التفريغ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله واما بعد فنواصل قراءتنا من كتاب رياض الصالحين. الامام النووي رحمه الله تعالى. قال في باب الصبر وعن عطاء - 00:00:03ضَ
ابي رباح قال قال لي ابن عباس رضي الله عنهما الا اريك امرأة من اهل الجنة؟ فقلت بلى قال هذه المرأة السوداء اتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت اني اصرع واني اتكشف فادعوا - 00:00:23ضَ
الله تعالى لي قال ان شئت صبرت ولك الجنة وان شئت دعوت الله تعالى ان يعافيك فقالت اصبر. فقالت اني اتكشف فادعوا الله ان لا اتكشف فدعا لها. متفق عليه - 00:00:43ضَ
فهذا حديث عظيم في الصبر. ويدل على ان الصبر على بلاء الدنيا من اعظم اسباب دخول الجنة. هذا الحديث خلد ذكر هذه المرأة السوداء بسبب صبرها. تأمل كيف خلد الله تعالى ذكر هذه المرأة السوداء - 00:01:03ضَ
في الامة بفضيلة الصبر. وقال ابن عباس رضي الله عنهما لعطاء الا اريك امرأة من اهل الجنة وهنا يريد الشهادة المعينة لهذه المرأة انها من اهل الجنة لان الشهادة العامة هذي يدخل فيها المسلمون - 00:01:33ضَ
كل مسلم كل مؤمن سيدخل الجنة. لكن يمكن بعضهم يدخل النار يعذب بسبب ذنوبه به لكن ان تشهد لانسان بعين انه من اهل الجنة فهل بعد هذه فضيلة في الدنيا تخيل رجل يمشي على وجه الارض وهو على يقين بانه من اهل الجنة. فهذا فضل عظيم - 00:01:58ضَ
الشهادة المعينة تختلف عن الشهادة العامة. ولذلك في غزوة آآ في فتح خيبر لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لاعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه. فالصحابة رضي الله عنهم - 00:02:28ضَ
تشوفوا ان تكون لهم هذه الفضيلة لماذا؟ لان هذه فضيلة معينة قال انا اريك امرأة من اهل الجنة؟ فقلت بلى. قال هذه المرأة السوداء. وجاء عن عطاء انها ام زوفر مرأة طويلة كانت على ستر الكعبة. فقال له ابن عباس الا اريك - 00:02:48ضَ
امرأة من اهل الجنة. قال هذه المرأة السوداء اتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت اني اصرع. مو تعرف الصرع قد يكون بسبب اه تشنجات تصلب الجسم يعني مرظ عادي وقد يكون بسبب تلبس الجني بالانسي - 00:03:18ضَ
اه قالت اني اصرع واني اتكشف فادعوا الله تعالى لي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان شئت صبرت ولك الجنة. وان شئت دعوت الله تعالى ان يعافيك. فاختارت هذه المرأة الصبر. فقالت اصبر - 00:03:41ضَ
فقالت اني اتكشف فادعوا الله ان لا اتكشف فدعا لها. متفق عليه. فهذا فيه فضيلة الصبر انها لما اختارت الصبر كانت من اهل الجنة. وهذا الحديث الاخوة نعم فيه فضيلة الصبر على الشدة - 00:04:01ضَ
آآ قد يتساءل متسائل يقول آآ ما الجمع بين هذا الحديث وبين التداوي وان المسلم اه يسأل الله تعالى العافية ابن حجر رحمه الله تعالى قال وفي الحديث ان الاخذ بالشدة افضل من الاخذ بالرخصة لمن علم من نفسه - 00:04:21ضَ
طاقة ولم يضعف عن التزام الشدة. يعني هذا يختلف باختلاف احوال الناس. فمن علم من نفسه انه يطيق هذا البلاء وانه لا يضعف عن التزام الشدة فالصبر على هذا اعظم وهذا لا ينافي الدعاء ويدعو الله تعالى بالعافية. لكنه يرظى بما هو فيه - 00:04:51ضَ
يدعو الله تعالى بالعافية وفرق هنا بين اه دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ودعاء العبد من نفسه لان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم مستجاب فالان المرأة حالها يدور بين الاخذ بالعزيمة والصبر - 00:05:21ضَ
