه اذا سلك راهب. كان هذا الغلام اذا ذهب الى الساحر يمر على راهب - 00:01:31ضَ
قال فقعد اليه وسمع كلامه فاعجبه سبحان الله النفوس فيها فطرة الايمان قال وكان اذا اتى الساحر مر بالراهب وقعد اليه فاذا اتى الساحر ضربه لانه يتأخر عليه تشكى ذلك الى الراهب. فقال اذا خشيت الساحر فقل حبسني اهلي. واذا خشيت اهلك فقل حبسني الساحر - 00:02:02ضَ
هذا من باب التورية التورية تستخدم ان كان هناك مصلحة قال فبينما هو على ذلك اذ اتى على دابة عظيمة قد حبست الناس عند الترمذي ان بعضهم ذكر انها اسد - 00:02:30ضَ
فقال هذا الغلام اليوم اعلم الساحر افضل ام الراهب افضل؟ وهذا من باب زيادة الاطمئنان واليقين فاخذ حجرا فقال اللهم ان كان امر الراهب احب اليك من امر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي - 00:02:49ضَ
ناس فرماها فقتلها ومضى الناس وهذه كرامة لهذا الغلام قال فاتى الراهب فاخبره. فقال له الراهب اي بني انت اليوم افضل مني. قد بلغ من امرك ما ارى وانك ستبدى - 00:03:08ضَ
فان ابتليت فلا تدل علي. نحسب الناس احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون لكن قال له فان ابتليت فلا تدل عليه قال وكان الغلام يبرئ الاكمه والابرص. ويداوي الناس من سائر الادواء. وهذا من كرامة الله تعالى لهذا الغلام - 00:03:25ضَ
فسمع جليس للملك كان قد عمي فاتاه بهدايا كثيرة وقال ما ها قال ما ها هنا لك اجمع ان انت شفيتني. فقال اني لا اشفي احدا انما يشفي الله وتعالى - 00:03:49ضَ
وهذا فيه عدم الاغترار بالكرامة. او النعمة التي تكون للعبد هذا الغلام لم يغتر بهذه الكرامات وقال انا اشفي استعمل هذه الكرامات في الاستعلاء على الناس ابدا بل هكذا تواضع لله واستعملها في الدعوة الى الله تعالى - 00:04:07ضَ
قال انما يشفي الله تعالى. هذا هو التوحيد والاخلاص لله. قال فان امنت بالله تعالى دعوت الله لك او دعوت الله فشفاك فامن بالله تعالى فشفاه الله تعالى. وهكذا ينبغي على العبد اذا جعله الله تعالى سببا لخير - 00:04:29ضَ
ناس مثلا فعليه ان يعلق قلوب الناس بالله جل وعلا الطبيب يعلق قلوب الناس في الشفاء بالله تعالى. ان عالجهم واعطاهم الادوية فدائما يعلق قلوبهم بالله وهكذا المعلم يعلق قلوب طلابه بالله جل وعلا. مهما درست عند عالم عند محقق عند شيخ كبير - 00:04:52ضَ
فالعلم هذا نور يقذفه الله تعالى في القلب هؤلاء اسباب لكن العلم الحقيقي من الله جل وعلا. علق قلبك بالله لا بالشيخ الذي تدرس عنده. وهكذا في كل اسباب الدنيا - 00:05:15ضَ
هذه الوظيفة سبب للرزق والله هو الرزاق وهكذا قال فاتى الملك فجلس اليه. يعني جليس الملك جاء عند آآ الملك جلس اليه كما كان يجلس فقال له الملك من رد عليك بصرك - 00:05:29ضَ
قال ربي غضب الملك قال ولك رب غيري لان هذا الملك كان يعبد من دون الله قال ربي وربك الله وهنا هذا الحديث كما ذكره النووي في باب الصبر فهو - 00:05:47ضَ
حديث كله صبر والكل يصبر نفسه لاجل دين الله جل وعلا. فجليس الملك هنا يصبر نفسه ويصدع بالحق امام الملك الطاغي وهذا لا شك ما يكون الا بصبر عظيم. قال ربي وربك الله فاخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام - 00:06:02ضَ
فجيء بالغلام فقال له الملك اي بني قد بلغ من سحرك ما تبرئ الاكمه والابرص وتفعل وتفعل وقال اني لا اشفي احدا انما يشفي الله تعالى فاخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب - 00:06:27ضَ
