شرح كتاب رياض الصالحين

شرح رياض الصالحين ٢٢ - فضيلة الشيخ خالد إسماعيل

خالد اسماعيل

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد فنواصل قراءتنا من كتاب رياض الصالحين للامام النووي رحمه الله تعالى. يقول في باب الصبر وعن انس - 00:00:03ضَ

رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتمنين احدكم الموت لضر اصابه. فان كان لا مد فاعلا فليقل اللهم احيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي. متفق عليه - 00:00:23ضَ

فهذا الحديث يرشدنا فيه نبينا صلى الله عليه وسلم الى الصبر على الضر الذي يصيب العبد في دنياه فمهما اصابك من ضر من مرض من دين من حزن من وفاة قريب على المسلم ان لا يجزع - 00:00:43ضَ

وعليه ان يصبر وبعضهم يخيل اليه انه لو تمنى الموت سيستريح من هذا الضر الذي نزل به. فالنبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن ذلك يقول لا يتمنين احدكم موتى لضر اصابه. والمقصود بالضر هنا - 00:01:11ضَ

الضر الدنيوي الضر الذي ينزل بالعبد في بدنه او اهله او ماله مما يتعلق بالدنيا مرض او فقر او اه محنة من عدو مثلا فهذا تدل عليه رواية النسائي. لا يتمنين احدكم الموت - 00:01:39ضَ

بضر نزل به في الدنيا. هكذا جاء صريحا. لان هذا فيه اعتراض على قدر الله تعالى. يعني فيه شيء من الاعتراظ على قدر الله. التمني المطلق للموت بسبب مصائب الدنيا لان العبد مأمور تحت هذه المصائب ان يصبر - 00:02:01ضَ

فاذا تمنى الموت فكأنه قد اعترض على قدر الله تعالى ويخيل اليه انه سيفر من هذا القدر المحتوم الى الراحة. اذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ثم يعني ايضا - 00:02:27ضَ

اه السبب في هذا ان حياة المؤمن خير له. يعني كما جاء في اه حديث البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يتمنين احدكم احدكم الموتى اما محسنا فلعله ان يزداد - 00:02:50ضَ

واما اه مسيئا فلعله ان يستعتب فاذا عمر المسلم خير له. اما محسنا فلعله ان يزداد خيرا. يزداد في طاعة الله القرب من الله جل وعلا. فيلقى الله تعالى وهو في اعلى الدرجات على احسن الاحوال. واما مسيئا فلعله ان يستعتب ان - 00:03:10ضَ

الى الله تعالى فلماذا يتمنى الموت ولذلك ايضا جاء في حديث مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي قال لا يتمنى احدكم الموت ولا يدعو به من قبل ان يأتيه انه اذا مات احدكم انقطع عمله - 00:03:35ضَ

وانه لا يزيد المؤمن عمره الا خيرا. وانه لا يزيد المؤمن عمره الا خيرا فالمؤمن فيه خير فاذا صبر على هذا الضر فالله تعالى يكفر من سيئات ويرفع درجاته. اما الموت يقطع عليه الاجور والحسنات. فاذا هذا الضر كما عرفنا المقصود به الضر الذي - 00:03:55ضَ

يصيب المؤمن في اه الدنيا عرفنا ان سبب النهي هو كما عرفنا ان آآ تمني الموت هكذا مطلقا بسبب مصائب الدنيا هذا فيه شيء من الاعتراض على قدر الله تعالى وعدم الرضا - 00:04:25ضَ

التام وايضا عمر المؤمن اه كله خير. وهنا يعني اتذكر اه ما ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى في مدارج السالكين في مقام الرضا ان سفيان الثوري ووهيب بن الورد - 00:04:45ضَ

ويوسف بن اسباط رحمهم الله تعالى جمعهم مجلس فقال سفيان الثوري قد كنت اكره موت الفجر اما اليوم فلا اكرهه. واتمنى اني لو كنت ميتا. فقال له يوسف ابن اسباط رحمه - 00:05:05ضَ

الله تعالى قال ولماذا؟ قال خوفا من الفتنة. وكما سيأتي معنا يعني المسلم اذا تمنى الموت او تمنى لقاء الله تعالى حتى في دينه فهذا جائز فقال له يوسف بن اسباط اما انا فاني آآ يعني آآ لا اكره البقاء - 00:05:25ضَ

بل يعني احب ان ابقى في الدنيا قال لعلي اصادف يوما اتوب الله تعالى فيه او اعمل فيه صالحا. ووهيب بن الورد يعني ساكت بينهما. فقال له وما تقول انت - 00:05:49ضَ

فقال وهيب بن الورد رحمه الله تعالى احب ذلك الى الله احبه الي. يعني كمال التسليم والتفويض لله والرضا بالله جل وعلا بما يقدره. فقبل سفيان الثوري رأسه وقال روحانية ورب الكعبة - 00:06:10ضَ