وبين الاخذ بالرخصة. وان النبي صلى الله عليه وسلم سيدعو لها وستشفى مباشرة باذن الله. امرها دار بين هذين الامرين فاختارت العزيمة على الرخصة. فهذا من هذا الباب. اما ان آآ يدعو العبد لنفسه - 00:05:42ضَ
فهذا مستحب في كل حال. فهذا مستحب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال سلوا الله العافية سحب له دائما ان يسأل الله العافية ثم يعلم ان الله تعالى يختار له ما يريد. يختار له الاصلح - 00:06:02ضَ
فربما يعجل له العافية في الدنيا. ربما يدفع عنه من السوء بمثل هذا الدعاء. ربما يدخر له الخير في الاخرة ولا يقدر له العافية. فيكون الصابر يعلم ان هذا الصبر وهذا الرضا - 00:06:22ضَ
هو استسلام لله تعالى. والدعاء فيه عبادة وفيه مزيد اجر. وهو من من اعظم اسباب تفريج الكربات يسلم امره لله يختار الله تعالى يختار له يعني ما هو الاصلح له فهو يسأل الله تعالى - 00:06:42ضَ
على العافية وفي الوقت نفسه يصبر. فرق الشاهد انه فرق بين دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ودعاء العبد. فالعبد يدعو الله تعالى دائما. اه لكن لما دار الامر بين امر محقق. دعاء العبد آآ ليس فيه - 00:07:02ضَ
آآ تحقق وقوع العافية. وانما هو يدعو الله تعالى والله اختار له ما يشاء. فهو يتعبد لله بهذا وهذا من اعظم اسباب العافية وهي مطلوبة بلا شك آآ لكن هنا لما دار الامر بين يعني امر محقق - 00:07:19ضَ
ويعني ما هي عليه من ما اختاره ما اختاره الله تعالى لها من الصبر على البلاء فاختارت الصبر. يعني يكون لها الاجر العظيم. وهذا كما عرفنا يعني آآ يختلف بحسب اختلاف احوال الناس. وهذا يشبه - 00:07:39ضَ
يعني مسألة ايضا التداوي يعني التداوي اه النبي صلى الله عليه وسلم قال عباد الله تداووا حث على التداوي وآآ العلماء ايضا اختلفوا فيه هل هو مباح؟ هل هو مستحب؟ وآآ هل هو تركه اولى وافضل - 00:07:59ضَ
هذا ايضا يختلف بحسب اختلاف احوال الناس. في بعض الاحوال القليلة قد يصل الى درجة الوجوب لكان الدواء آآ يعلم صاحبه بيقين انه يدفع عن نفسه الهلاك. مثل انسان سيموت. واذا لم يأكل من الميت - 00:08:19ضَ
مثلا سيموت فهنا مضطر يأكل منها حتى ينقذ نفسه. وهكذا ربما تكون الان بعض الادوية امرها محقق مثلا يعني اذا كان الامر محققا فهذا يختلف لكن هو في الحقيقة في الغالب لا تكون نسبة العلاج والدواء - 00:08:39ضَ
يعني بهذا التحقق لربما تكون هناك اثار يعني جانبية ويكون هناك احتمال فهنا يعني الناس احوال في مثل هذا من الناس من لا يطيق يعني الصبر على مثل البلاء فيلجأ - 00:08:59ضَ
الى التداوي فهذا افضل له. ومن الناس من يطيق الصبر ويسلم امره الى الله وينتظر الفرج من الله او ان اذا عليه المرض وادى ذلك الى وفاته لكن بدون ان يوقن ابتداء بان هذا يؤدي الى الوفاة وانما قد يؤدي وقد - 00:09:19ضَ
يؤدي حتى العلاج قد يؤدي وقد لا يؤدي. فهنا لو سلم امره الى الله وصبر. فهذه لا شك انها درجة يعني عالية. اه من اليقين بالله تعالى يعني قوة التوكل عليه جل وعلا. وهذا نص عليه الامام احمد رحمه الله تعالى. والله اعلم. ولذلك - 00:09:39ضَ
ابن حجر رحمه الله تعالى قال في هذا الحديث وفيه دليل على ترك التداوي وفيه ان علاج الامراض كلها او وفيه دليل على ان علاج الامراض كلها بالدعاء والالتجاء الى الله تعالى انجع وانفع من العلاج بالعقاقير. وان تأثير ذلك - 00:09:59ضَ