الراهب اوصى الغلام قال فان ابتليت فلا تدل علي لكن العذاب شديد ما اطاق الغلام ودل على الراهب قال فجيء بالراهب فقيل له ارجع عن دينك فابى فدعا بالمنشار فوضع المنشار في مفرق رأسه. في مفرق رأسه - 00:06:45ضَ
تشقه حتى وقع شقة انظر الى الصبر والتضحية في سبيل الله. ثم جيء بجليس الملك فقيل له ارجع عن دينك فابى. فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه به حتى وقع شقة - 00:07:06ضَ
هكذا يصبرون في سبيل الله. قال ثم جيء بالغلام. فقيل له ارجع عن دينك فابى. فدفع الى نفر من اصحابه لانه يخاف من سحره يظنه ساحر وانقلب عليه دفعه الى نفر من اصحابه - 00:07:26ضَ
اقتلوه. فقال اذهبوا به الى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل فاذا بلغتم ذروته. فان رجع عن دينه والا فاطرحوه به فصعدوا به الجبل فصعدوا به الجبل فقال اللهم اكفنيهم بما شئت. فرجف بهم الجبل فسقطوا. وجاء - 00:07:46ضَ
يمشي الى الملك. فقال له الملك ما فعل باصحابك وقال كفانيهم الله الله تعالى كفانيهم الله تعالى. فدفعه الى نفر من اصحابه فقال اذهبوا به فاحملوه في القرقور هو السفينة الصغيرة. فاحملوه في قرقور وتوسطوا به البحر - 00:08:08ضَ
فان رجع عن دينه والا فاقذفوه. فذهبوا به فقال اللهم اكفنيهم بما شئت. فانكفأت بهم السفينة فغرقوا وجاء يمشي الى الملك فقال له الملك ما فعل باصحابك؟ فقال كفانيهم الله تعالى - 00:08:31ضَ
فالتوكل على الله تعالى اعظم سلاح للمؤمن. ومن يتوكل على الله فهو حسبه فالمسلم يوقن بالله تعالى وان الله تعالى بيده الامر يدبر الامر وحده جل وعلا لله الامر من قبل ومن بعد - 00:08:53ضَ
ففوض امرك الى الله وتوكل على الله ولذلك تأمل هذه الكلمة حسبي الله ونعم الوكيل. قالها ابراهيم عندما قذف في النار فقال حسبي الله ونعم الوكيل فقال الله تعالى للنار كوني بردا وسلاما على ابراهيم - 00:09:14ضَ
وقالها النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه رضي الله عنهم في غزوة احد بعد غزوة احد في حمراء الاسد عندما قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء. فهكذا - 00:09:33ضَ
الله تعالى كفى هذا الغلام شر هؤلاء بتوكله على الله تعالى. يقول اللهم اكفنيهم بما شئت ثم قال الغلام للملك انك لست بقاتلي حتى تفعل ما امرك به. فقال ما هو - 00:09:55ضَ
قال تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع ثم خذ سهما من كنانتي ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل بسم الله رب الغلام. ثم ارميني فانك اذا فعلت ذلك قتلتني - 00:10:14ضَ
تم الكيف ان الغلام يضحي بنفسه لاجل الله. هذا اشرف انواع الصبر. يصبر لله لاجل دين الله قال فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه على جذع ثم اخذ سهما من كنانته ثم وظع السهم في كبد القوس ثم قال بسم الله رب الغلام. والناس كلهم يسمعون - 00:10:33ضَ
ان الملك الذي كان يدعوهم الى عبادته هو يقول بسم الله رب الغلام يعترف ان آآ رب الغلام هو الاله الحق بسم الله رب الغلام. ثم رماه فوقع السهم في صدغه يعني في - 00:10:57ضَ
جانب رأسه فوضع يده في صدره فمات. فقال الناس امنا برب الغلام فاتي الملك فقيل له ارأيت ما كنت تحذر؟ قد والله نزل بك حذرك. قد امن الناس فامر بالاخدود بافواه السكك - 00:11:16ضَ
يعني الاخدود والشق في الارض مثل الخندق في الارض بافوار السكك يعني في الطرقات فخدت واضرب فيها النيران اوقد فيها النيران وقال من لم يرجع عن دينه فاقحموه فيها او قيل له اقتحم. ففعلوا ففعلوا. وهكذا - 00:11:40ضَ
