التفريغ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله ايها الاخوة والاخوات نواصل قراءتنا من كتاب رياض الصالحين للامام النووي رحمه الله تعالى يقول في باب - 00:00:05ضَ
وعن ابي محمد الحسن ابن علي ابن ابي طالب رضي الله عنهما قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم دع ما قريبك الى ما لا يريبك. فان الصدق طمأنينة والكذب ريبة. رواه الترمذي وقال حديث صحيح. قال النووي - 00:00:25ضَ
يريبك وبفتح الياء وضمها. يعني يريبك او تقول يريبك ومعناه اترك ما تشك في حله. واعدل الى ما لا تشك فيه. آآ هنا النبي صلى الله عليه وسلم يرشدنا الى ترك الشبهات. دع ما يريبك يعني ما تشك فيه. الى ما لا - 00:00:45ضَ
الى الامر الذي لا تشك فيه. لماذا؟ قال فان الصدق طمأنينة والكذب ريبة يعني الانسان اذا ترك الامر المشكوك فيه والشبهات اه فعل الامر واضح الحلال البين يكون في قلبه طمأنينة - 00:01:12ضَ
وتأمل كيف جاء التعليل هنا فان الصدق طمأنينة. هذا يدلنا على ان ترك الشبهات من صور الصدق. وان هذا الانسان انسان صادق في خوفه من الله. صادق في ابتعاده عن الحرام. لا يكتفي بالبعد عن المحرمات فقط - 00:01:37ضَ
بل يبتعد عن الشبهات من كمال صدقه. لانه يريد طمأنينة القلب. قال فان الصدق طمأنينة والكذب ريبة. ترك الشبهات له درجات وآآ الشبهة اذا كانت آآ قوية جدا وآآ اذا - 00:01:57ضَ
ارتكبها الانسان ربما يكون قد وقع في آآ كبيرة من كبائر الذنوب فهنا يجب عليه ان يترك هذه الشبهة كما سأل بعض الصحابة رضي الله عنهم النبي صلى الله عليه وسلم عن حاله مع زوجته عندما جاءت امرأة عجوز - 00:02:24ضَ
وقالت لهما قد ارضعتكما. من المعلوم ان شهادة امرأة واحدة الاصل انها لا تقبل في كثير من الابواب لكن هنا تأمل لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن كلام هذه المرأة قال له النبي صلى الله عليه وسلم كيف وقد قيل - 00:02:47ضَ
كيف وقد قيل؟ يعني الامر خطير جدا العلاقة الان مع هذه المرأة اما ان تكون حلالا تكون زوجة او تكون محرمة تكون هذي اختك كيف تعاشر اختك ثم هذه المرأة ما مصلحتها من ان تكذب عليكما؟ وقالت قد ارضعتكما ثم هذه الرضاعة ما يطلع عليها الرجال - 00:03:07ضَ
قال في الغالب وانما هي من شؤون النساء اخذ النبي صلى الله عليه وسلم بهذا ولهذا قال بعض العلماء ان شهادة المرأة الواحدة تكفي في مسائل الرضاع مثلا فهنا الامر مشتبه والشبهة قوية جدا. واذا ارتكب المسلم اه الامر - 00:03:35ضَ
فيه يمكن ان يقع في آآ امر كبير فهنا يجب عليه ان يترك الشبهة. آآ وهكذا يعني تختلف الشبهات يعني احيانا الامر لا يصل الى هذه الدرجة بعض العقود التجارية. يعني يكون فيها شرط قد يكون فيه شبهة - 00:03:58ضَ
انك اذا تأخرت في سداد الاقساط تكون عليك غرامة مثلا. تقول هذه غرامة ولا ربا الامر متردد. نعم اذا تركت الشبهات هذا اسلم لدينه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من استبرأ الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه - 00:04:20ضَ
اه لكن اه وجدت فتوى لمجامع فقهية ان هذه الرسوم هي بسبب اه خدمات يقدمها اه البنك مثلا وهذا بنك اسلامي وانت محتاج فاشتريت مثل هذه السيارة او هذه السلعة ببيع التقسيط - 00:04:38ضَ