وانفعال البدن عنه اعظم من تأثير الادوية البدنية. ولكن انما ينجح بامرين احدهما يعني الدعاء اقوى من الادوية بشرطين. احدهما من جهة العليل عن المريض وهو صدق القصد. والاخر من جهة المداوي وهو قوة - 00:10:19ضَ
وجوهي وقوة قلبه بالتقوى والتوكل. نعم يعني اذا دعا انسان لاخر واورقاه فهكذا يكون في قلبه قوة توكل على الله تعالى وتقوى لله. ومن جهة العليل يكون قصده وقلبه معلقا - 00:10:39ضَ
الله جل وعلا. المهم ان هذا حديث فيه فضل الصبر وفيه ايضا آآ شدة حياء الصحابيات رضي الله عنهن تأملوا كيف ذهبت الى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت اني اتكشف ادعو الله ان لا اتكشف فدعا لها. وهي معذورة في هذا لكن مع ذلك - 00:10:59ضَ
يعني اه تستحي يعني من ان يرى منها شيء فهذا من تمام حيائها رضي الله عنها. قال عن ابي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال كاني انظر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الانبياء - 00:11:19ضَ
صلوات الله وسلامه عليهم ضربه قومه فادموه وهو يمسح الدم عن وجهه يقول اللهم اغفر لقومي انهم لا يعلمون. متفق عليه. يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كاني انظر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:11:39ضَ
يحكي نبيا من الانبياء يعني يصف نبيا من الانبياء. والنبي صلى الله عليه وسلم آآ اذاه قومه وضربوه وكسروا رباعيته. وشجوا وجهه صلى الله عليه وسلم وادموا قدميه بذلك اه التذكر عندما يتذكر حال الانبياء قبله كيف اوذوا وصبروا يتسلى بهذا - 00:11:59ضَ
يحكي نبيا من الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم ضربه قومه فادموه وهو يمسح الدم عن وجهه. يعني ذلك النبي ويقول الله اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون. آآ فبهداهم اقتضى. اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتدوا. وهكذا النبي صلى الله - 00:12:29ضَ
عليه وسلم يعني يقتدي بمن قبله من الانبياء وهو افظلهم صلى الله عليه وسلم. وجمع الله تعالى فيه خصال قال الخير. آآ فهذا يعني من آآ حلم النبي صلى الله عليه وسلم وعدم استعجاله - 00:12:49ضَ
العذاب بالمخالفين. فما كان يدعو عليهم وانما كان يقول اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون. يعني يشابه بذلك هذا النبي من الانبياء عليهم الصلاة والسلام. قال وعن ابي سعيد وابي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:13:09ضَ
ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا اذى ولا غم حتى الشوكة يشاء قال حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه. متفق عليه. الله اكبر - 00:13:29ضَ
قال ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب يعني النصب شدة المرض الذي ليتعب الانسان يجعله ينصب يتعب تعبا شديدا. ولا وصب يعني المرض الدائم المستمر قال ولا هم ولا حزن يعني هذه امراض ايضا نفسية روحية. قال ولا اذى ادنى - 00:13:49ضَ
ادى ولا غم. يعني اذا تضاعف الهم قال حتى الشوكة يشاكها حتى الشوكة يشاكها الالم اليسير جدا الا كفر الله بها من خطاياه وهكذا المؤمن يعيش مع البلاء. عندما يتذكر المسلم هذا الحديث لا يحزن. بل - 00:14:19ضَ