المتجبرون الظالمون لا يهمهم يقتلون الناس لاجل جبروتهم وملكوتهم فلا يهمه ان يقتل الملايين من الناس المهم ان يبقى له الملك والعياذ بالله ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها - 00:12:04ضَ
فتقاعست ان تقع فيها يعني ترددت وجبنت ان تقع في النار وخافت على ولدها الرظيع فقال لها الغلام يا اماه اصبري فانك على الحق رواه مسلم. الله اكبر وتأمل كيف انطق الله تعالى هذا الغلام الصغير - 00:12:27ضَ
انطقه الله في المهد وقال لامه يا اماه اصبري فانك على الحق يأمرها بالصبر والثبات على دين الله تعالى وهذا لان الامم الماضية كما يذكر كثير من العلماء ما كان لهم رخصة في النطق بكلمة الكفر عند الاكراه - 00:12:53ضَ
ولذلك تأمل آآ يثبتون حتى يقتل الواحد منهم هذا يعني ذكره العلماء لكن هذه الشريعة الحنيفية السمحة الله تعالى قال اه من كفر بالله من بعدي ما نهي الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان - 00:13:17ضَ
فمن اكره هو معذور ولكن يقول علماء الصبر اولى لا سيما اذا كان الامر يتعلق بالدين والاسلام. ما يتعلق بشخصك انت. لو كانت المسألة شخصية فاراد المسلم ان ينجو ومن عذاب الله من عذاب هذا الطاغي مثلا يعذب في سجن بينه وبين يعني هؤلاء الجند فاذا - 00:13:41ضَ
قال كلمة فيها كفر او سب للدين فسيفرجون عنه مثلا. ولا ما يؤثر قتله او عدم قتله في الناس قالها حتى يعني يعيش حياة اه مديدة في طاعة الله تعالى فهذا لا بأس به كما فعل - 00:14:08ضَ
يعني عمار ابن ياسر رضي الله عنه رضي الله عنهما لكن اذا كانت المسألة تتعلق بالدين والناس ينظرون لهذا الشخص لانه قدوة وامام في الدين ماذا سيقول في هذه مسألة فهنا آآ عليه ان يصبر. كما في قصة الامام احمد رحمه الله تعالى في الفتنة في فتنة خلق القرآن - 00:14:28ضَ
فكما ذكر العلماء يعني الله تعالى ثبت الاسلام بابي بكر يوم الردة وبالامام احمد يوم الفتنة. يوم المحنة. فثبت الامام احمد ولم يطاوعهم ولم يستعمل التورية كما استعمالها بعض العلماء لان مسألة تعلقت بدين الله تعالى والكل ينظر ماذا سيقول الامام احمد في هذه المسألة - 00:14:52ضَ
فهنا كذلك يعني هذا صبر عظيم من هؤلاء يعني جاء عند الترمذي قال ويذكر ان الغلام اخرج زمن عمر ابن الخطاب يعني كأنه جاء سيل او كذا يعني خرج من قبره - 00:15:16ضَ
واصبعه على على صدغه كما وضعها حين قتل لانه الشهيد والشهداء احياء عند ربهم. ومن كرامة الله تعالى الشهداء الصديقين او من يشاء من من عباده جل وعلا ربما يبقى جسده ولا تأكله الارض - 00:15:37ضَ
كما هو شأن الانبياء. هذا من كرامة الله كما حصل هذا الغلام وكما حصل لشهداء احد. لما جاء سيل واخرجه. فاذا هذا يعني حديث عظيم في الحقيقة وجاء عند الترمذي ايضا زيادة يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم او الراوي قرأ هذه الاية يعني سورة - 00:16:05ضَ
في البروج قتل اصحاب الاخدود الناردات الوقود اذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود. الى اخر الايات في هذا. فهذه قصة اصحاب الاخدود التي ذكرها الله تعالى في سورة البروج. ونسأل الله تعالى ان يجعلنا من عباده الصالحين - 00:16:25ضَ
الشاكرين اسأله تعالى ان يثبتنا على طاعته وعلى دينه حتى نلقاه نسأله تعالى ان يختم لنا بالخاتمة الحسنى والحمد لله رب رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:16:45ضَ