معروف لا بأس بهذا باذن الله. يعني اه وهكذا الشبهات تتفاوت. انسان وقع على او به نجاسة مذي او نجاسة قطرة بول ولا يدري الان اين وقعت لكن متأكد انها وقعت في اه طرف مثلا الثوب - 00:04:58ضَ
فيغسل الطرف كله اه يبتعد عن الشبهة لو غسل طرف واحد يمكن يشتبه عليهم ويقول لا ممكن يكون النجاسة وقعت بجانب هذا الطرف. فيتردد دع ما يريبك الى ما لا يريبك. دع الشبهة واغسل الطرف كله - 00:05:18ضَ
اللي عند الامر يسير فهذا اسلم لك فان الصدق طمأنينة والكذب ريبة لكن هناك بعض الشبهات ممكن ان يدخل من خلالها الشيطان حتى يوقعك في الوسواس. وهذا كثير مثلا في اه سلس البول مثلا اه انسان يخرج منه البول بدون - 00:05:38ضَ
اختيار منه هذا من الامراض واحيانا يشعر الانسان في اه بطنه بحركة شي يريد ان يخرج لكن لم يسمع صوتا او لم يجد ريحا فهنا كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل - 00:06:02ضَ
يخيل اليه انه خرج منه شيء فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا ينصرف حتى يسمع صوتا او يجد ريحا يعني حتى يتيقن لماذا لانه اذا فتح على نفس هذا الباب سيدخل عليه الشيطان بالوسواس والاصل الان هنا الطهارة انت على طهارة فلماذا تشك - 00:06:24ضَ
في طهارتك وانت على طهارة متيقن من الطهارة. واليقين لا يزول بالشك ما دمت متيقن فهنا آآ ابتعد عن الشكوك. وقد يجد الانسان حركة آآ في مثلا فيظنه خرج شيء - 00:06:45ضَ
فاذا ما تأكد ما تيقن لا ينصرف ان الحركة قد تحدث لكن لا يخرج شيء كما قال بعض العلماء في هذا هو كالضرع. هو كالضرع كضرع البقرة او الشاة قال ان حلبته در. وان تركته قر - 00:07:05ضَ
احيانا قد توجد حركة وما يوجد خروج مثلا. فهنا المسلم لا يفتح على نفسه باب الشبهات. آآ وهناك ايضا يعني هذا من الورع والصدق كما عرفنا انه يترك يعني الشبهة التي يشك فيها آآ حتى - 00:07:27ضَ
على طمأنينة ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم مثلا عندما وجد تمرة يعني في بيته وهذه نعمة لا تترك لكن النبي صلى الله عليه وسلم قال لولا ان تكون من الصدقة لاكلتها. لكن خشي النبي صلى الله عليه وسلم ان تكون من الصدقة من تمر الصدقة لانه يؤتى بتمر - 00:07:49ضَ
الصدقة ويوزع يعني الصحابة يأتون بالتمر الى بيت النبي صلى الله عليه وسلم فربما ان يكون هذا التمر ليس من تمر البيت وانما هو من الصدقة هنا يوجد شبهة لكن مثلا انت تعرف بيتك - 00:08:09ضَ
ليس اه فيه تمر صدقة ما احد يتصدق عليك ووجدت تمرة ساقطة في مثلا اه فناء البيت مثلا او بجانبه هذا في الغالب من تمر بيتك. تأخذها وتأكلها. هذه نعمة الله تعالى لا تترك. فهذه ليس فيها شبهة. بخلاف اه مثلا - 00:08:24ضَ
ما حصل في هذا الحديث دع ما يريبك الى ما لا يريبك. فان الصدق طمأنينة والكذب ريبة. وهنا ايضا نقف مع قول النبي صلى الله عليه وسلم فان الصدق طمأنينة - 00:08:44ضَ
وهذا عام يعني يتعلق نعم بترك الشبهات لانه من صور الصدق في ترك الحرام انه يبالغ في ترك الحرام حتى يترك شبهات فيكون في قلبه طمأنينة. وكذلك هذه قاعدة عامة. فان الصدق طمأنينة هذه في الحقيقة ثمرة - 00:08:56ضَ