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم هنا قال فان كان لا بد فاعلا فليقل يعني اذا كان لابد فاعلا اشتد عليه الظر في وما اطاق الصبر. فهنا ماذا يقول - 00:06:30ضَ

قال فليقل اللهم احيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي. ارشد النبي صلى الله عليه وسلم الى مقام التسليم والتفويض لله تعالى فان كان لابد فاعلا فليقل اللهم احيني ما كانت الحياة خيرا لي. ومتى تكون الحياة خيرا للمؤمن؟ يعني اذا - 00:06:46ضَ

قدر الله تعالى له ان يصبر في المصيبة يضاعف الله تعالى له من الاجر فهذا خير له. وان كان يتألم. فهذا خير اللهم احني ما كانت الحياة خيرا لي. وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي. اذا علم الله تعالى من حالك انك لن تصبر. وان - 00:07:11ضَ

المصيبة قد تفتن بسببها فالوفاة خير لك فهكذا يفوض المسلم امره الى الله تعالى حتى في اغلى ما يملك في حياته اللهم احيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي. فاذا هذا دعاء عظيم يعني فيه كمال التسليم - 00:07:31ضَ

لله جل وعلا. مما يدل على ان اه تمني الموت اذا كان بسبب آآ الخوف على الدين بسبب الفتنة في الدين انه جائز اه حديث النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه قال واذا اردت بعبادك فتنة فاقبضني اليك غير مفتون. فاقبضني اليك - 00:07:53ضَ

مفتون. فهنا دعا الموت وهذا باتفاق المذاهب الاربعة انه اذا كان تمني الموت لاجل الخوف على الدين فيجوز ذلك ومن هذا يعني وجه العلماء قول الله تعالى عن مريم عليها السلام يا ليتني مت - 00:08:18ضَ

قبل هذا وكنت نسيا منسيا اه وكذلك يعني قول عمر رضي الله عنه في اخر خلافته عندما رجع من الحج رجع من منى يقولون استلقى لما كان بالابطح ودعا الله تعالى - 00:08:38ضَ

قال اللهم كبرت سني وضعفت قوتي وانتشرت رعيتي فاقبضني اليك فاقبضني اليك غير مضيع مضيع ولام او غير مضيع ولا مفرط. يعني لعله خاف مع عجزه وانتشار الرعية ان لا يوفي حق رعيته. وهذه فتنة في الدين. فخاف على نفسه من ذلك فقال فاقبضني اليك - 00:08:55ضَ

غير مضيع ولا مفرط. يعني مات عمر في نفس ذلك العام. لما يعني طعنه آآ ابو لؤلؤ المجوسي ومات شهيدا يعني في محراب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكذلك يعني جاء عن عن علي - 00:09:25ضَ

رضي الله عنه انه يوم الجمل قل ليتني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة. يعني عندما قتل بعض الصحابة رضي الله عنهم طلحة وغيره ايضا يقول العلماء اذا كان تمني الموت من باب الشوق للقاء الله - 00:09:45ضَ

فهذا ايضا اه يعني مما يعني اجازه العلماء يعني كما ورد في بعض الاثار عن الصحابة رضي الله عنهم يعني جاء عن حذيفة رضي الله عنه انه لما حضره الموت يعني كان في سياق الموت في مرض الموت قال - 00:10:05ضَ

جاء على فرقة. وايضا قال ابو الدرداء رضي الله عنه قال احب الموت اشتياقا لربي احب الموت اشتياقا لربي هذا يحمل على حال والله اعلم يكون العبد فيها قد يعني كانه يشعر بقرب اجله ويأسه من آآ الدنيا - 00:10:25ضَ

اه يغلب على قلبه الشوق للقاء الله تعالى في اخر حياته. فهنا لا بأس لان هذا ليس فيه اعتراض على القدر يعني العلة هنا منتفية تماما. بل هو يعني راض بامر الله. وانما يريد تعجيل هذا - 00:10:48ضَ

النعيم وهذه اللذة يطلب من الله تعالى ان يعني يلقاه على احسن حال وان يشتاق للقاء ربه فهذا يعني آآ يعني كما جاء في الحديث اسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك. فهذا ايضا مما يعني يذكر في هذا الباب والله اعلم - 00:11:08ضَ

فاذا الخلاصة ان هذا الحديث يعني اه يرشدنا فيه النبي صلى الله عليه وسلم الى الصبر ويعلمنا دعاء فيه كمال الصبر والرضا. اللهم احيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي. ونسأل الله تعالى - 00:11:28ضَ

ان يجعل الحياة الدنيا زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. نسأل الله تعالى ان يغفر لنا ويرحمنا الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:11:48ضَ