هكذا ربما يستبشر بمرارة الالام. ونصب الامراض. كما قال بعضهم يعني عندما قطع اصبعه او كذا فقال انساني حلاوة اجرها مرارة المها. فالمسلم اذا تذكر مثلا ان ما من ابرة يعني - 00:14:49ضَ
تضرب في او توضع في بدنه او دماء تنزف منه او يعني عملية تجرى له ثم يعني يتألم او ظيق في نفسه لا يستطيع ان يتنفس الا بشق الانفس وبالاجهزة. وهذا كله - 00:15:17ضَ
من تقدير الله تعالى ويعلم ان الله تعالى يريد به الخير. الا كفر به من خطاياه. الله تعالى يكفر سيئاتك اريد منك ان تخرج من هذه الدنيا وانت طاهر من السيئات ليس عليك سيئة. يطهرك فهذا لا شك - 00:15:37ضَ
انه خير فهذه يعني الشرور النسبية هي شر بالنسبة للانسان لا لكن هي بالنظر الى فعل الله هي خير الشر ليس اليك فهكذا المسلم يفهم الحكمة من البلاء والحكمة من خلق الخلق وان هذه الدنيا دار - 00:15:57ضَ
ابتلاء فيصبر يحتسب الاجر على الله تعالى. قال وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك قال والوعك مغث الحمى وقيل الحمى. قال - 00:16:17ضَ
قلت يا رسول الله انك توعك وعكا شديدا. قال اجل اني اوعك كما يوعك رجلان منكم. قلت ذلك ان لك اجرين قال اجل ذلك كذلك. ما من مسلم يصيبه اذى شوكة فما فوقها الا كفر الله بها سيئاته - 00:16:37ضَ
وحطت عنه ذنوبه كما تحط الشجرة ورقها. متفق عليه. فتأمل اذا كان النبي صلى الله عليه هو اكرم الخلق عند الله جل وعلا. يظاعف عليه الم المرظ. ويوعد كما يوعك - 00:16:57ضَ
رجلان آآ من الناس كما يوعك رجلين يعني يتضاعف عليه الم المرض. لماذا؟ حتى يضاعف الله تعالى له الاجر والثواب. فهذا يجعل المبتلى لا يحزن ويصبر وله في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة - 00:17:17ضَ
كان اكرم الخلق يبتلى فهذا يهون على الانسان البلاء. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم اشد الناس بلاء الانبياء ثم الامثل فالامثل. نسأل الله تعالى هذا العافية. نسأل الله تعالى ان يعفو عنا. ثم نختم بهذا الحديث. قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله - 00:17:37ضَ
صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يصب منه. رواه البخاري. من يرد الله به خيرا صب منه يصب منه. يعني اه تصيبه المصائب والالام في بدنه في - 00:18:00ضَ
هذه في احبابه في اهله ويصبر يصب منه فهذا اراد الله تعالى به الخير لانه يكفر سيئاته ويرفع من درجاته. فهذا حال المؤمن مع البلاء دائما يتذكر ان الله يريد به الخير. من يرد الله به خيرا يصب منه - 00:18:20ضَ
هذا من الناحية القدرية وهذا يذكرنا بالحديث من الناحية الشرعية من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. فسبحان الله يعني آآ علامة ارادة الله تعالى بك الخير ان تكون عبدا لله تعالى. في حال السراء - 00:18:44ضَ
بان تتعبد لله باحب الوسائل اليه. احب اه الوسائل واعظم ما يقربك الى الله وهو العلم النافع والفقه في الدين. ثم في حال القدر تكون صابرا. ويعني تعلم ان الله - 00:19:04ضَ
الا اراد بك الخير بهذا البلاء فهذا من اعظم ما يصدر العبد. ونسأل الله تعالى ان يجعلنا من عباده الصابرين. اسأله تعالى ان اه يعافينا ويعافي اهلنا والمسلمين اجمعين. اسأل الله تعالى ان يغفر لنا ويرحمنا والحمد لله رب العالمين - 00:19:24ضَ
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:19:44ضَ