مباركة عظيمة من ثمرات الصدق والمقصود الصدق مع الله والصدق مع الناس. فان الصدق طمأنينة سبحان الله! اذا صدق المسلم مع ربه يشعر بطمأنينة في عبادته. اذا صدقت مع الله واحسنت عبادة الله - 00:09:19ضَ
يفتح الله تعالى على قلبك. من الطمأنينة واليقين واللذة. فان الصدق طمأنينة. انظر الذي صلي وهو يرائي في صلاته. يريد آآ السمعة. يريد ان يقال عنه فلان. يطيل في الصلاة. فلان صوته حسن. فلان حافظ - 00:09:39ضَ
فلان فلان متصدق مثلا ما يكون في قلبه لذة للطاعة ولا طمأنينة. لماذا؟ ليعلم ان الله تعالى علم سوء سريرته علم كذبه في نيته. فما يشعر بتلك الطمأنينة والراحة في عبادته. ولذلك - 00:10:00ضَ
اذا تفرست في حال هؤلاء المرائين سبحان الله يظهر الله تعالى شيئا من هذا الاضطراب والقلق على وجوههم او في كلماتهم. بخلاف المخلص لله تعالى الصادق الذي يعمل العبادة لوجه الله وصادق فيها - 00:10:23ضَ
فيشعر بالطمأنينة والراحة في عبادته لربه جل وعلا. فان الصدق طمأنينة. وهكذا كما عرفنا كلما صدقت في عبادة الله كنت خاشعا وهذا عرفناه ان الخشوع في العبادة من الصدق مع الله تعالى. عندما يستوي ظاهرك بباطنك - 00:10:44ضَ
عندما تقول الله اكبر تقولها بلسانك وقلبك عندما تقول سبحان الله الحمد لله الله اكبر اقولها بقلب خاشع تتفكر في معانيها تجد في قلبك طمأنينة لهذه الاذكار لهذه المعاني الجليلة. بخلاف الذي آآ يقولها سردا سريعا مستعجلا - 00:11:03ضَ
نجد هذه الطمأنينة نجد هذه الحلاوة فكلما صدقت مع ربك في عبادتك في اذكارك. آآ في صلاتك تشعر بالطمأنينة في عبادتك. وهكذا في مع الناس اذا صدقت في تعاملك مع الناس يكون عندك طمأنينة خلاف الذي يكذب - 00:11:25ضَ
يكون خائفا ربما يكتشف فلان اني خدعته اني كذبت عليه. فيكون في قلبه ريبة. والكذب ريبة. سبحان الله. فهكذا يكون مرتابا قلقا عموما وهكذا حال المنافقين وهكذا حال المرائين وهكذا حال الذين يكذبون مع الله او يكذبون مع الناس - 00:11:47ضَ
تجد عندهم القلق والريبة في حياتهم. فهذا في الحقيقة من اعظم وسائل السعادة لان الطمأنينة هي كمال السعادة في هذه الدنيا. الا بذكر الله تطمئن القلوب. وتأمل هنا يقول فان الصدق طمأنينة - 00:12:14ضَ
ماذا يريد الانسان اذا عاش مطمئنا مرتاحا ليس عنده حيرة ولا قلق ولا اضطراب ولهذا سبحان الله هذا يدلنا على ان هذه الاخلاق الفاسدة سبب في الامراض النفسية لان الانسان اذا اكثر من الكذب والنفاق يكون في ريبة وقلق وحيرة وهذا يؤدي به الى امراض نفسية. يكون دائما - 00:12:34ضَ
ينطلق البال ومضطربا وهذا يؤدي الى سوء معاملته ايضا مع غيره. لان ما يشعر بطمأنينة في قلبه ونفسه وهكذا فاذا سبحان الله ما اجمله من آآ خلق وما اعظمه من دين هكذا نبينا صلى الله عليه وسلم يأتي لنا بهذه الاحاديث العظيمة التي فيها تزكية للنفوس - 00:13:01ضَ
حقا كما وصفه الله تعالى هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويزكيهم ويعلمهم كتابه الحكمة. الحكمة هي السنة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين. فنسأل الله تعالى ان يجعلنا من الصادقين المطمئنين نسأله تعالى ان يغفر لنا ويرحمنا - 00:13:31ضَ
والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:13:53ضَ